تكيس المبيضين
تكيس المبيضين
د. سعد الدين قناوي
إن كثيرا من السيدات يصبن بالخوف عندما يخبرها الطبيب في عيادة النساء بأنها مصابة بتكيس المبايض و لكن لا داعي للخوف يا سيدتي فما الذي يجب أن تعرفيه عن تكيس المبيضين؟
ينتشر تكيس المبيضين بالمملكة و في دول العالم العربي والإسلامي و تحدث بنسب أقل من أوروبا و أيضا تتراوح نسبة حدوثه بين 20 - 25% من السيدات و لكن بدرجات متفاوته و قد تكون هذه الحالة وراثية تولد بها المرأة أو مكتسب نتيجة لزيادة الوزن أو إضطراب الغدة النخامية.
وبسؤال د. سعد الدين قناوي ( أمراض النساء والتوليد مراكز د. سمير عباس الطبية) عن أسباب وطرق تشخيص تكيسات المبايض أجاب: إن التفسير المبسط لتعدد تكيسات المبايض هو وجود عدد من الأكياس الصغيرة على سطح المبيض و مع بدء الدورة تبدأ هذه الحويصلات في النمو و لكن تظل بحجم صغيره يصل من 6- 8 مم دون أن تصل للحجم المطلوب لنضج البويضة يصاحب ذلك اضطراب في مستوى هرمونات المحور من الغدة النخامية إلى المبيضين و المسئول عن انتظام الدورة مثل ارتفاع هرمون (LH) وانخفاض في هرمون (F.S.H) و كذلك ارتفاع هرمون الأنوثة (الإستراديول) والذكورة (التستوستيرون) وكذلك هرمون الحليب (البرولاكتين) و بعضهم يعانين من ارتفاع هرمون الإنسولين. ولهذه الاضطرابات دورها المباشر في الكثير من المشاكل التي تصيب هؤلاء السيدات مثل عدم انتظام التبويض أو النضج المبكر للبويضات و أحيانا تصاب هذه السيدات بانقطاع في الدورة لشهور متعددة. و كذلك يؤدي ارتفاع هرمون الإستراديول إلى النمو الزائد لبطانة الرحم و تكون الزوائد اللحمية داخل الرحم مما قد يؤدي أيضا لعدم انتظام الدورة الشهرية. إن الارتفاع المستمر لهرمون الذكورة يؤدي أيضا إلى إصابة هؤلاء السيدات بتساقط شعر الرأس أو النمو الزائد للشعر في الوجه و مناطق الذراعين و الرجلين و البطن و ايضا ظهور حب الشباب في الوجه أو قد ينتشر في الكتفين و الظهر.
ومن المشاكل المصاحبة أيضا لهذه المتلازمة هو أحيانا زيادة الوزن و كذلك الخلل في نسبة الدهون بالجسم مثل الكوليسترول و الدهون الثلاثية وكذلك ارتفاع هرمون الإنسولين والتي قد تؤدي مستقبلا إذا لم يتم علاجها بشكل سليم إلى بعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم و قصور الشرايين التاجية.
وتكمن الشكوى الرئيسية للمصابين بمتلازمة تكيس المبيضين في تأخر الإنجاب وذلك يرجع غالبا في معظم هذه الحالات إلى ضعف التبويض و عدم نضج البويضات كذلك قد يؤدي إلى الإجهاض المبكر و لذلك فإن التشخيص السليم هو ركن الزاوية في العلاج.
ويضيف د. سعد الدين قناوي قائلاً أن التشخيص يعتمد أولاً على الفحص الإكلينيكي للعلامات الظاهرية التي ذكرناها آنفا ثم عمل الفحوصات الهرمونية بالدم مثل قياس مستوى هرمون الإنسولين و دهون الدم و كذلك مستوى الهيموجلوبين السكري ثم هرمونات المحور الهرموني مثل هرمونات الغدة النخامية و الغدة الدرقية و هرمون الذكورة وهرمون الأنوثة.
كما أن الفحص بالموجات فوق الصوتية يشكل عاملا مساعدا في التشخيص حيث تتميز بتضخم حجم المبيضين مع زيادة سمك الطبقة الداخلية ووجود الأكياس الصغيرة على الطبقة الخارجية و هو الشكل المميز لتكيس المبايض تختلف الأساليب العلاجية لتكيس المبيضين بدءا من الحمية و ممارسة الرياضة للمساعدة في تخفيض الوزن ثم استعمال بعض الأدوية مثل مضادات الأنسولين و التي شاع استخدامها و ثبت نجاحها في السنوات الأخيرة. أيضا قد تفيد المناظير الجراحية حيث يتم عمل كي للمبايض بالحرارة أو الليزر و ذلك يؤدي إلى تقليل إفراز هرمون الذكورة مما يؤدي إلى انتظام الدورة و تقليل الأعراض الجسمية المصاحبة لارتفاع الهرمون.
إن العلاج الرئيسي لهؤلاء السيدات هو علاج مشكلة تأخر الإنجاب و يتراوح ذلك بين إعطاء محفزات للتبويض بجرعات محسوبة و تنظيم فترات الجماع أو إجراء التلقيح الصناعي بالحيوانات المنوية للزوج و لكن أيضا فإن عمليات الحقن المجهري و أطفال الأنابيب أضحت الأمل لهؤلاء السيدات. ويتم الحقن المجهري بتحفيز المبايض لإنتاج عدد كاف من البويضات ثم يتم سحبها من المبيض تحت مخدر عام أو مهدئ و ذلك بدون تدخل جراحي و باستخدام الموجات فوق الصوتية ثم يتم حقن البويضات بالحيوانات المنوية في المختبر و إعادة الأجنة إلى الرحم بعد 3-5 أيام و تحقق هذه التقنية نسب نجاح عالية في مثل هؤلاء السيدات.
وأخيراً يقول د. سعد الدين أنه ظهرت تقنية حديثة تعتمد على تنمية البويضات خارج الجسم بدون استعمال منشطات أو محفزات للتبويض حيث يتم ارتشاف البويضات و هي مازالت صغيرة عند حجم 8 10 مم و تنميتها في حضانات خاصة بالمختبر ثم حقنها بالحيوانات المنوية و بعد ذلك إرجاع الأجنة إلى الرحم بنفس طريقة الحقن المجهري التقليدية.
لذا فإن التشخيص السليم و العلاج المتوازن مع استخدام وسائل الإخصاب المساعد هو الأمل لكثير من هؤلاء السيدات المصابين كما أن الغذاء الصحي المتوازن و ممارسة الرياضة و تغيير نمط الحياة يمثل عاملا مساعدا لتفادي الكثير من المضاعفات المستقبلية الممكن حدوثها.
المصدر: صحيفة اليوم