«الجوّال» يرفع نسبة الحوادث المرورية
«الجوّال» يرفع نسبة الحوادث المرورية
استعماله عن بُعد يخفض مخاطره.. والصحة العالمية تكشف عن مدى علاقته بأورام الدماغ
د. خالد عبد الله المنيع
أصبحت الهواتف المحمولة أو الخلوية "الجوالات" تشكّل كلاً لا يتجزّأ من حياتنا اليومية ويبلغ عدد اشتراكات الهواتف المحمولة حول العالم نحو 6.9 مليارات اشتراك ومازال سوق تلك الهواتف في نمو مستمر.
ومع العدد الكبير لمستخدمي الهواتف المحمولة تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية إجراء التحرّيات اللازمة بشأن تلك الهواتف والسعي إلى فهم ورصد آثارها المحتملة على الصحة العامة.
تقيم الهواتف المحمولة اتصالات مع بعضها البعض بإرسال موجات عبر شبكة من الهوائيات تُدعى محطات قاعدية. وتُكون موجات التردّد مجالات كهرومغناطيسية لا يمكنها كسر الروابط الكيميائية أو إحداث تأيّن في جسم الإنسان على عكس الإشعاع المؤيّن من قبيل الأشعة السينية أو أشعة غاما.
الأجهزة التي ترسل موجات منخفضة ولا تستهلك كمية كبيرة من الطاقة تعمل بتردّدات تتراوح بين 450 و2700 ميغاهيرتز وطاقة تتراوح قيمتها القصوى بين 0.1 و2 واط. ولا ينقل الهاتف الطاقة إلاّ عندما يتم تشغيله. وسرعان ما ينخفض مستوى الطاقة (وبالتالي مستوى تعرّض المستخدم للتردّد) عند الابتعاد عن الهاتف. وعليه فإنّ الأشخاص الذين يستعملون هاتفاً محمولاً على مسافة 30 إلى 40 سنتيمتراً من أجسامهم - لدى كتابة رسالة قصيرة أو الدخول إلى الإنترنت أو استخدام سماعة الأذن عن بعد أو مكبر الصوت - يتعرّضون بصورة أقلّ بكثير لمجالات التردّد مقارنة بالأشخاص الذين يلصقون الهاتف برؤوسهم.
ويمكن أيضاً، بالإضافة إلى استعمال أجهزة التحدث عن بعد التي تمكّن من إبقاء الهواتف بعيدة عن الرأس والجسم أثناء المكالمات الهاتفية، الحدّ من مستوى التعرّض بالتقليل من عدد المكالمات وتقليص مدّتها. كما يسهم استخدام الهاتف في أماكن تتسم بجودة استقبال الموجات في الحدّ من مستوى التعرّض لأنّه يمكّن الهاتف من الإرسال بطاقة مخفّضة.
كثيراً ما يُحظر استعمال الهواتف المحمولة في المستشفيات والطائرات نظراً لاحتمال وقوع تضارب بين إشارات التردّد وبعض الأجهزة الطبية الإلكترونية ونُظم الملاحة الجوية.
هل هناك آثار صحية محتملة؟
تقول منظمة الصحة العالمية في تقريرها حول هذا الموضوع الهواتف المحمولة أجري عدد كبير من الدراسات على مدى السنوات العشرين الماضية من أجل تقييم ما إذا كان للهواتف المحمولة آثار صحية محتملة. ولم يتبيّن، حتى الآن، وجود أيّة آثار صحية ضارّة جرّاء استعمال تلك الهواتف.
الآثار القصيرة الأجل
يمثّل ارتفاع حرارة الجلد آلية التفاعل الرئيسية بين طاقة التردّد وجسم الإنسان. وبالنظر إلى التردّدات التي تستخدمها الهواتف المحمولة يتم امتصاص معظم الطاقة من قبل الجلد والنُسج السطحية الأخرى، ممّا يؤدي إلى ارتفاع ضئيل جداً في درجة حرارة الدماغ أو أيّة أعضاء أخرى من أعضاء الجسم.
