دول الشباب العربي
دول الشباب العربي
فهد عامر الأحمدي
تحتل الدول الخليجية المراكز الأولى عالمياً من حيث قلة الوفيات..
فالإمارات مثلاً تأتي في المركز الأول ب1,4 حالة وفاة (بين كل 1000 مواطن) ثم الكويت ب1,9 حالة، ثم قطر ب2,4 حالة وفاة ثم عُمان 2,7 حالة وفاة .. في حين تأتي السعودية في المركز الثامن عالمياً ب3,7 حالة وفاة بين كل 1000 مواطن (والأرقام خاصة بدراسة صادرة من الأمم المتحدة بين عامي2005 و2010)!!
أنا شخصياً كثيراً ما استغربت مبادرة بعض التلفزيونات الخليجية بذكر أسماء "المتوفين في هذا اليوم".. بل أخبرني أحد الزملاء الخليجيين أن ذكر أسماء المتوفين عادة غير يومية لأنه يمكن أن تمر أيام دون أن يموت أحد. وقلة أعداد المتوفين تسهل على أي قناة حكومية ذكر أسمائهم بعد النشرة الإخبارية (الأمر الذي يذكرنا بالتلفزيون السعودي الذي كان يسرد أسماء الناجحين في الثانوية العامة أيام السبعينات)!
السؤال المحير هو: ما الذي يجعل دول الخليج تحتل المركز الأول عالمياً من حيث قلة الوفيات!؟
.. هل هو تطور الخدمات الصحية!؟ أم قلة عدد السكان!؟ أم ارتفاع نسبة الأطفال مقابل الشيوخ والعجائز!؟
الجواب: كل هذا معاً..
ولكن بطبيعة الحال نضحك على أنفسنا لو قلنا إن الخدمات الصحية في السعودية أو قطر أو الكويت أفضل من أوربا وأميركا واليابان.. غير أن ارتفاع نسبة الولادات من جهة وتوفر رعاية صحية (مقبولة) من جهة أخرى هو ما جعلها تحتل المراكز الأولى عالمياً في قلة الوفيات..
لا يمكنك الفصل بين الاثنين حين يتعلق الأمر بالدول الخليجية؛ فالدول الأفريقية مثلاً ترتفع فيها نسبة الولادات ولكنها تعاني جميعها من كثرة الوفيات. فتخلف البنية الصحية لديها جعلها تأتي في مؤخرة دول العالم (حيث توجد 13 دولة أفريقية في مؤخرة قائمة الدول الأكثر وفاة).. فدول مثل بتسوانا وأنجولا وزمبابوي وسيراليون وسوازيلاند (والأخيرة تقع داخل جنوب أفريقيا) تأتي في مقدمة دول العالم من حيث معدل الوفيات (وأيضا) كثرة الولادات.. وتعود هذه المفارقة إلى اختفاء أو ضعف "الخدمات الصحية الأولية" وبالتالي وفاة معظم المواليد الجدد لدرجة أن معدل الوفيات في سوازيلاند وصل إلى 30 حالة بين كل 1000 مواطن رغم أن معدل الإنجاب يتجاوز ستة أطفال لكل امرأة!!
.. ولكن؛ من جهة أخرى؛ لم يشفع رقي الخدمات الطبية في تخفيض نسبة الوفيات في دول متقدمة مثل اليابان (التي تحتل المركز 111) وبريطانيا (التي تحتل المركز 129) والسويد (المركز 137) كونها تعاني من انخفاض حاد في نسبة الولادات الطبيعية مقابل ارتفاع حاد في نسبة الشيوخ والعجائز!
.. وهذه الجولة العالمية تخبرنا نحن (في دول الشباب العربي) درسين مهمين:
الأول: ألا نتهاون في توفير "الرعاية الصحة الأولية" لكبار السن والمواليد الجدد (فولادات مرتفعة مع رعاية صحية منخفضة تعني مجزرة صامتة للطرفين)!
والثاني: أن نسبة الوفيات المنخفضة في دول الخليج تعني أيضاً كثرة الأطفال المحتاجين لمدارس، والشباب الداخلين لسوق العمل، و"المتقاعدين" الذين يتمتعون بمتوسط عمر "أكبر" ويستلمون رواتب التقاعد لفترة "أطول" ... وقد أعذر من أنذر..
