الحاروقة.. تناول وجبة ثقيلة ثم الاستلقاء بعدها يزيد من إمكانية رجوع الطعام في المسار الخاطئ
الحاروقة.. تناول وجبة ثقيلة ثم الاستلقاء بعدها يزيد من إمكانية رجوع الطعام في المسار الخاطئ
الاذريون والزنجبيل يساعدان في التخفيف ومعالجة الارتجاع المعدي المريئي
أ.د. جابر سالم القحطاني
تحيط عضلات ملساء بالجهاز الهضمي وهي مصممة لدفع الاطعمة الصلبة والسوائل في اتجاه واحد من الفم الى فتحة الشرج. كما تفصل كل جزء من الجهاز الهضمي عن الاجزاء الاخرى حلقة سميكة من الانسجة العضلية مصممة لمنع الطعام من الرجوع الى المريء. بالرغم من ان الجهاز الهضمي هو مجرد انبوب واحد طويل الا ان لكل قسم من اقسامه وظيفة وبطانة مختلفة. فبطانة المعدة سميكة مخاطية مصممة لتحمل الحمض القوي فيها اما بطانة المريء فرقيقة نسبيا وحساسة جداً اتجاه الحمض.
اذا ارتخت الحلقة العضلية التي تفصل المريء عن المعدة كثيراً فانها قد تؤدي الى دخول الحمض من المعدة الى المريء (هذا ما يعرف بالارتجاع المريئي). ان الاعراض الناجمة عن هذه الظاهرة مؤلمة جداً كالشعور بالحرقة الشديدة او الضغط الذي يبدأ من ادنى عظمة الصدر حتى الحنجرة او الصدر وهذا ما يعرف بالحاروقة (Heartburn). يحدث هذا الالم بعد ساعة او ساعتين من تناول الطعام (على عكس ألم الحرقة المعوية او القلونية الذي يهدأ عند تناول الاطعمة). اما في الحالات المتطورة من هذا الالم فيصاب المريض بحالة الفتق الفرجوي (Hiatal hernia). (الفتق الفرجوي هو الحالة التي تندفع فيها المعدة الى اعلى من خلال فتحة الحجاب الحاجز، لتدخل تجويف الصدر، وهي نتيجة عيب خلقي او اصابة).
تساعد عضلات الحجاب الحاجز على بقاء المريء في جوف الصدر وبقاء المعدة داخل جوف البطن بالتعاون مع الحلقة العضلية المريئية السفلى. حيث ترتخي عضلات الحجاب الحاجز او عند تعرض البطن الى الكثير من الضغط، كتناول وجبة ثقيلة، يصعد جزء من المعدة، او تصعد كلها الى الصدر. عندها قد يصيب الاشخاص الذين يعانون من الفتق الفرجوي، ارتداد الاطعمة المهضومة جزئياً مع حمض المعدة والسوائل الاخرى فيشكون من الم حاد جداً.
ما هو الشيء الذي يسبب انفتاح الحلقة العضلية السفلية بهذا الشكل؟ يقول العلماء ان احد هذه الاسباب يتعلق بطريقة تناول الشخص للطعام، فتناول الكثير من الاطعمة دفعة واحدة يؤدي الى اتساع الحلقة. لذا فان تناول وجبة ثقيلة ثم الاستلقاء بعدها ضار جداً لان ذلك يزيد من امكانية رجوع الطعام في المسار الخاطئ. ان هذا الامر صحيح بالنسبة للأشخاص البدناء الذين يشكون من ضغط خارجي دائم على المعدة. اما السبب الثاني فهو كيميائي حيث ان بعض الاطعمة والمواد الكيميائية التي تسبب ارتخاء الحلقة العضلية (Sphincter) ومنها التدخين والكحول والاطعمة الدهنية وحلوى النعناع والشوكولاتة والكافئين والبصل. بالاضافة الى ضرورة احداث تغيرات في طريقة حياة الشخص
علاج الارتجاع المعدي المريئي:
ينقسم العلاج الى ما يلي:
اولاً: العلاج بمضادات الحموضة وهي:
اقراص كربونات الكالسيوم (Calcium Carbonate)، وهيدروكسين الماغنسيوم والالومنيوم. (Maalx , Mylanat , Gaviscon) وهي متوفرة في الصيدليات. وظيفة هذه المواد منع نشاط الحمض الفائض في المعدة لمدة زمنية قصيرة. هناك اضرار جانبية لهذه المواد وهي انها عند توقف العلاج فان المعدة تزيد انتاجها من الحمض.
