لماذا لا نستمر طويلاً !؟
لماذا لا نستمر طويلاً !؟
فهد عامر الأحمدي
لماذا لا يستمر الناس في ممارسة الأشياء المفيدة لوقت طويل!؟
لماذا لا نستطيع التقيد بأي برنامج صحي أو رياضي لفترة كافية!؟
لماذا يملؤنا الحماس في البداية، ثم نتكاسل ونتوقف قبل النهاية؟
... الجواب يكمن في أن عقولنا (قبل أوقاتنا) التي لا تسمح لنا بمتابعة أكثر من عملين أو ثلاثة بنفس المستوى حتى حين تتوفر لدينا العزيمة والإرادة القوية..
فقد يبلغ بنا الحماس (لعمل الريجيم أو التمارين) حد الاستحواذ على أفكارنا وعقولنا ولكن بعد فترة تظهر مهام ورغبات جديدة فتتبدل قائمة الأولويات وينسحب البرنامج السابق لمنطقة اللاوعي حتى نفاجأ بنسيانه تماماً..
ليس هذا فحسب بل تلاحظ أنك في كل مرة تعود فيها للريجيم أو ممارسة التمارين (أو تنوي التخلص من إدمانك القديم) تكون عزيمتك أضعف من السابق لأن عقولنا حين تتبنى الأمر لأول مرة ثم تكتشف فشله لا ترغب بتبنيه مجدداً!!
... وقبل أن نتمادى أكثر أشير إلى أن هذا التجاذب تصرف إنساني طبيعي يحصل في كل الأمور؛ فقد جاء في الحديث الشريف:{إن لكل عمل شرة ولكل شرة فترة والشرة هنا هو الحماس والاندفاع، والفترة هي الفتور والكسل..
وعليه فإن أفضل طريقة للاستمرار في أي برنامج مفيد هو الاعتراف مقدماً بهذه الآلية والتفكير بشيء غير العزيمة والإرادة لتنفيذه بشكل دائم وتلقائي وطبيعي (فالإرادة القوية ليست فقط حالة مؤقتة؛ بل تنتهي بالملل وتثبيط أي محاولة جديدة)!
والحل في نظري يكمن في دمج الممارسة المطلوبة ضمن حياتنا ومهامنا اليومية المعتادة.. استنتجت هذا المبدأ في سن مبكرة حين راقبت أحد الحدادين أثناء عمله فلاحظت أن ذراعه (اليمنى بالذات) كانت ضخمة ومفتولة العضلات. وأدركت حينها أنها أصبحت هكذا بفضل سنوات طويلة من طرق الحديد بمطرقة يعجز عن حملها بكلتا اليدين شخص مثلي..
وبطبيعة الحال لم يقصد الحداد (من طرقه المستمر) تمرين عضلاته أو تنميتها لهذا الحجم؛ ولكن الأمر تحول لديه لعادة وطبيعة حياة فتضخمت عضلاته كنتيجة ثانوية لممارسه يومية.. ونفس الفكرة تنطبق على "الجرسون" و "ساعي البريد" و "مطوف الحرم" ممن يمشون يومياً أكثر من عشرة كيلومترات في حين لو نظروا للأمر كتمرين رياضي لما استمروا فيه لأكثر من أسبوع أو اثنين!
هذه النماذج أريدك أن تتذكرها كلما قررت البدء بأي برنامج رياضي أو صحي أو تعليمي جديد؛ فبدل اللجوء للإرادة والعزيمة والإصرار (إلى آخر هذه المصطلحات المثالية) عدل حياتك ببساطة بما يحقق النتيجة المرجوة بشكل تلقائي. فأنت لن تتقيد بأي برنامج جديد إن خصصت له وقتاً معلوماً وجهداً مصطنعاً وها أنا أخبرك بذلك مسبقاً ولكن حين تقرر فعله كعادة يومية ستضمن استمراره وبقاءه بصورة طبيعية.. مثلاً.. بدل ممارسة التمارين المنتظمة استعمل الدرج بدل المصعد، والمشي بدل السيارة.. وبدل اللجوء للريجيم (حيث ستنهار عزيمتك بسرعة وتعود أكثر سمنة) توقف عن إدخال المعجنات والسكريات إلى منزلك وأملأ ثلاجتك قبل أن يداهمك الجوع بالفواكه ومنتجات الحليب والعصيرات الطازجة...
