الأعشاب.. عشوائية الاستخدام تنذر بانتشار الأمراض القاتلة!
الأعشاب.. عشوائية الاستخدام تنذر بانتشار الأمراض القاتلة!
العديد من الحدائق والمتنزهات العامة تزخر بنباتات السامة
أ.د. جابر سالم القحطاني
كثير من النباتات تؤذي الانسان او الماشية اذا اكلت او لمست. ويذكر المؤرخون ان اول حادثة تسمم وقعت كانت عام 900 قبل الميلاد عندما حدث قحط وحاول بعض الاشخاص ان يتغذوا من الاعشاب البرية حيث عمل احدهم حساء من احد النباتات له ولأسرته مما ادى الى تسمم جميع افراد الاسرة وبالتالي موتهم. وقد توالت المعلومات بعد ذلك عن النباتات السامة حتى وقتنا الحاضر.
لقد استخدمت عصارات بعض النباتات كسم قاتل تدهن به السهام والرماح، كما استخدم البعض الآخر في حالات الانتحار. وعادة ما يتسمم الانسان بالنباتات السامة عن طريق الخطأ وكذلك يحدث للماشية. تتفاوت الاعشاب في سميتها وفي تأثيرها في اجهزة معينة في جسم الانسان فمنها ما يؤثر في الجهاز العصبي المركزي وبعضها يؤثر في الجهاز الدوري وبعضها في التناسل والعقم. عادة تكون المادة القاتلة في الاعشاب في جزء معين من اجزاء النبات ونادرا ما تكون في جميع اجزاء النبات، هذه المواد القاتلة عبارة عن مركبات كيميائية صنفت الى قلويدات alkaloids وجلوكوزيدات glycosides وكربوهيدرات curbohydrates وفلافونيدات flavonoids وعفصيات tannins وصابونينات saponins ونيتريت ونايترات titrates/nitrates واوكزلات oxalates وبروتينات هضمية واحماض امينية
Proteins ، pephides and aminc acids ومواد حساسة للضوء photosensitive agents.
وفي السنوات الاخيرة زادت محال العطارة في مختلف انحاء المملكة وزاد عدد المعالجين الشعبيين وزادت عدد القنوات الفضائية المروجة للأعشاب وكذلك ازداد عدد المروجين للاعشاب، حتى انها اصبحت تباع لدى ابواب المساجد ولدى محطات الوقود وفي الشوارع، مما زاد الاقبال على هذه الاعشاب فأدى الى استخدامها بطرق عشوائية وحدثت مشاكل كبيرة من جراء الاستخدام غير الامثل لمثل هذه الادوية.
لقد كان هناك عدد من الاشخاص الذين اصيبوا بالعقم والبعض بالسرطان وبعضهم اصيب بتليف في الكبد والفشل الكلوي وتخثر الدم وبعض النساء اصبن بعدم انتظام الدورة الشهرية وبعضهن اصبن بنزف مستمر بخلاف الاصابة بخلل في الاعصاب وضمور في المخ ومشاكل في الجهاز العصبي وهلوسة. وحدوث الكثير من الوفيات نتيجة الاستخدام العشوائي للأدوية العشبية التي يعود السبب فيها الى المعالجين الشعبيين والعطارين وبعض محلات التجميل والمشاغل الذين يبيعون ادوية للتخسيس والتسمين دون رقابة من الجهات المعنية مما ادى الى ظاهرة التسمم بالأدوية العشبية. ومما زاد الطين بلة ان الانترنت اصبح مجالاً واسعاً وخصباً للترويج لوصفات عشبية خطيرة وبالأخص النسائية التي تؤثر في الحامل والمرضع والاطفال دون سن الخامسة.
