• ×
admin

علاجات الذهن الجسدي تقلل من التوترات العصبية وتوصف للأمراض المزمنة

علاجات الذهن الجسدي تقلل من التوترات العصبية وتوصف للأمراض المزمنة
الضحك.. يساعد في تخفيف حدة القلق ويزيد من نشاط جهاز المناعة

أ.د. جابر سالم القحطاني

تواصلا للحديث حول علاجات الذهن الجسدي والتي يعود تاريخها كما قلنا العدد الماضي إلى آلاف السنين وذكرنا ان علاجات الذهن / الجسد يمكنك تعلمها بالمنزل واشرنا الى العلاج الذاتي Autogenics والى التنفس العميق من البطن Deep abdominal breathing

ومن العلاجات كذلك عامل الإيمان: حيث يقول العلماء ان الجسم البشري يملك بعداً روحياً قوياً خاصاً به. وأولئك الذين يقرون بهذه الحقيقة بإحساس قوي يكونون أقرب في التمسك بالبرامج التي تؤدي إلى الصحة المثلى. إن الإيمان بأن الشافي هو الله عز وجل يساعدك على التخلص من نوازع القلق الضارة بالصحة وعلى أن يحل محلها الإيمان المطمئن للنفس.

التخيل البصري Visual lization

يعرف التخيل البصري أيضاً بالتخيل الموجه وهو نشاط مخفف لحدة الضغوط يمكنك القيام به حيثما تتواجد، وفي أي وقت تشاء نهاراً وليلاً. ولتخيل عبارة عن تدفق موجات من الأفكار التي يمكنك رؤيتها أو سماعها أو استشعارها أو تذوقها، وهو تعبير داخلي عن تجاربك أو أوهامك. إنه أحد الأساليب التي يقوم من خلالها مخك بتشفير وتخزين المعلومات والتعبير عنها. والتخيل أيضاً لغة للعواطف. واستعمال التخيل البصري أو التصور يسمح لخيالك بالانطلاق وامتلاك زمام الأمور بينما تركز حواسك على خلق الحالة المرغوبة من الاسترخاء داخل عقلك.

عليك إتباع الخطوات التالية نحو التخيل البصري:

- ابحث عن مكان تشعر فيه بالراحة وتقتطع من وقتك حوالي خمس عشرة دقيقة لهذا التمرين. خذ بضعة أنفاس عميقة أثناء جلوسك أو استلقائك على ظهرك وأغمض عينيك.

- تخيل مكاناً يجعلك تسترخي ويفضل أن يكون مكاناً ذهبت إليه بالفعل حتى يسهل عليك تصوره في ذهنك.

- واصل التنفس ببطء واحتفظ بهذه الصورة في ذهنك وبينما أنت تستكشف صورتك الذهنية التي تحوي موقع الاسترخاء الذي تصورته، تخيل أن كل الضغوط العصبية، والقلق والتوتر قد غادرت جسدك. استشعر درجة حرارة مكانك الخاص. شاهد الألوان المحيطة بك. ما هي الأصوات التي تسمعها؟ استنشق الهواء المنعش. المس رقة اللحظة. استوعب جميع التفاصيل الحسية لمكانك المفضل للاسترخاء وواصل عملية التخلص من الضغوط.

- بعد حوالي خمس عشرة دقيقة، افتح عينيك ببطء وأقلم نفسك مع الأشياء المحيطة بك في الغرفة أفرد ذراعيك وساقيك، وحرك رأسك بلطف من جانب إلى آخر وحاول أن تشعر بالتخفف من التوتر. احتفظ بهذا الشعور بالسكينة التي أصبحت داخلك الآن يظل سارياً معك طوال اليوم (ديبرا فلوجم بروس وَ د.هاريس مايلوين ).

العلاج بالضحك

يزيد الضحك من نشاط خلايا الجسم المهاجمة للخلايا السرطانية والفيروسات. وهو يساعد في تخفيف حدة القلق ويقلل من إفراز الهورمونات المحدثة للتوتر العصبي ويزيد من نشاط جهاز المناعة. وفي الحقيقة، أن العديد من الأطباء يصفون حالياً العلاج بالدعابة للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة. وقد يكون الضحك كذلك فائدة تشبه فوائد رياضة الإيروبيك. لقد درس د. وليم فراي وهو أخصائي نفساني بكلية طب جامعة ستانفورد المزايا الرياضية والبدنية والعاطفية التي يقدمها الضحك، فاكتشف أن مئة ضحكة تعادل التجديف لمدة عشر دقائق. لقد لوحظ أن الشخص البالغ يضحك حوالي 17 مرة يومياً فقط، في حين أن الطفل البالغ من العمر 6 سنوات يضحك حوالي 300 مرة يومياً ولذا نرى الأطفال أكثر سعادة ونشاطاً من الكبار بسبب الضحك.

التأمل Medilation

ذكر العلماء أن التأمل وسيلة حية ناجحة لخفض ضغط الدم وللقضاء على الأرق، وتسكين الألم المزمن. هذا العلاج المخفف للضغوط يسعى نحو تكامل بين العقل والجسد والروح من خلال التركيز المعتمد على التكرار الصامت لكلمة محورية (حب)، والصوت (أوم) والعبارة (السلام شفاء) أو الدعاء (حمداً لك يارب) ومع تتابع الأفكار، سوف تواصل الترنيم بانتباه شديد في الوقت الذي يسهل فيه رد الفعل الاسترخائي.

إن هذا الأسلوب يمكنه أن يوجهك إلى ما تتجاوز به الأفكار السيئة والاضطرابات التي يموج بها ذهنك المنشغل ويمكنها أن تساعدك كي تصبح متحرراً من مخاوفك وغيرها من العواطف المثيرة للقلق والتوتر.

يعد امتلاء الذهن منهجاً في التأمل وهو يسمح لعقلك بأن يمتلئ بكل طاقته فيما يفعله في تلك اللحظة، وسواء كنت ترقص أو تمارس أعمال الحديقة المنزلية أو تكتب أو تستمع للموسيقى، فإن التركيز الشديد هو جزء أساسي من امتلاء الذهن، تماماً مثل القدرة على منع الأفكار السلبية من اقتحام اللحظة (ديبرا فلوجم بروس/ د. هاريس مايلوين) .

الصلاة والدعاء Prayer

إن الصلاة أو الابتهال إلى الله تتيح لأفكارك أن تأخذ فترة راحة من الروتين اليومي الممتلئ بالتفكير والتحليل وأن تدعم البعد الروحي للحياة. وعندما تصلي أو تبتهل إلى الله يتحول جسدك من حالة الصراع والتصارع إلى حالة مزاجية أكثر هدوءاً وسلاماً. وتبين الدراسات أن كلاً من الصلاة والابتهال يوجدان موجات "الفا" "وثيتا" التي تتفق مع السكينة والسعادة والصلاة والابتهال غذاء لروحك، وإشباع لعطشك الروحي الذي بداخلك، ومعين لك على تطوير قدراتك على الانتباه لجميع مجالات الحياة دون تشتت.

هل تعين الصلاة على التحكم في أعراض المرض المرتبطة بالضغوط العصبية؟ مرة أخرى لا يوجد برهان على أن هذا المنهج الذهني الجسدي / يحقق الشفاء غير أن المزيد والمزيد من الدراسات، أوضحت أن أولئك الذين يجدون القوة والراحة في تدينهم يتمتعون بمعدلات بقاء على قيد الحياة أعلى من غيرهم في حالة الإصابة بمرض خطير.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1049