طرق الكشف الغريبة
طرق الكشف الغريبة
فهد عامر الأحمدي
تشخيص المرض نصف العلاج.. وفي حين يملك أطباء اليوم تقنيات مدهشة لتشخيصه (بل ورؤية ما يجري داخل الجسم) كانت وسائل الكشف في الماضي محدودة وفقيرة وتعتمد على خبرة الطبيب وحواسه الخمس.. كان يعتمد على رصد أي تغيرات محتملة في شكل اللسان أو لون العين أو بنية الأظفار أو تغير الجلد أو نغمة الصوت أو سقوط الشعر... لتخمين نوعية المرض..
خذ كمثال التغيرات المحتملة في شكل العين ولون القزحية.. فقزحية العين ترتبط بالمخ مباشرة وتعتبر امتدادا له من حيث كثافة النهايات العصبية والأوعية المجهرية. لهذا السبب تظهر على القزحية دلائل على اعتلال أعضاء الجسم وتعد مؤشرا لحالتها الصحية.. وقد تطور هذا الفرع من التشخيص وأصبح اليوم وسيلة مقبولة للكشف عن كثير من الأمراض الباطنية والعلل الوراثية خصوصا تلك التي لا يشكو فيها الانسان من علة ظاهرية!
... أيضا يمكن تشخيص بعض الأمراض من التغيرات الحاصلة على الكفين والأظفار (وهو مايدعى قراءة الكف الطبية).. وكان الطبيب الالماني تشارلوت وولف أول من لفت الانتباه في القرن الثامن عشر الى العلاقة بين طبيعة اليد (كحالة الجلد ولون الكف والرطوبة) وبعض الأمراض الشائعة.. وفى عام 1950 أثبتت التجارب فى معامل جالتون الإنجليزية أن ثلاث حالات منغولية تصاحب دائما بخط فى أعلى الكف يدعى "خط سيميان كريس".. وفي عام 1961 أثبت الأطباء في مستشفى اوساكا العام إمكانية التنبؤ بمشكلات الدورة الدموية من خلال التغيرات في بصمات الأصابع.. واليوم أصبح بالإمكان تشخيص أمراض عديدة من خلال لون الكف أو طبيعة الأظفار وملمس الأصابع..
.. وفي زمن الفراعنة كان البندول (وليست سماعة القلب) هو الأداة التي يحملها الطبيب معه دائما.. وهذا البندول ليس أكثر من حبل ينتهي بكرة تصنع من العاج أو الزجاج أو أي مادة غير قابلة للمغنطة (رأيت الكثير منها في متحف القاهرة).. وتعتمد طريقة التشخيص على إمرار البندول فوق جسم المريض ثم ملاحظة أين يتحرك، وفي أي اتجاه، وعلى أي سرعة.. فحسب ما يقال لكل فرد منا رقم موجي خاص ومميز. وفي الغالب يكون التشخيص محصورا بين سلامة العضو أو مرضه فقط.. فإن وضع البندول فوق كبد المريض ودار باتجاه عقارب الساعة فهو سليم وإن دار بعكس عقارب الساعة فهو مريض!
.. والحديث عن الأمواج يذكرني بالهالة الكهرومغناطيسية التي تحيط بأجسادنا وتدعى هالة كريليان. وكريليان مصور روسي اكتشف عام 1970 وجود هالة تحيط بالأجسام الحية مصدرها الشحنات الكهربائية من خلاياه. وحين يمرض الجسم أو يعتل تخف حدتها حتى تتلاشى عند الوفاة.. وبعد كليريان لاحظ البروفيسور آرثر اليسون من جامعة لندن ان بعض الأشخاص يتمتعون بهالة باهتة نسبيا رغم انهم يبدون (من الخارج) بصحة جيده وأعلن أن هالة كريليان لاتكشف فقط عن الأجساد المريضة؛ بل والتي يتوقع إصابتها بالمرض!
.. أما آخر ما أتذكره من طرق الكشف والتشخيص الغريبة فهو وجود علاقة بين طول أصبع البنصر، والإصابة بأمراض القلب.. فالوضع الطبيعي هو ان يكون البنصر (ثاني أصبع من اليسار) اطول من السبابة بنسبة 10 بالمائة.. أما إن كان البنصر قصيرا أو مساويا للسبابة فان احتمال الإصابة بالقلب يعظم بعد سن الخمسين.. ويكمن السر هنا في وجود علاقة ثلاثية بين أطراف الانسان ونسبة الهرمون الجنسي واحتمال الإصابة بأمراض القلب!
.. وهذا كله أيها السادة (الأطباء منهم على وجه الخصوص) مجرد جزء صغير من قائمة طويلة لطرق التشخيص الموجودة قبل أو بمعزل عن طرق الكشف الحديثة..
