الأدوية.. قد تغني عن القسطرة في بعض حالات تضيق الشرايين!
الأدوية.. قد تغني عن القسطرة في بعض حالات تضيق الشرايين!
عند الذبحات القلبية المستقرة على الطبيب والمريض أن يحاولا ولا يندفعا إلى ما يمكن الاستغناء عنه
د. خالد النمر
هناك مفهوم حديث تمت مناقشته بتوسع في مؤتمر القلب الأميركي 2015 الشهر الماضي وهو يتعلق بفاعلية الأدوية في التحكم في بعض حالات تضيق الشرايين او ما يسمى بالذبحة الصدرية المستقرة!! ولذلك هناك مفاهيم عده لابد من الاستعراض لها:
أولا:
بالنسبة لجلطات القلب الحادة الموثقة بتغير تخطيط القلب وارتفاع الانزيمات فان استخدام القسطرة العلاجية ومعرفة وضع الشرايين المتبقية وضمان فتح الشرايين بدعامة او بدونها من واجبات الطبيب المناوب.. وان لم تكن هناك القسطرة متوفرة او لا يمكن نقل المريض الى أقرب مستشفى خلال اقل من 30 دقيقة في حالة تغير معين في تخطيط القلب يسمى ارتفاع وصلة س ت فعندئذ يجب على الطبيب استخدام مذيبات الجلطة المعتادة.
ثانيا:
الغالبية العظمى من حالات القسطرة العلاجية دوليا توضع الدعامات في حالات الشرايين المستقرة وليس جلطات القلب الحادة.
ثالثا:
أوضحت الإحصاءات الطبية ان حوالي 12 الى 15% من أطباء القلب الاميركان يضعون دعامات لبعض المرضى وهم لا يحتاجونها علميا!! وليس هناك إحصائيات محلية دقيقة ومنشورة عن حجم تلك المشكلة محليا.
ثالثا: وحسب دراسة كارج 2015 والتي تعتبر من اقوى الدراسات في امراض القلب والتي تمت متابعة المرضى فيها فترات طويلة تصل في لمتوسط الى اثنتي عشرة سنة والتي اعادت نفس النتيجة الأولية قبل خمس سنوات وهي ان العلاج بالأدوية فعال في إعادة تروية القلب والتحكم بالأعراض ومنع الجلطات والوفيات في مرضى الذبحات الصدرية المستقرة حيث كان من هؤلاء المرضى من لديه تضيق 70% الى 100% وكن من هؤلاء المرضى حتى من يشعر بألم في صدره وقت جلوسه (المرحلة الرابعة من الذبحة الصدرية المستقرة)
رابعا:
لا ينفع ان يطبق القانون أعلاه على من لديه جلطة حادة او ذبحة صدرية غير مستقرة او هبوط الضغط مع فشل القلب او من سبق له قسطرة خلال ستة أشهر الماضية.
ما هو المستفاد من هذه الدراسة كواقع عملي في حياتنا اليومية؟
انه في الحالات المستقرة من آلام الصدر يجب الا يندفع الطبيب نحو القسطرة ويجب ان يحاول بكميات وجرعات كافية من الأدوية ان يحسن تروية الشريان لان القسطرة ليست بدون احتماليات مضاعفات حيث ان نسبة الوفيات قد تصل فيها الى 1من 1000 من كل حالة وهي وان كانت منخفضة لكن الفائدة لا ترجح على الضرر في تلك الحالات كما اثبتت تلك الدراسة التي سببت انخفاضا كبيرا في عدد حالات القسطرة العلاجية في الولايات المتحدة الأميركية خلال السنوات الماضية بسبب شدة المراقبة فقد سبق وان كان هناك تحذير في 11 يوليو 2013 واضح وصريح من اللجنة المشتركة بين الجمعية الطبية الأميركية AMAولجنة مراقبة وتحسين أداء الأطباء PCPI بالحاجة إلى تنظيم استعمال أنواع معينة من طرق العلاج ورفع الوعي الصحي لدى الأطباء والمرضى في العالم بأهمية التقيد بالتوصيات العلمية المتفق عليها بين الجمعيات العلمية العالمية.. وبناء على ما رفعته التوصيات العلمية لمئة واثنتي عشرة جمعية علمية في جميع التخصصات الطبية في مرضى لا يستفيدون من ذلك العلاج أو قد يسبب لهم ضررا.. والتركيز هنا ليس على منعها وإنما على ترشيد استعمالها في من يحتاجها من المرضى فقط والتي تكون حاجته في تلك الحالة أكثر خطراً عليه من مضاعفات الدواء أو العلاج نفسه وكان التركيز على (وضع الدعامات الشريانية التاجية بصورة اختيارية -ليست حالات طارئة- في من لم تثبت حاجته الطبية لها).. ووضحت جمعية الأطباء الأميركية ان النقطة لا تكمن فقط في إجراء طريقة علاج لمن لا يحتاجه فقط -بل ومن الممكن أن يضره- ولكن أيضا في زيادة التكاليف على النظام الصحي وتأخيرها على مريض آخر قد يكون في أمس الحاجة إلى ذلك العلاج المذكور فمثلاً في أميركا 11.6% من حالات الدعامات الشريانية المزروعة-غير الطارئة- غير مقبولة علمياً حيث كان 53% من المرضى ليس لديهم آلام في الصدر و 95% لم يتم استخدام الأدوية المناسبة قبل وضع الدعامة!!
