• ×
admin

الرضاعة الطبيعية.. تواصل نفسي وجسدي بين الأم ووليدها!

الرضاعة الطبيعية.. تواصل نفسي وجسدي بين الأم ووليدها!
يحتوي الحليب على العناصر الغذائية بالكميات المناسبة التي يحتاجها الطفل للنمو

أ.د. محمد بن حسن عدار

تؤكد الكثير من الدلائل العلمية بان حليب الثدي يعدُ الافضل بالنسبة لتغذية الرضع والاطفال والكثير من الامهات ولله الحمد يعين ذلك حيث تشير وزارة الصحة والخدمات الانسانية في الولايات المتحدة الى ان حوالي 65% من الامهات الجديدات يرضعن اطفالهن من الثدي في بادي الامر لكن ما يلبث ان تتضائل تلك النسبة الى الثلث بعد ستة اشهر.

وفي المقابل ولأسباب مختلفة يختار بعض النساء ان يرضعن اطفالهن حليبا صناعياً حيث تضمن المستحضرات التجارية الحالية التغذية الجيدة لأؤلئك الاطفال الذين يرضعون من القارورة، إن الاسابيع الاولى للام مع وليدها ستكون مجهدة ومنهكة اذ تحتاج الى بعض الوقت للتأقلم مع ذلك الواقع الجديد، وخلال تلك الفترة يجب ان لا يغيب عن بال الام ان ارضاع طفلها ليس من اجل التغذية فحسب بل هو فرصة للتدليل الطفل والتواصل معه وبناء روابط نفسية وصحية مهمة جدا في حياة الطفل وذلك من خلال التدليك على جسمه بلطف مع المحافظة على التواصل البصري والسمعي واختيار المكان المناسب والهادىء.

ننصح الأم دائما خلال فترة الحمل بالقرائه وزيادة المعرفة عن فوائد الرضاعة الطبيعية وكيفية الرضاعة المناسبة وفحص الثدي والحلمات للتأكد من سلامتها لإتمام الرضاعة بشكل جيد.

يقدم حليب الثدي الكثير من الفوائد المعروفة وبقدر ماتكون فترة الارضاع طويلة تكون الفوائد بالنسبة للأم والطفل أكبر وأكثر استمراراً.

حيث يحتوي حليب الام على العناصر الغذائية بكميات مناسبة لتغذية الطفل بشكل كامل حيث يحتوي على الدهون والبروتينات والسكريات والفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الطفل للنمو والهضم ونمو الدماغ بالاضافة الى ان محتوى حليب الام يتغير حسب نمو الطفل.

تشير الدراسات الى ان حليب الثدي قد يحمي الطفل من المرض عن طريق الاضداد (الأجسام المضادة) التي تساعد جهاز المناعة عند الطفل لمقاومة الأمراض الشائعة، كما أن الأطفال الذين يرضعون من مهاتهم يصابون بنزلات الزكام والتهاب الاذن والبول بدرجة اقل من من الذين لا يرضعون من الثدي كما انهم قد يتعرضون بشكل اقل للربو والحساسية الغذائية وبعض الحالات الجلدية كالاكزيمة كما أنه من غير المرجح تعرضهم للاصابة بالانيميا فقر الدم وربما يقلل حليب الثدي بمشيئة الله بعض الشيء من خطر الاصابة بسرطان ابيضاض الدم (اللوكيميا) في الطفولة.

كما ان حليب الثدي قد يقي من بعض الامراض على المدى الطويل فاولئك الاشخاص الذين ارضعوا من الثدي يقل لديهم خطر الاصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية نظرا لنقص مستوى الكليسترول كما ان احتمال اصابتهم بالسمنة وداء السكري يكون أقل، وتشير الدراسات الى ان حليب الثدي قد يحمي من خطر الوفاة بمتلازمة موت الرضيع الفجائي.

وبالاضافة الى الفوائد الصحية فان حليب الثدي اسهل هضما من الحليب الاصطناعي ومن لبن البقر وذلك لان لبن الثدي لا يبقى في المعدة بقد مايبقى اللبن الاصطناعي كما أن الاطفال الذين يرضعون من الثدي تقل عندهم حالات التقيء والاستفراغ اقل من غيرهم، بالاضافة الى تكون الغازات بشكل اقل وحدوث الامساك بدرجة اخف وتكون نسبة إصابتهم بالإسهال قليلة وذلك لان حليب الثدي يقتل بعض البكتيريا المسببة للاسهال ويساعد الجهاز الهضمي عند الطفل في النمو وأداء وظيفته بشكل جيد.

