• ×
admin

حجكم مبرور..والوعي الصحي مطلوب

حجكم مبرور..والوعي الصحي مطلوب
النزلات المعوية والتعرض المباشر لأشعة الشمس أكثر الإشكالات الصحية شيوعاً

د. عبد العزيز العثمان

يطيب لنا أن نهنئكم بعشر ذي الحجة المباركة وندعو الله أن يتقبل من الجميع أعمالهم، وأن يحفظ الحجاج من كل سوء وييسر لهم حجهم ويعودوا سالمين غانمين لديارهم، ونشكر كل من يقوم بخدمة حجاج بيت الله الحرام وييسر لهم أداء مناسكهم ويعينهم لتقديم الخدمات التي توفرها حكومة خادم الحرمين الشريفين لضيوف الرحمن.

زيارة خادم الحرمين الشريفين للحرم المكي الشريف والمستشفيات في بداية هذا الأسبوع والاطمئنان بنفسه على صحة الحجاج وتفقد أحوالهم هي رسالة لكل مسؤول ولكل موطن سعودي أن يقدم ما بوسعه لخدمة ضيوف الرحمن.

لا يوجد أي مكان في العالم يمكن أن يجتمع فيه حوالي 3 ملايين شخص من أماكن مختلفة من العالم يتحدثون بلغات وثقافات متباينة يجتمعون في مكان واحد ويتحركون كلهم دفعة واحدة فإن اجتمعوا في عرفة لم يوجد أحد منهم في الحرم المكي أو منى، وعندما ينتقلون إلى مزدلفة فكل الحشد يتحرك في ساعات قصيرة إلى مكان محصور محدد، ومع هذا وفق الله تعالي قيادة هذا البلد المبارك أن تيسر الانتقال وتقدم الخدمات بشكل مذهل، ولا يتصور شخص ما أن الحج سيخلو من التعب وبعض المشقة أو أن المناسبة تخلو من بعض الصعوبات ولكنها بأجرها من عند رب العالمين.

الشيء العجيب الآخر هو توفر الأكل والشرب في كل مكان بأسعار مناسبة بل يتم توزيع بعضها مثل التمور والخبز والمياه وغيرها مجاناً، وكلنا نشاهد توفر أنواع الخضروات والفواكه والمشروبات متوفرة في عرفة ربما يصعب أن تجدها في سوق خارج مكة، فسبحان مهيئ الأرزاق التي تأتيها من كل مكان، فمن بركات مكة توفر الطعام مع أنها بلد لا زرع فيه بل تجبى إليها الثمرات، وقد بورِك لأهل مكةَ في رزقهم، ووُسِع عليهم فيه؛ وذلك ببركة دعوةِ خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام لأهلها، قال الله تعالى: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ».

ندعو جميع الحجاج الى استثمار تلك الأيام القليلة في تأدية النسك على الوجه الصحيح مع المحافظة على صحتهم وعدم الإسراف في المأكل والمشرب واستخدام المياه، والحرص على المشاركة في هذا المؤتمر العالمي والملتقى الإسلامي العظيم بالأخلاق الإسلامية القويمة حفاظاً على سلامة النسك واستشعاراً لعظم الزمان والمكان والشعيرة فالحجاج هم ضيوف الرحمن وهو سبحانه معهم في كل أحوالهم. استشعار أن تكون ضيف لله في أطهر بقع العالم في أفضل أيام العام في أشهر الله الحرام يعطي هيبة وإجلالاً للمناسبة تجعل الحاج يربأ بنفسه عن سفاسف الأمور ويركز في عبادته ليكون حجاً مبروراً ويعود لأهله فائزاً بقبول الله لعبادته.

تتوقع مصلحة الأرصاد أن تكون درجات الحرارة في مكة المكرمة خلال فترة الحج لهذا العام في حدود الأربعين درجة مئوية وقد يكون الجو صحوا في أغلب الأيام ماعدا اليوم الرابع عشر حيث يتوقع أن تهطل أمطار كما يحدث كل عام وهي آية من آيات الله حيث تساعد تلك الأمطار في تنظيف المشاعر المقدسة بعد اكتمال فترة الحج ومغادرة أغلب الحجاج. مع ارتفاع الحرارة يزيد التأكيد على توخي الحذر من التعرض المباشر لأشعة الشمس بالذات في فترة الظهيرة مع الحرص على شرب ماء كاف قبل الخروج من المخيم. وننصح المشرفين على تلك المخيمات بتوجيه الحجاج كبار السن ومن لديه أي من الأمراض المزمنة مثل السكري والربو وغيرها بعدم إجهاد البدن وعدم عمل مجهود في غير شعائر الحج.

في موسم الحج ومع هذا التجمع الكبير لحجاج بيت الله الحرام الوافدين من كل مكان وربما يشكل غالبيتهم حجاجا من دول تفتقر لبعض الخدمات الصحية، ولهذا قد يتصاحب مع موسم الحج انتشار بعض الفيروسات التي قد تسبب بعض المشكلات الصحية مثل الزكام أو النزلات المعوية، ولهذا نكرر النصيحة بتجنب الزحام وتجمع الحجاج، وقد أفتت الجهات الشرعية بفتوى تسهل الحج وتدعم تقليل الزحام.

من أكثر الإشكالات الصحية شيوعاً هي النزلات المعوية وتحدث عند التساهل في نظافة الطعام أو ربما تناول أغذية من اليوم السابق دون حفظها مبردة أو مجمدة، وأسرع وسيلة لنقل هذه الأمراض هو الطعام، إما لعدم طهيه بالطريقة الصحيحة أو لأنه تُرك مكشوفًا لمدة طويلة.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1547