المنظار.. من عملية تشخيصية فقط إلى تشخيصية وعلاجية في آن واحد
المنظار.. من عملية تشخيصية فقط إلى تشخيصية وعلاجية في آن واحد
طبيب نمساوي صنعه من الزجاج والجمعية الطبية اعتبرته فضولاً فلم توافق عليه
د. أحمد الزبيدي
سكن الفينيقيون (وهم مجموعة سامية اللغة وجزء من الكنعانيين من العماليق الذين هم من قبائل عربية بدوية من شمالي الجزيرة العربية) سواحل البحر الأبيض المتوسط قبل أكثر من 4000 سنة قبل الميلاد، حيث بنوا مدنهم وأنشأوا حضارتهم التي نشروها في حوض البحر الأبيض المتوسط. سيطر الفينيقيون وفي فترات محددة على معظم جزر البحر المتوسط حتى امتدت مستعمراتهم من قرطاج في شمال أفريقيا إلى كورسيكا وجنوب إسبانيا. وفي عام 2500 قبل الميلاد، ترسوا سفينة القائد الفينيقي قَدْموس بعد انتصارهم في معركة شرسة على فيلق بحري بقيادة القائد الإغريقي أَدُونيس الذي جاء لاحتلال الساحل الشرقي لحوض البحر الأبيض المتوسط. نزل بحارة السفينة الى الساحل رغب أفرادها في الاستراحة قليلا ً وتناول طعامهم قربه. كانت سفينتهم محمّلة بالنطرون (الصودا الكاوية) ولما لم يجدوا حجارة يضرمون النار بينها لتسخين مآكلهم عليها، جلبوا بعض قطع النطرون (حمولة السفينة)، فجعلوا عليها القدور وأشعلوا النار تحتها. وعندما فرغوا من طعامهم وارادوا استرجاع حجارة النطرون وجدوا انها قد انصهرت بفعل الحرارة القويّة وألّفت مع رمل الشاطئ كتلة لا بلورية صلبة هشة شفافة بديعة الشكل دهشوا لجمالها ولروعة الألوان الزاهية التي تخللتها عُرفت لاحقاً باسم الزجاج. من أهم فوائد الزجاج العازل توفير الشفافية التامة وتقليل الفقد الحراري ومن هذا المنطلق، اعتنى المسلمون في العصور الوسطى بصناعة الزجاج وطوروها، وذلك بعدما تعلموا طرق صناعتها من البلدان التي فتحوها، مثل مصر والشام، والعراق، وإيران، وكان ذلك لحاجتهم إلى الأواني الزجاجية التي تستخدم في العطور، والعقاقير، والإنارة، والشرب، وغيرها. لم يتجاوز استعمال الحضارة الإسلامية الطبي في القرن الأول أو الثاني من الهجرة للزجاج أكثر من حافظات للعقاقير حيث أن الزجاج لا يتفاعل مع التركيبة الكيميائية للأدوية المحفوظة داخله (داخل القنينة الزجاجية).