الرياض
فهد عامر الأحمدي
تشخيص المرض نصف العلاج.. وفي حين يملك أطباء اليوم تقنيات مدهشة لتشخيصه (بل ورؤية ما يجري داخل الجسم) كانت وسائل الكشف في الماضي محدودة وفقيرة وتعتمد على خبرة الطبيب وحواسه الخمس.. كان يعتمد على رصد أي تغيرات محتملة في شكل اللسان أو لون العين أو بنية الأظفار أو تغير الجلد أو نغمة الصوت أو سقوط الشعر... لتخمين نوعية المرض..
خذ كمثال التغيرات المحتملة في شكل العين ولون القزحية.. فقزحية العين ترتبط بالمخ مباشرة وتعتبر امتدادا له من حيث كثافة النهايات العصبية والأوعية المجهرية. لهذا السبب تظهر على القزحية دلائل على اعتلال أعضاء الجسم وتعد مؤشرا لحالتها الصحية.. وقد تطور هذا الفرع من التشخيص وأصبح اليوم وسيلة مقبولة للكشف عن كثير من الأمراض الباطنية والعلل الوراثية خصوصا تلك التي لا يشكو فيها الانسان من علة ظاهرية!
... أيضا يمكن تشخيص بعض الأمراض من التغيرات الحاصلة على الكفين والأظفار (وهو مايدعى قراءة الكف الطبية).. وكان الطبيب الالماني تشارلوت وولف أول من لفت الانتباه في القرن الثامن عشر الى العلاقة بين طبيعة اليد (كحالة الجلد ولون الكف والرطوبة) وبعض الأمراض الشائعة.. وفى عام 1950 أثبتت التجارب فى معامل جالتون الإنجليزية أن ثلاث حالات منغولية تصاحب دائما بخط فى أعلى الكف يدعى "خط سيميان كريس".. وفي عام 1961 أثبت الأطباء في مستشفى اوساكا العام إمكانية التنبؤ بمشكلات الدورة الدموية من خلال التغيرات في بصمات الأصابع.. واليوم أصبح بالإمكان تشخيص أمراض عديدة من خلال لون الكف أو طبيعة الأظفار وملمس الأصابع..
.. وفي زمن الفراعنة كان البندول (وليست سماعة القلب) هو الأداة التي يحملها الطبيب معه دائما.. وهذا البندول ليس أكثر من حبل ينتهي بكرة تصنع من العاج أو الزجاج أو أي مادة غير قابلة للمغنطة (رأيت الكثير منها في متحف القاهرة).. وتعتمد طريقة التشخيص على إمرار البندول فوق جسم المريض ثم ملاحظة أين يتحرك، وفي أي اتجاه، وعلى أي سرعة.. فحسب ما يقال لكل فرد منا رقم موجي خاص ومميز. وفي الغالب يكون التشخيص محصورا بين سلامة العضو أو مرضه فقط.. فإن وضع البندول فوق كبد المريض ودار باتجاه عقارب الساعة فهو سليم وإن دار بعكس عقارب الساعة فهو مريض!
.. والحديث عن الأمواج يذكرني بالهالة الكهرومغناطيسية التي تحيط بأجسادنا وتدعى هالة كريليان. وكريليان مصور روسي اكتشف عام 1970 وجود هالة تحيط بالأجسام الحية مصدرها الشحنات الكهربائية من خلاياه. وحين يمرض الجسم أو يعتل تخف حدتها حتى تتلاشى عند الوفاة.. وبعد كليريان لاحظ البروفيسور آرثر اليسون من جامعة لندن ان بعض الأشخاص يتمتعون بهالة باهتة نسبيا رغم انهم يبدون (من الخارج) بصحة جيده وأعلن أن هالة كريليان لاتكشف فقط عن الأجساد المريضة؛ بل والتي يتوقع إصابتها بالمرض!
.. أما آخر ما أتذكره من طرق الكشف والتشخيص الغريبة فهو وجود علاقة بين طول أصبع البنصر، والإصابة بأمراض القلب.. فالوضع الطبيعي هو ان يكون البنصر (ثاني أصبع من اليسار) اطول من السبابة بنسبة 10 بالمائة.. أما إن كان البنصر قصيرا أو مساويا للسبابة فان احتمال الإصابة بالقلب يعظم بعد سن الخمسين.. ويكمن السر هنا في وجود علاقة ثلاثية بين أطراف الانسان ونسبة الهرمون الجنسي واحتمال الإصابة بأمراض القلب!
.. وهذا كله أيها السادة (الأطباء منهم على وجه الخصوص) مجرد جزء صغير من قائمة طويلة لطرق التشخيص الموجودة قبل أو بمعزل عن طرق الكشف الحديثة..
الرياض