وقد عكف عدد من الدراسات على تحرّي آثار مجالات التردّد على النشاط الكهربائي للدماغ، والوظيفة المعرفية، والنوم، ووتيرة نبض القلب، وضغط الدم لدى مجموعة من المتطوعين. ولم يوجد حتى الآن مايشير إلى أيّة بيّنات متسقة على وجود آثار صحية ضارّة جرّاء التعرّض لمجالات مثل تلك التردّدات بمستويات أقلّ من تلك التي تتسبّب في ارتفاع حرارة الأعضاء. كما لم تتمكّن البحوث من دعم فرضية وجود علاقة سببية بين التعرّض للمجالات الكهرومغناطيسية والأعراض المبلّغ عنها ذاتياً، أو "فرط الحساسية الكهرومغناطيسية" كما ذكرت منظمة الصحة في تقريرها.
وتفيد المنظمة أنّ الأبحاث أظهرت، بوضوح، زيادة إصابات حوادث المرور عند استعمال السائقين للهواتف المحمولة أثناء القيادة. ويجري، في عدة دول، منع السائقين من استعمال الهواتف المحمولة أثناء القيادة، أو حثّهم بقوة على تحاشي ذلك.
الآثار الطويلة الأجل
عكفت الأبحاث الوبائية التي أُجريت لتحديد مخاطر قد تظهر على المدى البعيد جرّاء التعرّض للتردّدات أساساً، على البحث عن علاقة بين أورام الدماغ واستخدام الهواتف المحمولة. غير أنّه لا يمكن للدراسات في الوقت الحالي، بالنظر إلى تعذّر الكشف عن كثير من السرطانات إلاّ بعد مرور سنوات عديدة على التفاعلات التي أدّت إلى ظهورها وبالنظر إلى عدم الشروع في استعمال الهواتف المحمولة إلاّ في مطلع تسعينات القرن الماضي، سوى تقييم السرطانات التي تتطوّر بصورة واضحة في فترات زمنية قصيرة. ولكنّ نتائج الدراسات الحيوانية تبيّن، بشكل متسق، أنّه لا توجد أيّة زيادة في مخاطر الإصابة بالسرطان جرّاء التعرّض الطويل الأجل لمجالات تلك التردّدات.
وتشير منظمة الصحة أن هناك عدة دراسات وبائية كبرى أُنجزت في دول متعدّدة ودراسات مماثلة أخرى قيد العمل كما تم الاضطلاع بدراسة على البالغين أُطلق عليها اسم INTERPHONE وتولت تنسيقها الوكالة الدولية لبحوث السرطان، وهي وكالة متخصّصة ترعاها منظمة الصحة العالمية، وذلك من أجل تحديد ما إذا كانت هناك علاقات بين استخدام الهواتف المحمولة وظهور سرطانات في الرأس والعنق لدى البالغين.
وقد تبيّن، حسب إفادة الصحة العالمية، استناداً إلى مجموع التحاليل الدولية القائمة على البيانات التي تم جمعها من 13 بلداً مشاركاً، أنّه لا توجد أيّة زيادة في مخاطر الإصابة بمعظم أورام الجهاز العصبي المركزي جرّاء استخدام الهواتف المحمولة لفترة تتجاوز عشرة أعوام. بينما هناك بعض المؤشرات على زيادة مخاطر الإصابة بأنواع معينة من أورام الدماغ بين الذين استخدموا الجوال أكبر عدد من الساعات والمقدّرة نسبتهم بنحو 10%، وخلص الباحثون إلى أنّ الأخطاء والعيوب تحدّ من دقة هذه الاستنتاجات وتحول دون إجراء تفسير سببي.
صنفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان المجالات الكهرومغناطيسية للترددات اللاسلكية بأنها قد تكون مسرطنة للإنسان وتم ترميزها بالمجموعة " 2B"، وتستخدم هذه الفئة عندما يعتقد في وجود علاقة سببية موثوقة، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن استبعاد صدفة الارتباط. وفي حين لم يثبت وجود أيّة زيادة في مخاطر الإصابة بالأورام الدماغية، فإنّ زيادة استعمال الهواتف المحمولة ونقص البيانات عن استعمالها لفترات تتجاوز 15 سنة من الأمور التي تستوجب إجراء المزيد من البحوث بشأن العلاقة بين استخدام تلك الهواتف ومخاطر الإصابة بالأورام الدماغية. وبالنظر، تحديداً، إلى الرواج الذي عرفه استخدام الهواتف المحمولة بين صغار السنّ في الآونة الأخيرة، ومن ثمّ احتمال تعرّضهم لفترات أطول، شجعت منظمة الصحة العالمية على إجراء المزيد من البحوث على تلك الفئة. ويجري الاضطلاع بعدة دراسات لتحرّي الآثار الصحية المحتملة بين الأطفال والمراهقين.
