توقف التنفس أثناء النوم.. العلاج يوفر المال ويقلل تكلفة الرعاية
توقف التنفس أثناء النوم.. العلاج يوفر المال ويقلل تكلفة الرعاية
شركات التأمين لا تعالج المرضى.. وحجة البعض: وزن المريض مرتفع!
أ.د. أحمد سالم باهمام
توقف التنفس أثناء النوم (Obstructive Sleep Apnea) والذي من علاماته الشخير والاختناق أثناء النوم وزيادة النعاس في النهار والذي يصاحبه نقص حاد وشديد في مستوى الأكسجين في الدم، اضطراب شائع جداً في المجتمع؛ حيث أظهرت الأبحاث في السعودية أن 30% من متوسطي العمر يحتاجون إلى تقييم إكلينيكي، وإلى إجراء اختبار النوم لاستبعاد وجود المرض. ومن المعروف لدى الكثير من الأطباء وبعض العامة أن الشخير الذي يصاحبه انسداد مجرى الهواء العلوي، وتوقف متكرر للتنفس أثناء النوم قد يسبب الكثير من الأمراض العضوية الخطيرة كارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، والجلطة الدماغية وغيرها. وأظهرت الأبحاث العلمية الرصينة أن علاج هذا الاضطراب يؤدي بمشيئة الله إلى زوال الكثير من مضاعفات المرض.
ولكن الأمر الذي يجهله الكثير من العاملين في القطاعات الصحية المختلفة هو التكاليف المادية التي تتحملها القطاعات الصحية المختلفة لعلاج مضاعفات هذا المرض، وأن تشخيص وعلاج هذا المرض في وقت مبكر يوفر الكثير من المال والجهد وقبل ذلك الصحة للمرضى. وفي بحث قمنا به سابقًا وتم نشره، بينّا أن المرضى الذين يعانون من انسداد مجرى الهواء وتوقف التنفس المتكرر أثناء النوم يلجؤون إلى مراجعة المستشفيات والعيادات بكثرة مقارنة بغيرهم، مما يعني زيادة أعباء الرعاية الصحية، وقد تم نشر عدد من الأبحاث في هذا المجال. فقد وجدنا أن تكلفة علاج المرضى المصابين بهذا المرض وعدد الليالي التي ينومونها في المستشفيات تنخفض إلى نحو النصف بعد تشخيص المرض وعلاجه. ويعزى السبب في ذلك من وجهة نظرنا إلى أن هؤلاء المرضى يشكون من العديد من الأعراض والمضاعفات المختلفة التي تستدعي زيارات متكررة للمستشفيات وللأطباء في تخصصاتهم المختلفة. والمعروف علميًا أن حالة المريض المصاب بهذا المرض لا تتحسن حالته حتى يتم علاج أساس المشكلة وهو توقف التنفس أثناء النوم.
وبناء على الأبحاث العلمية المنشورة في هذا المجال فقد نشرت الأكاديمية الأميركية لطب النوم تقريرًا ذكرت فيه أن علاج توقف التنفس أثناء النوم مبرر علميًا وإكلينيكيًا، وأن علاج هؤلاء المرضى العلاج المناسب لمشكلة توقف التنفس يؤدي إلى تقليل تكلفة الرعاية الصحية لهؤلاء المرضى على المدى القصير والطويل. وبناء على ما سبق فإن شركات التأمين في جميع الدول الغربية تغطي تكاليف دراسات النوم للمرضى المصابين بتوقف التنفس أثناء النوم، وتغطي كذلك تكلفة أجهزة العلاج التي يستخدمها المرضى أثناء النوم، وهي أجهزة تضخ الهواء تحت ضغط موجب ويتم تركيب قناع أنفي أو وجهي على الوجه أثناء النوم، ويفتح الجهاز مجرى التنفس ويؤدي إلى اختفاء الأعراض.
