• ×
admin

الأطفال ورفض الغذاء الصحي

الأطفال ورفض الغذاء الصحي

حنان رشيد المطيري

كثيراً ما يقلق الأهل ويعانون من الطفل ورفضه للطعام ويواجهون هذه المشكلة لدى الأطفال من عمر السنتين إلى 6 سنوات، ووجد الباحثون أن السبب عائد إلى أن هذه المرحلة هي فتره استكشاف الطفل للعالم الخارجي بشكل أكبر، ويظهر لديه ما يسمى بالرهاب من الأغذية الجديدة (NEOPHOBIA) بحيث يكون الطفل كثير التردد وقليلا مايطلب الطعام، ونجده ينشغل بالاستكشاف أكثر من جلوسه للوجبة، ولأن الأطفال بطبيعتهم يكرهون الطعم المر والحامض، ويفضلون الحلو والمالح فيكون أكثر ما يرفضونه الخضار والفواكه، كذلك من أسباب هذا الرهاب تعرض الطفل للارتجاع من قبل عند تناوله بعض الأطعمة فيربط بينها وبين السبب، وغالبا في هذه الفترة يلجأ الوالدان للقوة والضغط على الطفل ولكن قليلا ماتكون هناك نتائج جيدة في مساعدته على تناول الغذاء الصحي، علينا في هذه الفترة أن نحاول جعل الطفل مشاركاً في اختيار الأغذية الصحية التي يفضلها ويحبها، وكذلك تحضيرها في المطبخ مع الشرح عن أهميتها في نموه وتطوره بطريقة ممتعة وسهلة الفهم لعمره، ولا نصر على أن يتناول صنفا معينا، خصوصاً إذا رفض الطفل تناول هذا الصنف من الطعام، بل نحاول تقديمه في وجبة أخرى أو يوم آخر مع سؤاله عن كيف يرغب بتناوله مطبوخاً أو غيره، فإن تكرار تقديم الطعام يجعله يتقبله تدريجيا، إن ما يجعل الطفل يشعر بالأمان والاستقرار لأي صنف جديد يقدم له هو تناول الطعام مع مجموعة وليس منفرداً، ويفضل تقديم الخضار الحلوة أولاً مثل: البطاطس الحلوة والذرة قبل البروكلي والسبانخ التي تعتبر مُرة بالنسبة لهم، وكذلك تقديم الفواكه المستوية جيدا واللينة الحلوة قبل الحامضة منها، وجعل الطفل يختار الملاعق والصحون والأكواب الملونة وصغيرة الحجم بحيث تناسب قبضة يده، فذلك يساعد على تقبله للطعام، وعند التحدث مع الطفل عن الغذاء الصحي فإنه يجب على الوالدين تجنب العبارات التي تحسس الطفل أنه كان مخطئاً في رفضه لأكل معين بعد تقبله لكي لا يؤثر ذلك سلباً على ثقتة في اختياراته للطعام، كما أنه من المهم اختيار مايساعد على تدعيم حاسة التذوق الجيد مثل أن تقدم له فاكهة الكيوي وإقناعه بأن طعمها حلو مثل أي فاكهة يفضلها، وذلك حتى نشجعه على التجربة، كما يجب تعليم الطفل كيف يعبر عن حالة الشبع لنحميه من الارتجاع أو الإفراط في تناول الطعام مع الابتعاد عن العبارات التي تساعد على تجاهل علامات الامتلاء، مثل أن يقال له إذا كنت تريد أن تصبح كبيراً مثل أخيك الأكبر عليك أن تأكل هذا أو ذاك، كما يجب ألا يقال له أن عليه أن يأكل من أجل أن يحصل على الحب أو الرضى من والديه مع تجنب الغضب لأنه سوف يؤدي إلى سلوكيات غذائية خاطئة، بل يفضل اختيار العبارات التي تجعله يحس بالراحة والاهتمام أكثر مع إظهار الحب له في فترة تناوله لطعامه، كما نحذر بأن لا يكافأ الطفل بالحلوى أو البسكويت إذا تناول الخضار لأن ذلك يجعله يفهم أن الخضار أكل سيء وعليه أن يأكل السيء من أجل حصوله على الطعام المريح؛ فهذا يسبب الإفراط بالأكل غير المفيد لاحقاً، بل يفضل مكافأته بالهدايا البسيطة كالملصقات الجذابة، كما ينصح الوالدان بعدم الإفراط في الاهتمام أو القلق عندما يكون الطفل صعب الإرضاء في تناوله للأكل فعليهم تجاهل بعض الاختيارات ولا يجعلوها قضية فينعكس ذلك على الطفل، ويكون وقت الوجبة هو وقت الصراعات والقلق مما يقلل من إقباله على الغذاء المفيد.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  568