• ×
admin

كيفية العناية بالمسنين

كيفية العناية بالمسنين

محمد خيرالله المحمد

تدور عجلة الحياة بسرعة فائقة، فلا نكاد نشعر بها إلا وقد صرنا في مشارف الأربعين والتي فيها تبدأ الشيخوخة ولكن لابد من الاستعداد الجيد لهذا الأمر، لا لتلافيه، ولكن للاستمتاع بأكبر قدر ممكن من السنين، دون حدوث إعاقات أو عدم القدرة على التحرك الفعال.

والشيخوخة بحد ذاتها لا تعتبر مرضاً إنما هي عبارة عن تغيرات بيولوجية وفيها يبدأ المايلين (MYELIN) بالانخفاض مما يؤدي إلى ضعف في أداء الدماغ وضعف في أداء القلب والرئتين وحصول اضطرابات وظيفية للجهازين العضلي والهيكلي ويبدأ الجلد في فقدان مرونته وكل هذه التغيرات تؤدي إلى بطء التفكير وضعف في الذاكرة خصوصاً القريبة، وبطء في الاستيعاب وضعف في قوة الإبصار، أوالإصابة بالمياه الزرقاء والبيضاء وقصور في السمع، وقد يؤدي هذا إلى مشاكل في التوازن مما يؤدي لا سمح الله إلى السقوط أو التعثر أثناء المشي مما قد يسبب إصابات أو كسور، وما ينبغي الانتباه له من التغيرات التي تحدث للإنسان المسن هي ضعف المناعة والقدرة على مقاومة الأمراض وهذا يعود إلى ضعف خلايا الدم وبالذات خلايا الدم البيضاء، كذلك مما ينبغي التنبه له الجهاز الهضمي والذي بدوره يتباطأ أداؤه وتقل حركته وخصوصاً عندما يكون المسن مصاباً بمشاكل في الأسنان، وتبرز هنا مشكلة الإمساك، وصعوبة البلع الذي يسبب سوء التغذية أو فقدان السوائل (الجفاف)، وأهم من كل ذلك هو التغير في الحالة النفسية وبعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب ونقص الشهية للأكل وعدم الإقبال على الحياة.

وفي مملكتنا الحبيبة يوجد 1.3 مليون مسن ما نسبته 5 % من تعداد السكان وهذه شريحة غالية علينا تستحق الاهتمام وتسخير الجهود من أجل العناية بها وبحسب مؤشر (جلوبال إيج واتش) فقد غابت المملكة العربية السعودية عن مؤشر الدول التي تهتم بالمسنين.

وللعناية بالمسنين فهناك عدة نصائح أهمها: الفحص الطبي الشامل، والذي يجب عمله بشكل دوري حيث يجب وجود جهاز قياس ضغط الدم في المنزل للفحص اليومي تحسباً لأي تغيرات في مستوى ضغط الدم.

وكذلك جهاز فحص السكر والذي يجب توفره في المنزل ليتم الفحص بشكل يومي لمرضى السكر أو أسبوعي لغير المصابين بهذا المرض، كما يجب مراجعة الطبيب بشكل دوري، ويجب أن تشمل فحوصات كبار السن فحص الدم لوظائف الكلى والكبد والأملاح وعمل تخطيط للقلب ECG وعند الشك بوجود مرض معين يجب عمل الفحوصات اللازمة له مما يساعد على الاكتشاف المبكر لأية أمراض عارضة أو مزمنة حتى تتم معالجتها في الوقت المناسب، كذلك يجب الكشف عن الحالة الذهنية للمسن ومنها الحالة المعرفية كالذاكرة ومهارات التفكير وتقلبات المزاج وفي حالة اكتشاف أمراض أو قصور يجب معالجته والعناية به في الحال دون تأخر حتى لا تتفاقم الحالة، والحقيقة المسؤولية مشتركة بين الممارسين الصحيين والمساندين لهم من أفراد المجتمع مثل أقرباء المسنين أو المقربين لديهم من أصدقاء وغيره.