في بداية القرن الثالث عشر هجري (التاسع عشر ميلادي- 1806) أراد الطبيب النمساوي فيليب بوزيني أن يفحص مجرى البول من الداخل ومثانة مرضى الاعتلالات البولية دون اللجوء إلى عملية فتح البطن والمثانة ودون الاعتماد على فحص المثانة بالأشعة الصبغية ايماناً منه أن ليس من رأى كمن سمع. وبعد تفكير طويل، اهتدي الى ابتكار جديد وهو منظار المثانة والذي يتكون من أنبوب صلب متصل بنظام إيصال الضوء الذي يستخدم في تسليط الضوء على تجويف المثانة. وهنا يستفيد العلم مرة أخرى من صناعة الزجاج والذي يدخل في تكوين المنظار وذلك بوضع عدسة تكبير زجاجية تنقل المشهد للطبيب مع وجود قناة إضافية للسماح بدخول أي أدوات طبية قد يحتاج إليها الطبيب. لم تلق هذه الفكرة الترحيب أو القبول من أعضاء الجمعية الطبية في فيينا والذين اعتبروه في ذلك الوقت فضولاً، لذا لم يوافقوا عليه. ظل الأمر معلقاً، الى أن استطاع الجراح وليام بومنت بالجيش الأمريكي إدخال أول منظار في جسم الإنسان عام 1822، وكان استخدام الضوء الكهربائي خطوة رئيسة في تحسين المناظير وتطويرها. وفي سنة 1869 قام الدكتور بانتيليوني تنفيذ اول فحص لتجويف البطن باستخدام منظار المثانة للكشف عن اورام حميدة لدى امرأة عانت من نزيف غير منتظم. بينما أدخل جورج كيلينغ في سنة 1901 مبدأ ضخ هواء منقى الى تجويف البطن من اجل علاج النزيف البطني في الحالات مثل الحمل خارج الرحم، والقرحة النازفة وغيرها والتي جربها على الكلاب في البداية قبل أن تصبح عملية سارية على بني البشر. وفي عام 1911 قام الجراح السويدي جاكوبيوس بواسطة منظار المثانة بتنظير تجويف البطن والصدر. كما قام راؤول بالمار من باريس في سنة 1944 بجراحات نسائية بواسطة تنظير البطن بحيث تستلقي المرأة ورأسها للأسفل ويتم نفخ تجويف البطن بواسطة غاز ثاني أكسيد الكربون. ومع تطور علم المناظير وتعدد استخداماته لم يعد هذا الجهاز قادرا على إشباع رغبات الأطباء والحصول على رضى المرضى في الوصول إلى التشخيص والعلاج الأمثلين للحالات المرضية المختلفة. مما جعل الأطباء يعودون مرة أخرى الى علم صناعة الزجاج ففي أوائل الخمسينيات تمكن هارولد هوبكنز من تطوير الألياف الضوئية وهي عبارة عن حزمة متماسكة من الألياف الزجاجية المرنة القادرة على نقل الصورة، ذلك الابتكار الذي أفاد البشرية على حد السواء طبيا وصناعيا. أدت البحوث المتتالية على هذه الألياف إلى تطويرها ومن ثم أدت إلى مزيد من التحسينات في جودة الصورة. شملت الابتكارات استخدام الألياف الضوئية في قناة إضافية، هذه الألياف متصلة بمصدر خارجي قوي للضوء، مما يؤدي إلى تحقيق مستوى عالي من الإضاءة التي كانت مطلوبة للعرض المفصل للعضو الذي يتم فحصه وكذلك التصوير بالألوان. (كان المتاح سابقا استخدام مصباح خيطي صغير على طرف المنظار مما لم يترك خيارا سوى الفحص في ضوء أحمر خافت أو زيادة الضوء لرؤية أفضل مع وجود خطر إحراق الأنسجة الداخلية للمريض). قام البرتغالى فرناندو الفيس مارتينز باختراع أول منظار من الألياف البصرية عامي 1963-1964. وإلى جانب هذا التقدم على الجانب البصري، جاءت القدرة على تحوير المنظار من أنبوبٍ صلب الى آخر مرن مع القدرة على "توجيه" طرف المنظار عن طريق وسائل للتحكم في يد الطبيب الذي يستخدم المنظار وكذلك الابتكارات في الأدوات الجراحية التي يمكن التحكم فيها عن بعد وهي داخل الجسم والتي يتم إدخالها من خلال المنظار نفسه. ومن هنا تحولت عملية المنظار من عملية تشخصية فقط الى تشخيصية وعلاجية في آن واحد. وأصبح ذلك بداية لجراحات ثقب المفتاح (تعبير للدلالة على صغر الفتحة التي يفتحها الجراح في جسم المريض لإدخال المنظار) كما نعرفها اليوم. إنَّ التطورات والقفزات الكبيرة في مجال البصريات والتصوير والالكترونيات ودمجها مع التقنيات الطبية في العقود الاخيرة ادى الى تطور تقنيات الجراحات المنظارية التي كان قد تم تهميشها لسنوات عديدة. واليوم لم تعد جراحة المنظار حصراً على البطن والجهاز الهضمي، بل أصبحت أكثر شمولا فهي اليوم تفرعت لعدة أنواع منها:
* مناظير القناة الهضمية وتشمل:
* منظار المريء، المعدة والإثني عشر.