المأمونية (درجة الامان للأعشاب):
لقد تم التعرف منذ زمن بعيد بالخبرة الى العلامات الواضحة للسمية والتأثيرات المكروهة للأعشاب شديدة المفعول. غير ان انواع السمية الاكثر غموضا مثل السرطنة والسمية الكبدية كثيرا ما اغفلت، ويحتمل ان تكون بعض الاعشاب المستعملة في العلاج سامة على الرغم من ان البيانات على السمية كثيرا ما تكون غير حاسمة، فنبات السنفيتون قد يتباين في تركيبه وقد يحتوي على قليل من القلويدات البيروليزيدية ، وبعضها يحدث سرطان الكبد في الحيوانات وهو ما يفعله ايضا مركب السافرول العنصر الرئيس في لحاء جذور الساسافراس وعلى الرغم من خطر استعماله في الاغذية الا ان بعض العشابين يجادلون في سميته على الانسان، ونظرا لان كثيرا من الادوية العشبية لها تأثيرات ضارة فإنها عادة ما تصرف دون وصفة طبية ويجب الاخبار عنها، لذلك فقد تم توثيق عدد من النباتات ذات التأثير المكروهة والمستعملة في الادوية العشبية ويزداد احتمال حدوث هذه الاضرار اذا ما استعملت العلاجات العشبية بجرعات كبيرة او لمدد طويلة، ولكثير من الاعشاب تأثيرات معجلة للولادة مثل:مخلب الشيطان وزيت الفوتنج والرتم. وذلك مدعاة للقلق لان المزاعم بأن المنتجات العشبية مأمونة قد تشجع النساء في استعمالها اثناء الحمل. وقد يحدث تفاعل بين الادوية الكيميائية المصروفة من قبل الطبيب وبين الادوية العشبية وتصبح هذه التفاعلات اكثر اهمية اذا ما كان للأدوية العشبية تأثيرات قلبية او مدرة للبول او مضادة للتخثر او خافضة لضغط الدم او رافعه له، وقد تتفاعل الاعشاب المحتوية على قلويدات مثل الافدرا مع مثبطات اكسيداز احادي الامين على نحو خطير مسببة ارتفاع في ضغط الدم.
وان من الامور المهمة في استعمال الادوية العشبية التقيد بالجرعة المعطاة من قبل المختص بالأعشاب والا يتجاوز المريض في استعمال المقادير المسموح بها او المطلوبة للتداوي وتسمى بلغة الطب(الجرعة العلاجية)، إذ كثيرا ما ينتج عن هذا التجاوز اضرار بالغة ليس فقط في استعمال الاعشاب والنباتات السامة فحسب بل ايضا في الاعشاب المقيدة لمداواة كثير من الامراض ويؤدي الى عواقب وخيمة. ومن البديهي ان كمية الجرعة العلاجية تختلف دائما باختلاف الدواء وجنس المريض وسنه، ومما تجدر الاشارة اليه في هذا الموضوع ان المرأة خلال الدورة الشهرية تصبح كثيرة الحساسية ويستحسن ان تمتنع طوال ايام الدورة الشهرية عن تعاطي أي نوع من الادوية وان تمتنع في الشهور الاولى من الحمل (3-4) عن تعاطي المواد التي تحتوي على كميات كبيرة من الزيوت الطيارة كالبصل مثلا وذلك لأنها من المسهلات وقد يؤدي استعمالها الى الاجهاض لاقدرالله اما في ايام الرضاعة ففيما عدا الادوية المدرة للحليب تمتنع الام عن تعاطي الادوية المرة المذاق لأنها تنتقل الى الحليب وتفسد على الطفل طعامه.
وكثير من المعالجين والمعالجات الشعبيين لديهم مقولة هي ان العشب اذا لم يفد فلن يضر وهذه مقولة خاطئة 100% حيث ان هناك نباتات سامة قاتلة اودت بحياة كثير من الاطفال وخاصة التي تزرع في الشوارع والحدائق والمنازل التي تجذب ازهارها الملونة وثمارها المغرية الاطفال فيأكلون الثمار ويمصون الازهار فيتسممون وغالبا ما يموتون.
لقد كتبت موضوعا عن النباتات السامة قبل عدة سنوات وطلبت من البلديات في المملكة عدم زراعة أي نبات سام في الحدائق والمتنزهات العامة مثل الدفلة الصفراء، والدفلة العادية، والبونسيان اوبونسيتيا، والحلوة المرة، وزنبقالوادي، والشطة الكاذبة، وعين الديك، ونبات كمار الاناتا وغيرها الكثير. وجميع هذه النباتات المستوردة والمزروعة لازالت تنعم بصحتها دون ان يمسها المسؤولون بأي اذى.
