معدل السكر التراكمي.. هل يمكن استخدامه والاعتماد عليه في تشخيص مرض السكري؟
معدل السكر التراكمي.. هل يمكن استخدامه والاعتماد عليه في تشخيص مرض السكري؟
الدراسات العلمية تؤكد أنه كلما زاد بنسبة واحد في المئة زادت نسبة المضاعفات
د. بسام صالح بن عباس
من المعلوم أنه كلما ارتفع مستوى السكر في الدم اتحد مع جميع بروتينات جسم الإنسان بما في ذلك مادة الهيموجلوبين الموجودة في كريات الدم الحمراء. قد لا يؤثر اتحاد السكر مع هيموجلوبين الدم تأثيرا ملحوظا عليه ولكنه يعتبر وسيلة لمعرفة مدى تقيد المريض والتزامه بالتعليمات والتحذيرات ومتابعة السكر والتحكم العام. والمقالة هنا عن النطاق الجديد لمعدل السكر التراكمي وما أوصت به جمعيات السكر الأمريكية والأوروبية العالمية.
ومن هذه الجمعيات جمعية السكر الأمريكية والتي أوصت أن يكون معدل السكر التراكمي لمرضى السكري النوع الأول من الأطفال 7.5% لجميع أعمار الأطفال، أما بالنسبة لمرضى السكري النوع الثاني فينصح أن يكون معدل السكر التراكمي حوالي 7% ، وأما بالنسبة للحوامل فينصح أن يكون معدل السكر التراكمي حوالي 6.5% وذلك لتجنب تأثير مرض السكر السلبي وارتفاعه على الجنين والذي يكون أي الجنين في مرحلة التكوين والتطور. وقد أشارت جمعية السكر الأمريكية إلى أن معدل السكر التراكمي يمكن استخدامه والاعتماد عليه في تشخيص مرض السكري. فمثلا تم تحديد معدل السكر التراكمي الطبيعي بأقل من 5.7% ولكن إذا كان معدل السكر التراكمي بين 5.8 و6.5% يعتبر هذا الشخص معرضا للإصابة بالمرض، ولكن إن كان معدل السكر التراكمي أكثر من 6.5% يعتبر هذا الشخص مصابا بمرض السكري سواء مرض السكري النوع الأول والنوع الثاني منه. ولذا أصبح معدل السكر التراكمي وسيلة للمتابعة لمعرفة درجة التحكم بالسكر وأيضا وسيلة للتشخيص. وقد يغني عمل تحليل معدل السكر التراكمي عن عمل تحليل السكر أثناء الصيام أو بعد الطعام أو عمل ما يعرف بتحليل تحمل الجلوكوز والذي يعمل على مدى ساعتين وثلاث. وبخصوص تحليل السكر في فترة الصيام، فالطبيعي ألا يزيد مستوى السكر عن مئة، فإن ارتفع السكر عن مئة وإلى حد 125 ملليجرام فيعتبر الشخص معرضا للإصابة بمرض السكري. أما إن تجاوز مستوى السكر حد 126 ملليجرام فيعتبر الشخص مصابا بمرض السكري ولكن يفضل إعادة التحليل مرتين للتأكد من ذلك. وبخصوص مستوى السكر بعد الأكل بساعتين، فالحد الطبيعي الأعلى هو 140 ملليجرام، فإن زاد مستوى السكر عن ذلك وإلى حد 199 فيعتبر الشخص معرضا للإصابة بمرض السكري. أما إذا ارتفع مستوى السكر عن 200 فيعتبر الشخص مصابا بمرض السكري. ومن الأمور التي تحد من دقة تحليل السكر التراكمي كوسيلة للمتابعة وليس للتشخيص هو أن معدل السكر التراكمي قد يكون مقبولا أي قد يكون في مستوى السبعة في المئة بالرغم من أن قراءات السكر مرتفعة وذلك أن المعدل كما هو معروف يمكن أن ينخفض إن كانت هناك انخفاضات في مستوى السكر في الدم. ولذلك لا يمكن النظر إلى معدل السكر التراكمي من غير النظر إلى قراءات السكر نفسها لمعرفة إن كانت هناك تذبذبات في مستوى سكر الدم أم لا. والمستغرب أن الكثير من مرضى السكر عند زيارتهم لعيادة السكر لا يحضرون معهم تحليلات السكر ويتوقعون أن تحليل معدل السكر ونتائجه تكفي لضبط جرعات الدواء أو جرعات الإنسولين وهذه من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها مرضى السكري. فتحليل السكر التراكمي لا يغني عن التحليل المنزلي المتكرر والمنتظم.
