كوارث البيئة على الاقتصاد العالمي
كوارث البيئة على الاقتصاد العالمي
عبدالله صادق دحلان
الإنسان في العصر الحديث وعلى وجه الخصوص في القرن الماضي والحالي كان وراء التقنية والتطوير التكنولوجي والصناعي في العالم. ومع تطور التقنية وتنافس الشركات الصناعية في العالم دفع رجال الصناعة إلى التركيز على الصناعة وتطورها ومنافستها للبعض دون النظر إلى الآثار السلبية على البيئة حيث تساهم الحضارة الصناعية الحديثة بنسبة 70% من إنتاج الغازات الحرارية الحالية وعلى وجه الخصوص بعد أن أثبتت الدراسات أن ارتفاع معدلات غاز ثاني أكسيد الكربون والذي ساهم بدور كبير في التغيرات الطبيعية في البيئة وعلى وجه الخصوص ارتفاع درجة الحرارة والذي يتوقع أن يكون السبب وراء الكوارث البيئية التي حدثت في السنوات العشرين الماضية، حيث تؤكد الدراسات أن 90% من هذه الكوارث نتيجة ارتفاع درجات الحرارة على الأرض وذلك حسب تقرير دائرة مكتب الأمم المتحدة للحد الذي يؤكد بأن ارتفاع درجة الحرارة تسبب في حوالي 6500 حالة من الأعاصير والفيضانات.
ومن خلال متابعتي لتقرير الأمم المتحدة بعنوان (التكلفة البشرية للكوارث المتصلة بالطقس) فوجئت بتوقعات التقرير الخطيرة حيث يتوقع التقرير بأن ثلثي البشرية من إجمالي 9 مليارات نسمة في عام 2050م سيواجهون تحولات مناخية ستؤدي إلى كوارث من أخطرها احتمالات غرق بعض المدن الكبيرة في العالم منها نيويورك وأمستردام ومرسيليا وقناة السويس ومناطق على سواحل بنقلاديش وسيرلانكا حال ارتفاع منسوب المياه من نصف متر إلى ثلاثة أمتار وفي الدول العربية يتوقع أن تتأثر سواحل قطر والكويت وتونس والإمارات العربية نتيجة ارتفاع مستوى البحر بسبب التقلبات التي ستحدث في البيئة وارتفاع درجة الحرارة .
ويتوقع أن تتأثر الأراضي الزراعية حول الدلتا في مصر ، كما يتوقع تقرير الأمم المتحدة الخطير أن ارتفاع درجة الحرارة يرتبط ارتباطا كبيرا بتغيير المناخ في دول عديدة في العالم مما يؤدي إلى الجفاف نتيجة انحسار الأمطار وانخفاض المخزون الاستراتيجي المائي نتيجة استهلاك الدول لمخزونها المائي نظرا للجفاف وتوقف الأمطار. ويعزو التقرير هذه المتغيرات إلى تزايد انبعاثات غازات حرارية نتيجة استخدام الطاقة الأحفورية (غاز وفحم وبترول) ، مما يؤدي إلى ارتفاع يتراوح بين (02 ـ 04) درجات مئوية فيؤدي إلى ارتفاع حرارة بعض الدول ومنها سيبيريا وكندا والقطب الشمالي وسيكون نتيجة ذلك انهيار جبال الثلوج الذي يؤدي إلى ارتفاع سطح البحر (59) سنتمتر عام 2100 .
وهو ما دفع قيادات العالم إلى عقد الاجتماع الثاني لهم باسم مؤتمر الشركاء حول المتغيرات المناخية في أحد ضواحي باريس الذي افتتح في الأسبوع الماضي ويستمر إلى الحادي عشر من ديسمبر بناء على توصية مؤتمر ريو ديجا نيرو في البرازيل عام 1992م . إن أكبر التحديات التي تواجه القرن الجديد هي أزمة البيئة وأثرها على البشرية وعلى الاقتصاد العالمي . ولهذا تسعى القيادات العالمية إلى إنشاء صندوق سمي باسم (الصندوق الأخضر) برأسمال (100) مليار دولار في عام 2020 وذلك من أجل تحقيق تنمية مستدامة مطورة وحديثة نظيفة في جميع دول العالم وحماية الاقتصاد العالمي من التقلبات الجوية والكوارث البيئية.
إن تزايد استخدام أجهزة التكييف وأثر انبعاثاتها في الهواء الحار وتزايد انبعاثات محارق النفايات ومصانع الأسمنت ومصافي البترول وحرق الغازات من مصانع الأسمدة وبواعث السيارات نتيجة حرق البنزين والديزل وتنامي حركة الطيران وبواعث الطائرات من الوقود وأفران المناجم وأنابيب الغاز وغاز الكلوروفلوروكربون وأكاسيد النيتروجين المتنوعة ساهمت جميعها في خرق طبقة الأوزون. والاحتباس الحراري في الغلاف الجوي. نعم إن كارثة التلوث البيئي سوف تؤثر على اقتصاديات العالم وعلينا نحن في العالم العربي أن تكون لنا مبادرة قوية في حماية البيئة لضمان حياة وبيئة نظيفة لشعوبنا وضمان استمرار محافظتنا على أمننا الغذائي والذي تهدده كوارث الجفاف والفيضانات للبحار في بعض دول العالم.
