لا تُسلم نفسك لأحد من الجزارين!
لا تُسلم نفسك لأحد من الجزارين!
محمد أحمد الحساني
قرأت في الصحف المحلية خبرا تضمن أن ستة آلاف عملية بتر للأعضاء ترتكب سنويا في مستشفيات المملكة نصفها لمرضى «بالسكري» تأذت أطراف أقدامهم وأرجلهم أو أيديهم من مضاعفات هذا الداء العضال، والنصف الثاني بسبب حوادث السيارات.
وتذكرت وأنا أقرأ الخبر تقريرا طبيا نشرته صحيفة الشرق الأوسط قبل فترة أعده طبيب ألماني شهير ذكر فيه أن ثمانين في المائة من عمليات بتر الأعضاء التي تتم في بعض مستشفيات دول العالم هي عمليات لا داعي لها وأنه كان يمكن تفاديها ومعالجة العضو المريض دون الاضطرار إلى بتره عن الجسم، فعلقت في حينه على ذلك التقرير الألماني وكان في نفسي شيء من حتى!
ولما نشرت تعليقي في مقال صحفي قابلني صديق من أبناء مكة المكرمة كان يعمل مهندسا في شركة الكهرباء ولما تقاعد وحصل على مكافأة نهاية الخدمة اشترى شقة في لندن وأصبح يقضي الصيف والربيع في العاصمة البريطانية مع «عجوزه» خاصة أنه زوج أبناءه وبناته ولم يعد معه في البيت إلا الدجيرة!
وفهمت من ذلك الصديق أنه كان يعاني من مضاعفات السكري لأنه زامل المرض أربعين عاما، ولاحظ ذات يوم أن إبهام قدمه اليمنى قد بدأ يميل للسواد إثر اصطدام قدمه بطرف سلم منزله في مكة المكرمة فسارع إلى مستشفى خاص كبير في جدة فقرر الأطباء بتر أصبعه لأنه مصاب -على حد قولهم- «بالغرغرينة» فكاد يسلم نفسه لهم ولكن صديقا له أشار عليه بالسفر فورا إلى لندن وكان الوقت شتاء وعرض نفسه على طبيب هناك لاسيما أن لديه تأمينا طبيا ساري المفعول وإقامته دائمة بحكم سكنه في لندن فأخذ بمشورته وزار طبيبه فحوله إلى طبيب الأوعية الدموية الذي هاجم بشدة التسرع في عملية البتر وقام بعلاج الأصبع المسود حتى رجع إلى حالته الطبيعية دون بتر أو خلع!
ولما جمعت بين ما جاء في التقرير الطبي الألماني وبين تجربة ذلك الصديق أصبحت أنصح أي مبتلى مصاب بمضاعفات السكري في أطرافه ألا يسلم نفسه لأحد من «الجزارين» وأن يتأكد أولا من خلال مركز طبي عالمي أن الحالة تحتاج أو لا تحتاج للبتر، ولكن العديد من كانوا يستمعون لنصائحي ينظرون إلي بحسرة وكأنهم يقولون: ومن أين لنا المال الذي تحتاجه عملية العلاج في الخارج.. الله المستعان!!.
عكاظ
محمد أحمد الحساني
قرأت في الصحف المحلية خبرا تضمن أن ستة آلاف عملية بتر للأعضاء ترتكب سنويا في مستشفيات المملكة نصفها لمرضى «بالسكري» تأذت أطراف أقدامهم وأرجلهم أو أيديهم من مضاعفات هذا الداء العضال، والنصف الثاني بسبب حوادث السيارات.
وتذكرت وأنا أقرأ الخبر تقريرا طبيا نشرته صحيفة الشرق الأوسط قبل فترة أعده طبيب ألماني شهير ذكر فيه أن ثمانين في المائة من عمليات بتر الأعضاء التي تتم في بعض مستشفيات دول العالم هي عمليات لا داعي لها وأنه كان يمكن تفاديها ومعالجة العضو المريض دون الاضطرار إلى بتره عن الجسم، فعلقت في حينه على ذلك التقرير الألماني وكان في نفسي شيء من حتى!
ولما نشرت تعليقي في مقال صحفي قابلني صديق من أبناء مكة المكرمة كان يعمل مهندسا في شركة الكهرباء ولما تقاعد وحصل على مكافأة نهاية الخدمة اشترى شقة في لندن وأصبح يقضي الصيف والربيع في العاصمة البريطانية مع «عجوزه» خاصة أنه زوج أبناءه وبناته ولم يعد معه في البيت إلا الدجيرة!
وفهمت من ذلك الصديق أنه كان يعاني من مضاعفات السكري لأنه زامل المرض أربعين عاما، ولاحظ ذات يوم أن إبهام قدمه اليمنى قد بدأ يميل للسواد إثر اصطدام قدمه بطرف سلم منزله في مكة المكرمة فسارع إلى مستشفى خاص كبير في جدة فقرر الأطباء بتر أصبعه لأنه مصاب -على حد قولهم- «بالغرغرينة» فكاد يسلم نفسه لهم ولكن صديقا له أشار عليه بالسفر فورا إلى لندن وكان الوقت شتاء وعرض نفسه على طبيب هناك لاسيما أن لديه تأمينا طبيا ساري المفعول وإقامته دائمة بحكم سكنه في لندن فأخذ بمشورته وزار طبيبه فحوله إلى طبيب الأوعية الدموية الذي هاجم بشدة التسرع في عملية البتر وقام بعلاج الأصبع المسود حتى رجع إلى حالته الطبيعية دون بتر أو خلع!
ولما جمعت بين ما جاء في التقرير الطبي الألماني وبين تجربة ذلك الصديق أصبحت أنصح أي مبتلى مصاب بمضاعفات السكري في أطرافه ألا يسلم نفسه لأحد من «الجزارين» وأن يتأكد أولا من خلال مركز طبي عالمي أن الحالة تحتاج أو لا تحتاج للبتر، ولكن العديد من كانوا يستمعون لنصائحي ينظرون إلي بحسرة وكأنهم يقولون: ومن أين لنا المال الذي تحتاجه عملية العلاج في الخارج.. الله المستعان!!.
عكاظ