ويجبر القانون شركات التأمين على تغطية هذا النوع من العلاج في الدول الغربية. وللأسف فإن أكثر الجهات الصحية في المملكة لا تغطي تكاليف مثل هذا العلاج للمرضى، كما أن الكثير من شركات التأمين في المملكة لا تعالج المرضى المؤمِّنين لديها والمصابين بهذا المرض العضوي الخطير (توقف التنفس أثناء النوم) حيث لا تغطي تكاليف دراسات النوم وقيمة الأجهزة مما يؤثر في صحة المرضى وعافيتهم، وللأسف لا يوجد نظام يراقب عمل هذه الشركات. وتتعذر شركات التأمين بأن الكثير من مرضى توقف التنفس أثناء النوم يعانون من أمراض مزمنة مثل ارتفاع الضغط والسكر وأمراض القلب وغيره. بالنسبة للأمراض المذكورة، مثل ضغط الدم والسكر وارتفاع الدهون فهي مضاعفات معروفة لتوقف التنفس أثناء النوم، وبإمكان شركات التأمين المحلية أن تتأكد من ذلك من خلال البحوث المحققة الموثقة المنشورة. كما أنني شاهدت بعض ردود شركات التأمين التي تتعذر بأن وزن المريض مرتفع لذلك لن يتم علاجه، وهو رد غريب جدا لا يجب أن يصدر من جهة مفروض أن تكون صحية. زيادة الوزن تسبب ضغط الدم والسكر وتصلب الشرايين وجلطات القلب والدماغ وارتفاع الكوليسترول وغيره.. فهل يعني هذا أن هؤلاء المرضى لن يعالجوا؟! إذا كانوا يعالجون، فلم يحرم المرضى المصابون يتوقف التنفس من العلاج؟! وهل من المنطق أن يحرم المريض من العلاج لأنه مصاب بالسمنة؟!
ما علا ذكره من مضاعفات لتوقف التنفس أثناء النوم، وفائدة العلاج على أعضاء الجسم المهمة وفائدته كذلك في تخفيض مضاعفات المرض مثبت علميا بأبحاث رصينة ومنشورة في دوريات علمية محققة وهو ما يعتبر سندا قانونيا يحمّل شركات التأمين المسؤولية كاملة لما قد يحدث للمرضى من مضاعفات.
وقد تواصلنا بخطاب رسمي مع مجلس الضمان الصحي (الجهة المشرفة على شركات التأمين)، للتفاهم مع شركات التأمين بهذا الخصوص ورفع المعاناة عن المرضى من المواطنين والمقيمين ولكن المعاناة ما زالت موجودة وشركات التأمين لم تغير سياساتها.
هذا موضوع يحتاج إلى إعادة زيارته ومناقشته لرفع المعاناة عن المرضى.
الرياض
شركات التأمين لا تعالج المرضى.. وحجة البعض: وزن المريض مرتفع!
أ.د. أحمد سالم باهمام
توقف التنفس أثناء النوم (Obstructive Sleep Apnea) والذي من علاماته الشخير والاختناق أثناء النوم وزيادة النعاس في النهار والذي يصاحبه نقص حاد وشديد في مستوى الأكسجين في الدم، اضطراب شائع جداً في المجتمع؛ حيث أظهرت الأبحاث في السعودية أن 30% من متوسطي العمر يحتاجون إلى تقييم إكلينيكي، وإلى إجراء اختبار النوم لاستبعاد وجود المرض. ومن المعروف لدى الكثير من الأطباء وبعض العامة أن الشخير الذي يصاحبه انسداد مجرى الهواء العلوي، وتوقف متكرر للتنفس أثناء النوم قد يسبب الكثير من الأمراض العضوية الخطيرة كارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، والجلطة الدماغية وغيرها. وأظهرت الأبحاث العلمية الرصينة أن علاج هذا الاضطراب يؤدي بمشيئة الله إلى زوال الكثير من مضاعفات المرض.
ولكن الأمر الذي يجهله الكثير من العاملين في القطاعات الصحية المختلفة هو التكاليف المادية التي تتحملها القطاعات الصحية المختلفة لعلاج مضاعفات هذا المرض، وأن تشخيص وعلاج هذا المرض في وقت مبكر يوفر الكثير من المال والجهد وقبل ذلك الصحة للمرضى. وفي بحث قمنا به سابقًا وتم نشره، بينّا أن المرضى الذين يعانون من انسداد مجرى الهواء وتوقف التنفس المتكرر أثناء النوم يلجؤون إلى مراجعة المستشفيات والعيادات بكثرة مقارنة بغيرهم، مما يعني زيادة أعباء الرعاية الصحية، وقد تم نشر عدد من الأبحاث في هذا المجال. فقد وجدنا أن تكلفة علاج المرضى المصابين بهذا المرض وعدد الليالي التي ينومونها في المستشفيات تنخفض إلى نحو النصف بعد تشخيص المرض وعلاجه. ويعزى السبب في ذلك من وجهة نظرنا إلى أن هؤلاء المرضى يشكون من العديد من الأعراض والمضاعفات المختلفة التي تستدعي زيارات متكررة للمستشفيات وللأطباء في تخصصاتهم المختلفة. والمعروف علميًا أن حالة المريض المصاب بهذا المرض لا تتحسن حالته حتى يتم علاج أساس المشكلة وهو توقف التنفس أثناء النوم.