ثانياً: العلاج بمضادات مستقبلات الهستامين: تستعمل العلاجات مثل سيمتيدين (Cimetidine) والمعروف باسم (Tagamet) ورانيتيدين المعروف بالاسم التجاري (Zantac) ونيزاتيدين (Nizatidine) والمعروف تجارياً باسم (Axid) وفاموتيدين (Famotidine) والمعروف تجارياً باسم (Pepcid). وظيفة هذه الادوية هي منع حمض الهيدروكلوريك. لهذه الادوية آثار جانبية عند استعمالها لفترة طويلة كالصداع، وآلام العضلات والطفح الجلدي والتشتت الفكري.
ثالثاً: مضادات مضخة البروتون (Proton Pump inhibitors) وتتمثل هذه المضادات في لانوسو برازول (Lanosoprazole) المعروف تجارياً باسم (Prevacid)، اوميبرازول (Omeprazole) والمعروف تجارياً باسم (Prilosec). هذه المواد تؤثر على خلايا جدار المعدة للحد من انتاج الحمض. يجب الا تستخدم هذه الادوية الا لفترة قصيرة.
رابعاً: العلاج بالمواد المحركة (Promotility Agents) المثال على هذه الادوية هي السيسابريد (Cisapride) المعروف تجارياً باسم (Propulsid)، وميتوكلوبراميد (Metoclopramide) المعروف تجارياً باسم (Reglan)، وتقوم هذه الادوية على تحسين حالة الحلقة العضلية السفلية في المريء، وتنشيط تقلص العضلات الملساء في المريء والمعدة. هذه الادوية لها اضرار جانبية مثل الاسهال والاكتئاب والقلق.
خامساً: العلاج بالادوية العشبية: يوجد عدد لا بأس به من الادوية العشبية تستعمل لعلاج هذا المرض ومن اهمها ما يلي:
1. الاذريون (Calendula) : عشبة الاذريون عشبة جميلة بازهارها الصفراء. الجزء المستعمل من الاذريون هي ازهاره التي تحتوي على صابونينات ثلاثية التربين وجلوكوزيدات أ ، ب ، ج،ه، ز. كما تحتوي على فلافونيدات وكارونيدات وزيت طيار ومواد راتنجية. يعطى الاذريون للاطفال لعلاج التلبك المعدي اضافة الى قدرته على شفاء الجروح والتقرحات ومشاكل المعدة، كما ان الاذريون لديه قدرة قابضة ومضاد للالتهابات وهي ذات فائدة في علاج الحاروقة او ما يسمى بالارتجاع المعدي المريئي. يوجد منه مستحضر في محلات الاغذية الصحية والجرعات مدونة على عبوة المستحضر.
2. عرقسوس (Licorice) : لقد اظهرت الدراسات ان العرقسوس يسرع في شفاء القروح المعدية، فهو مضاد للالتهابات ومريح للاغشية المخاطية وهو مفيد لقرحة المعدة، وكذلك لامراض الجهاز التنفسي والسعال والتهابات الكبد. يستعمل لعلاج الارتجاع المعدي المريئي. كما انه مفيد لحالات الاكتئاب والارهاق والحساسية، يوجد له مستحضر في محلات الاغذية الصحية على شكل كبسولات. تؤخذ كبسولتان بمعدل ثلاث مرات في اليوم. يجب على المصابين بارتفاع في ضغط الدم عدم استعمال العرقسوس.