الرياض
العديد من الحدائق والمتنزهات العامة تزخر بنباتات السامة
أ.د. جابر سالم القحطاني
كثير من النباتات تؤذي الانسان او الماشية اذا اكلت او لمست. ويذكر المؤرخون ان اول حادثة تسمم وقعت كانت عام 900 قبل الميلاد عندما حدث قحط وحاول بعض الاشخاص ان يتغذوا من الاعشاب البرية حيث عمل احدهم حساء من احد النباتات له ولأسرته مما ادى الى تسمم جميع افراد الاسرة وبالتالي موتهم. وقد توالت المعلومات بعد ذلك عن النباتات السامة حتى وقتنا الحاضر.
لقد استخدمت عصارات بعض النباتات كسم قاتل تدهن به السهام والرماح، كما استخدم البعض الآخر في حالات الانتحار. وعادة ما يتسمم الانسان بالنباتات السامة عن طريق الخطأ وكذلك يحدث للماشية. تتفاوت الاعشاب في سميتها وفي تأثيرها في اجهزة معينة في جسم الانسان فمنها ما يؤثر في الجهاز العصبي المركزي وبعضها يؤثر في الجهاز الدوري وبعضها في التناسل والعقم. عادة تكون المادة القاتلة في الاعشاب في جزء معين من اجزاء النبات ونادرا ما تكون في جميع اجزاء النبات، هذه المواد القاتلة عبارة عن مركبات كيميائية صنفت الى قلويدات alkaloids وجلوكوزيدات glycosides وكربوهيدرات curbohydrates وفلافونيدات flavonoids وعفصيات tannins وصابونينات saponins ونيتريت ونايترات titrates/nitrates واوكزلات oxalates وبروتينات هضمية واحماض امينية
Proteins ، pephides and aminc acids ومواد حساسة للضوء photosensitive agents.
وفي السنوات الاخيرة زادت محال العطارة في مختلف انحاء المملكة وزاد عدد المعالجين الشعبيين وزادت عدد القنوات الفضائية المروجة للأعشاب وكذلك ازداد عدد المروجين للاعشاب، حتى انها اصبحت تباع لدى ابواب المساجد ولدى محطات الوقود وفي الشوارع، مما زاد الاقبال على هذه الاعشاب فأدى الى استخدامها بطرق عشوائية وحدثت مشاكل كبيرة من جراء الاستخدام غير الامثل لمثل هذه الادوية.
لقد كان هناك عدد من الاشخاص الذين اصيبوا بالعقم والبعض بالسرطان وبعضهم اصيب بتليف في الكبد والفشل الكلوي وتخثر الدم وبعض النساء اصبن بعدم انتظام الدورة الشهرية وبعضهن اصبن بنزف مستمر بخلاف الاصابة بخلل في الاعصاب وضمور في المخ ومشاكل في الجهاز العصبي وهلوسة. وحدوث الكثير من الوفيات نتيجة الاستخدام العشوائي للأدوية العشبية التي يعود السبب فيها الى المعالجين الشعبيين والعطارين وبعض محلات التجميل والمشاغل الذين يبيعون ادوية للتخسيس والتسمين دون رقابة من الجهات المعنية مما ادى الى ظاهرة التسمم بالأدوية العشبية. ومما زاد الطين بلة ان الانترنت اصبح مجالاً واسعاً وخصباً للترويج لوصفات عشبية خطيرة وبالأخص النسائية التي تؤثر في الحامل والمرضع والاطفال دون سن الخامسة.