وحسب جمعية السكر للأطفال والمراهقين، فقد ذكرت أن معدل السكر المطلوب للأطفال والمراهقين هو 7.3 في المئة وليس فقط 7.5 في المئة كما ذكرت جمعية السكر الأمريكية، فهي تدعو في هذه الحال إلى تقيد أكثر وتحكم أشد. وبالنظر إلى واقعنا حول معدل السكر التراكمي بين مرضانا وخاصة الأطفال منهم فهو أكثر من ذلك بكثير، فقد يصل إلى تسعة في المئة أو عشرة في المئة وقد وجدت يوما معدل السكر التراكمي أكثر من 25% في أحد الأطفال وهو معدل سكري لم يصل له طفل سكر من قبل. وكذلك الأمر فى مرضى السكري المستخدمين للعلاج المكثف بالإنسولين أو المستخدمين للمضخة، فالحال ليس أفضل من حال مرضى السكري المستخدمين للعلاج التقليدي وهو استخدام الإنسولين الصافي والعكر القديم. إن تكلفة العلاج الجديد باستخدام حقن الإنسولين الجديدة أو استخدام مضخة الإنسولين عالية جدا ولكن نتائج معدلات السكر التراكمي لم تتغير بصورة كبيرة كما هو متوقع وكما هو مشاهد في الغرب.
تدل الدراسات العلمية أن معدل السكر التراكمي مرتبط بالمضاعفات وأن كل زيادة في معدل السكر التراكمي بنسبة واحد في المئة تزيد من نسبة المضاعفات بنسبة 25% وهي نسبة عالية جدا مما يدفع مرضى السكر إلى التحكم التام بالسكر. ونشاهد بعض مرضانا وخاصة الأطفال يعانون من مضاعفات السكري في مرحلة مبكرة بسبب ارتفاع معدل السكر التراكمي. ومن الدراسات الطريفة والهامة أيضا تلك الدراسة التي أوضحت أن خفض معدل السكر التراكمي بنسبة واحد في المئة يخفض إصابة مريض السكري بالماء الأبيض الذي يصيب العين بنسبة 20 في المئة ونسبة الفشل القلبي بنسبة 16 في المئة ونسبة احتمالية حدوث البتر 50 في المئة تقريبا وهذا أيضا ينطبق على كثير من مضاعفات السكري المختلفة. ويتساءل البعض عن مدى دقة تحليل معدل السكر التراكمي وهو في الواقع دقيق إلى حد كبير ولكن قد يتأثر عند إصابة مريض السكري بفقر الدم أو الأنيميا وخاصة تلك الأنواع من فقر الدم التي تكون وراثية وذات علاقة بالهيموجلوبين. ويمكن لمريض السكري بطريقة غير دقيقة معرفة وحساب معدل السكر التراكمي من غير تحليل في المختبر وذلك بمعرفة مستوى السكر في الدم ومثال ذلك إن كان مستوى السكر في الدم 180 ملليجرام يكون معدل السكر التراكمي تقريبا 8% وإن كان مستوى السكر في الدم 210 يكون معدل السكر التراكمي تقريبا 9 في المئة ولكن كما ذكرنا ان هذه طريقة غير دقيقة ولا تغني عن تحليل السكر التراكمي في المختبر.