3. الملفوف (Cappage) : لقد اظهرت الابحاث ان عصير الملفوف يحتوي على نوع من الاحماض الامينية يدعى (L-glutamine) يغذي خلايا بطانة المريء والمعدة فترمم نفسها بنفسها. كما يحتوي الملفوف على مواد مانعة للسرطان تدعى الجلوكومولات (Glucomolate). يمكن استعمال مستحضر (L-glutamine) المتوفر في محلات الاغذية الصحية بدلاً من الملفوف اذا كان يسبب لك نفخة وغازات.
4. الصبار (Aloe) : يحتوي الصبار على مادة هلامية لزجة تعرف عادة بجل الصبار ويحتوي هذا الجل على جزئيات من السكر تدعى (Mucopolysacharides) تساعد هذه الجزئيات على شفاء الحروق والقروح والجدران المعوية الملتهبة. يفيد عصير الصبار من (Aloe-Vera) في علاج الحاروقة ويوجد مستحضر على هيئة كبسولات يباع في محلات الاغذية الصحية، كما يوجد عصير الصبار في نفس المحلات.
5. البابونج (Chamomile) : الجزء المستعمل من نبات البابونج الازهار فقط وهي تحتوي على زيت طيار اهم مركب فيه هو الكمازولين. يستخدم البابونج على نطاق واسع فهو يستعمل لعلاج الحاروقة، والالتهابات. كما اثبتت الدراسات فائدة البابونج في حالة التهاب القصبات المزمن والسعال الديكي والربو القصبي. كما اثبتت الدراسات فائدة البابونج كمضاد للاكسدة. كما اثبتت الدراسات انه يزيل القلق. لقد صادق الدكتور الالماني على استعمال البابونج لعلاج الحاروقة والالتهاب الشعبي المزمن والتهابات الجلد وكذلك التهابات الفم. يوجد مستحضر من ازهار البابونج في محلات الاغذية الصحية على هيئة كبسولات بحيث تؤخذ كبسولتان بمعدل ثلاث مرات في اليوم.
6. الزنجبيل (Ginger) : يعتبر الزنجبيل من اكثر الادوية العشبية العالمية بعد الجنكة فهو يحتوي على زيت راتنجي يعمل كمضاد ويحسن الدورة الدموية. يوجد منه مستحضر في محلات الاغذية الصحية على شكل كبسولات تؤخذ بمعدل كبسولتين ثلاث مرات يومياً.
7. عشبة الملاك الصينية (Chinese angelica) : الجزء المستخدم من هذا النبات هو الجذامير (Rizomes) والتي تحتوي على كومارينات وزيت طيار وفيتامين ب12 وبيتا سيتوسيترول . تستخدم جذامير حشيشة الملاك لعلاج حالات الارتجاع المعدي المريئي (الحاروقة) وذلك بأخذ ملء ملعقة من مسحوق الجذامير وتغمر في ملء كوب ماء مغلي وتترك تنقع لمدة 15 دقيقة ثم تصفى وتشرب بمعدل ثلاث مرات في اليوم. يجب عدم استخدامها اثناء فترة الحمل.
8. الترنجان (Lemon balm) : وتعرف بالميليسيا. هذا النبات يشبه الى حد ما النعناع وهو في الحقيقة من فصيلة النعناع والحبق يعرف الترنجان علمياً باسم (Melissia officinalis) والجزء المستخدم من الترنجان جميع اجزائه الهوائية. يحتوي الترنجان على زيت طيار وفلوفونيدات وتربينات ثلاثية متعددة الفينول وحمض العفص. يستعمل النبات كمضاد للتشنج والتقلصات ومهضم ومضاد للغازات والحموضة ومن افضل الادوية العشبية لعلاج الحاروقة. يوجد مستحضر منه تحت مسمى (Melissa Leaves) على شكل كبسولات يؤخذ بمعدل ثلاث كبسولات يومياً مع الاكل. واذا تعذر وجوده في محلات الاغذية الصحية، فيمكن الحصول عليه من محلات العطارة حيث يؤخذ ملء ملعقة صغيرة من مسحوق الاوراق وتغمر في ملء كوب ماء مغلي وتترك تنقع لمدة 10 دقائق ثم يصفى ويشرب بمعدل ثلاث مرات في اليوم.