الدلائل الإرشادية الخاصة
بحدود التعرّض القصوى
ترد حدود التعرّض القصوى الخاصة بمستخدمي الهواتف المحمولة في شكل معدل الامتصاص النوعي- أي معدل امتصاص طاقة التردّد لكل وحدة من وحدات كتلة الجسم. وقد تمكّنت بعض الهيئات في الوقت الراهن، من وضع دلائل إرشادية فيما يخص تعرّض العاملين وعامة الناس، باستثناء المرضى الخاضعين للتشخيص الطبي أو العلاج. وتقوم تلك الدلائل على تقييم مفصّل للبيّنات العلمية المتوافرة.
من جانبها قالت منظمة الصحة العالمية أنها أنشأت المشروع الدولي الخاص بالمجالات الكهرومغناطيسية في عام 1996م من أجل تقييم البيّنات العلمية على الآثار الصحية الضارّة التي قد تحدث جرّاء التعرّض للمجالات الكهرومغناطيسية. وستجري المنظمة، بحلول عام 2016م، عمليات تقييم رسمية للمخاطر الصحية الناجمة عن التعرّض لمجالات التردّد Radio waves. وبالإضافة إلى ذلك، وكما ذكر أعلاه، فقد قامت الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) وهي إحدى الوكالات المتخصصة التابعة لمنظمة الصحة، باستعراض احتمال تسبب مجالات الموجات اللاسلكية في السرطان.
تعمل منظمة الصحة العالمية بشكل دوري، على تحديد وتشجيع الأولويات البحثية فيما يخص مجالات التردّد والصحة بغية سدّ الثغرات المعرفية القائمة من خلال برامجها البحثية. كما تعكف المنظمة على إعداد المواد الإعلامية وتشجيع الحوار بين العلماء وصنّاع الهواتف المحمولة وعامة الناس لرفع مستوى الفهم للمخاطر الصحية الضارة والتي قد تترتب على الهواتف المحمولة.
الرياض
استعماله عن بُعد يخفض مخاطره.. والصحة العالمية تكشف عن مدى علاقته بأورام الدماغ
د. خالد عبد الله المنيع
أصبحت الهواتف المحمولة أو الخلوية "الجوالات" تشكّل كلاً لا يتجزّأ من حياتنا اليومية ويبلغ عدد اشتراكات الهواتف المحمولة حول العالم نحو 6.9 مليارات اشتراك ومازال سوق تلك الهواتف في نمو مستمر.
ومع العدد الكبير لمستخدمي الهواتف المحمولة تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية إجراء التحرّيات اللازمة بشأن تلك الهواتف والسعي إلى فهم ورصد آثارها المحتملة على الصحة العامة.
تقيم الهواتف المحمولة اتصالات مع بعضها البعض بإرسال موجات عبر شبكة من الهوائيات تُدعى محطات قاعدية. وتُكون موجات التردّد مجالات كهرومغناطيسية لا يمكنها كسر الروابط الكيميائية أو إحداث تأيّن في جسم الإنسان على عكس الإشعاع المؤيّن من قبيل الأشعة السينية أو أشعة غاما.
الأجهزة التي ترسل موجات منخفضة ولا تستهلك كمية كبيرة من الطاقة تعمل بتردّدات تتراوح بين 450 و2700 ميغاهيرتز وطاقة تتراوح قيمتها القصوى بين 0.1 و2 واط. ولا ينقل الهاتف الطاقة إلاّ عندما يتم تشغيله. وسرعان ما ينخفض مستوى الطاقة (وبالتالي مستوى تعرّض المستخدم للتردّد) عند الابتعاد عن الهاتف. وعليه فإنّ الأشخاص الذين يستعملون هاتفاً محمولاً على مسافة 30 إلى 40 سنتيمتراً من أجسامهم - لدى كتابة رسالة قصيرة أو الدخول إلى الإنترنت أو استخدام سماعة الأذن عن بعد أو مكبر الصوت - يتعرّضون بصورة أقلّ بكثير لمجالات التردّد مقارنة بالأشخاص الذين يلصقون الهاتف برؤوسهم.
