التعليم.. صور ومفارقات
التعليم.. صور ومفارقات
عيسى الحليان
كانت الصورة الرئيسية في الصفحة الأولى لـ «عكاظ» يوم الخميس الماضي لمعلم مضرج بدمائه جراء اعتداء أثيم من بعض طلابه عليه، وهي واحدة من أسوأ الصور التي شاهدتها هذا الموسم الدراسي، لما تنطوي عليه من معان ومضامين يطول شرحها.
وفي مفارقة لافتة، ولعبة مخرج قدير كانت الصورة المقابلة من الجهة الأخرى (الصفحة الأخيرة) لمعلم آخر، لكنه معلم سليم معافى يقف بشموخ وسط كوكبة من تلاميذه الصغار تحيط بهما مجموعة من الدراجات التي أهداها إليهم في ختام الموسم الدراسي.
لو كان ثمة مسابقة لأجمل صورة لما ترددت في اختيارها.. تعرفون لماذا؟ لأنها أعادت الروح إلى مهنة نبيلة وهو العنصر الذي طالما افتقدناه في مواقع العمل العام على مدى العقود الأخيرة.
صورة المعلم فريح الشمري وسط مجموعة من الطلاب و «السياكل» التي تحيط بهم تؤكد بأن ثمة رجالا مخلصين لايفصلون بين مصالحهم ومصالح مجتمعهم الذي ينتمون إليه في وقت تكرست صنوف عجيبة من الأنانية والمادية وتفشت في مواقع العمل بشكل لم يسبق له مثيل.
أتمنى من سمو الوزير الشاب أن يدفع بمضامين هذه الصورة إلى الأمام وعلى طريقته الخاصة، فالروح والمبادرة ينبغي أن تكونا مطلبنا الأول بعد أن جربنا مخزونا هائلا من الماديات لتطوير النظام التعليمي.. ولم ينجح أحد.
المصدر: صحيفة عكاظ