9. البطاطس والارز المسلوقان: يفيد اكل البطاطس المسلوق وكذلك الارز المصري حيث يخفضان من الارتجاع المعدي المريئي (الحاروقة) وهي متميزة لهذا الغرض.
نصائح هامة يجب اتباعها:
1. تناول وجبات متعددة وصغيرة في اليوم بدلاً من الوجبات الكبيرة.
2. تجنب الدهون الحيوانية والمهدرجة قدر الامكان وكذلك الاطعمة المقلية.
3. لا تأكل أي شيء من الحمضيات كالليمون والبرتقال واليوسفي والكيوي والترنج والجريب فروت.
4. لا تشرب الشاي والقهوة والشيكولاتة والكاكاو.
5. تجنب النشويات المكررة والسكر الابيض والكحول والمشروبات الغازية.
6. امتنع عن الثوم والبصل والقرنفل والنعناع والطماطم والاطعمة التي تحتوي على طماطم او الصلصة وبالاخص صلصة المكرونة وكذلك الفلفل الاحمر الحار.
7. لا تنم او تستلقِ بعد الاكل، لابد من الجلوس جالساً منتصباً لمدة ساعتين على الاقل.
8. حاول ممارسة الرياضة. اذا جاءتك ازمة فكل حبة موز مباشرة.
9. حاول رفع مرتبتك من جهة الرأس حوالي 25 سنتيمتراً وذلك لمنع ارتداد الحمض خلال النوم.
10. عدم تناول العقاقير المضادة للالتهاب من غير السيترويدات كالاسبرين والايبيوبروفين والنايروكسين الا للضرورة القصوى حيث تسبب تهيج البطانة المريئية.
ملاحظة هامة:
عند الاصابة بالحاروقة قد يتسرب حمض المعدة الى الرئتين عند النوم وهو امر يتعرض له مريض الربو احياناً، ولكن ليس هذا هو الأسوأ. فقد اظهرت الدراسات الطبية ان تكرر الارتجاع مع الوقت أي بعد سنوات قد يؤدي الى التهاب جدار المريء وبالتالي احتمال الاصابة بالسرطان في المريء. كذلك يجب اخذ مرض الارتجاع المعدي (الحاروقة) على محمل الجد.
الرياض
الاذريون والزنجبيل يساعدان في التخفيف ومعالجة الارتجاع المعدي المريئي
أ.د. جابر سالم القحطاني
تحيط عضلات ملساء بالجهاز الهضمي وهي مصممة لدفع الاطعمة الصلبة والسوائل في اتجاه واحد من الفم الى فتحة الشرج. كما تفصل كل جزء من الجهاز الهضمي عن الاجزاء الاخرى حلقة سميكة من الانسجة العضلية مصممة لمنع الطعام من الرجوع الى المريء. بالرغم من ان الجهاز الهضمي هو مجرد انبوب واحد طويل الا ان لكل قسم من اقسامه وظيفة وبطانة مختلفة. فبطانة المعدة سميكة مخاطية مصممة لتحمل الحمض القوي فيها اما بطانة المريء فرقيقة نسبيا وحساسة جداً اتجاه الحمض.
اذا ارتخت الحلقة العضلية التي تفصل المريء عن المعدة كثيراً فانها قد تؤدي الى دخول الحمض من المعدة الى المريء (هذا ما يعرف بالارتجاع المريئي). ان الاعراض الناجمة عن هذه الظاهرة مؤلمة جداً كالشعور بالحرقة الشديدة او الضغط الذي يبدأ من ادنى عظمة الصدر حتى الحنجرة او الصدر وهذا ما يعرف بالحاروقة (Heartburn). يحدث هذا الالم بعد ساعة او ساعتين من تناول الطعام (على عكس ألم الحرقة المعوية او القلونية الذي يهدأ عند تناول الاطعمة). اما في الحالات المتطورة من هذا الالم فيصاب المريض بحالة الفتق الفرجوي (Hiatal hernia). (الفتق الفرجوي هو الحالة التي تندفع فيها المعدة الى اعلى من خلال فتحة الحجاب الحاجز، لتدخل تجويف الصدر، وهي نتيجة عيب خلقي او اصابة).
