• ×
admin

كسور عظام الساعد..

كسور عظام الساعد..
على الوالدين عدم القلق عندما يرون طفلهما متردداً في تحريكها بعد الجبيرة

د. ياسر بن محمد البحيري

في العدد الماضي تحدثنا عن كسور عظام الساعد (Forearm) والتي تعد من أكثر الكسور شيوعاً في كبار السن وفي الأطفال أيضاً، وهذه الكسور كما اكدنا انها تكون أكثرها كسور بسيطة (Simple fractures) ولا تؤدي إلى مشاكل بعد علاجها، ولكن في بعض الأحيان عندما يتم إهمال بعض النقاط المهمة أثناء العلاج فإن ذلك قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات لا سمح الله، وتحدثنا عن الناحية التشريحية واسباب الكسور والاعراض والتشخيص وكذلك العلاج التحفظي غير الجراحي واشرنا الى ان الغالبية العظمى من هذه الكسور يمكن علاجها تحفظياً عن طريق استخدام الجبيرة الطبية. ولكن لكي يكون الكسر قابلاً للعلاج تحفظياً فهناك شروط يجب توفرها. واستكمالا للموضوع نواصل الحديث عن التدخل الجراحي:

إن التدخل الجراحي يكون ضرورياً في الحالات التي يكون فيها تهتك للجلد أو تكون فيها الأوعية الدموية أو الأعصاب قد أصيبت نتيجة الكسر أو يكون فيها العظم متزحزحاً بشكل كبير أو تكون الكسور موجودة في العظمتين اللتين تتكون منهما عظام الساعد. أيضاً في الحالات التي يكون فيها ورم حميد يجب علاجها جراحياً في معظمها. وعادةً ما يمكن إجراء الجراحة إما عن طريق تخدير كامل أو تخدير موضعي للذراع بأكملها. وأثناء الجراحة يتم الإستعانة بجهاز الأشعة السينية ويقوم الطبيب بتنظيف منطقة الساعد والمناطق المحيطة بها وإذا ما كان هناك جرح أو تهتك فإنه يتم غسل هذا الجرح بتسعة ليترات من المحلول الطبي لإزالة أية شوائب أو جراثيم. كما يتم بعد ذلك إجراء الجراحة لإظهار نهايات العظم المكسور وإعادتها لبعضها البعض بشكل تشريحي سليم وبعد ذلك يتم تثبيتها باستخدام شرائح معدنية و براغي طبية ذات جودة فائقة تضمن بقاء العظام في وضعها الطبيعي إلى أن يتم الالتئام.

وبعد العملية تتم خياطة الجروح بطريقة تجميلية أو بإستخدام الكليبات. وإذا ما كانت هناك إصابة للأعصاب الطرفية أو الأوعية الدموية فإنه تتم الإستعانة بجراح الأوعية الدموية لإصلاح هذه الإصابة أو بجراح الأعصاب لإصلاح الإصابة في الأعصاب. وبعد العملية يتم وضع نصف جبيرة حول منطقة الساعد لإسبوعين أو ثلاثة أسابيع وبعد ذلك يمكن للمريض البدأ بتحريك اليد لأن الكسر في هذه الحالة يكون مثبتاً عن طريق الشريحة والبراغي المعدنية. أيضاً يتم إعطاء المريض المضادات الحيوية المناسبة لبضعة أيام لمنع حدوث أية التهابات جرثومية في منطقة العملية. وفي بعض الحالات التي تحدث عند الأطفال وصغار السن ويكون فيها العظم متزحزحاً قد يتم إجراء العملية بدون جرح وذلك عن طريق إعادة العظام لشكلها الطبيعي بإستخدام الأشعة السينية داخل غرفة العمليات وبعد ذلك يتم وضع جبيرة فقط من دون وضع أي مثبتات داخلية لأن هذه الكسور في الأطفال تلتأم بسرعة وخلال ثلاثة أسابيع يمكن إزالة الجبيرة. وفي بعض الأحيان يقوم الطبيب باستخدام أسياخ طبية يتم إدخالها من إحدى نهايات العظم إلى النهاية الأخرى عن طريق فتحة صغيرة لا يتجاوز طولها الخمسة ملي ميترات وتؤدي إلى تثبيت الكسر وبعد أن يلتأم الكسر يمكن سحب هذا السيخ المعدني في العيادة بدون أية آلام تذكر. وبغض النظر عن طريقة التثبيت أثناء الجراحة فإن الهدف النهائي هو أن تكون العظمتان المكونتان لمنطقة الساعد في وضعية جيدة وأن يكون طولهما ودرجة التقاؤهما مقاربة للوضع الطبيعي وأن تكون المفاصل القريبة منهما ثابتة وطبيعية.