* مناظير الأمعاء الدقيقة.
* مناظير القولون.
* مناظير القناة الصفراوية (المرارة):
* مناظير تصوير القنوات المرارية وقنوات البنكرياس (ERCP).
* مناظير المستقيم والمنظار الشرجي.
* مناظير الجهاز التنفسي:
* مناظير الأنف.
* مناظيرالجهاز التنفسي السفلي (مناظير الشعب الهوائية).
* مناظير الأذن.
* مناظير المسالك البولية (منظار المثانة).
* مناظير الجهاز التناسلي للأنثى:
* مناظير عنق الرحم.
* مناظير الرحم.
* مناظير قناة فالوب.
*مناظير تجاويف الجسم المغلقة (من خلال فتحة صغيرة):
* منظار البطن والحوض.
* مناظير المفاصل.
* مناظير الصدر.
* مناظير يتم استخدامها خلال فترة الحمل:
* منظار السائل الأمنيوني (السائل الذي يحيط بالجنين).
* مناظير الأجنة (للنظر للجنين).
* المناظير الثلاثية:
* تجمع بين مناظير الحنجرة والمريء والقصبة الهوائية.
* المناظير المستخدمة في جراحة العظام:
* جراحات اليد.
* منظار فوق الجافية (أحد الطبقات المحيطة بالمخ).
وسوف نستكمل في المقال القادم حديثي عن جراحة المناظير مالها وما عليها بإذن الله.
الرياض
طبيب نمساوي صنعه من الزجاج والجمعية الطبية اعتبرته فضولاً فلم توافق عليه
د. أحمد الزبيدي
سكن الفينيقيون (وهم مجموعة سامية اللغة وجزء من الكنعانيين من العماليق الذين هم من قبائل عربية بدوية من شمالي الجزيرة العربية) سواحل البحر الأبيض المتوسط قبل أكثر من 4000 سنة قبل الميلاد، حيث بنوا مدنهم وأنشأوا حضارتهم التي نشروها في حوض البحر الأبيض المتوسط. سيطر الفينيقيون وفي فترات محددة على معظم جزر البحر المتوسط حتى امتدت مستعمراتهم من قرطاج في شمال أفريقيا إلى كورسيكا وجنوب إسبانيا. وفي عام 2500 قبل الميلاد، ترسوا سفينة القائد الفينيقي قَدْموس بعد انتصارهم في معركة شرسة على فيلق بحري بقيادة القائد الإغريقي أَدُونيس الذي جاء لاحتلال الساحل الشرقي لحوض البحر الأبيض المتوسط. نزل بحارة السفينة الى الساحل رغب أفرادها في الاستراحة قليلا ً وتناول طعامهم قربه. كانت سفينتهم محمّلة بالنطرون (الصودا الكاوية) ولما لم يجدوا حجارة يضرمون النار بينها لتسخين مآكلهم عليها، جلبوا بعض قطع النطرون (حمولة السفينة)، فجعلوا عليها القدور وأشعلوا النار تحتها. وعندما فرغوا من طعامهم وارادوا استرجاع حجارة النطرون وجدوا انها قد انصهرت بفعل الحرارة القويّة وألّفت مع رمل الشاطئ كتلة لا بلورية صلبة هشة شفافة بديعة الشكل دهشوا لجمالها ولروعة الألوان الزاهية التي تخللتها عُرفت لاحقاً باسم الزجاج. من أهم فوائد الزجاج العازل توفير الشفافية التامة وتقليل الفقد الحراري ومن هذا المنطلق، اعتنى المسلمون في العصور الوسطى بصناعة الزجاج وطوروها، وذلك بعدما تعلموا طرق صناعتها من البلدان التي فتحوها، مثل مصر والشام، والعراق، وإيران، وكان ذلك لحاجتهم إلى الأواني الزجاجية التي تستخدم في العطور، والعقاقير، والإنارة، والشرب، وغيرها. لم يتجاوز استعمال الحضارة الإسلامية الطبي في القرن الأول أو الثاني من الهجرة للزجاج أكثر من حافظات للعقاقير حيث أن الزجاج لا يتفاعل مع التركيبة الكيميائية للأدوية المحفوظة داخله (داخل القنينة الزجاجية).