المأمونية (درجة الامان للأعشاب):
لقد تم التعرف منذ زمن بعيد بالخبرة الى العلامات الواضحة للسمية والتأثيرات المكروهة للأعشاب شديدة المفعول. غير ان انواع السمية الاكثر غموضا مثل السرطنة والسمية الكبدية كثيرا ما اغفلت، ويحتمل ان تكون بعض الاعشاب المستعملة في العلاج سامة على الرغم من ان البيانات على السمية كثيرا ما تكون غير حاسمة، فنبات السنفيتون قد يتباين في تركيبه وقد يحتوي على قليل من القلويدات البيروليزيدية ، وبعضها يحدث سرطان الكبد في الحيوانات وهو ما يفعله ايضا مركب السافرول العنصر الرئيس في لحاء جذور الساسافراس وعلى الرغم من خطر استعماله في الاغذية الا ان بعض العشابين يجادلون في سميته على الانسان، ونظرا لان كثيرا من الادوية العشبية لها تأثيرات ضارة فإنها عادة ما تصرف دون وصفة طبية ويجب الاخبار عنها، لذلك فقد تم توثيق عدد من النباتات ذات التأثير المكروهة والمستعملة في الادوية العشبية ويزداد احتمال حدوث هذه الاضرار اذا ما استعملت العلاجات العشبية بجرعات كبيرة او لمدد طويلة، ولكثير من الاعشاب تأثيرات معجلة للولادة مثل:مخلب الشيطان وزيت الفوتنج والرتم. وذلك مدعاة للقلق لان المزاعم بأن المنتجات العشبية مأمونة قد تشجع النساء في استعمالها اثناء الحمل. وقد يحدث تفاعل بين الادوية الكيميائية المصروفة من قبل الطبيب وبين الادوية العشبية وتصبح هذه التفاعلات اكثر اهمية اذا ما كان للأدوية العشبية تأثيرات قلبية او مدرة للبول او مضادة للتخثر او خافضة لضغط الدم او رافعه له، وقد تتفاعل الاعشاب المحتوية على قلويدات مثل الافدرا مع مثبطات اكسيداز احادي الامين على نحو خطير مسببة ارتفاع في ضغط الدم.
وان من الامور المهمة في استعمال الادوية العشبية التقيد بالجرعة المعطاة من قبل المختص بالأعشاب والا يتجاوز المريض في استعمال المقادير المسموح بها او المطلوبة للتداوي وتسمى بلغة الطب(الجرعة العلاجية)، إذ كثيرا ما ينتج عن هذا التجاوز اضرار بالغة ليس فقط في استعمال الاعشاب والنباتات السامة فحسب بل ايضا في الاعشاب المقيدة لمداواة كثير من الامراض ويؤدي الى عواقب وخيمة. ومن البديهي ان كمية الجرعة العلاجية تختلف دائما باختلاف الدواء وجنس المريض وسنه، ومما تجدر الاشارة اليه في هذا الموضوع ان المرأة خلال الدورة الشهرية تصبح كثيرة الحساسية ويستحسن ان تمتنع طوال ايام الدورة الشهرية عن تعاطي أي نوع من الادوية وان تمتنع في الشهور الاولى من الحمل (3-4) عن تعاطي المواد التي تحتوي على كميات كبيرة من الزيوت الطيارة كالبصل مثلا وذلك لأنها من المسهلات وقد يؤدي استعمالها الى الاجهاض لاقدرالله اما في ايام الرضاعة ففيما عدا الادوية المدرة للحليب تمتنع الام عن تعاطي الادوية المرة المذاق لأنها تنتقل الى الحليب وتفسد على الطفل طعامه.
وكثير من المعالجين والمعالجات الشعبيين لديهم مقولة هي ان العشب اذا لم يفد فلن يضر وهذه مقولة خاطئة 100% حيث ان هناك نباتات سامة قاتلة اودت بحياة كثير من الاطفال وخاصة التي تزرع في الشوارع والحدائق والمنازل التي تجذب ازهارها الملونة وثمارها المغرية الاطفال فيأكلون الثمار ويمصون الازهار فيتسممون وغالبا ما يموتون.
لقد كتبت موضوعا عن النباتات السامة قبل عدة سنوات وطلبت من البلديات في المملكة عدم زراعة أي نبات سام في الحدائق والمتنزهات العامة مثل الدفلة الصفراء، والدفلة العادية، والبونسيان اوبونسيتيا، والحلوة المرة، وزنبقالوادي، والشطة الكاذبة، وعين الديك، ونبات كمار الاناتا وغيرها الكثير. وجميع هذه النباتات المستوردة والمزروعة لازالت تنعم بصحتها دون ان يمسها المسؤولون بأي اذى.
الرياض