الرياض
الدراسات العلمية تؤكد أنه كلما زاد بنسبة واحد في المئة زادت نسبة المضاعفات
د. بسام صالح بن عباس
من المعلوم أنه كلما ارتفع مستوى السكر في الدم اتحد مع جميع بروتينات جسم الإنسان بما في ذلك مادة الهيموجلوبين الموجودة في كريات الدم الحمراء. قد لا يؤثر اتحاد السكر مع هيموجلوبين الدم تأثيرا ملحوظا عليه ولكنه يعتبر وسيلة لمعرفة مدى تقيد المريض والتزامه بالتعليمات والتحذيرات ومتابعة السكر والتحكم العام. والمقالة هنا عن النطاق الجديد لمعدل السكر التراكمي وما أوصت به جمعيات السكر الأمريكية والأوروبية العالمية.
ومن هذه الجمعيات جمعية السكر الأمريكية والتي أوصت أن يكون معدل السكر التراكمي لمرضى السكري النوع الأول من الأطفال 7.5% لجميع أعمار الأطفال، أما بالنسبة لمرضى السكري النوع الثاني فينصح أن يكون معدل السكر التراكمي حوالي 7% ، وأما بالنسبة للحوامل فينصح أن يكون معدل السكر التراكمي حوالي 6.5% وذلك لتجنب تأثير مرض السكر السلبي وارتفاعه على الجنين والذي يكون أي الجنين في مرحلة التكوين والتطور. وقد أشارت جمعية السكر الأمريكية إلى أن معدل السكر التراكمي يمكن استخدامه والاعتماد عليه في تشخيص مرض السكري. فمثلا تم تحديد معدل السكر التراكمي الطبيعي بأقل من 5.7% ولكن إذا كان معدل السكر التراكمي بين 5.8 و6.5% يعتبر هذا الشخص معرضا للإصابة بالمرض، ولكن إن كان معدل السكر التراكمي أكثر من 6.5% يعتبر هذا الشخص مصابا بمرض السكري سواء مرض السكري النوع الأول والنوع الثاني منه. ولذا أصبح معدل السكر التراكمي وسيلة للمتابعة لمعرفة درجة التحكم بالسكر وأيضا وسيلة للتشخيص. وقد يغني عمل تحليل معدل السكر التراكمي عن عمل تحليل السكر أثناء الصيام أو بعد الطعام أو عمل ما يعرف بتحليل تحمل الجلوكوز والذي يعمل على مدى ساعتين وثلاث. وبخصوص تحليل السكر في فترة الصيام، فالطبيعي ألا يزيد مستوى السكر عن مئة، فإن ارتفع السكر عن مئة وإلى حد 125 ملليجرام فيعتبر الشخص معرضا للإصابة بمرض السكري. أما إن تجاوز مستوى السكر حد 126 ملليجرام فيعتبر الشخص مصابا بمرض السكري ولكن يفضل إعادة التحليل مرتين للتأكد من ذلك. وبخصوص مستوى السكر بعد الأكل بساعتين، فالحد الطبيعي الأعلى هو 140 ملليجرام، فإن زاد مستوى السكر عن ذلك وإلى حد 199 فيعتبر الشخص معرضا للإصابة بمرض السكري. أما إذا ارتفع مستوى السكر عن 200 فيعتبر الشخص مصابا بمرض السكري. ومن الأمور التي تحد من دقة تحليل السكر التراكمي كوسيلة للمتابعة وليس للتشخيص هو أن معدل السكر التراكمي قد يكون مقبولا أي قد يكون في مستوى السبعة في المئة بالرغم من أن قراءات السكر مرتفعة وذلك أن المعدل كما هو معروف يمكن أن ينخفض إن كانت هناك انخفاضات في مستوى السكر في الدم. ولذلك لا يمكن النظر إلى معدل السكر التراكمي من غير النظر إلى قراءات السكر نفسها لمعرفة إن كانت هناك تذبذبات في مستوى سكر الدم أم لا. والمستغرب أن الكثير من مرضى السكر عند زيارتهم لعيادة السكر لا يحضرون معهم تحليلات السكر ويتوقعون أن تحليل معدل السكر ونتائجه تكفي لضبط جرعات الدواء أو جرعات الإنسولين وهذه من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها مرضى السكري. فتحليل السكر التراكمي لا يغني عن التحليل المنزلي المتكرر والمنتظم.