في بداية القرن الثالث عشر هجري (التاسع عشر ميلادي- 1806) أراد الطبيب النمساوي فيليب بوزيني أن يفحص مجرى البول من الداخل ومثانة مرضى الاعتلالات البولية دون اللجوء إلى عملية فتح البطن والمثانة ودون الاعتماد على فحص المثانة بالأشعة الصبغية ايماناً منه أن ليس من رأى كمن سمع. وبعد تفكير طويل، اهتدي الى ابتكار جديد وهو منظار المثانة والذي يتكون من أنبوب صلب متصل بنظام إيصال الضوء الذي يستخدم في تسليط الضوء على تجويف المثانة. وهنا يستفيد العلم مرة أخرى من صناعة الزجاج والذي يدخل في تكوين المنظار وذلك بوضع عدسة تكبير زجاجية تنقل المشهد للطبيب مع وجود قناة إضافية للسماح بدخول أي أدوات طبية قد يحتاج إليها الطبيب. لم تلق هذه الفكرة الترحيب أو القبول من أعضاء الجمعية الطبية في فيينا والذين اعتبروه في ذلك الوقت فضولاً، لذا لم يوافقوا عليه. ظل الأمر معلقاً، الى أن استطاع الجراح وليام بومنت بالجيش الأمريكي إدخال أول منظار في جسم الإنسان عام 1822، وكان استخدام الضوء الكهربائي خطوة رئيسة في تحسين المناظير وتطويرها. وفي سنة 1869 قام الدكتور بانتيليوني تنفيذ اول فحص لتجويف البطن باستخدام منظار المثانة للكشف عن اورام حميدة لدى امرأة عانت من نزيف غير منتظم. بينما أدخل جورج كيلينغ في سنة 1901 مبدأ ضخ هواء منقى الى تجويف البطن من اجل علاج النزيف البطني في الحالات مثل الحمل خارج الرحم، والقرحة النازفة وغيرها والتي جربها على الكلاب في البداية قبل أن تصبح عملية سارية على بني البشر. وفي عام 1911 قام الجراح السويدي جاكوبيوس بواسطة منظار المثانة بتنظير تجويف البطن والصدر. كما قام راؤول بالمار من باريس في سنة 1944 بجراحات نسائية بواسطة تنظير البطن بحيث تستلقي المرأة ورأسها للأسفل ويتم نفخ تجويف البطن بواسطة غاز ثاني أكسيد الكربون. ومع تطور علم المناظير وتعدد استخداماته لم يعد هذا الجهاز قادرا على إشباع رغبات الأطباء والحصول على رضى المرضى في الوصول إلى التشخيص والعلاج الأمثلين للحالات المرضية المختلفة. مما جعل الأطباء يعودون مرة أخرى الى علم صناعة الزجاج ففي أوائل الخمسينيات تمكن هارولد هوبكنز من تطوير الألياف الضوئية وهي عبارة عن حزمة متماسكة من الألياف الزجاجية المرنة القادرة على نقل الصورة، ذلك الابتكار الذي أفاد البشرية على حد السواء طبيا وصناعيا. أدت البحوث المتتالية على هذه الألياف إلى تطويرها ومن ثم أدت إلى مزيد من التحسينات في جودة الصورة. شملت الابتكارات استخدام الألياف الضوئية في قناة إضافية، هذه الألياف متصلة بمصدر خارجي قوي للضوء، مما يؤدي إلى