... وقبل أن أنسى؛
إن أعجبتك الفكرة لا تنس أنت البحث في النت عن مقال بعنوان (نظرية السير)
الرياض
فهد عامر الأحمدي
لماذا لا يستمر الناس في ممارسة الأشياء المفيدة لوقت طويل!؟
لماذا لا نستطيع التقيد بأي برنامج صحي أو رياضي لفترة كافية!؟
لماذا يملؤنا الحماس في البداية، ثم نتكاسل ونتوقف قبل النهاية؟
... الجواب يكمن في أن عقولنا (قبل أوقاتنا) التي لا تسمح لنا بمتابعة أكثر من عملين أو ثلاثة بنفس المستوى حتى حين تتوفر لدينا العزيمة والإرادة القوية..
فقد يبلغ بنا الحماس (لعمل الريجيم أو التمارين) حد الاستحواذ على أفكارنا وعقولنا ولكن بعد فترة تظهر مهام ورغبات جديدة فتتبدل قائمة الأولويات وينسحب البرنامج السابق لمنطقة اللاوعي حتى نفاجأ بنسيانه تماماً..
ليس هذا فحسب بل تلاحظ أنك في كل مرة تعود فيها للريجيم أو ممارسة التمارين (أو تنوي التخلص من إدمانك القديم) تكون عزيمتك أضعف من السابق لأن عقولنا حين تتبنى الأمر لأول مرة ثم تكتشف فشله لا ترغب بتبنيه مجدداً!!
... وقبل أن نتمادى أكثر أشير إلى أن هذا التجاذب تصرف إنساني طبيعي يحصل في كل الأمور؛ فقد جاء في الحديث الشريف:{إن لكل عمل شرة ولكل شرة فترة والشرة هنا هو الحماس والاندفاع، والفترة هي الفتور والكسل..
وعليه فإن أفضل طريقة للاستمرار في أي برنامج مفيد هو الاعتراف مقدماً بهذه الآلية والتفكير بشيء غير العزيمة والإرادة لتنفيذه بشكل دائم وتلقائي وطبيعي (فالإرادة القوية ليست فقط حالة مؤقتة؛ بل تنتهي بالملل وتثبيط أي محاولة جديدة)!
والحل في نظري يكمن في دمج الممارسة المطلوبة ضمن حياتنا ومهامنا اليومية المعتادة.. استنتجت هذا المبدأ في سن مبكرة حين راقبت أحد الحدادين أثناء عمله فلاحظت أن ذراعه (اليمنى بالذات) كانت ضخمة ومفتولة العضلات. وأدركت حينها أنها أصبحت هكذا بفضل سنوات طويلة من طرق الحديد بمطرقة يعجز عن حملها بكلتا اليدين شخص مثلي..
وبطبيعة الحال لم يقصد الحداد (من طرقه المستمر) تمرين عضلاته أو تنميتها لهذا الحجم؛ ولكن الأمر تحول لديه لعادة وطبيعة حياة فتضخمت عضلاته كنتيجة ثانوية لممارسه يومية.. ونفس الفكرة تنطبق على "الجرسون" و "ساعي البريد" و "مطوف الحرم" ممن يمشون يومياً أكثر من عشرة كيلومترات في حين لو نظروا للأمر كتمرين رياضي لما استمروا فيه لأكثر من أسبوع أو اثنين!
هذه النماذج أريدك أن تتذكرها كلما قررت البدء بأي برنامج رياضي أو صحي أو تعليمي جديد؛ فبدل اللجوء للإرادة والعزيمة والإصرار (إلى آخر هذه المصطلحات المثالية) عدل حياتك ببساطة بما يحقق النتيجة المرجوة بشكل تلقائي. فأنت لن تتقيد بأي برنامج جديد إن خصصت له وقتاً معلوماً وجهداً مصطنعاً وها أنا أخبرك بذلك مسبقاً ولكن حين تقرر فعله كعادة يومية ستضمن استمراره وبقاءه بصورة طبيعية.. مثلاً.. بدل ممارسة التمارين المنتظمة استعمل الدرج بدل المصعد، والمشي بدل السيارة.. وبدل اللجوء للريجيم (حيث ستنهار عزيمتك بسرعة وتعود أكثر سمنة) توقف عن إدخال المعجنات والسكريات إلى منزلك وأملأ ثلاجتك قبل أن يداهمك الجوع بالفواكه ومنتجات الحليب والعصيرات الطازجة...
... وقبل أن أنسى؛
إن أعجبتك الفكرة لا تنس أنت البحث في النت عن مقال بعنوان (نظرية السير)
الرياض