وبناء على الأبحاث العلمية المنشورة في هذا المجال فقد نشرت الأكاديمية الأميركية لطب النوم تقريرًا ذكرت فيه أن علاج توقف التنفس أثناء النوم مبرر علميًا وإكلينيكيًا، وأن علاج هؤلاء المرضى العلاج المناسب لمشكلة توقف التنفس يؤدي إلى تقليل تكلفة الرعاية الصحية لهؤلاء المرضى على المدى القصير والطويل. وبناء على ما سبق فإن شركات التأمين في جميع الدول الغربية تغطي تكاليف دراسات النوم للمرضى المصابين بتوقف التنفس أثناء النوم، وتغطي كذلك تكلفة أجهزة العلاج التي يستخدمها المرضى أثناء النوم، وهي أجهزة تضخ الهواء تحت ضغط موجب ويتم تركيب قناع أنفي أو وجهي على الوجه أثناء النوم، ويفتح الجهاز مجرى التنفس ويؤدي إلى اختفاء الأعراض.
ويجبر القانون شركات التأمين على تغطية هذا النوع من العلاج في الدول الغربية. وللأسف فإن أكثر الجهات الصحية في المملكة لا تغطي تكاليف مثل هذا العلاج للمرضى، كما أن الكثير من شركات التأمين في المملكة لا تعالج المرضى المؤمِّنين لديها والمصابين بهذا المرض العضوي الخطير (توقف التنفس أثناء النوم) حيث لا تغطي تكاليف دراسات النوم وقيمة الأجهزة مما يؤثر في صحة المرضى وعافيتهم، وللأسف لا يوجد نظام يراقب عمل هذه الشركات. وتتعذر شركات التأمين بأن الكثير من مرضى توقف التنفس أثناء النوم يعانون من أمراض مزمنة مثل ارتفاع الضغط والسكر وأمراض القلب وغيره. بالنسبة للأمراض المذكورة، مثل ضغط الدم والسكر وارتفاع الدهون فهي مضاعفات معروفة لتوقف التنفس أثناء النوم، وبإمكان شركات التأمين المحلية أن تتأكد من ذلك من خلال البحوث المحققة الموثقة المنشورة. كما أنني شاهدت بعض ردود شركات التأمين التي تتعذر بأن وزن المريض مرتفع لذلك لن يتم علاجه، وهو رد غريب جدا لا يجب أن يصدر من جهة مفروض أن تكون صحية. زيادة الوزن تسبب ضغط الدم والسكر وتصلب الشرايين وجلطات القلب والدماغ وارتفاع الكوليسترول وغيره.. فهل يعني هذا أن هؤلاء المرضى لن يعالجوا؟! إذا كانوا يعالجون، فلم يحرم المرضى المصابون يتوقف التنفس من العلاج؟! وهل من المنطق أن يحرم المريض من العلاج لأنه مصاب بالسمنة؟!
ما علا ذكره من مضاعفات لتوقف التنفس أثناء النوم، وفائدة العلاج على أعضاء الجسم المهمة وفائدته كذلك في تخفيض مضاعفات المرض مثبت علميا بأبحاث رصينة ومنشورة في دوريات علمية محققة وهو ما يعتبر سندا قانونيا يحمّل شركات التأمين المسؤولية كاملة لما قد يحدث للمرضى من مضاعفات.
وقد تواصلنا بخطاب رسمي مع مجلس الضمان الصحي (الجهة المشرفة على شركات التأمين)، للتفاهم مع شركات التأمين بهذا الخصوص ورفع المعاناة عن المرضى من المواطنين والمقيمين ولكن المعاناة ما زالت موجودة وشركات التأمين لم تغير سياساتها.
هذا موضوع يحتاج إلى إعادة زيارته ومناقشته لرفع المعاناة عن المرضى.
الرياض