يوم وطني في تجربة خالدة..
يوم وطني في تجربة خالدة..
يوسف الكويليت
ثلاثة أرباع القرن شهدها تاريخ توحيد المملكة على يد عظيمها الملك عبدالعزيز رحمه الله، وقد مرت على هذا الحدث أجيال عاصرت البدايات ثم النهضة، فالطفرة الحضارية والمادية تحت عناوين الوحدة الوطنية بكفاءة الرجال والنساء، ورفض كل أنواع الفرقة القبلية والعنصرية والمذهبية والطائفة؛ لأن من نسج النّفذة الأولى في بساط هذه الوحدة، أعطانا تكملة نسج بقية البساط، وهي عملية تضع مسؤولية كل فرد وعائلة ومجتمع أمام ذواتهم في جعل امتداد هذا التاريخ موصولاً متكافئاً في جميع المهام الكبيرة والصغيرة..
المعنى لليوم الوطني لا يقتصر على الفرحة والاحتفال بيوم تاريخي ترفع فيه الأعلام وتعقد الندوات والمهرجانات، وإنما قراءة تلك السنوات الطويلة، وكيف أن القائد مع شعبه صنعوا معجزة التوحيد، وهي العملية التي لم تحدث للوطن العربي كله من أصحاب دعوات الوحدة والاتحاد ثم التضامن حيث نرى بأن الملك عبدالعزيز اختزل المسافات المعقدة والصعبة بظروفها الجغرافية والبشرية، ومواردها الشحيحة، بالإرادة الهائلة والإيمان الكبير، حتى إن قيادة مجاميع ظلت متنافرة ومتحاربة، وصهرهم في ميادين المعارك ثم خلق نسيج واحد لأبناء البادية والحاضرة، والانفتاح على فضاء العالم الواسع في جذب تجاربه في العلوم والاستكشافات، هو ما وفر لنا الثروة الوطنية النفطية التي شكلت معمار وطن على مساحات تضاهي القارة الأوروبية بتضاريسها وأبعادها..
والذين يشهدون رحلة اليوم بكثافة مشاريعها وتحولاتها الهائلة التعليمية والاقتصادية وبروز أجيال يحاكون تقنيات العصر الهائلة، ربما لم يعرفوا «الكتاتيب» ومكافحة الأميات الأولى، وأن أجدادهم كانوا يعانون القراءة والكتابة ومشاق الطرق والاتصال، وحتى وسائل المواصلات لم تكن الا الجمل والحصان، وأن المدن التي تحاد العراق والشام لا يعلم سكانها ولا يدرون عن جنوب المملكة أو غربها بسبب القطيعة الجغرافية، بينما الآن رسالة من هاتف أو أجهزة التواصل تضعك أمام المخاطب وجهاً لوجه في أي قارة من العالم، وليس هذا وحده النتيجة، وإنما التواصل التجاري والثقافي وفهم الحركة الإنسانية بتداعياتها السلبية والإيجابية أمام نظر الإنسان في المملكة، وكل أبناء المعمورة..
قطعنا بعض الطريق للتأسيس، وبدأ الإنجاز الأكبر الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله.. وتأكيد الوجود على الخارطة الإنسانية يحتاج لأنْ نفهم طبيعة التحديات، وأهمها الوعي الأمني، حيث إن الحصار الذي يطوق المنطقة العربية يجعلنا على إدراك تام بأن المستهدف هو كل هذه الرقعة العربية، وأن سلاح الوعي والتفاعل مع طبيعة الأحداث هو أحد مرتكزات الاستقرار والتنمية، وأن رأس مالنا البشري شابٌ تطورت معلوماته وثقافته وتواصله مع العالم الخارجي بمبدأ خلع روح الاتكالية، والذهاب لخوض معارك البناء المتواصل، ولعل تزايد أعداد المبتعثين سيضيف لنا تجربة غنية لأن التوسع في إرسالهم لمختلف الدول المتقدمة، سوف ينعكس إيجاباً على التحضير للقفزة القادمة..
يومنا الوطني يعني تأكيد حضورنا التاريخي على الكرة الأرضية، ونحن الآن أمام مراحل الإنجازات الكبيرة، والتي لا تتم إلاّ بالإيمان وإرادة العمل داخل الوطن الواحد..
