• ×
admin

أم لأول مرة!

أم لأول مرة!
بعد الولادة حياة جميلة ولو كانت متعبة بعض الشيء

د. عبدالعزيز محمد العثمان

مبارك ابنتي المولود الجديد، وحمداً لله على سلامتك وسلامته، في هذه الصفحة سأحدثك قليلاً عما يجب فعله، وسأستخدم كلمة (طفل) لتعني مولودك الجديد سواء كان ذكراً أو أنثى، وسأبدأ برسائل لك ياأروع أم جديدة، إليك أنت يامن ستبدأ مع خروج طفلك للحياة حياة جديدة مختلفة تماماً عن كل تجاربك الحياتية السابقة، حياة جميلة ولو كانت متعبة بعض الشيء، حياة فيها مسؤولية أكبر، باختصار حياة لها معنى أكثر من ذي قبل، فأهنئك بنيتي بالحمل والولادة، واسأل الله أن يجعله مولود خير وبركة وصلاح عليك وعلى والده وأهلكم. في هذه الصفحة سآخذك معي لجولة سريعة لما يجب عليك الاهتمام به خلال الأيام القادمة.
أهم نقطة أريد أن تستوعبيها جيداً، أن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم وحدد بدقة كل شيء، وكما أنك لا تعلمي بدقة ماهية تخليق الجنين مع أنه يتطور داخل رحمك بالثانية، نعم في كل ثانية يحدث تطور جديد في خلقه دون أن تشعري، فأيضاً تحدث الولادة بإرادة الله وتدبيره بشكل طبيعي فلا تلتفتي لما يقال لك قبل الولاده، نعم هناك آلآم أثبتت الدراسات أنها أحد أهم أسباب علاقتك به ورحمتك وعطفك عليه، لكن تلك الآلآم لا تلبث أن تزول بمجرد سماعك لصرخة طفلك بعد خروجه للحياة. هذا المخلوق الصغير سيغير حياتك وحياة والده وربما حياة كل الأسرتين، سيدخل السرور لكل أفراد الأسرة وسيكون مدار حديث الكبار والصغار وهو غير قادر على الكلام.
ستتذكرين بعض التعب الذي كنت تعانين منه أثناء الحمل وقد زال تماما بحمد الله، ولكن البشر هم البشر ستفكرين في الآم الفترة القادمة ومعاناة التربية. أنصحك لا تفكري بذلك أبداً، استمتعي بلحظتك وبما أنعم الله عليك به وتوكلي على الله وستكون كل أمورك على خير بإذن الله. عندما كان الجنين في بطنك كانت مسئوليتك عن صحته وتغذيته قليلة جداً، ولكن بعد ولادته تحتاجين أن تعرفي بعض المعلومات المهمة والتي لن تكفيها هذه الصفحة، ولهذا سأضعها في نقاط مختصرة.
1- لا تستمعي كثيراً للنصائح العامة، واقرئي الكتب والتوجيهات الصحية الموثوقة. أقدر وضعك وخوفك من المجهول ولهذا ممكن أن تعملي أي شيء يقال لك سواء من كبيرات السن من قريباتك أو الوالدة أن كانت غير متعلمة، لأن الأم الجديدة قد تميل لأخذ رأي أهل الخبرة أكثر من ميلها لتبنى الأفكار الصحية السليمة، وهذا أمر يجب أن تنتبهي له فهناك أخطاء متوارثة ليس لها أي أساس من الصحة، وقد يكون بعضها صحيحاً ولكن مايصلح لجيل ليس بالضرورة أن يصلح لجيلك ووضع طفلك.
2- قد تشعرين بعد الولادة بتقلب في المزاج وربما نوع من الشعور بالضعف والرغبة في البكاء، لا تقلقي فهذه تأثيرات للتغيرات الهرمونية التي تحدث داخل جسمك، حاولي أن تشغلي وقتك بشيء مفيد وسعيد وتجنبي الحديث عن ذلك الشعور السلبي مع أي أحد، وسيزل بإذن الله خلال أيام.
3- رتبي غذاءك ونومك ورعايتك لطفلك بشكل مناسب واسمحي لبعض الفوضى أن تحدث، لا تقلقي من تصرفات الآخرين سواء من أهلك أو زوارك، ولا تدخلي في تفاصيل الضيافة واستقبال الزوار، فقط استرخي واهتمي بنفسك وإن أمكن تحديد مواعيد زيادة الناس لك فهذا أفضل بحيث لا تسبب تلك الزيارات ارهاقاً لك أو ازعاجاً لطفلك، وسأذكر لا حقاً بعض الأغذية المفيدة لك.
