الكربوهيدرات.. مكون مهم للجسم
الكربوهيدرات.. مكون مهم للجسم
تخزنها الحيوانات والنباتات للاستفادة منها في المستقبل
أ.د. جابر سالم القحطاني
تُشكل الكربوهيدرات أحد المكونات الأساسية الثلاثة فالكربوهيدرات 55% وربما أكثر من مجمل عدد السعرات في أي نظام غذائي متكامل الغذاء وتعتبر مكوناً مهماً للجسم. أما المكونان الآخران فهما الدهون والبروتينات. تتضمن الكربوهيدرات جميع السكريات والنشويات بالإضافة إلى بعض المواد الأخرى مثل السليلوز والجليكوجين. وتعد الكربوهيدرات المصدر الرئيسي للطاقة للحيوانات والنباتات على حد سواء.
تصنع الكربوهيدرات أثناء التركيب الضوئي وهي عملية تقوم بها النباتات الخضراء لصنع الغذاء. وتحصل الحيوانات والإنسان على الكربوهيدرات عن طريق أكل هذه النباتات أو افتراس حيوانات أخرى. كما تخزن الحيوانات والنباتات الكربوهيدرات للاستفادة منها في المستقبل. وتتكون جميع الكربوهيدرات من عناصر الكربون والهيدروجين والأكسجين. تشكل الكربوهيدرات 55% وربما أكثر من مجمل عدد السعرات في أي نظام غذائي متكامل. ومن الأغذية الغنية بالكربوهيدرات الموز والخبز والذرة الشامية والبطاطس والأرز والمكرونة وتحتوي بعض مصادر الكربوهيدرات، مثل الفواكه والخضروات والحبوب على كميات من الفيتامينات والمعادن. وتحتوي معظم أنواع الحلويات والمشروبات على نسبة عالية من السكر. وهذه المواد تفيد الجسم باعتبارها مصادر للطاقة فقط، ولذا فهي لا تعطي الجسم الفوائد الصحية التي يحصل عليها الجسم من الأغذية الكربوهيدراتيه الأخرى.
أنواع الكربوهيدرات:
هناك نوعان من الكربوهيدرات، بسيطة ومعقدة. والكربوهيدرات البسيطة لها تركيب جزئي بسيط فتركيبها الجزئي معقد حيث يتكون من كربوهيدرات بسيطة مرتبطة بعضها ببعض في سلاسل طويلة.
الكربوهيدرات البسيطة:
هناك نوعان من الكربوهيدرات البسيطة هما أحاديات السكريد وثنائيات السكريد. وجميعها سكريات. وأحاديات السكريد هي سكريات بسيطة، بينما تتألف ثنائيات السكريد من جزأين من الكربوهيدرات أحادية السكريد.
تشمل السكريات الأساسية الجلوكوز والفركتوز والجلاكتوز. والجلوكوز هو سكر معتدل الحلاوة وهو أهم كربوهيدرات موجودة في الفم ويسمى كذلك سكر الدم. أما الفركتوز فهو سكر شديد الحلاوة، ويوجد في الفواكه والخضروات. وتوجد كميات كبيرة من الجلوكوز والفركتوز في العسل. أما الجلاكتوز فيوجد في الغذاء فقط كجزء من ثنائي سكريد يسمى اللاكتوز.
ومن أهم ثنائيات السكريد، السكروز واللاكتوز والمالتوز . والسكروز هو سكر المائدة. ويتكون جزيء السكروز من جزيء جلوكوز مرتبط بجزيء فركتوز. وينتج معظم السكروز من سكر القصب وعصائر نبات بنجر السكر. وللسكروز النقي طعم شديد الحلاوة وخالٍ تقريباً من الرائحة. يشكل اللاكتوز الذي يسمى أيضاً بسكر الحليب حوالي 5% من حليب البقر ويتألف جزيء اللاكتوز من جزيء جلوكوز وجزيء جلاكتوز. والمالتوز أو ما يعرف بسكر الشعير، فيبقى بعد عملية التخمير ويستخدم لإضافة النكهة لبعض الحلويات. ويتكون جزيء المالتوز من جزيئين جلوكوز.
الكربوهيدرات المعقدة:
تعرف أيضاً بعديدة السكريد، وتتكون من عدد من أحاديات السكريد وتشمل النشا والسيليلوز والجليكوجين. يتألف جزيء النشا من مئات أو ربما آلاف جزئيات الجلوكوز، نهاية كل منها مرتبطة
بالأخرى. وهو الصورة الرئيسية للكربوهديرات التي يخزنها النبات. ويوجد النشا في أغذية مثل الفول والذره الشامية والقمح والبطاطس. وتتألف جزيئات السليلوز والجلايكوجين (مثل جزيئات النشا) من عدة جزيئات جلوكوز . ويشمل السليلوز معظم جدران الخلية في النباتات . أما الجلايكوجين والذي يسمى أحياناً النشا الحيواني، فهو الصورة الرئيسية للكربوهيدرات المخزنة في الحيوانات.