وهناك عدة عوامل تساعد المسن على البقاء نشيطاً والاستمرار بالنشاط لمده أطول من العمر، وهي الأعمال الروتينية خلال اليوم وترتيبها في أوقات معينة والحفاظ عليها للحفاظ على النشاط، كأوقات النوم والاستيقاظ والأكل في أوقات معينه خلال اليوم وممارسة التمارين وكذلك الترفيه وأوقات الراحة والتواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء والأصحاب، والحفاظ على النشاط الحركي الجسماني وذلك بالقيام بأعماله الخاصة من تسوق وشراء حاجيات من السوبر ماركت والذهاب إلى المسجد ماشياً على القدمين وممارسة الرياضة وخصوصاً رياضة المشي التي تُعد الأفضل والأنسب لهذه الفئة العمرية وهذا يساعد على الوقاية أو تأخير المشاكل الصحية الشائعة عن كبر السن.

و بالنسبة للنوم فينبغي أن ينام المسن كل يوم في نفس الوقت والاستيقاظ في نفس الوقت للحفاظ على الساعة البيولوجية، مع العلم أن عدد ساعات النوم اليومية لديه تقل وهو أمر طبيعي وغير مؤثر على الصحة العامه لديه وينصح بعدم استخدام الأدوية التي تساعد على النوم ويحذر من الإدمان عليها أو التساهل في استعمالها.

كما يجب المحافظة على النظافة الشخصية والاستحمام اليومي للمحافظة على الجلد نظيفاً وخالياً من الالتهابات، مع دهن الجسم بالمرطبات الجلدية كالكريمات، ونظافة الفم بالأخص المحافظة على الأسنان بالتفريش اليومي ثلاث مرات في اليوم وإذا كانت الأسنان صناعية يجب تنظيفها وتفريشها جيداً لأن ذلك ينعكس على الصحة العامة للإنسان.

المحافظة على حركة الأمعاء وذلك بشرب الكثير من السوائل وبالأخص الماء بمعدل 2 لتر ونصف في اليوم، وأكل كميات كبيرة من الغذاء المحتوى على الألياف، والحفاظ على قضاء الحاجة وزيارة دورة المياه بشكل دوري ومنتظم يقي من حدوث الإمساك.

كما يتعين على أفراد المجتمع احتواء هذه الفئة الغالية علينا ودمجهم في حياتنا اليومية كالاجتماع اليومي أو الأسبوعي معهم والجلوس على مائدة واحدة ولو اختلفت نوعية الطعام الذي يُتناول ويفترض علينا عدم عزلهم عن أصدقائهم والتواصل معهم بشكل مستمر ولهذا دور كبير في تفادي حدوث القلق والاكتئاب وتقلبات المزاج، وأخذ رأيه والاستفاده من خبرته العملية والحياتية.

ويجب أن يكون المنزل مهيئاً، لوجود المسن، بحيث يسهل التنقل فيه دون صعوبة ودون التعرض لأية أخطار، إذ يجب أن تكون المنطقه الخاصة به في الدور الأول دون وجود درج لأن الدرج قد يسبب بعض حوادث السقوط، كذلك تهيئة الغرفة والممر بإضاءه قوية لكي يتمكن من التنقل بسهولة ويرى الأدوية التي يتناولها جيداً حتى لا يحصل خلط أو زيادة في الجرعات كما يجب تثبيت السجاد جيداً حتى لا تسبب له السقوط أو التعثر، وعندما يكون المسن ملازماً للفراش ولا يستطيع الحركة فينصح بإحضار سرير مستشفى له واستخدام فراش هوائي، لكي يقلل من فرص حدوث قرحة الفراش مع الاهتمام بالتنظيف اليومي للمريض والاستمرار في تقليبه كل ساعتين مع تغيير الحافظات عند اللزوم أو يومياً، وأخيرا وفي المستقبل القريب نتمنى أن يتم تخطيط المساكن والمناطق والمدن السكنيه بطريقة تلاءم وتلبي الاحتياجات الخاصة للكبار وذوي الاحتياجات الخاصة كما نرجو تفعيل دور العناية المنزلية لأن لها دورا فعالا في الكشف على المرضى واكتشاف التغيرات في الوقت المناسب وعرضها على الطبيب للقيام باللازم وكذلك توعية وتدريب القائم عليهم في المنازل وهذا يساعد كثيراً في تخفيف الأعباء على المستشفيات والطلب على الأسرة.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1211