ويمكن أيضاً، بالإضافة إلى استعمال أجهزة التحدث عن بعد التي تمكّن من إبقاء الهواتف بعيدة عن الرأس والجسم أثناء المكالمات الهاتفية، الحدّ من مستوى التعرّض بالتقليل من عدد المكالمات وتقليص مدّتها. كما يسهم استخدام الهاتف في أماكن تتسم بجودة استقبال الموجات في الحدّ من مستوى التعرّض لأنّه يمكّن الهاتف من الإرسال بطاقة مخفّضة.
كثيراً ما يُحظر استعمال الهواتف المحمولة في المستشفيات والطائرات نظراً لاحتمال وقوع تضارب بين إشارات التردّد وبعض الأجهزة الطبية الإلكترونية ونُظم الملاحة الجوية.
هل هناك آثار صحية محتملة؟
تقول منظمة الصحة العالمية في تقريرها حول هذا الموضوع الهواتف المحمولة أجري عدد كبير من الدراسات على مدى السنوات العشرين الماضية من أجل تقييم ما إذا كان للهواتف المحمولة آثار صحية محتملة. ولم يتبيّن، حتى الآن، وجود أيّة آثار صحية ضارّة جرّاء استعمال تلك الهواتف.
الآثار القصيرة الأجل
يمثّل ارتفاع حرارة الجلد آلية التفاعل الرئيسية بين طاقة التردّد وجسم الإنسان. وبالنظر إلى التردّدات التي تستخدمها الهواتف المحمولة يتم امتصاص معظم الطاقة من قبل الجلد والنُسج السطحية الأخرى، ممّا يؤدي إلى ارتفاع ضئيل جداً في درجة حرارة الدماغ أو أيّة أعضاء أخرى من أعضاء الجسم.
وقد عكف عدد من الدراسات على تحرّي آثار مجالات التردّد على النشاط الكهربائي للدماغ، والوظيفة المعرفية، والنوم، ووتيرة نبض القلب، وضغط الدم لدى مجموعة من المتطوعين. ولم يوجد حتى الآن مايشير إلى أيّة بيّنات متسقة على وجود آثار صحية ضارّة جرّاء التعرّض لمجالات مثل تلك التردّدات بمستويات أقلّ من تلك التي تتسبّب في ارتفاع حرارة الأعضاء. كما لم تتمكّن البحوث من دعم فرضية وجود علاقة سببية بين التعرّض للمجالات الكهرومغناطيسية والأعراض المبلّغ عنها ذاتياً، أو "فرط الحساسية الكهرومغناطيسية" كما ذكرت منظمة الصحة في تقريرها.
وتفيد المنظمة أنّ الأبحاث أظهرت، بوضوح، زيادة إصابات حوادث المرور عند استعمال السائقين للهواتف المحمولة أثناء القيادة. ويجري، في عدة دول، منع السائقين من استعمال الهواتف المحمولة أثناء القيادة، أو حثّهم بقوة على تحاشي ذلك.
الآثار الطويلة الأجل
عكفت الأبحاث الوبائية التي أُجريت لتحديد مخاطر قد تظهر على المدى البعيد جرّاء التعرّض للتردّدات أساساً، على البحث عن علاقة بين أورام الدماغ واستخدام الهواتف المحمولة. غير أنّه لا يمكن للدراسات في الوقت الحالي، بالنظر إلى تعذّر الكشف عن كثير من السرطانات إلاّ بعد مرور سنوات عديدة على التفاعلات التي أدّت إلى ظهورها وبالنظر إلى عدم الشروع في استعمال الهواتف المحمولة إلاّ في مطلع تسعينات القرن الماضي، سوى تقييم السرطانات التي تتطوّر بصورة واضحة في فترات زمنية قصيرة. ولكنّ نتائج الدراسات الحيوانية تبيّن، بشكل متسق، أنّه لا توجد أيّة زيادة في مخاطر الإصابة بالسرطان جرّاء التعرّض الطويل الأجل لمجالات تلك التردّدات.