وأيضا من حق المريض ان يعرف الخطة العلاجية لطبيبه وهل الفائدة ترجح على المخاطر المحتملة في تلك الخطة وكذلك ان الأدوية طريقة فعالة في العلاج لا تقل عن القسطرة تأثيرا على الشرايين التاجية اذا استخدمت بالجرعات المناسبة وهذا يؤكد ان الدعامة الشريانية ليست الحل السحري لتضيق الشرايين وانما لإعطاء المريض فرصة لتعديل نمط حياته السابق الذي أدّى لتضيقها والا فسيعود التضيق من جديد لتلك الدعامات ولذلك فإن زيادة الوعي الصحي بأهمية ترشيد استخدام طرق علاج معينة له دور كبير في رفع مستوى الخدمة الطبية المقدمة وتقليل تكاليفها، وأهم من ذلك كله سهولة وصولها إلى من يحتاجها بالفعل.
والخلاصة:
في حالات الذبحات القلبية المستقرة من الأفضل ان يحاول الطبيب والمريض معاً استخدام الأدوية وليس الاندفاع مباشرة الى القسطرة القلبية حيث يتحمل المريض مضاعفاتها.
الرياض
عند الذبحات القلبية المستقرة على الطبيب والمريض أن يحاولا ولا يندفعا إلى ما يمكن الاستغناء عنه
د. خالد النمر
هناك مفهوم حديث تمت مناقشته بتوسع في مؤتمر القلب الأميركي 2015 الشهر الماضي وهو يتعلق بفاعلية الأدوية في التحكم في بعض حالات تضيق الشرايين او ما يسمى بالذبحة الصدرية المستقرة!! ولذلك هناك مفاهيم عده لابد من الاستعراض لها:
أولا:
بالنسبة لجلطات القلب الحادة الموثقة بتغير تخطيط القلب وارتفاع الانزيمات فان استخدام القسطرة العلاجية ومعرفة وضع الشرايين المتبقية وضمان فتح الشرايين بدعامة او بدونها من واجبات الطبيب المناوب.. وان لم تكن هناك القسطرة متوفرة او لا يمكن نقل المريض الى أقرب مستشفى خلال اقل من 30 دقيقة في حالة تغير معين في تخطيط القلب يسمى ارتفاع وصلة س ت فعندئذ يجب على الطبيب استخدام مذيبات الجلطة المعتادة.
ثانيا:
الغالبية العظمى من حالات القسطرة العلاجية دوليا توضع الدعامات في حالات الشرايين المستقرة وليس جلطات القلب الحادة.
ثالثا:
أوضحت الإحصاءات الطبية ان حوالي 12 الى 15% من أطباء القلب الاميركان يضعون دعامات لبعض المرضى وهم لا يحتاجونها علميا!! وليس هناك إحصائيات محلية دقيقة ومنشورة عن حجم تلك المشكلة محليا.
