• ×
admin

أسنان المرأة والطفل وفيتامين (د)

أسنان المرأة والطفل وفيتامين (د)

هنـاء عـابد

إن حلم كل امرأة أن تتمتع بالصحة واللياقة والجمال وأن تنجب أطفالاً أصحاء، ولتحقيق هذا الحلم لابد من الاهتمام الكافي بتغذية المرأة، واهتمامها بنفسها قبل وأثناء وبعد فترة الحمل، ومن الواجب على السيدة تناول وجبات غذائية تحتوي على العناصر الضرورية، وذلك لبناء وتكوين الجنين بشكل سليم، ومن تلك العناصر على سبيل المثال الماء، الحديد، المعادن، الفيتامينات، البروتينات، والكالسيوم.

وعلى رأس القائمة فيتامين (د )، لما له من أهمية قصوى في بناء (جسم وعظام وأسنان) الجنين ، حيث تبدأ في النمو في مرحلة مبكرة جداً داخل رحم الأم، و لكن وللأسف غالباً مايكون فيتامين(د) هو العنصر المنخفض وبشكل كبير، حيث يتم تكوينه داخل الجسم، حينها يتم تحويل أشعة الشمس فوق البنفسجية (بين الفترة العاشرة صباحاً والثالثة مساءً) وذلك في الطبقة الدهنية تحت الجلد، ونظراً للحر الشديد في بلادنا، فإننا دائما ما نتجنب الأماكن المشمسة، فنصاب بالنقص الشديد لهذا العنصر الهام، وغالباً ما يصاب بهذا النقص السيدات والأطفال وكبار السن، ويؤدي ذلك النقص إلى الإصابة بكثير من المشاكل العظمية والعضلية والمفصلية والتنفسية، ومشاكل في الشعر والبشرة، الخمول، زيادة الوزن، الاكتئاب، الإسهال، الإمساك، واضطرابات النوم، كما ترتفع معدلات الإصابة بسرطان الثدي والمبايض والمريء ويتعرض الأطفال الصغار من سن ستة أشهر إلى سنتين للكساح، ونبدأ في طرق أبواب الأطباء بحثاً عن حلول لمشاكلنا بينما يكمن أغلبها في سوء التغذية ونقص التعرض لأشعة الشمس.

كما يجدر الذكر بأن صحة المرأة الحامل تتأثر بسوء تغذيتها في فترة الحمل، حيث إن الجنين يستهلك المواد الضرورية اللازمة لنموه والموجودة في دم الأم، بغض النظر عن مدى حاجتها هي، فإن احتاج مزيد من الكالسيوم فإن الدم يبدأ بسحبه من العظام والمفاصل، وبذلك يترك جسم الأم ضعيفا ومتأثرا بشدة من ذلك النقص، وهذا يوضح ما يصيب سيداتنا من مشاكل ضعف المفاصل وهشاشة في العظام في سن غير متقدمة كثيراً، حيث تصاب السيدات بهشاشة العظام في السعودية بنسبة ٥٧٪‏ في العقد السادس من عمرهن وترتفع نسبة الإصابة إلى ٩٠٪‏، وذلك في العقد السابع والثامن من العمر، مما يتسبب في نخر العظام وتقوسها وتقصير قامة السيدة، ومن المعتقدات الخاطئة التي يعتقدها العامة أن الأسنان تتكسر وتتسوس كمضاعفات للحمل بينما الواقع أن الأسنان حال تكونها وبزوغها في الفم فإن نسبة الكالسيوم بها تكون قد ثبتت، وما يؤثر عليها بعد ذلك هو فقط نقص اهتمام المرأة الحامل بنظافة فمها، حيث يؤثر الحامض الذي تفرزه البكتيريا على الأسنان ويسحب منها الكالسيوم والمعادن فتصبح هشة وتتكسر، وهذا هو تسوس الأسنان، وتزداد احتمالية تكسر الأسنان وضعف بنيتها بازدياد عدد مرات تقيؤ السيدة في فترة الوحام، فإن شدة درجة حموضة إفرازات السائل المعدي تؤثر سلباً على الأسنان، وتزيد من احتمال تلفها، أما الحقيقة الثابتة فإن صحة اللثة وهرمونات الحمل لديهما ارتباط وثيق، حيث تزداد احتمالية وشدة التهابات اللثة نتيجة التغيرات الهرمونية، ويتبع ذلك تأثر عظام الفك الداعمة للأسنان سلباً حيث يزيد ذوبانها، وتتخلخل الأسنان خصوصاً عند نقص نسبة فيتامين (د) والكالسيوم وذلك ترافقاً مع عدم الاهتمام بنظافة الفم.

ومن الملفت أن نعرف أن الحياة العصرية بما فيها من كسل وخمول وجلوس طويل أمام الأجهزة، والتدخين والإكثار من شرب القهوة وتناول مشتقات الألبان منزوعة الدسم ودهن الجسم بواقيات الشمس جميعها عوامل تزيد من نقص فيتامين (د) إلى جانب نقص التعرض للأشعة وعدم تناول الأغذية الغنية به بشكل كاف وعلى الرغم أن النقص في فيتامين (د) يعتبر خطير جدا إلا أنه يمكن الوقاية منه بسهولة تامة. وقد اختلفت الآراء حول الوقت المناسب للإستفادة القصوى من التعرض لأشعة الشمس، حيث ذكر البعض أن الوقت المناسب يكون بين العاشرة صباحاً حتى الثالثة مساء، حيث تهدأ حرارة الشمس قليلاً، في حين أن هناك من يفيد بأن الشمس تعطينا أعلى قيمه لفيتامين (د) أثناء اشتداد حرارتها وتعامدها مع الأرض، وذلك بين العاشره صباحا والثانية عشرة ظهراً، واتفق الغالبية على أن يكون التعرض للشمس (٣) مرات أسبوعياً، لمدة ربع إلى نصف ساعة، حسب درجة لون الجلد حيث إن البشرة السمراء ذات الميلانين العالي أقل امتصاصا لفيتامين (د)، كما يضعف الامتصاص أيضا لدى كبار السن وينصح الأطباء بتعريض الوجه واليدين والرجلين بشكل مباشر لأشعة الشمس حتى يبدأ الجلد بالإحمرار قليلاً ، كما ويفيدون بأن تعويض ٨٠٪‏ من النقص يكون عن طريق التعرض للشمس.

ومن أهم الأغذية الغنية بفيتامين (د): صفار البيض، مشتقات الألبان، الأسماك، التونة، زيت كبد الحوت، الكبدة، السبانخ، السمسم، وتلجأ بعض الشركات إلى تدعيم الحليب بفيتامين(د) وهذه فكرة جيدة.

وأحيانا يلجأ الطبيب لوصف مكملات غذائية بجرعات مختلفة حسب حاجة كل مريض وبحسب نتائج تحاليل الدم المخبرية، وتكون على شكل قطرات أو حبوب من شهرين لأكثر وذلك مرة واحدة في الأسبوع أو حبه يوميا، وقد يوصف ٤٠٠ وحدة دولية من أول شهرين من عمر الطفل كجرعة وقائية علماً بأن النسبة المقبولة تتراوح بين ٣٠ إلى ٧٤ نانو جرام/ مليلتر لكل لتر.

وينبغي أخذ الحيطة وتجنب أخذ جرعات زائدة عن الحاجة كي لا تتسبب في تكوين تكلسات، التي تؤدي إلى تكوّن حصوات في الكلى أو تؤدي الزيادة لسحب الكلس والفوسفور من العظام.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  3224