عكاظ
عبدالله صادق دحلان
الإنسان في العصر الحديث وعلى وجه الخصوص في القرن الماضي والحالي كان وراء التقنية والتطوير التكنولوجي والصناعي في العالم. ومع تطور التقنية وتنافس الشركات الصناعية في العالم دفع رجال الصناعة إلى التركيز على الصناعة وتطورها ومنافستها للبعض دون النظر إلى الآثار السلبية على البيئة حيث تساهم الحضارة الصناعية الحديثة بنسبة 70% من إنتاج الغازات الحرارية الحالية وعلى وجه الخصوص بعد أن أثبتت الدراسات أن ارتفاع معدلات غاز ثاني أكسيد الكربون والذي ساهم بدور كبير في التغيرات الطبيعية في البيئة وعلى وجه الخصوص ارتفاع درجة الحرارة والذي يتوقع أن يكون السبب وراء الكوارث البيئية التي حدثت في السنوات العشرين الماضية، حيث تؤكد الدراسات أن 90% من هذه الكوارث نتيجة ارتفاع درجات الحرارة على الأرض وذلك حسب تقرير دائرة مكتب الأمم المتحدة للحد الذي يؤكد بأن ارتفاع درجة الحرارة تسبب في حوالي 6500 حالة من الأعاصير والفيضانات.
ومن خلال متابعتي لتقرير الأمم المتحدة بعنوان (التكلفة البشرية للكوارث المتصلة بالطقس) فوجئت بتوقعات التقرير الخطيرة حيث يتوقع التقرير بأن ثلثي البشرية من إجمالي 9 مليارات نسمة في عام 2050م سيواجهون تحولات مناخية ستؤدي إلى كوارث من أخطرها احتمالات غرق بعض المدن الكبيرة في العالم منها نيويورك وأمستردام ومرسيليا وقناة السويس ومناطق على سواحل بنقلاديش وسيرلانكا حال ارتفاع منسوب المياه من نصف متر إلى ثلاثة أمتار وفي الدول العربية يتوقع أن تتأثر سواحل قطر والكويت وتونس والإمارات العربية نتيجة ارتفاع مستوى البحر بسبب التقلبات التي ستحدث في البيئة وارتفاع درجة الحرارة .
ويتوقع أن تتأثر الأراضي الزراعية حول الدلتا في مصر ، كما يتوقع تقرير الأمم المتحدة الخطير أن ارتفاع درجة الحرارة يرتبط ارتباطا كبيرا بتغيير المناخ في دول عديدة في العالم مما يؤدي إلى الجفاف نتيجة انحسار الأمطار وانخفاض المخزون الاستراتيجي المائي نتيجة استهلاك الدول لمخزونها المائي نظرا للجفاف وتوقف الأمطار. ويعزو التقرير هذه المتغيرات إلى تزايد انبعاثات غازات حرارية نتيجة استخدام الطاقة الأحفورية (غاز وفحم وبترول) ، مما يؤدي إلى ارتفاع يتراوح بين (02 ـ 04) درجات مئوية فيؤدي إلى ارتفاع حرارة بعض الدول ومنها سيبيريا وكندا والقطب الشمالي وسيكون نتيجة ذلك انهيار جبال الثلوج الذي يؤدي إلى ارتفاع سطح البحر (59) سنتمتر عام 2100 .
وهو ما دفع قيادات العالم إلى عقد الاجتماع الثاني لهم باسم مؤتمر الشركاء حول المتغيرات المناخية في أحد ضواحي باريس الذي افتتح في الأسبوع الماضي ويستمر إلى الحادي عشر من ديسمبر بناء على توصية مؤتمر ريو ديجا نيرو في البرازيل عام 1992م . إن أكبر التحديات التي تواجه القرن الجديد هي أزمة البيئة وأثرها على البشرية وعلى الاقتصاد العالمي . ولهذا تسعى القيادات العالمية إلى إنشاء صندوق سمي باسم (الصندوق الأخضر) برأسمال (100) مليار دولار في عام 2020 وذلك من أجل تحقيق تنمية مستدامة مطورة وحديثة نظيفة في جميع دول العالم وحماية الاقتصاد العالمي من التقلبات الجوية والكوارث البيئية.
إن تزايد استخدام أجهزة التكييف وأثر انبعاثاتها في الهواء الحار وتزايد انبعاثات محارق النفايات ومصانع الأسمنت ومصافي البترول وحرق الغازات من مصانع الأسمدة وبواعث السيارات نتيجة حرق البنزين والديزل وتنامي حركة الطيران وبواعث الطائرات من الوقود وأفران المناجم وأنابيب الغاز وغاز الكلوروفلوروكربون وأكاسيد النيتروجين المتنوعة ساهمت جميعها في خرق طبقة الأوزون. والاحتباس الحراري في الغلاف الجوي. نعم إن كارثة التلوث البيئي سوف تؤثر على اقتصاديات العالم وعلينا نحن في العالم العربي أن تكون لنا مبادرة قوية في حماية البيئة لضمان حياة وبيئة نظيفة لشعوبنا وضمان استمرار محافظتنا على أمننا الغذائي والذي تهدده كوارث الجفاف والفيضانات للبحار في بعض دول العالم.
عكاظ