عام في رعاية سلمان
عام في رعاية سلمان
فهد عامر الأحمدي
في الذكرى الأولى لتولي الملك سلمان مقاليد الحكم يخطر ببالنا أشياء كثيرة تستحق الحديث عنها.. غير أن الحدث الأبرز في نظري يظل ما حصل فعلا في مثل هذا الوقت من العام الماضي.. حالة السلم والهدوء التي رافقت انتقال الحكم كصفة ايجابية تميز الدولة السعودية، فقد استيقظ الشعب في صباح اليوم التالي وقد أصبح في رعاية ملك كريم دون ضجيج أو نزاعات أو أحداث غير متوقعة.. قد لا يشبه الأمر الديمقراطيات الغربية، ولكنه في النهاية يحقق حلم أي شعب بالانتقال لمرحلة سياسية جديدة دون عنف أو مواجهات سياسية تعطل مسيرة البناء وتوقف شرايين الاقتصاد..
وبدون شك جزء كبير من السبب يعود من جهة إلى طبيعة الأنظمة الملكية (التي تحدد مسبقا هوية ولي العهد)، ومن جهة أخرى إلى معرفة المواطنين بالخبرات السياسية والإدارية التي يملكها الملك سلمان قبل تسلمه مقاليد الحكم ب63 عاما على الأقل...
قد تكون المفاجأة الوحيدة في ذلك الوقت هي قرار الملك سلمان باختيار الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد (ثم وليا للعهد بعد تنازل الأمير مقرن).. كانت المرة الأولى التي يتم فيها اختيار أحد أحفاد الملك عبدالعزيز لهذا المنصب.. كان اختيار الأمير محمد بمثابة إجابة سريعة (وأيضا مريحة) لمن كانوا يتساءلون عن كيفية انتقال الحكم للجيل الثاني في العائلة الحاكمة وأخرس من جهة أخرى الأصوات التي كانت تراهن على ظهور انشقاقات تطال بيت الحكم عند هذه المرحلة..
أما خلال العام نفسه فليس سرا أن عهد الملك سلمان شهد منعطفات سياسية واقتصادية كبيرة وحادة تجاوزتها بسلام.. شهد انطلاق عاصفة الحزم، وانخفاض أسعار النفط، وحوادث تفجير المساجد، وتفاقم أزمات المنطقة، وتدخل روسيا وإيران في دول الجوار.. ومع هذا كله لم يلمس المواطن على المستوى الشخصي تأثيرا سلبيا مباشرا سواء على وضعه الأمني أو حتى دخله الفردي.. ظلت البلاد واحة أمن واستقرار رغم كل الاضطرابات والنزاعات الإقليمية المحيطة بها.. لم تشهد حالات تضخم نقدي، أو انحسار في السلع أو هروب لرؤوس الأموال (وهي من أوائل المؤشرات التي تدل على تزعزع الوضع الأمني في الدول)..
لم تمس الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة راتب الموظف، ولم تفرض ضرائب مباشرة على دخل المواطن (علما أن هذه الأخيرة تستقطع 42% من دخل المواطن في فرنسا وبلجيكا وإيطاليا)..
ورغم العجز الواضح في الميزانية الأخيرة، تعد أفضل بكثير من النسب التي تهاوت بها أسعار النفط على مستوى العالم .. وليس أدل على ذلك من احتفاظ السعودية بتصنيف اقتصادي متقدم ومركز ثابت في مجموعة العشرين الاقتصادية - ناهيك عن كونها المنتج الأول والأقل تكلفة للنفط حول العالم..
