رجل عصامي
رجل عصامي
زهير أحمد السباعي
يخطئ من يظن أن العصامية هي عصامية المال وحده. العصامي فيما أرى هو من يودع الحياة بأفضل مما استقبلها. رجلنا الذي أحدثكم عنه اليوم هو وجيه مكة الشيخ عبد الرحمن فقيه. عرفته في مناسبات كثيرة، إذ كان صديقا لوالدي رحمه الله. واليوم أقرأ كتابه (لمحات من حياتي) ولا أملك إلا أن أقول.. هاكم رجلا عصاميا.
يأخذنا الشيخ عبد الرحمن فقيه عبر صفحات كتابه معه في مسيرة حياته بأسلوب مشوق. حصل على الابتدائية، وقد كانت قبل ما ينوف على سبعة عقود حلم كل فتى، ولا أقول حلم كل فتاة إذ كانت الابتدائية للفتيات يومذاك في نطاق ما وراء الأحلام. رغب إليه والده أن يترك الدراسة ليساعده في عمله في دكان الصباغة. ومن ثم دخل معترك الحياة وهو صبي بعد غض الإهاب إلا أن روح المبادرة دفعته إلى أن يطرق باب كل جديد ليسهـم في إعالة أسرته. كانت الأزمة الاقتصادية أثناء الحرب العالمية الثانية على أشدها والموارد شحيحة والحالة (أنقطي). بحث شح الأسواق في المواد الاستهلاكية قبل أن يجرب وبوسائل بدائية أن يصنع أكواب الشاي الزجاجية، والصابون، والنشا، وانتهى به المطاف بعد محاولات فاشلة إلى استيراد السمن النباتي وكانت فاتحة خير له ولأسرته. لم يقعده الفشل وإنما كان طريقه للنجاح.
أنشأ مشاريـع في مكة لتربية الدواجن، وإنتاج البيض، وصناعة الأعلاف. كون شركة مكة للتعمير، وشركة جبل عمر. طرق مجال التعليم فأنشأ مدرسة نموذجية، ومجال السياحة فبنى قرية سياحية على البحر الأحمر. بادر بمشروع تنقية المياه، وترطيب جبل عرفات. وكان رائدا في كثير من مشاريعه.
سألته في أمسية جمعتنا.. ما بال الشيخ عبد الرحمن فقيه وهو رجل ميسور لا يركن إلى الدعة ويتمتع بشيخوخة هادئة؟، قال لي: وما ذا عن القدرة على العمل المنتج التي وهبني إياها الله أأتركها تذهب سدى ؟، قد تتفق مع الشيخ عبد الرحمن فقيه أو تختلف معه في بعض الأمور، لا بأس، فهذا شأن الحياة. ولكنك لا تملك إلا أن تقول: هاكم رجلا عصاميا.
عكاظ
زهير أحمد السباعي
يخطئ من يظن أن العصامية هي عصامية المال وحده. العصامي فيما أرى هو من يودع الحياة بأفضل مما استقبلها. رجلنا الذي أحدثكم عنه اليوم هو وجيه مكة الشيخ عبد الرحمن فقيه. عرفته في مناسبات كثيرة، إذ كان صديقا لوالدي رحمه الله. واليوم أقرأ كتابه (لمحات من حياتي) ولا أملك إلا أن أقول.. هاكم رجلا عصاميا.
يأخذنا الشيخ عبد الرحمن فقيه عبر صفحات كتابه معه في مسيرة حياته بأسلوب مشوق. حصل على الابتدائية، وقد كانت قبل ما ينوف على سبعة عقود حلم كل فتى، ولا أقول حلم كل فتاة إذ كانت الابتدائية للفتيات يومذاك في نطاق ما وراء الأحلام. رغب إليه والده أن يترك الدراسة ليساعده في عمله في دكان الصباغة. ومن ثم دخل معترك الحياة وهو صبي بعد غض الإهاب إلا أن روح المبادرة دفعته إلى أن يطرق باب كل جديد ليسهـم في إعالة أسرته. كانت الأزمة الاقتصادية أثناء الحرب العالمية الثانية على أشدها والموارد شحيحة والحالة (أنقطي). بحث شح الأسواق في المواد الاستهلاكية قبل أن يجرب وبوسائل بدائية أن يصنع أكواب الشاي الزجاجية، والصابون، والنشا، وانتهى به المطاف بعد محاولات فاشلة إلى استيراد السمن النباتي وكانت فاتحة خير له ولأسرته. لم يقعده الفشل وإنما كان طريقه للنجاح.
أنشأ مشاريـع في مكة لتربية الدواجن، وإنتاج البيض، وصناعة الأعلاف. كون شركة مكة للتعمير، وشركة جبل عمر. طرق مجال التعليم فأنشأ مدرسة نموذجية، ومجال السياحة فبنى قرية سياحية على البحر الأحمر. بادر بمشروع تنقية المياه، وترطيب جبل عرفات. وكان رائدا في كثير من مشاريعه.
سألته في أمسية جمعتنا.. ما بال الشيخ عبد الرحمن فقيه وهو رجل ميسور لا يركن إلى الدعة ويتمتع بشيخوخة هادئة؟، قال لي: وما ذا عن القدرة على العمل المنتج التي وهبني إياها الله أأتركها تذهب سدى ؟، قد تتفق مع الشيخ عبد الرحمن فقيه أو تختلف معه في بعض الأمور، لا بأس، فهذا شأن الحياة. ولكنك لا تملك إلا أن تقول: هاكم رجلا عصاميا.
عكاظ