الرياض
فهد عامر الأحمدي
تحتل الدول الخليجية المراكز الأولى عالمياً من حيث قلة الوفيات..
فالإمارات مثلاً تأتي في المركز الأول ب1,4 حالة وفاة (بين كل 1000 مواطن) ثم الكويت ب1,9 حالة، ثم قطر ب2,4 حالة وفاة ثم عُمان 2,7 حالة وفاة .. في حين تأتي السعودية في المركز الثامن عالمياً ب3,7 حالة وفاة بين كل 1000 مواطن (والأرقام خاصة بدراسة صادرة من الأمم المتحدة بين عامي2005 و2010)!!
أنا شخصياً كثيراً ما استغربت مبادرة بعض التلفزيونات الخليجية بذكر أسماء "المتوفين في هذا اليوم".. بل أخبرني أحد الزملاء الخليجيين أن ذكر أسماء المتوفين عادة غير يومية لأنه يمكن أن تمر أيام دون أن يموت أحد. وقلة أعداد المتوفين تسهل على أي قناة حكومية ذكر أسمائهم بعد النشرة الإخبارية (الأمر الذي يذكرنا بالتلفزيون السعودي الذي كان يسرد أسماء الناجحين في الثانوية العامة أيام السبعينات)!
السؤال المحير هو: ما الذي يجعل دول الخليج تحتل المركز الأول عالمياً من حيث قلة الوفيات!؟
.. هل هو تطور الخدمات الصحية!؟ أم قلة عدد السكان!؟ أم ارتفاع نسبة الأطفال مقابل الشيوخ والعجائز!؟
الجواب: كل هذا معاً..
ولكن بطبيعة الحال نضحك على أنفسنا لو قلنا إن الخدمات الصحية في السعودية أو قطر أو الكويت أفضل من أوربا وأميركا واليابان.. غير أن ارتفاع نسبة الولادات من جهة وتوفر رعاية صحية (مقبولة) من جهة أخرى هو ما جعلها تحتل المراكز الأولى عالمياً في قلة الوفيات..
لا يمكنك الفصل بين الاثنين حين يتعلق الأمر بالدول الخليجية؛ فالدول الأفريقية مثلاً ترتفع فيها نسبة الولادات ولكنها تعاني جميعها من كثرة الوفيات. فتخلف البنية الصحية لديها جعلها تأتي في مؤخرة دول العالم (حيث توجد 13 دولة أفريقية في مؤخرة قائمة الدول الأكثر وفاة).. فدول مثل بتسوانا وأنجولا وزمبابوي وسيراليون وسوازيلاند (والأخيرة تقع داخل جنوب أفريقيا) تأتي في مقدمة دول العالم من حيث معدل الوفيات (وأيضا) كثرة الولادات.. وتعود هذه المفارقة إلى اختفاء أو ضعف "الخدمات الصحية الأولية" وبالتالي وفاة معظم المواليد الجدد لدرجة أن معدل الوفيات في سوازيلاند وصل إلى 30 حالة بين كل 1000 مواطن رغم أن معدل الإنجاب يتجاوز ستة أطفال لكل امرأة!!
.. ولكن؛ من جهة أخرى؛ لم يشفع رقي الخدمات الطبية في تخفيض نسبة الوفيات في دول متقدمة مثل اليابان (التي تحتل المركز 111) وبريطانيا (التي تحتل المركز 129) والسويد (المركز 137) كونها تعاني من انخفاض حاد في نسبة الولادات الطبيعية مقابل ارتفاع حاد في نسبة الشيوخ والعجائز!
.. وهذه الجولة العالمية تخبرنا نحن (في دول الشباب العربي) درسين مهمين:
الأول: ألا نتهاون في توفير "الرعاية الصحة الأولية" لكبار السن والمواليد الجدد (فولادات مرتفعة مع رعاية صحية منخفضة تعني مجزرة صامتة للطرفين)!
والثاني: أن نسبة الوفيات المنخفضة في دول الخليج تعني أيضاً كثرة الأطفال المحتاجين لمدارس، والشباب الداخلين لسوق العمل، و"المتقاعدين" الذين يتمتعون بمتوسط عمر "أكبر" ويستلمون رواتب التقاعد لفترة "أطول" ... وقد أعذر من أنذر..
الرياض