ويساعد مص الثدي على النمو الطبيعي لعظام الفكين وعضلات الوجه عند الطفل كما يساعد على التقليل من التسوس في وقت متأخر من الطفولة.

انكماش الرحم بسرعة أكبر: يؤدي المص الى حث الجسم على إفراز هرمون الاوكسيتوسين الذي يسبب تقلص الرحم مما يساعد على الرحم على الرجوع الى حجمة الطبيعي بسرعة أكبر مما لو كان الارضاع بالقارورة. كما يؤخر الارضاع من الثدي حدوث الاباضة مرة أخرى ومن ثم من الدوره الشهرية مما يساعد على اطالة الفترة بين الحمول المتعاقبة وقد يكون مانعا طبيعيا للحمل ولكن ليس مضمونا عوضا عن حبوب منع الحمل.

قد يقي من الأمراض على المدى الطويل: يمكن ان يقلل الارضاع من الثدي من خطر الاصابة بسرطان الثدي قبل الاياس كما يظهر ان الارضاع من الثدي يقدم بعض الوقاية من ضد سرطاني المبيض والرحم.

متى لا يجب الإرضاع من الثدي؟

تعد أي امرأة قادرة بدنياً في الغالب على إرضاع طفلها من الثدي ولا تعتمد تلك المقدرة على حجم الثديين إطلاقاً بمعنى أن الثديين الصغيرين لا ينتجان لبنا أقل من الكبيرين وحتى اولئك النساء اللواتي خضعن لعمل جراحي لتصغير الثدي أو تكبيره قد يبقين قادرات على الإرضاع من الثدي.

ومع كل ذلك ننصح بعض النساء بتجنب الإرضاع من الثدي واستخدام الحليب الاصطناعي ويجب مناقشة مثل ذلك مع الطبيب مسبقاً.

إذا كانت الأم مصابة بعدوى السل أو بعدوى فيروس العوز المناعي البشري (الايدز) أو بعدوى الفيروس المنمي للمفاويات التائية البشرية أو بعدوى التهاب الكبد الفيروسي لأن مثل تلك العدوى يمكن ان تنتقل الى الطفل من خلال حليب الثدي.

• إذا أصيبت الأم بعدوى الهربس البسيط لا سيما الهربس النطاقي ما يعرف بالحزام الناري في الصدر

• إذا أصيبت الأم بعدوى فيروس غرب النيل او بعدوى الحماق ( الجديري المائي) لان الرضاع من الثدي قد يحمل خطرا على الطفل

• ومما لاشك فيه ان الكحول والمخدرات تنتقل الى الطفل من خلال حليب الثدي.

• كما تمنع الرضاعة الطبيعية لبعض المعالجات السرطانية

• عند استخدام بعض العقاقير التي قد تصل الى حليب الثدي وتكون ضارة على الطفل مثل عقاقير المضادة للدرق (أمراض الغدة الدرقية) وبعض عقاقير ارتفاع ضغط الدم وغالبية المهدئات لذا يجب استشارة الطبيب المختص بذلك حول مدى الحاجة الى إيقاف أو تبديل أي عقاقير موصوفة تستخدمها.

• إذا كانت الأم مصابة بمرض خطير و غير مستعدة لمتطلبات الرضاع.

• إذا كان الوليد يعاني من تشوه في الفم مثل الشفة المشقوقة أو الحنك المشقوق ممل يجعل الطفل يواجه صعوبات في الرضاعة من الثدي.

• إذا كان الوليد من حالات خاصة مثل بعض الحالات الاستقلابية كبيلة الفينيل كيتون ووجود الاغالكتوز في الد حيث تحتاج هذه الحالات مستحضرات خاصة من الحليب ومن الحالات النادرة التي قد تستدعي استخدام مستحضرات خاصة ايضا توسع الاوعية اللمفية عند الوليد.

• عندما لا ينمو الوليد بشكل جيد إذ قد يحتاج بعض الرضع الذين لا ينمون جيدا الى كميات إضافية من الحليب والمواد الغذائية.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  2451