تساعد عضلات الحجاب الحاجز على بقاء المريء في جوف الصدر وبقاء المعدة داخل جوف البطن بالتعاون مع الحلقة العضلية المريئية السفلى. حيث ترتخي عضلات الحجاب الحاجز او عند تعرض البطن الى الكثير من الضغط، كتناول وجبة ثقيلة، يصعد جزء من المعدة، او تصعد كلها الى الصدر. عندها قد يصيب الاشخاص الذين يعانون من الفتق الفرجوي، ارتداد الاطعمة المهضومة جزئياً مع حمض المعدة والسوائل الاخرى فيشكون من الم حاد جداً.
ما هو الشيء الذي يسبب انفتاح الحلقة العضلية السفلية بهذا الشكل؟ يقول العلماء ان احد هذه الاسباب يتعلق بطريقة تناول الشخص للطعام، فتناول الكثير من الاطعمة دفعة واحدة يؤدي الى اتساع الحلقة. لذا فان تناول وجبة ثقيلة ثم الاستلقاء بعدها ضار جداً لان ذلك يزيد من امكانية رجوع الطعام في المسار الخاطئ. ان هذا الامر صحيح بالنسبة للأشخاص البدناء الذين يشكون من ضغط خارجي دائم على المعدة. اما السبب الثاني فهو كيميائي حيث ان بعض الاطعمة والمواد الكيميائية التي تسبب ارتخاء الحلقة العضلية (Sphincter) ومنها التدخين والكحول والاطعمة الدهنية وحلوى النعناع والشوكولاتة والكافئين والبصل. بالاضافة الى ضرورة احداث تغيرات في طريقة حياة الشخص
علاج الارتجاع المعدي المريئي:
ينقسم العلاج الى ما يلي:
اولاً: العلاج بمضادات الحموضة وهي:
اقراص كربونات الكالسيوم (Calcium Carbonate)، وهيدروكسين الماغنسيوم والالومنيوم. (Maalx , Mylanat , Gaviscon) وهي متوفرة في الصيدليات. وظيفة هذه المواد منع نشاط الحمض الفائض في المعدة لمدة زمنية قصيرة. هناك اضرار جانبية لهذه المواد وهي انها عند توقف العلاج فان المعدة تزيد انتاجها من الحمض.
ثانياً: العلاج بمضادات مستقبلات الهستامين: تستعمل العلاجات مثل سيمتيدين (Cimetidine) والمعروف باسم (Tagamet) ورانيتيدين المعروف بالاسم التجاري (Zantac) ونيزاتيدين (Nizatidine) والمعروف تجارياً باسم (Axid) وفاموتيدين (Famotidine) والمعروف تجارياً باسم (Pepcid). وظيفة هذه الادوية هي منع حمض الهيدروكلوريك. لهذه الادوية آثار جانبية عند استعمالها لفترة طويلة كالصداع، وآلام العضلات والطفح الجلدي والتشتت الفكري.
ثالثاً: مضادات مضخة البروتون (Proton Pump inhibitors) وتتمثل هذه المضادات في لانوسو برازول (Lanosoprazole) المعروف تجارياً باسم (Prevacid)، اوميبرازول (Omeprazole) والمعروف تجارياً باسم (Prilosec). هذه المواد تؤثر على خلايا جدار المعدة للحد من انتاج الحمض. يجب الا تستخدم هذه الادوية الا لفترة قصيرة.
رابعاً: العلاج بالمواد المحركة (Promotility Agents) المثال على هذه الادوية هي السيسابريد (Cisapride) المعروف تجارياً باسم (Propulsid)، وميتوكلوبراميد (Metoclopramide) المعروف تجارياً باسم (Reglan)، وتقوم هذه الادوية على تحسين حالة الحلقة العضلية السفلية في المريء، وتنشيط تقلص العضلات الملساء في المريء والمعدة. هذه الادوية لها اضرار جانبية مثل الاسهال والاكتئاب والقلق.