كل هذه المؤشرات تشي بطبيعتها عن أول عام في عهد الملك سلمان ومهارته - حفظه الله في الموازنة بين كافة الأطراف.. وفي الذكرى الأولى للبيعة نرجو من الله أن يديم على خادم الحرمين ثياب الصحة والعافية، وعلى الشعب السعودي نعمة الأمن والاستقرار
الرياض
فهد عامر الأحمدي
في الذكرى الأولى لتولي الملك سلمان مقاليد الحكم يخطر ببالنا أشياء كثيرة تستحق الحديث عنها.. غير أن الحدث الأبرز في نظري يظل ما حصل فعلا في مثل هذا الوقت من العام الماضي.. حالة السلم والهدوء التي رافقت انتقال الحكم كصفة ايجابية تميز الدولة السعودية، فقد استيقظ الشعب في صباح اليوم التالي وقد أصبح في رعاية ملك كريم دون ضجيج أو نزاعات أو أحداث غير متوقعة.. قد لا يشبه الأمر الديمقراطيات الغربية، ولكنه في النهاية يحقق حلم أي شعب بالانتقال لمرحلة سياسية جديدة دون عنف أو مواجهات سياسية تعطل مسيرة البناء وتوقف شرايين الاقتصاد..
وبدون شك جزء كبير من السبب يعود من جهة إلى طبيعة الأنظمة الملكية (التي تحدد مسبقا هوية ولي العهد)، ومن جهة أخرى إلى معرفة المواطنين بالخبرات السياسية والإدارية التي يملكها الملك سلمان قبل تسلمه مقاليد الحكم ب63 عاما على الأقل...
قد تكون المفاجأة الوحيدة في ذلك الوقت هي قرار الملك سلمان باختيار الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد (ثم وليا للعهد بعد تنازل الأمير مقرن).. كانت المرة الأولى التي يتم فيها اختيار أحد أحفاد الملك عبدالعزيز لهذا المنصب.. كان اختيار الأمير محمد بمثابة إجابة سريعة (وأيضا مريحة) لمن كانوا يتساءلون عن كيفية انتقال الحكم للجيل الثاني في العائلة الحاكمة وأخرس من جهة أخرى الأصوات التي كانت تراهن على ظهور انشقاقات تطال بيت الحكم عند هذه المرحلة..
أما خلال العام نفسه فليس سرا أن عهد الملك سلمان شهد منعطفات سياسية واقتصادية كبيرة وحادة تجاوزتها بسلام.. شهد انطلاق عاصفة الحزم، وانخفاض أسعار النفط، وحوادث تفجير المساجد، وتفاقم أزمات المنطقة، وتدخل روسيا وإيران في دول الجوار.. ومع هذا كله لم يلمس المواطن على المستوى الشخصي تأثيرا سلبيا مباشرا سواء على وضعه الأمني أو حتى دخله الفردي.. ظلت البلاد واحة أمن واستقرار رغم كل الاضطرابات والنزاعات الإقليمية المحيطة بها.. لم تشهد حالات تضخم نقدي، أو انحسار في السلع أو هروب لرؤوس الأموال (وهي من أوائل المؤشرات التي تدل على تزعزع الوضع الأمني في الدول)..
لم تمس الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة راتب الموظف، ولم تفرض ضرائب مباشرة على دخل المواطن (علما أن هذه الأخيرة تستقطع 42% من دخل المواطن في فرنسا وبلجيكا وإيطاليا)..
ورغم العجز الواضح في الميزانية الأخيرة، تعد أفضل بكثير من النسب التي تهاوت بها أسعار النفط على مستوى العالم .. وليس أدل على ذلك من احتفاظ السعودية بتصنيف اقتصادي متقدم ومركز ثابت في مجموعة العشرين الاقتصادية - ناهيك عن كونها المنتج الأول والأقل تكلفة للنفط حول العالم..
كل هذه المؤشرات تشي بطبيعتها عن أول عام في عهد الملك سلمان ومهارته - حفظه الله في الموازنة بين كافة الأطراف.. وفي الذكرى الأولى للبيعة نرجو من الله أن يديم على خادم الحرمين ثياب الصحة والعافية، وعلى الشعب السعودي نعمة الأمن والاستقرار
الرياض