مرحلة ما بعد الجراحة ؟

في هذه المرحلة ولمدة إسبوع أو إسبوعين تتم إراحة الساعد المكسور الذي تم إجراء جراحة له في نصف جبيرة طبية ويتم تناول المضادات الحيوية والأدوية المسكنة للآلام. بعد ذلك عند مراجعة العيادة إذا ما كانت الأشعة السينية جيدة يمكن للمريض البدأ بتحريك الكوع واليد وخلال ثلاثة أسابيع أخرى يمكنه إزالة جميع الجبائر وتحريك اليد بشكل كامل بإذن الله. وأيضاً يجب التنبه لنظافة الجرح فيما بعد العملية وأنه ليست هناك التهابات جرثومية في الجرح. ولكن يجب التنبيه على المريض بعدم العودة لممارسة الأنشطة الرياضية واستخدام اليد بشكل كامل إلا بعد مضي ثلاثة أشهر بعد العملية لضمان أن الكسر قد جبر بشكل تام وكامل بإذن الله.

النصائح والتوصيات ؟

هذه الكسور شائعة جداً لدى الأطفال والبالغين وهناك نقاط مهمة يجب التنبه لها عند علاجها لضمان التئآم الكسر بدون أية مضاعفات بإذن الله. ومن هذه النقاط التأكد من عدم وجود إصابات في الأوعية والشرايين والأعصاب الطرفية. أيضاً يجب التأكد من أن المفصل العلوي في الكوع والمفصل السفلي عند الرسغ لا توجد بهما إصابات عند علاج هذه الكسور. أيضاً يجب التأكيد على مراجعة الطبيب بشكل دائم سواءً تم علاج هذه الكسور عن طريق العلاج التحفظي أو العلاج الجراحي لضمان عدم حدوث تحرك أو خلخلة في منطقة الكسر وعدم حدوث مضاعفات في الجرح في مرحلة ما بعد العملية الجراحية. أيضاً يجب إعطاء المريض نصائح كاملة عن الجبيرة الطبية في حال تم استخدامها وذلك لتفادي حدوث مضاعفات ناتجة عن الجبيرة وليس عن الكسر. وفي حال تم التنبه إلى النقاط التي ذكرناها سابقاً وتم تفاديها فإن غالبية هذه الكسور تكون نتائج علاجها ممتازة ويستطيع المريض أو المريضة العودة لممارسة الحياة بشكل طبيعي وممارسة الرياضة واستخدام اليد بشكل طبيعي بإذن الله خلال ثلاثة أشهر بعد حدوث الكسر في الكبار وخلال بضعة أسابيع من حدوث الكسر في الصغار. ويجب التنبيه إلى أن هذه الكسور لدى الصغار عادةً ما تكون حميدة وقد يمتنع الطفل عن تحريك اليد بعد إزالة الجبيرة وبعد أن يتم التئآم الكسر لبضعة أيام وذلك لتخوفه من تحريك اليد ولكنهم بعد بضعة أيام يعودون لتحريكها بشكل طبيعي وكامل بإذن الله ويجب تنبيه الأهل لهذه النقطه لكي لا يقلقوا عندما يرون أن الطفل متردد في تحريكها في البداية.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1250