خامساً: العلاج بالادوية العشبية: يوجد عدد لا بأس به من الادوية العشبية تستعمل لعلاج هذا المرض ومن اهمها ما يلي:
1. الاذريون (Calendula) : عشبة الاذريون عشبة جميلة بازهارها الصفراء. الجزء المستعمل من الاذريون هي ازهاره التي تحتوي على صابونينات ثلاثية التربين وجلوكوزيدات أ ، ب ، ج،ه، ز. كما تحتوي على فلافونيدات وكارونيدات وزيت طيار ومواد راتنجية. يعطى الاذريون للاطفال لعلاج التلبك المعدي اضافة الى قدرته على شفاء الجروح والتقرحات ومشاكل المعدة، كما ان الاذريون لديه قدرة قابضة ومضاد للالتهابات وهي ذات فائدة في علاج الحاروقة او ما يسمى بالارتجاع المعدي المريئي. يوجد منه مستحضر في محلات الاغذية الصحية والجرعات مدونة على عبوة المستحضر.
2. عرقسوس (Licorice) : لقد اظهرت الدراسات ان العرقسوس يسرع في شفاء القروح المعدية، فهو مضاد للالتهابات ومريح للاغشية المخاطية وهو مفيد لقرحة المعدة، وكذلك لامراض الجهاز التنفسي والسعال والتهابات الكبد. يستعمل لعلاج الارتجاع المعدي المريئي. كما انه مفيد لحالات الاكتئاب والارهاق والحساسية، يوجد له مستحضر في محلات الاغذية الصحية على شكل كبسولات. تؤخذ كبسولتان بمعدل ثلاث مرات في اليوم. يجب على المصابين بارتفاع في ضغط الدم عدم استعمال العرقسوس.
3. الملفوف (Cappage) : لقد اظهرت الابحاث ان عصير الملفوف يحتوي على نوع من الاحماض الامينية يدعى (L-glutamine) يغذي خلايا بطانة المريء والمعدة فترمم نفسها بنفسها. كما يحتوي الملفوف على مواد مانعة للسرطان تدعى الجلوكومولات (Glucomolate). يمكن استعمال مستحضر (L-glutamine) المتوفر في محلات الاغذية الصحية بدلاً من الملفوف اذا كان يسبب لك نفخة وغازات.
4. الصبار (Aloe) : يحتوي الصبار على مادة هلامية لزجة تعرف عادة بجل الصبار ويحتوي هذا الجل على جزئيات من السكر تدعى (Mucopolysacharides) تساعد هذه الجزئيات على شفاء الحروق والقروح والجدران المعوية الملتهبة. يفيد عصير الصبار من (Aloe-Vera) في علاج الحاروقة ويوجد مستحضر على هيئة كبسولات يباع في محلات الاغذية الصحية، كما يوجد عصير الصبار في نفس المحلات.
5. البابونج (Chamomile) : الجزء المستعمل من نبات البابونج الازهار فقط وهي تحتوي على زيت طيار اهم مركب فيه هو الكمازولين. يستخدم البابونج على نطاق واسع فهو يستعمل لعلاج الحاروقة، والالتهابات. كما اثبتت الدراسات فائدة البابونج في حالة التهاب القصبات المزمن والسعال الديكي والربو القصبي. كما اثبتت الدراسات فائدة البابونج كمضاد للاكسدة. كما اثبتت الدراسات انه يزيل القلق. لقد صادق الدكتور الالماني على استعمال البابونج لعلاج الحاروقة والالتهاب الشعبي المزمن والتهابات الجلد وكذلك التهابات الفم. يوجد مستحضر من ازهار البابونج في محلات الاغذية الصحية على هيئة كبسولات بحيث تؤخذ كبسولتان بمعدل ثلاث مرات في اليوم.
6. الزنجبيل (Ginger) : يعتبر الزنجبيل من اكثر الادوية العشبية العالمية بعد الجنكة فهو يحتوي على زيت راتنجي يعمل كمضاد ويحسن الدورة الدموية. يوجد منه مستحضر في محلات الاغذية الصحية على شكل كبسولات تؤخذ بمعدل كبسولتين ثلاث مرات يومياً.