4- احذري من القلق والشعور السلبي لأن تلك المشاعر تدمر نفسيتك وصحتك، وتذكري ملايين الأمهات الجدد اللاتي مررن من هذا الطريق وتجاوزنه بلا متاعب.
5- سهلي حياتك القادمة بوضع خطة واضحة وسهلة للشهر الأول تتضمن برنامج خاص بك وبرنامج خاص بطفلك، وحاولي بكل قوتك تنفيذ ذلك البرنامج وتجاوز العقبات مهما كانت. نجاحك في تطبيق برنامجك في الشهر الأول يعني نجاحك في كل الفترة القادمة. حاولي أن تحددي وقت الأكل ووقت الاستحمام ووقت الاسترخاء ووقت النوم، حاولي أن يتفهم من حولك هذا البرنامج وانصحك بأن يكون روتينياً لعدة أيام بلا تغيير. هذا التخطيط سيريحك من تراكم الأعمال الذي قد يكون مدخلاً للقلق، لا بأس في التعديل البسيط لكن لا أنصح بالتغيير الكبير في البرنامج اليومي.
6- اخرجي من الغرفة أو من البيت لمكان مفتوح ولو لفترة قصيرة، والأفضل أن تكون اكثر من مرة في اليوم، ربما يكون من المناسب جلوسك في حديقة البيت إن وجدت ويفضل أن تتناولي بعض غذائك هناك، استنشقي كمية أكبر من الهواء النقي. هذه الممارسات تقلل بشكل كبير من حدوث مايسمى باكتئاب مابعد الولادة.
7- خصصي وقتًا كافياً لطفلك، ليس لإرضاعه فقط بل للحديث معه، حاولي تعميق علاقتك به وأهم وسيلة هي الالتصاق الجسدي بينك وبينه بلا حواجز.
8- ارضعي طفلك كلما احتاج للرضاعة، هناك من ينادي بتنظيم الرضعات لكني أرى عدم تنظيمها في الأيام الأولى وستتنظم بعد الشهر الأول.
9- انتبهي، فالطفل يتعلم الممارسات من اليوم الأول، وبعض الممارسات الخاطئة التي تعاني منها بعض الأمهات قد تكون بسبب تعويد غير متوقع في الأيام الأولى، فمثلاً إذا نام طفلك بعد الرضاعة فهو يتعود أن يرضع عندما يحتاج للنوم، وإذا تعود على الهزهزة فإنه سيطلبها ليس من أجلها ولكن فهم أنها وسيلة النوم، فبإمكانك ألا تستخدمي مثل هذه الوسائل لجعله ينام.
10- الأطفال مختلفون تماماً فما يصلح لابن أختك أو قريبتك قد لا يناسب طفلك، وليس هناك قانوناً موحداً لعادات الأطفال سواء في الرضاعة أو النوم أوالبكاء، حاولي أن تفهمي طفلك بشكل منفصل عن الأطفال الآخرين، وتذكري أنه لا يمكن أن نتحكم بالطفل كيفما نشاء فهو بشر يبحث عن حريته الفطرية.
11- تعرفي على نغمة بكاء طفلك، ستكتشفين أن نغمة الجوع مختلفة عن بكاء الحاجة للنوع وعن خوفه من الضوء والضوضاء والناس ومختلف عن بكائه عندما يبتل، الفرق بسيط ولكنك ستستطيعين التفريق بينها، وتذكري أن الطفل يبكي عالياً عندما يكون له حاجة ومنها شعوره بالخوف.
12- اغتنمي كل فرص الراحة، حاولي أن تنامي في كل الأوقات لكي تستطيعي أن تصحي لطفلك في الليل.
13- دللي نفسك، ولا تجعلي يومك فقط لطفلك وللآخرين، عيشي حياتك بشكل طبيعي، تحدثي مع زوجك واجلسي معه كلما أتيحت الفرصة، تحدثي مع أفراد أسرتك في أمور أخرى غير الطفل.
14- حاولي عمل الرياضة من اليوم الأول إن كانت الولادة طبيعية، ولكن اعمليها بتدريج وهناك تمارين رياضية تناسب كل أسبوع من الولادة، بعضها يمكن عملها وأنت في سريرك وبعضها في غرفتك وبعد أسبوع يفضل عملها في مكان مفتوح.
15- أخيراً، لا تترددي في طلب المساعدة من أهلك وزوجك وطبيبتك، لا تعتقدي أن طلبك لأمر بسيط قد يفسر أنه نوع من الفشل في تأدية دورك كأم. كتمان بعض المشاعر والتخوف يضاعف مشكلة اكتئاب مابعد الولادة.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1307