صحة عامة
صحة عامة؟!
د. سلمان بن محمد بن سعيد
صحة البيئة أو الإصحاح البيئي محورها نظافة الانسان.. فكلما كان المجتمع نظيفا كان احتمال تعرضه للأمراض أقل.. ومخلفات أو ما يخرج من جسم الإنسان تحتوي على ملايين البكتيريا والمكروبات وغيرها.. إن أُتيحت لها الفرصة للعودة لذلك الإنسان أو إنسان آخر.. أصابته بمختلف العلل والأمراض.. وعندما يقوم أي إنسان (متوسط النظافة) بالاستحمام يحتوي كل 1 مليلتر ماء ناتج عن ذلك الاستحمام (أو الدوش) يحتوي على نحو 100 ألف بكتيريا.. لذا كان الواجب التخلص من تلك المخلفات بطريقة آمنة.. والنفس البشرية السوية جُبلت على النظافة وتحبها.. وأذكر انني اطلعت على دراسة عن أهم 100 اختراع بشري للإنسان في القرن العشرين.. فأتى المرحاض (أعزكم الله) في المركز الأول.. فمتى يختفي منظر الوايت الأصفر الذي يجوب شوارعنا والأزقة.. وتنعم جميع الأحياء بشبكة صرف صحي وننتهي من مشاكل مياه الصرف (الطافحة) التي تنشر المرض وتكتم الأنفاس.. وفي قناة الإخبارية لفت نظري (ربورتاج) يزدان بصورٍعن عمالة آسيوية متدنية النظافة تقوم برعاية عدة خلفات مع حواشيهن (جمع حاشي).. وتقوم بحلب (الخلفات) وبيع ذلك الحليب على الناس.. بطريقة ليس فيها أدنى مستوى من النظافة وبعيدة كل البعد عن أنظار مسؤلي صحة البيئة والطب الوقائي.. وقد قام مقدم البرنامج (مجتهداً) باستضافة مدير عام الثروة الحيوانية لإحاطته ولإبداء رأيه.. حول باعة حليب الخلفات عند مداخل مدينة الرياض.. فكان رد مدير عام الثروة الحيوانية ان هذا الموضوع لا شأن لهم به.. ومن منبر سوانح أسأل مدير عام الثروة الحيوانية إن لم يكن بيع حليب الخلفات من باعة متجولين لا يتمتعون بأدنى مستوى للنظافة.. مسؤلية صحة البيئة أو الثروة الحيوانية (كون الحليب يأتي من الخلفات) والخلفة زوجة للجمل.. الذي تعمل له مسابقات (ومزايين) تكلف الملايين.. أي أنه حيوان يدخل في صميم الثروة الحيوانية وحمايتها.. فمن يحمي الناس من جهلهم ويحمي سفينة الصحراء من باعة يعبثون بتاريخنا ورمز من رموزنا.. والى سوانح قادمة بإذن الله.
المصدر: صحيفة الرياض