7. عشبة الملاك الصينية (Chinese angelica) : الجزء المستخدم من هذا النبات هو الجذامير (Rizomes) والتي تحتوي على كومارينات وزيت طيار وفيتامين ب12 وبيتا سيتوسيترول . تستخدم جذامير حشيشة الملاك لعلاج حالات الارتجاع المعدي المريئي (الحاروقة) وذلك بأخذ ملء ملعقة من مسحوق الجذامير وتغمر في ملء كوب ماء مغلي وتترك تنقع لمدة 15 دقيقة ثم تصفى وتشرب بمعدل ثلاث مرات في اليوم. يجب عدم استخدامها اثناء فترة الحمل.
8. الترنجان (Lemon balm) : وتعرف بالميليسيا. هذا النبات يشبه الى حد ما النعناع وهو في الحقيقة من فصيلة النعناع والحبق يعرف الترنجان علمياً باسم (Melissia officinalis) والجزء المستخدم من الترنجان جميع اجزائه الهوائية. يحتوي الترنجان على زيت طيار وفلوفونيدات وتربينات ثلاثية متعددة الفينول وحمض العفص. يستعمل النبات كمضاد للتشنج والتقلصات ومهضم ومضاد للغازات والحموضة ومن افضل الادوية العشبية لعلاج الحاروقة. يوجد مستحضر منه تحت مسمى (Melissa Leaves) على شكل كبسولات يؤخذ بمعدل ثلاث كبسولات يومياً مع الاكل. واذا تعذر وجوده في محلات الاغذية الصحية، فيمكن الحصول عليه من محلات العطارة حيث يؤخذ ملء ملعقة صغيرة من مسحوق الاوراق وتغمر في ملء كوب ماء مغلي وتترك تنقع لمدة 10 دقائق ثم يصفى ويشرب بمعدل ثلاث مرات في اليوم.
9. البطاطس والارز المسلوقان: يفيد اكل البطاطس المسلوق وكذلك الارز المصري حيث يخفضان من الارتجاع المعدي المريئي (الحاروقة) وهي متميزة لهذا الغرض.
نصائح هامة يجب اتباعها:
1. تناول وجبات متعددة وصغيرة في اليوم بدلاً من الوجبات الكبيرة.
2. تجنب الدهون الحيوانية والمهدرجة قدر الامكان وكذلك الاطعمة المقلية.
3. لا تأكل أي شيء من الحمضيات كالليمون والبرتقال واليوسفي والكيوي والترنج والجريب فروت.
4. لا تشرب الشاي والقهوة والشيكولاتة والكاكاو.
5. تجنب النشويات المكررة والسكر الابيض والكحول والمشروبات الغازية.
6. امتنع عن الثوم والبصل والقرنفل والنعناع والطماطم والاطعمة التي تحتوي على طماطم او الصلصة وبالاخص صلصة المكرونة وكذلك الفلفل الاحمر الحار.
7. لا تنم او تستلقِ بعد الاكل، لابد من الجلوس جالساً منتصباً لمدة ساعتين على الاقل.
8. حاول ممارسة الرياضة. اذا جاءتك ازمة فكل حبة موز مباشرة.
9. حاول رفع مرتبتك من جهة الرأس حوالي 25 سنتيمتراً وذلك لمنع ارتداد الحمض خلال النوم.
10. عدم تناول العقاقير المضادة للالتهاب من غير السيترويدات كالاسبرين والايبيوبروفين والنايروكسين الا للضرورة القصوى حيث تسبب تهيج البطانة المريئية.
ملاحظة هامة:
عند الاصابة بالحاروقة قد يتسرب حمض المعدة الى الرئتين عند النوم وهو امر يتعرض له مريض الربو احياناً، ولكن ليس هذا هو الأسوأ. فقد اظهرت الدراسات الطبية ان تكرر الارتجاع مع الوقت أي بعد سنوات قد يؤدي الى التهاب جدار المريء وبالتالي احتمال الاصابة بالسرطان في المريء. كذلك يجب اخذ مرض الارتجاع المعدي (الحاروقة) على محمل الجد.
الرياض