وتشير منظمة الصحة أن هناك عدة دراسات وبائية كبرى أُنجزت في دول متعدّدة ودراسات مماثلة أخرى قيد العمل كما تم الاضطلاع بدراسة على البالغين أُطلق عليها اسم INTERPHONE وتولت تنسيقها الوكالة الدولية لبحوث السرطان، وهي وكالة متخصّصة ترعاها منظمة الصحة العالمية، وذلك من أجل تحديد ما إذا كانت هناك علاقات بين استخدام الهواتف المحمولة وظهور سرطانات في الرأس والعنق لدى البالغين.
وقد تبيّن، حسب إفادة الصحة العالمية، استناداً إلى مجموع التحاليل الدولية القائمة على البيانات التي تم جمعها من 13 بلداً مشاركاً، أنّه لا توجد أيّة زيادة في مخاطر الإصابة بمعظم أورام الجهاز العصبي المركزي جرّاء استخدام الهواتف المحمولة لفترة تتجاوز عشرة أعوام. بينما هناك بعض المؤشرات على زيادة مخاطر الإصابة بأنواع معينة من أورام الدماغ بين الذين استخدموا الجوال أكبر عدد من الساعات والمقدّرة نسبتهم بنحو 10%، وخلص الباحثون إلى أنّ الأخطاء والعيوب تحدّ من دقة هذه الاستنتاجات وتحول دون إجراء تفسير سببي.
صنفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان المجالات الكهرومغناطيسية للترددات اللاسلكية بأنها قد تكون مسرطنة للإنسان وتم ترميزها بالمجموعة " 2B"، وتستخدم هذه الفئة عندما يعتقد في وجود علاقة سببية موثوقة، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن استبعاد صدفة الارتباط. وفي حين لم يثبت وجود أيّة زيادة في مخاطر الإصابة بالأورام الدماغية، فإنّ زيادة استعمال الهواتف المحمولة ونقص البيانات عن استعمالها لفترات تتجاوز 15 سنة من الأمور التي تستوجب إجراء المزيد من البحوث بشأن العلاقة بين استخدام تلك الهواتف ومخاطر الإصابة بالأورام الدماغية. وبالنظر، تحديداً، إلى الرواج الذي عرفه استخدام الهواتف المحمولة بين صغار السنّ في الآونة الأخيرة، ومن ثمّ احتمال تعرّضهم لفترات أطول، شجعت منظمة الصحة العالمية على إجراء المزيد من البحوث على تلك الفئة. ويجري الاضطلاع بعدة دراسات لتحرّي الآثار الصحية المحتملة بين الأطفال والمراهقين.
الدلائل الإرشادية الخاصة
بحدود التعرّض القصوى
ترد حدود التعرّض القصوى الخاصة بمستخدمي الهواتف المحمولة في شكل معدل الامتصاص النوعي- أي معدل امتصاص طاقة التردّد لكل وحدة من وحدات كتلة الجسم. وقد تمكّنت بعض الهيئات في الوقت الراهن، من وضع دلائل إرشادية فيما يخص تعرّض العاملين وعامة الناس، باستثناء المرضى الخاضعين للتشخيص الطبي أو العلاج. وتقوم تلك الدلائل على تقييم مفصّل للبيّنات العلمية المتوافرة.
من جانبها قالت منظمة الصحة العالمية أنها أنشأت المشروع الدولي الخاص بالمجالات الكهرومغناطيسية في عام 1996م من أجل تقييم البيّنات العلمية على الآثار الصحية الضارّة التي قد تحدث جرّاء التعرّض للمجالات الكهرومغناطيسية. وستجري المنظمة، بحلول عام 2016م، عمليات تقييم رسمية للمخاطر الصحية الناجمة عن التعرّض لمجالات التردّد Radio waves. وبالإضافة إلى ذلك، وكما ذكر أعلاه، فقد قامت الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) وهي إحدى الوكالات المتخصصة التابعة لمنظمة الصحة، باستعراض احتمال تسبب مجالات الموجات اللاسلكية في السرطان.
تعمل منظمة الصحة العالمية بشكل دوري، على تحديد وتشجيع الأولويات البحثية فيما يخص مجالات التردّد والصحة بغية سدّ الثغرات المعرفية القائمة من خلال برامجها البحثية. كما تعكف المنظمة على إعداد المواد الإعلامية وتشجيع الحوار بين العلماء وصنّاع الهواتف المحمولة وعامة الناس لرفع مستوى الفهم للمخاطر الصحية الضارة والتي قد تترتب على الهواتف المحمولة.
الرياض