الكفاءة والمنصب
الكفاءة والمنصب
عيسى الحليان
لا تسترعي التعيينات في المناصب الحكومية العليا في الدول المتقدمة أهمية شعبية قصوى، كما هو حاصل في دول الخليج العربي أو الدول العربية على وجه العموم، وذلك لأسباب تتعلق بالثقافة الإدارية والتنظيمية والفصل التاريخي بين السلطوية الشخصية والإدارة المهنية.
لذلك، لا ينظر إلى ارتقاء هرم الوزارة ــ ومن في حكمها ــ على أنه مقدمة لبسط النفوذ وترسيخ العلاقة الخاصة واللعب مع الكبار والانتقال من عالم إلى عالم آخر تماما، وإنما ينظر له بأنه حقبة وظيفية لإدارة دفة العمل وفقا لبرنامج الحكومة الذي قد يتغير فجأة لأسباب سياسية أو حزبية.
ولذلك ظلت التعيينات الوزارية في محيطنا الخليجي عموما تأخذ بعدا عميقا في التفسير والتحليل واستقراء ما خلف الكواليس، فيما يتجاوز الدور التكنوقراطي المناط بوزارة فنية ــ على سبيل المثال ــ إلى الشخص نفسه و«اللوبيات» التي ساهمت في صناعته.
ولهذه الأسباب، سرعان ما تتغير طقوس هذا الوزير الذي يدلف إلى هذا العالم النخبوي، ويعتبر أن الدخول إليه يجب ما قبله.
ويعتقد كثير من الناس بأن الولاء في محيطنا الخليجي أو العربي يتقدم في نقاط التعيين على الكفاءة، وأن الحساسية المفرطة للمنصب التي قد تستبعد 90% من المرشحين لهذا السبب لتبقى المفاضلة بين الـ10% فقط هي أمر موجود في العالم العربي فقط، لكن الحقيقة أن الولاء الحزبي والتوازنات السياسية تلعب دورا في الدول الأخرى، وإن كانت بديلا عن «اللوبيات» الموجودة في أنظمة الحكم في العالم العربي، لكن ذلك لا يعني أن الكفاءة قد تكون غائبة في صعود نجم بعض الوزراء الذين ليس لهم «لوبيات» تدعمهم، لكن ــ في الوقت نفسه ــ ليس لهم «فيتوهات» تقف ضدهم.
عكاظ
عيسى الحليان
لا تسترعي التعيينات في المناصب الحكومية العليا في الدول المتقدمة أهمية شعبية قصوى، كما هو حاصل في دول الخليج العربي أو الدول العربية على وجه العموم، وذلك لأسباب تتعلق بالثقافة الإدارية والتنظيمية والفصل التاريخي بين السلطوية الشخصية والإدارة المهنية.
لذلك، لا ينظر إلى ارتقاء هرم الوزارة ــ ومن في حكمها ــ على أنه مقدمة لبسط النفوذ وترسيخ العلاقة الخاصة واللعب مع الكبار والانتقال من عالم إلى عالم آخر تماما، وإنما ينظر له بأنه حقبة وظيفية لإدارة دفة العمل وفقا لبرنامج الحكومة الذي قد يتغير فجأة لأسباب سياسية أو حزبية.
ولذلك ظلت التعيينات الوزارية في محيطنا الخليجي عموما تأخذ بعدا عميقا في التفسير والتحليل واستقراء ما خلف الكواليس، فيما يتجاوز الدور التكنوقراطي المناط بوزارة فنية ــ على سبيل المثال ــ إلى الشخص نفسه و«اللوبيات» التي ساهمت في صناعته.
ولهذه الأسباب، سرعان ما تتغير طقوس هذا الوزير الذي يدلف إلى هذا العالم النخبوي، ويعتبر أن الدخول إليه يجب ما قبله.
ويعتقد كثير من الناس بأن الولاء في محيطنا الخليجي أو العربي يتقدم في نقاط التعيين على الكفاءة، وأن الحساسية المفرطة للمنصب التي قد تستبعد 90% من المرشحين لهذا السبب لتبقى المفاضلة بين الـ10% فقط هي أمر موجود في العالم العربي فقط، لكن الحقيقة أن الولاء الحزبي والتوازنات السياسية تلعب دورا في الدول الأخرى، وإن كانت بديلا عن «اللوبيات» الموجودة في أنظمة الحكم في العالم العربي، لكن ذلك لا يعني أن الكفاءة قد تكون غائبة في صعود نجم بعض الوزراء الذين ليس لهم «لوبيات» تدعمهم، لكن ــ في الوقت نفسه ــ ليس لهم «فيتوهات» تقف ضدهم.
عكاظ