كيف يستفيد الجسم من الكربوهيدرات؟
يستخدم الجسم الكربوهيدرات مصدراً للطاقة، لكن أحاديات السكريد فقط هي التي تستطيع دخول مجرى الدم مباشرة من الجهاز الهضمي. ولابد من هضم ثنائيات السكريد والنشا في الأمعاء الدقيقة قبل أن يستطيع الجسم الاستفادة منها، على سبيل المثال، لابد أن يتحلل السكروز أولاً إلى جلوكوز وفركتوز. ولابد من تحلل اللاكتوز إلى جلوكوز وجلاكتوز، كما يجب أن يتحلل النشا أولاً إلى مالتوز ثم إلى جلوكوز.
وبعد تحلل الكربوهيدرات إلى أحاديات السكريد في الأمعاء الدقيقة يقوم الدم بنقلها إلى الكبد التي تحول الفركتوز والجلاكتوز إلى جلوكوز يحمله الدم إلى جميع الخلايا في الجسم. وتستخدم الخلايا الجلوكوز مصدر طاقة للعضلات والأعصاب، وكذلك لبناء وإصلاح أنسجة الجسم. وتحول الكبد الجلوكوز الزائد إلى جلايكوجين وتخزنه. وعندما يكون معدل السكر في الدم منخفضاً تحول الكبد الجلايكوجين ثانية إلى جلوكوز ثم يدفعه في الدم. ويخزن الجلايكوجين أيضاً في العضلات كمخزن طارئ للطاقة. ويحول بعض الجلايكوجين ثانية إلى جلوكوز عند حاجة الجسم إلى طاقة.
ويختلف السليلوز عن معظم الكربوهيدرات الأخرى في أن جسم الإنسان لا يستطيع هضمه، كما أنه ليس له قيمة غذائية غير أن كميات معينة منه ذات فائدة، فالسليلوز يساعد في المحافظة على صحة ونشاط الأمعاء وبالتالي تيسير عملية الهضم. وللأبقار والماعز وحيوانات أخرى عديدة أكله للنباتات بكتريا في أجهزتها الهضمية تحلل السليلوز، وتستفيد أجسامها من السليلوز المهضوم كوقود.
الرياض
تخزنها الحيوانات والنباتات للاستفادة منها في المستقبل
أ.د. جابر سالم القحطاني
تُشكل الكربوهيدرات أحد المكونات الأساسية الثلاثة فالكربوهيدرات 55% وربما أكثر من مجمل عدد السعرات في أي نظام غذائي متكامل الغذاء وتعتبر مكوناً مهماً للجسم. أما المكونان الآخران فهما الدهون والبروتينات. تتضمن الكربوهيدرات جميع السكريات والنشويات بالإضافة إلى بعض المواد الأخرى مثل السليلوز والجليكوجين. وتعد الكربوهيدرات المصدر الرئيسي للطاقة للحيوانات والنباتات على حد سواء.
تصنع الكربوهيدرات أثناء التركيب الضوئي وهي عملية تقوم بها النباتات الخضراء لصنع الغذاء. وتحصل الحيوانات والإنسان على الكربوهيدرات عن طريق أكل هذه النباتات أو افتراس حيوانات أخرى. كما تخزن الحيوانات والنباتات الكربوهيدرات للاستفادة منها في المستقبل. وتتكون جميع الكربوهيدرات من عناصر الكربون والهيدروجين والأكسجين. تشكل الكربوهيدرات 55% وربما أكثر من مجمل عدد السعرات في أي نظام غذائي متكامل. ومن الأغذية الغنية بالكربوهيدرات الموز والخبز والذرة الشامية والبطاطس والأرز والمكرونة وتحتوي بعض مصادر الكربوهيدرات، مثل الفواكه والخضروات والحبوب على كميات من الفيتامينات والمعادن. وتحتوي معظم أنواع الحلويات والمشروبات على نسبة عالية من السكر. وهذه المواد تفيد الجسم باعتبارها مصادر للطاقة فقط، ولذا فهي لا تعطي الجسم الفوائد الصحية التي يحصل عليها الجسم من الأغذية الكربوهيدراتيه الأخرى.
أنواع الكربوهيدرات:
هناك نوعان من الكربوهيدرات، بسيطة ومعقدة. والكربوهيدرات البسيطة لها تركيب جزئي بسيط فتركيبها الجزئي معقد حيث يتكون من كربوهيدرات بسيطة مرتبطة بعضها ببعض في سلاسل طويلة.
