• ×
admin

الأخطاء الطـبية نتيــجة طبيعية لكـــثرة المزورين

الأخطاء الطـبية نتيــجة طبيعية لكـــثرة المزورين


نجيب محمد الخطيب

يأمل كل إنسان وفي أي مجتمع من المجتمعات أن يحيا حياة كريمة تكفل له فيها العديد من الحقوق، منها حق التعليم وحق الرعاية الاجتماعية وحق الرعاية الصحية.
والمتابع لمسرح الأحداث وخبايا الأمور والأخبار المتداولة في وسائل الإعلام من هنا وهناك والتي ترصد الأخطاء الطبية في القطاعات الصحية، يجد ذاته بحاجة ماسة لتوضيح الأمور، إذ أن الأمر يتعلق بمسألة جوهرية وهي صحته وليست شيئا تكميليا أو ثانويا، لذا وحتى يشعر ذلك المواطن بالأمن لابد أن يصان حقه الصحي الذي يترتب عليه الكثير من الإنجازات والنجاحات لهذا الإنسان حتى يمثل إضافة لوطنه ورصيدا بشريا يحسب لهذا البلد المعطاء وليس عليه.
ولكن بكل أسف هناك فصلا ظاهريا بين النظرية والتطبيق في معظم القطاعات الحيوية، وقد اعتدنا على أن تطالعنا الصحف بروايات وقصص مختلفة عن أخطاء طبية يقع فيها الأطباء في المستشفيات بشقيها الحكومي والخاص، فذاك خبر ينص على أن أحد الأطباء بتر القدم السليمة وترك المصابة، وآخر أن الطبيب قد نسي مقصا أو شاشا في بطن المريض، أو زيادة جرعة التخدير أدت بحياة مريض أو.. أو.. إلى آخر ذلك من القصص القريبة من الخيال.
ومؤخرا تابعنا خبرا في صحيفة «عكاظ» مفاده أن طبيبا جراحا قطع عن طريق الخطأ عضلات التحكم لطفل يبلغ من العمر 11 عاما. ترى هل هذا أمر مقبول في عصر تطور فيه العلم والطب وتقنيات العلاج التي أخذت أنماطا وأشكالا مختلفة، بكل تأكيد إجابة السؤال واضحة وجاهزة لدى أي مواطن وهي تتمحور في النفي والنفي بشدة، إذ لم يعد ذلك أمرا مقبولا البتة اليوم، ولابد من وقفة صادقة وواعية مع هذه المشكلة تضمن حقوق الطرفين، المريض والطبيب، ولابد من وجود مؤسسات مهنية وجهات تمنح صلاحية سحب تراخيص مزاولة المهنة من الطبيب وإخضاع الأطباء لاختبارات تأهيلية دورية لمتابعة مدى ملاحقتهم للمهنة وتطوراتها، وهذا أمر طبيعي، والظاهرة المؤسفة الأخرى التي تابعناها من خلال وسائل الإعلام هي ارتفاع نسبة الشهادات الممنوحة زورا لبعض ادعياء الطب، ترى أليس هناك علاقة وثقية بين ارتفاع نسبة الأخطاء الطبية وبين زيادة الأطباء الوهميين؟ بالتأكيد هنالك علاقة قوية تتضح نتائجها عند متابعة وسائل الإعلام السعودية في الخمس سنوات الأخيرة لرصد وملاحقة الأخطاء الطبية.
أتصور لابد أن تضع وزارة الصحة خطة محكمة للتعامل مع تلك الأخطاء بمنطقية والاعتراف بالخطأ ومواجهته، حتى لا تتفاقم المشكلة.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1594