الرياض
يوسف الكويليت
ثلاثة أرباع القرن شهدها تاريخ توحيد المملكة على يد عظيمها الملك عبدالعزيز رحمه الله، وقد مرت على هذا الحدث أجيال عاصرت البدايات ثم النهضة، فالطفرة الحضارية والمادية تحت عناوين الوحدة الوطنية بكفاءة الرجال والنساء، ورفض كل أنواع الفرقة القبلية والعنصرية والمذهبية والطائفة؛ لأن من نسج النّفذة الأولى في بساط هذه الوحدة، أعطانا تكملة نسج بقية البساط، وهي عملية تضع مسؤولية كل فرد وعائلة ومجتمع أمام ذواتهم في جعل امتداد هذا التاريخ موصولاً متكافئاً في جميع المهام الكبيرة والصغيرة..
المعنى لليوم الوطني لا يقتصر على الفرحة والاحتفال بيوم تاريخي ترفع فيه الأعلام وتعقد الندوات والمهرجانات، وإنما قراءة تلك السنوات الطويلة، وكيف أن القائد مع شعبه صنعوا معجزة التوحيد، وهي العملية التي لم تحدث للوطن العربي كله من أصحاب دعوات الوحدة والاتحاد ثم التضامن حيث نرى بأن الملك عبدالعزيز اختزل المسافات المعقدة والصعبة بظروفها الجغرافية والبشرية، ومواردها الشحيحة، بالإرادة الهائلة والإيمان الكبير، حتى إن قيادة مجاميع ظلت متنافرة ومتحاربة، وصهرهم في ميادين المعارك ثم خلق نسيج واحد لأبناء البادية والحاضرة، والانفتاح على فضاء العالم الواسع في جذب تجاربه في العلوم والاستكشافات، هو ما وفر لنا الثروة الوطنية النفطية التي شكلت معمار وطن على مساحات تضاهي القارة الأوروبية بتضاريسها وأبعادها..
والذين يشهدون رحلة اليوم بكثافة مشاريعها وتحولاتها الهائلة التعليمية والاقتصادية وبروز أجيال يحاكون تقنيات العصر الهائلة، ربما لم يعرفوا «الكتاتيب» ومكافحة الأميات الأولى، وأن أجدادهم كانوا يعانون القراءة والكتابة ومشاق الطرق والاتصال، وحتى وسائل المواصلات لم تكن الا الجمل والحصان، وأن المدن التي تحاد العراق والشام لا يعلم سكانها ولا يدرون عن جنوب المملكة أو غربها بسبب القطيعة الجغرافية، بينما الآن رسالة من هاتف أو أجهزة التواصل تضعك أمام المخاطب وجهاً لوجه في أي قارة من العالم، وليس هذا وحده النتيجة، وإنما التواصل التجاري والثقافي وفهم الحركة الإنسانية بتداعياتها السلبية والإيجابية أمام نظر الإنسان في المملكة، وكل أبناء المعمورة..
قطعنا بعض الطريق للتأسيس، وبدأ الإنجاز الأكبر الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله.. وتأكيد الوجود على الخارطة الإنسانية يحتاج لأنْ نفهم طبيعة التحديات، وأهمها الوعي الأمني، حيث إن الحصار الذي يطوق المنطقة العربية يجعلنا على إدراك تام بأن المستهدف هو كل هذه الرقعة العربية، وأن سلاح الوعي والتفاعل مع طبيعة الأحداث هو أحد مرتكزات الاستقرار والتنمية، وأن رأس مالنا البشري شابٌ تطورت معلوماته وثقافته وتواصله مع العالم الخارجي بمبدأ خلع روح الاتكالية، والذهاب لخوض معارك البناء المتواصل، ولعل تزايد أعداد المبتعثين سيضيف لنا تجربة غنية لأن التوسع في إرسالهم لمختلف الدول المتقدمة، سوف ينعكس إيجاباً على التحضير للقفزة القادمة..
يومنا الوطني يعني تأكيد حضورنا التاريخي على الكرة الأرضية، ونحن الآن أمام مراحل الإنجازات الكبيرة، والتي لا تتم إلاّ بالإيمان وإرادة العمل داخل الوطن الواحد..
الرياض