النبي الأمي
النبي الأمي
عبدالله عمر خياط
.. جاء محمد بن عبدالله نبيا أميا لا يعرف القراءة ولا الكتابة، ولا عبرة بمن يؤولون صفة الأمي أنه نسبة إلى أم القرى، فقد كان له كتاب وحي في حياته ــ عليه الصلاة والسلام ــ ومنهم أبي بن كعب، وعبدالله بن مسعود، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت. ولو كان رسول الله يكتب لما قال تعالى: (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون).
فقبل فتح بلاد فارس والروم ومصر فتح القرآن قلوب وعقول العرب بالمعجزة الكبرى التي جاء بها النبي الأمي ــ صلى الله عليه وسلم ــ ثم تحداهم وهم أهل البلاغة والفصاحة وأهل الشعر والنثر، فعجزوا عن مجاراة القرآن أو معارضته ولو بسورة واحدة. وفتح عقول العجم بعدله ورحمته وإنسانيته.. ها هي مصر اليوم فيها تسعون مليون مسلم.. وتركيا أغلبية مسلمة تزيد على 90 بالمائة منها.. وفي موسكو وحدها نحو مليوني مسلم.. وفي القارة الهندية نصف مليار مسلم.. وها هم المسلمون في مشارق المعمورة ومغاربها نحو مليار أو مليار ونصف المليار أغلبيتهم لا يفهمون العربية لغة القرآن.. لكنهم آمنوا بالإسلام لما فيه من توحيد وأخلاق عظيمة وانتقال من الظلمات إلى النور.
هذا الإسلام المتغلغل في آسيا من الصين إلى مكة المكرمة وفي إفريقيا من الاسكندرية إلى كيب تاون بجنوب أفريقيا.. وفي أوروبا مثل البوسنة والهرسك ومقدونيا.. بل وحتى البلاد الاسكندنافية.. وفي أمريكا شمالا وجنوبا.. جاء به محمد بن عبدالله ــ صلى الله عليه وسلم ــ الرجل الأمي في جزيرة العرب القاحلة.. فنقل الناس من الجاهلية إلى النور والعدل والهدى والعقل والرحمة والعمل الصالح والتقوى.. منذ 1400 سنة ونيف رغم كل الحروب والمكايد التي تعرض لها الدين الإسلامي وأهله.. لكن المسلمين ظلوا ثابتين وسائرين على خطى سيدنا رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ الذي لم يتعلم أسرار الديانات السابقة، وإنما أوضحها بالوحي الذي نزل إليه من رب العالمين.. فأدهش أهل التوراة والإنجيل ببيانه.. قال تعالى : (إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى).
وجاء الإسلام على يد النبي الأمي ــ صلى الله عليه وسلم ــ يبشر بفتح اليمن ومصر وفارس والروم.. وقال إن الروم انهزمت لكنها سوف تنتصر في بضع سنين.. وتحقق ذلك رغم أنه كان في علم الغيب عندما نزلت آيات (غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون).
وكانت الجزيرة العربية قبائل متفرقة لا يجمعها إلا موسم الحج مع وجود دولة يحكمها الأحباش في اليمن.. وقال لهم القرآن (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض).. ولم تكد تنقضي خلافة عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ إلا وقد تحقق الاستخلاف في الأرض.
قال البوصيري: كفاك بالعلم في الأمي معجزة في الجاهلية وبالتأديب في اليتم
وقد كان يسمى ــ عليه الصلاة والسلام ــ يتيم أبي طالب وهو غلام، لكنه أصبح الأمين والصادق وهو شاب.. ورسول رب العالمين وهو رجل في الأربعين ــ صلى الله عليه وسلم.
السطر الأخير:
عن رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم:
«ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار بعز عزيز أو بذل ذليل».
عكاظ
عبدالله عمر خياط
.. جاء محمد بن عبدالله نبيا أميا لا يعرف القراءة ولا الكتابة، ولا عبرة بمن يؤولون صفة الأمي أنه نسبة إلى أم القرى، فقد كان له كتاب وحي في حياته ــ عليه الصلاة والسلام ــ ومنهم أبي بن كعب، وعبدالله بن مسعود، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت. ولو كان رسول الله يكتب لما قال تعالى: (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون).
فقبل فتح بلاد فارس والروم ومصر فتح القرآن قلوب وعقول العرب بالمعجزة الكبرى التي جاء بها النبي الأمي ــ صلى الله عليه وسلم ــ ثم تحداهم وهم أهل البلاغة والفصاحة وأهل الشعر والنثر، فعجزوا عن مجاراة القرآن أو معارضته ولو بسورة واحدة. وفتح عقول العجم بعدله ورحمته وإنسانيته.. ها هي مصر اليوم فيها تسعون مليون مسلم.. وتركيا أغلبية مسلمة تزيد على 90 بالمائة منها.. وفي موسكو وحدها نحو مليوني مسلم.. وفي القارة الهندية نصف مليار مسلم.. وها هم المسلمون في مشارق المعمورة ومغاربها نحو مليار أو مليار ونصف المليار أغلبيتهم لا يفهمون العربية لغة القرآن.. لكنهم آمنوا بالإسلام لما فيه من توحيد وأخلاق عظيمة وانتقال من الظلمات إلى النور.
هذا الإسلام المتغلغل في آسيا من الصين إلى مكة المكرمة وفي إفريقيا من الاسكندرية إلى كيب تاون بجنوب أفريقيا.. وفي أوروبا مثل البوسنة والهرسك ومقدونيا.. بل وحتى البلاد الاسكندنافية.. وفي أمريكا شمالا وجنوبا.. جاء به محمد بن عبدالله ــ صلى الله عليه وسلم ــ الرجل الأمي في جزيرة العرب القاحلة.. فنقل الناس من الجاهلية إلى النور والعدل والهدى والعقل والرحمة والعمل الصالح والتقوى.. منذ 1400 سنة ونيف رغم كل الحروب والمكايد التي تعرض لها الدين الإسلامي وأهله.. لكن المسلمين ظلوا ثابتين وسائرين على خطى سيدنا رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ الذي لم يتعلم أسرار الديانات السابقة، وإنما أوضحها بالوحي الذي نزل إليه من رب العالمين.. فأدهش أهل التوراة والإنجيل ببيانه.. قال تعالى : (إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى).
وجاء الإسلام على يد النبي الأمي ــ صلى الله عليه وسلم ــ يبشر بفتح اليمن ومصر وفارس والروم.. وقال إن الروم انهزمت لكنها سوف تنتصر في بضع سنين.. وتحقق ذلك رغم أنه كان في علم الغيب عندما نزلت آيات (غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون).
وكانت الجزيرة العربية قبائل متفرقة لا يجمعها إلا موسم الحج مع وجود دولة يحكمها الأحباش في اليمن.. وقال لهم القرآن (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض).. ولم تكد تنقضي خلافة عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ إلا وقد تحقق الاستخلاف في الأرض.
قال البوصيري: كفاك بالعلم في الأمي معجزة في الجاهلية وبالتأديب في اليتم
وقد كان يسمى ــ عليه الصلاة والسلام ــ يتيم أبي طالب وهو غلام، لكنه أصبح الأمين والصادق وهو شاب.. ورسول رب العالمين وهو رجل في الأربعين ــ صلى الله عليه وسلم.
السطر الأخير:
عن رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم:
«ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار بعز عزيز أو بذل ذليل».
عكاظ