جوع «مضايا» والعجز الدولي المخيف
جوع «مضايا» والعجز الدولي المخيف
أيمـن الـحـمـاد
مضايا هي ألمٌ كبير وعار في جبين المجتمع الدولي العاجز أمام دكتاتور ونازيّ جديد لم تكف براميله المتفجرة أو أسلحته الكيماوية أو حصاره على المدن من خلع الشرعية الدولية عنه فعلاً وليس قولاً.
حوّل الجوع والحصار أهالي بلدة "مضايا"السورية لهياكل عظمية، فالناس هناك لا يعرفون عن مبادرة جنيف ولا مسار فيينا، ولا عن خطة "الفريق السوري" في البيت الأبيض شيئاً، إنما يسألون العالم الذي يكتفي بالشفقة عليهم بأن يرمي لهم بسلة غذاء، كما تُقذف بالقنابل بلدات ومدن سورية.
عجز المجتمع الدولي والدول الكبرى مرعب ومقلق، ومجلس الأمن يبعث على الخوف، فلا حل دون تأمين مصالح الدول الكبرى، ولا ضرر إن هلك في سبيل ذلك بضعة ألوف فوق من قضى نحبه خلال السنوات الخمس الماضية في سورية والذين يقدر عددهم ب250 ألف انسان.
يبدو الحل في سورية يفتقد مرشداً صارماً فالبوصلة مفقودة بين البيت الأبيض والكرملين، والحل تائهٌ في ممراتهما، ومن يدفع الثمن هو الشعب الذي لا حول له ولا قوة في هذا الصراع الأممي الذي يعطي سفاح سورية أمداً لبقائه حتى العام المقبل، والمضحك المبكي أن مصير "الأسد" غير معروف، وهذا يشي بخزي آخر لما يسمى بالمجتمع الدولي؛ ذلك أنهم يضعون أمام المجرم خيارات يصطفي منها ما يشاء بين الإقامة في طهران، أو موسكو،! بينما يقول المنطق والتاريخ إن مآل هذا المجرم يقرره شعبه.
يذهب النظام السوري في تماديه بعد مجزرة الغوطة والتي كانت نقطة اختبار لأخلاقيات الأسرة الدولية التي وضعت مصير الشعوب بين يدي خمس دول، بينما يخبرنا مسار الأحداث أننا بصدد شغور كرسي القرار الدولي الذي تمثله واشنطن التي يريد سيدها أن يرحل دون أن يغلق هذا الملف.
إن تخاذل الأمم تجاه مضايا إنما يقود الناس إلى سلوك طريق الحقد، ويروج للكراهية، ويدفع باتجاه التطرف، ولن يكون نسيان تلك النظرة في عيون الأطفال الجائعين أو تلك الجثث التي لن يجد الدود فيها ما يقتات عليه، سهلاً في نفوس شرفاء العالم بل صعباً في زمن أصبح الانسان العربي رقماً في لعبة الأمم.
الرياض
أيمـن الـحـمـاد
مضايا هي ألمٌ كبير وعار في جبين المجتمع الدولي العاجز أمام دكتاتور ونازيّ جديد لم تكف براميله المتفجرة أو أسلحته الكيماوية أو حصاره على المدن من خلع الشرعية الدولية عنه فعلاً وليس قولاً.
حوّل الجوع والحصار أهالي بلدة "مضايا"السورية لهياكل عظمية، فالناس هناك لا يعرفون عن مبادرة جنيف ولا مسار فيينا، ولا عن خطة "الفريق السوري" في البيت الأبيض شيئاً، إنما يسألون العالم الذي يكتفي بالشفقة عليهم بأن يرمي لهم بسلة غذاء، كما تُقذف بالقنابل بلدات ومدن سورية.
عجز المجتمع الدولي والدول الكبرى مرعب ومقلق، ومجلس الأمن يبعث على الخوف، فلا حل دون تأمين مصالح الدول الكبرى، ولا ضرر إن هلك في سبيل ذلك بضعة ألوف فوق من قضى نحبه خلال السنوات الخمس الماضية في سورية والذين يقدر عددهم ب250 ألف انسان.
يبدو الحل في سورية يفتقد مرشداً صارماً فالبوصلة مفقودة بين البيت الأبيض والكرملين، والحل تائهٌ في ممراتهما، ومن يدفع الثمن هو الشعب الذي لا حول له ولا قوة في هذا الصراع الأممي الذي يعطي سفاح سورية أمداً لبقائه حتى العام المقبل، والمضحك المبكي أن مصير "الأسد" غير معروف، وهذا يشي بخزي آخر لما يسمى بالمجتمع الدولي؛ ذلك أنهم يضعون أمام المجرم خيارات يصطفي منها ما يشاء بين الإقامة في طهران، أو موسكو،! بينما يقول المنطق والتاريخ إن مآل هذا المجرم يقرره شعبه.
يذهب النظام السوري في تماديه بعد مجزرة الغوطة والتي كانت نقطة اختبار لأخلاقيات الأسرة الدولية التي وضعت مصير الشعوب بين يدي خمس دول، بينما يخبرنا مسار الأحداث أننا بصدد شغور كرسي القرار الدولي الذي تمثله واشنطن التي يريد سيدها أن يرحل دون أن يغلق هذا الملف.
إن تخاذل الأمم تجاه مضايا إنما يقود الناس إلى سلوك طريق الحقد، ويروج للكراهية، ويدفع باتجاه التطرف، ولن يكون نسيان تلك النظرة في عيون الأطفال الجائعين أو تلك الجثث التي لن يجد الدود فيها ما يقتات عليه، سهلاً في نفوس شرفاء العالم بل صعباً في زمن أصبح الانسان العربي رقماً في لعبة الأمم.
الرياض