كيف تختار السـمّاعة المناسـبة لتقوية سمعــك
كيف تختار السـمّاعة المناسـبة لتقوية سمعــك
د. عبد العزيز عاشور
يقول سبحانه وتعالى: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) ويقول سبحانه وتعالى: «صم بكم عمي فهم لا يعقلون».
تنتشر الإعاقة السمعية انتشاراً واسعاً إلى درجة أنها تكون أكبر وأهم إعاقة انتشاراً في العالم في يومنا هذا..
لذا كان حقاً على العلم والعلماء أن يهتموا بعلاج هذه المشكلة الخطيرة، الواسعة الانتشار والتي لها تأثير كبير على كسب العلم والمعرفة وعلى التقدم الحضاري والعلمي.
● يمكن التغلب على الإعاقة السمعية وتحسين القدرة السمعية عن طريقين اثنين لا ثالث لهما :
ٲ- العمليات الجراحية، المعروفة بعمليات ترقيع الطبلة - وقد تكلمنا عنها سابقاً بإسهاب.
ب- السماعات السمعية - والتي تقوم بتقوية الصوت الداخل إلى الأذن بدرجات متفاوتة معوضة النقص الموجود بالأذن - وقد تكلمنا في مقال سابق عن الأجهزة السمعية وأنواعها - إلخ.
● وما نريد أن نتكلم عنه اليوم هو عن كيف نختار السماعة المناسبة للمريض ؟
إلى عهد قريب ولا يزال قليل باقٍ من ذلك - كانت تُشترى السماعة كما تُشترى علبه السجائر .. تذهب إلى الدكان الذي يبيع إلكترونيات أو راديوهات أو ساعات أو نظارات، وتخبره بمشكلتك وإذا به ينصحك بهذه أو تلك السماعة وتدفع الثمن وتضع السماعة في أذنك وتلعب بزر الصوت وأنت وحظك هل هي السماعة المناسبة أم لا - هل هي تقوي الصوت الذي يفيدك أم لا؟ هل هي مريحة للأذن أو تسبب آلاما وحكة وصداعا أم لا .. إلخ.
والعجيب في الأمر أنه حتى وزارة الصحة وحتى عهد قريب كانت تشتري السماعات بالآلاف كما تشتري أنت البصل والبطاطس بالكيلو جرامات، ثم توزّعها على مستشفياتها المختلفة لتوزّع بعد ذلك على المرضى الذين لديهم ضعف سمع.
والذنب ليس ذنب المريض بقدر ما هو ذنب المسؤولين عن هذه العملية، إنه موضوع الوعي الصحي لدى المواطن ولرفع هذا الوضع نحتاج إلى برامج صحية مكثفة لتوعية المريض وهذا أيضاً يأخذ وقتا - فلا ننسى أننا دولة نامية ونحتاج إلى وقت للنمو ولكن يجب علينا أن نسرع قليلا.
حينما قدمت إلى السعودية من أوروبا كاستشاري أنف وأذن وحنجرة وكان ذلك قبل أربع وثلاثين سنة تقريباً - كنت حينئذ الاستشاري السعودي الوحيد بالمنطقة، حينذك كانت فعلا السماعات تباع إن وجدت في السوق، تباع كعلبة السجائر- وكان حقاً علي أن أبدأ آنذاك بتغيير هذه المفاهيم ونشر الوعي بين مرضاي وبين بائعي السماعات - وبدأنا بوضع برنامج علمي فني لتجهيز المريض بالسماعة الطبية على وجه علمي مرضٍ ومفيد للمريض، ولا يزال هذا البرنامج متبعاً إلى اليوم في مستشفى الملك فهد الجامعي وفي عياداتي، وبعد مرور ثلاثين عاماً من العمل الجاد والجهد المتواصل فلدينا والحمد لله في المنطقة الشرقية اليوم ما يقارب مائة وعشرين طبيب أنف وأذن وحنجرة أكثر من ربعهم سعوديون من خريجي جامعة الملك فيصل وقليل منهم من خريجي جامعة الملك سعود .. وكذلك منهم من خريجي جامعات أجنبية.
● والآن دعنا نتكلم عن الاختيار الصحيح للسماعة الطبية :
* من يقرر احتياج المريض للسماعة؟
ـ الذي يقرر احتياجه للسماعة هو أولاً وأخيراً المريض - هو الذي يأتي إليك يشكو من ضعف فى السمع ويبحث عن مساعدتك لتحسين سمعه، بحيث يصبح عضواً فعالاً في مجتمعه - وأنت كطبيب عليك أن تنصحه بالطريقة الصحيحة التي سوف تساعده في إصلاح سمعه .. كيف؟
كما أسلفنا إذا كان العمل الجراحي لا يجدي أو يجدي ولكن المريض لا يريده بل يفضل مساعدته بشيء آخر غير جراحي - عندئذ ليس أمامك حل غير أن تنصحه باستعمال سماعة طبية.
● ما الخطوات التي يجب أن تتبع للحصول على السماعة المناسبة على أسس علمية؟
يجب اتباع الآتي :
أ- يتم فحص الأذن من قبل الطبيب الأخصائي أولاً للتأكد من أن المريض فعلاً يحتاج إلى سماعة من عدمه، وأن أذنه مناسبة للسماعة.
ب- تجرى فحوصات سمعية هامة - بالصوت - بالكلام - تحديد حساسية الأذن للأصوات المرتفعة.
ج- بناء على الفحوص السمعية يقرر الطبيب نوعية السماعة المناسبة للمريض ويناقش الأمر مع المريض.
د- يعطى المريض وصفة طبية للسماعة - هذه الوصفة تحتوي على ما يأتي:
- مقاييس السمع السابق ذكرها.
- نوعية السماعة (داخل قناة الأذن الخارجية، خلف الأذن أو أنواع أخرى).
- في أذن واحدة أو في كلتا الأذنين.
- بعد ذلك يذهب المريض بالوصفة إلى الدكان المتخصص لبيع السماعات حيث يستقبله إنسان ملمّ بموضوع السماعات ليعطيه فكرة عن السماعة المطلوبة، ما هي، كيف تعمل، وكيف تركّب على الأذن، وكيف يجب عليه أن يتعامل معها، وماذا عليه أن يعمل في حالة ظهور أي خلل؟
- بعد ذلك يعطى المريض السماعة المطلوبة ليستعملها كتجربة لمدة ثلاث - أربعة أيام مقابل ضمان.
- بعد هذه الأيام يعود المريض ليخبر البائع بمدى استفادته من السماعة ومدى راحته وسعادته بها، عندئذ تشتري السماعة ويؤخذ مقاس القالب النهائي للسماعة الذي سوف يثبت في قناة الأذن الخارجية - ويعطى التعليمات النهائية لاستعمال السماعة.
أما إذا لم يرتح المريض للسماعة فعلى البائع أن يجرّب له سماعة أخرى حتى يتم رضا المريض.
أما الطبيب الذي حوّل المريض لشراء السماعة فسوف يتابع المريض بعد أسابيع قليلة من شراء السماعة ليقوم بفحوص سمعية أخرى تؤكد له استفادة المريض الفعلية من السماعة .. عادة ما ننصح بشراء سماعة واحدة - وعند الاستفادة الجيدة من السماعة ينصح المريض عندئذ بشراء سماعة للأذن أخرى - لأن السمع المثالي يجب أن يكون متساوياً بكلتا الأذنين.
المصدر: صحيفة اليوم