وحسب جمعية السكر للأطفال والمراهقين، فقد ذكرت أن معدل السكر المطلوب للأطفال والمراهقين هو 7.3 في المئة وليس فقط 7.5 في المئة كما ذكرت جمعية السكر الأمريكية، فهي تدعو في هذه الحال إلى تقيد أكثر وتحكم أشد. وبالنظر إلى واقعنا حول معدل السكر التراكمي بين مرضانا وخاصة الأطفال منهم فهو أكثر من ذلك بكثير، فقد يصل إلى تسعة في المئة أو عشرة في المئة وقد وجدت يوما معدل السكر التراكمي أكثر من 25% في أحد الأطفال وهو معدل سكري لم يصل له طفل سكر من قبل. وكذلك الأمر فى مرضى السكري المستخدمين للعلاج المكثف بالإنسولين أو المستخدمين للمضخة، فالحال ليس أفضل من حال مرضى السكري المستخدمين للعلاج التقليدي وهو استخدام الإنسولين الصافي والعكر القديم. إن تكلفة العلاج الجديد باستخدام حقن الإنسولين الجديدة أو استخدام مضخة الإنسولين عالية جدا ولكن نتائج معدلات السكر التراكمي لم تتغير بصورة كبيرة كما هو متوقع وكما هو مشاهد في الغرب.
تدل الدراسات العلمية أن معدل السكر التراكمي مرتبط بالمضاعفات وأن كل زيادة في معدل السكر التراكمي بنسبة واحد في المئة تزيد من نسبة المضاعفات بنسبة 25% وهي نسبة عالية جدا مما يدفع مرضى السكر إلى التحكم التام بالسكر. ونشاهد بعض مرضانا وخاصة الأطفال يعانون من مضاعفات السكري في مرحلة مبكرة بسبب ارتفاع معدل السكر التراكمي. ومن الدراسات الطريفة والهامة أيضا تلك الدراسة التي أوضحت أن خفض معدل السكر التراكمي بنسبة واحد في المئة يخفض إصابة مريض السكري بالماء الأبيض الذي يصيب العين بنسبة 20 في المئة ونسبة الفشل القلبي بنسبة 16 في المئة ونسبة احتمالية حدوث البتر 50 في المئة تقريبا وهذا أيضا ينطبق على كثير من مضاعفات السكري المختلفة. ويتساءل البعض عن مدى دقة تحليل معدل السكر التراكمي وهو في الواقع دقيق إلى حد كبير ولكن قد يتأثر عند إصابة مريض السكري بفقر الدم أو الأنيميا وخاصة تلك الأنواع من فقر الدم التي تكون وراثية وذات علاقة بالهيموجلوبين. ويمكن لمريض السكري بطريقة غير دقيقة معرفة وحساب معدل السكر التراكمي من غير تحليل في المختبر وذلك بمعرفة مستوى السكر في الدم ومثال ذلك إن كان مستوى السكر في الدم 180 ملليجرام يكون معدل السكر التراكمي تقريبا 8% وإن كان مستوى السكر في الدم 210 يكون معدل السكر التراكمي تقريبا 9 في المئة ولكن كما ذكرنا ان هذه طريقة غير دقيقة ولا تغني عن تحليل السكر التراكمي في المختبر.
الرياض