ثالثا: وحسب دراسة كارج 2015 والتي تعتبر من اقوى الدراسات في امراض القلب والتي تمت متابعة المرضى فيها فترات طويلة تصل في لمتوسط الى اثنتي عشرة سنة والتي اعادت نفس النتيجة الأولية قبل خمس سنوات وهي ان العلاج بالأدوية فعال في إعادة تروية القلب والتحكم بالأعراض ومنع الجلطات والوفيات في مرضى الذبحات الصدرية المستقرة حيث كان من هؤلاء المرضى من لديه تضيق 70% الى 100% وكن من هؤلاء المرضى حتى من يشعر بألم في صدره وقت جلوسه (المرحلة الرابعة من الذبحة الصدرية المستقرة)
رابعا:
لا ينفع ان يطبق القانون أعلاه على من لديه جلطة حادة او ذبحة صدرية غير مستقرة او هبوط الضغط مع فشل القلب او من سبق له قسطرة خلال ستة أشهر الماضية.
ما هو المستفاد من هذه الدراسة كواقع عملي في حياتنا اليومية؟
انه في الحالات المستقرة من آلام الصدر يجب الا يندفع الطبيب نحو القسطرة ويجب ان يحاول بكميات وجرعات كافية من الأدوية ان يحسن تروية الشريان لان القسطرة ليست بدون احتماليات مضاعفات حيث ان نسبة الوفيات قد تصل فيها الى 1من 1000 من كل حالة وهي وان كانت منخفضة لكن الفائدة لا ترجح على الضرر في تلك الحالات كما اثبتت تلك الدراسة التي سببت انخفاضا كبيرا في عدد حالات القسطرة العلاجية في الولايات المتحدة الأميركية خلال السنوات الماضية بسبب شدة المراقبة فقد سبق وان كان هناك تحذير في 11 يوليو 2013 واضح وصريح من اللجنة المشتركة بين الجمعية الطبية الأميركية AMAولجنة مراقبة وتحسين أداء الأطباء PCPI بالحاجة إلى تنظيم استعمال أنواع معينة من طرق العلاج ورفع الوعي الصحي لدى الأطباء والمرضى في العالم بأهمية التقيد بالتوصيات العلمية المتفق عليها بين الجمعيات العلمية العالمية.. وبناء على ما رفعته التوصيات العلمية لمئة واثنتي عشرة جمعية علمية في جميع التخصصات الطبية في مرضى لا يستفيدون من ذلك العلاج أو قد يسبب لهم ضررا.. والتركيز هنا ليس على منعها وإنما على ترشيد استعمالها في من يحتاجها من المرضى فقط والتي تكون حاجته في تلك الحالة أكثر خطراً عليه من مضاعفات الدواء أو العلاج نفسه وكان التركيز على (وضع الدعامات الشريانية التاجية بصورة اختيارية -ليست حالات طارئة- في من لم تثبت حاجته الطبية لها).. ووضحت جمعية الأطباء الأميركية ان النقطة لا تكمن فقط في إجراء طريقة علاج لمن لا يحتاجه فقط -بل ومن الممكن أن يضره- ولكن أيضا في زيادة التكاليف على النظام الصحي وتأخيرها على مريض آخر قد يكون في أمس الحاجة إلى ذلك العلاج المذكور فمثلاً في أميركا 11.6% من حالات الدعامات الشريانية المزروعة-غير الطارئة- غير مقبولة علمياً حيث كان 53% من المرضى ليس لديهم آلام في الصدر و 95% لم يتم استخدام الأدوية المناسبة قبل وضع الدعامة!!
وأيضا من حق المريض ان يعرف الخطة العلاجية لطبيبه وهل الفائدة ترجح على المخاطر المحتملة في تلك الخطة وكذلك ان الأدوية طريقة فعالة في العلاج لا تقل عن القسطرة تأثيرا على الشرايين التاجية اذا استخدمت بالجرعات المناسبة وهذا يؤكد ان الدعامة الشريانية ليست الحل السحري لتضيق الشرايين وانما لإعطاء المريض فرصة لتعديل نمط حياته السابق الذي أدّى لتضيقها والا فسيعود التضيق من جديد لتلك الدعامات ولذلك فإن زيادة الوعي الصحي بأهمية ترشيد استخدام طرق علاج معينة له دور كبير في رفع مستوى الخدمة الطبية المقدمة وتقليل تكاليفها، وأهم من ذلك كله سهولة وصولها إلى من يحتاجها بالفعل.
والخلاصة:
في حالات الذبحات القلبية المستقرة من الأفضل ان يحاول الطبيب والمريض معاً استخدام الأدوية وليس الاندفاع مباشرة الى القسطرة القلبية حيث يتحمل المريض مضاعفاتها.
الرياض