الكربوهيدرات البسيطة:
هناك نوعان من الكربوهيدرات البسيطة هما أحاديات السكريد وثنائيات السكريد. وجميعها سكريات. وأحاديات السكريد هي سكريات بسيطة، بينما تتألف ثنائيات السكريد من جزأين من الكربوهيدرات أحادية السكريد.
تشمل السكريات الأساسية الجلوكوز والفركتوز والجلاكتوز. والجلوكوز هو سكر معتدل الحلاوة وهو أهم كربوهيدرات موجودة في الفم ويسمى كذلك سكر الدم. أما الفركتوز فهو سكر شديد الحلاوة، ويوجد في الفواكه والخضروات. وتوجد كميات كبيرة من الجلوكوز والفركتوز في العسل. أما الجلاكتوز فيوجد في الغذاء فقط كجزء من ثنائي سكريد يسمى اللاكتوز.
ومن أهم ثنائيات السكريد، السكروز واللاكتوز والمالتوز . والسكروز هو سكر المائدة. ويتكون جزيء السكروز من جزيء جلوكوز مرتبط بجزيء فركتوز. وينتج معظم السكروز من سكر القصب وعصائر نبات بنجر السكر. وللسكروز النقي طعم شديد الحلاوة وخالٍ تقريباً من الرائحة. يشكل اللاكتوز الذي يسمى أيضاً بسكر الحليب حوالي 5% من حليب البقر ويتألف جزيء اللاكتوز من جزيء جلوكوز وجزيء جلاكتوز. والمالتوز أو ما يعرف بسكر الشعير، فيبقى بعد عملية التخمير ويستخدم لإضافة النكهة لبعض الحلويات. ويتكون جزيء المالتوز من جزيئين جلوكوز.
الكربوهيدرات المعقدة:
تعرف أيضاً بعديدة السكريد، وتتكون من عدد من أحاديات السكريد وتشمل النشا والسيليلوز والجليكوجين. يتألف جزيء النشا من مئات أو ربما آلاف جزئيات الجلوكوز، نهاية كل منها مرتبطة
بالأخرى. وهو الصورة الرئيسية للكربوهديرات التي يخزنها النبات. ويوجد النشا في أغذية مثل الفول والذره الشامية والقمح والبطاطس. وتتألف جزيئات السليلوز والجلايكوجين (مثل جزيئات النشا) من عدة جزيئات جلوكوز . ويشمل السليلوز معظم جدران الخلية في النباتات . أما الجلايكوجين والذي يسمى أحياناً النشا الحيواني، فهو الصورة الرئيسية للكربوهيدرات المخزنة في الحيوانات.
كيف يستفيد الجسم من الكربوهيدرات؟
يستخدم الجسم الكربوهيدرات مصدراً للطاقة، لكن أحاديات السكريد فقط هي التي تستطيع دخول مجرى الدم مباشرة من الجهاز الهضمي. ولابد من هضم ثنائيات السكريد والنشا في الأمعاء الدقيقة قبل أن يستطيع الجسم الاستفادة منها، على سبيل المثال، لابد أن يتحلل السكروز أولاً إلى جلوكوز وفركتوز. ولابد من تحلل اللاكتوز إلى جلوكوز وجلاكتوز، كما يجب أن يتحلل النشا أولاً إلى مالتوز ثم إلى جلوكوز.
وبعد تحلل الكربوهيدرات إلى أحاديات السكريد في الأمعاء الدقيقة يقوم الدم بنقلها إلى الكبد التي تحول الفركتوز والجلاكتوز إلى جلوكوز يحمله الدم إلى جميع الخلايا في الجسم. وتستخدم الخلايا الجلوكوز مصدر طاقة للعضلات والأعصاب، وكذلك لبناء وإصلاح أنسجة الجسم. وتحول الكبد الجلوكوز الزائد إلى جلايكوجين وتخزنه. وعندما يكون معدل السكر في الدم منخفضاً تحول الكبد الجلايكوجين ثانية إلى جلوكوز ثم يدفعه في الدم. ويخزن الجلايكوجين أيضاً في العضلات كمخزن طارئ للطاقة. ويحول بعض الجلايكوجين ثانية إلى جلوكوز عند حاجة الجسم إلى طاقة.
ويختلف السليلوز عن معظم الكربوهيدرات الأخرى في أن جسم الإنسان لا يستطيع هضمه، كما أنه ليس له قيمة غذائية غير أن كميات معينة منه ذات فائدة، فالسليلوز يساعد في المحافظة على صحة ونشاط الأمعاء وبالتالي تيسير عملية الهضم. وللأبقار والماعز وحيوانات أخرى عديدة أكله للنباتات بكتريا في أجهزتها الهضمية تحلل السليلوز، وتستفيد أجسامها من السليلوز المهضوم كوقود.
الرياض