تحقيق مستوى عالي من الإضاءة التي كانت مطلوبة للعرض المفصل للعضو الذي يتم فحصه وكذلك التصوير بالألوان. (كان المتاح سابقا استخدام مصباح خيطي صغير على طرف المنظار مما لم يترك خيارا سوى الفحص في ضوء أحمر خافت أو زيادة الضوء لرؤية أفضل مع وجود خطر إحراق الأنسجة الداخلية للمريض). قام البرتغالى فرناندو الفيس مارتينز باختراع أول منظار من الألياف البصرية عامي 1963-1964. وإلى جانب هذا التقدم على الجانب البصري، جاءت القدرة على تحوير المنظار من أنبوبٍ صلب الى آخر مرن مع القدرة على "توجيه" طرف المنظار عن طريق وسائل للتحكم في يد الطبيب الذي يستخدم المنظار وكذلك الابتكارات في الأدوات الجراحية التي يمكن التحكم فيها عن بعد وهي داخل الجسم والتي يتم إدخالها من خلال المنظار نفسه. ومن هنا تحولت عملية المنظار من عملية تشخصية فقط الى تشخيصية وعلاجية في آن واحد. وأصبح ذلك بداية لجراحات ثقب المفتاح (تعبير للدلالة على صغر الفتحة التي يفتحها الجراح في جسم المريض لإدخال المنظار) كما نعرفها اليوم. إنَّ التطورات والقفزات الكبيرة في مجال البصريات والتصوير والالكترونيات ودمجها مع التقنيات الطبية في العقود الاخيرة ادى الى تطور تقنيات الجراحات المنظارية التي كان قد تم تهميشها لسنوات عديدة. واليوم لم تعد جراحة المنظار حصراً على البطن والجهاز الهضمي، بل أصبحت أكثر شمولا فهي اليوم تفرعت لعدة أنواع منها:
* مناظير القناة الهضمية وتشمل:
* منظار المريء، المعدة والإثني عشر.
* مناظير الأمعاء الدقيقة.
* مناظير القولون.
* مناظير القناة الصفراوية (المرارة):
* مناظير تصوير القنوات المرارية وقنوات البنكرياس (ERCP).
* مناظير المستقيم والمنظار الشرجي.
* مناظير الجهاز التنفسي:
* مناظير الأنف.
* مناظيرالجهاز التنفسي السفلي (مناظير الشعب الهوائية).
* مناظير الأذن.
* مناظير المسالك البولية (منظار المثانة).
* مناظير الجهاز التناسلي للأنثى:
* مناظير عنق الرحم.
* مناظير الرحم.
* مناظير قناة فالوب.
*مناظير تجاويف الجسم المغلقة (من خلال فتحة صغيرة):
* منظار البطن والحوض.
* مناظير المفاصل.
* مناظير الصدر.
* مناظير يتم استخدامها خلال فترة الحمل:
* منظار السائل الأمنيوني (السائل الذي يحيط بالجنين).
* مناظير الأجنة (للنظر للجنين).
* المناظير الثلاثية:
* تجمع بين مناظير الحنجرة والمريء والقصبة الهوائية.
* المناظير المستخدمة في جراحة العظام:
* جراحات اليد.
* منظار فوق الجافية (أحد الطبقات المحيطة بالمخ).
وسوف نستكمل في المقال القادم حديثي عن جراحة المناظير مالها وما عليها بإذن الله.
الرياض