• ×
admin

الدراسات تؤكد الارتباط بين الصدفية والبول السكري.. وفرط ارتفاع ضغط الدم

الدراسات تؤكد الارتباط بين الصدفية والبول السكري.. وفرط ارتفاع ضغط الدم
خلل جلدي دائم والمعالجة تهدف إلى تقليل الالتهاب والتحكم في انسلاخ الجلد

د. عبد العزيز ناصر السدحان

أظهرت دراسة حديثة مزيدا من الصدقية للارتباط الذي رجحه العلماء طويلا بين مرض الصداف الجلدي (الصدفية) والبول السكري وفرط ارتفاع ضغط الدم.فقد استخدم باحثون في جامعة هارفارد بيانات ومعطيات لنحو 78 ألف امرأة، أعمارهن بين 27 و44 سنة، شاركن في مشروع مسحي واسع النطاق يسمى "دراسة صحة الممرضات"، وتمت متابعتهن لمدة 14 عاما. ولم يكن بينهن لدى بدء الدراسة أي مريضة بالبول السكري. وجدت الدراسة أن المشاركات المصابات بالصدفية أكثر تعرضا للإصابة بالسكري بنسبة 63% وللإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 17%، مقارنة بالمشاركات غير المصابات بالصدفية. وجدت الدراسة أن المشاركات المصابات بالصدفية أكثر تعرضا للإصابة بالسكري بنسبة 63% وللإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 17%، مقارنة بالمشاركات غير المصابات بالصدفية. واللافت أيضا أن ارتباط الصدفية بالمرضين الآخرين جاء مستقلا، في التحليل، عن قيمة مقياس كتلة الجسم، مؤشرا على الوزن، ما يستبعد دور البدانة ومتلازمة الأيض في تفسير هذا الارتباط.و يرى الباحثون أن النتائج تفتح الباب للتفكير بأن مرضى الصدفية يحتاجون لفحص أو فرز جماعي لاحتمال إصابتهم بمرض السكري، مع أنه من المبكر الوصول لفرضية نهائية حول الموضوع. بيد أن الأمر يستحق إجراء اختبارات البول السكري حتى وإن لم يكن مرضى الصدفية بدناء بالضرورة.

الصدفية هي خلل جلدي دائم يتمثل في وجود مناطق في الجلد مثخنة ومعمرة وذات قشور فضية على الأغلب ينتثر في قشرة الرأس، الأكواع، الركب، والجزء السفلي من الظهر، تكون بعض حالات الصدفية بسيطة لدرجة أن البعض قد لا يميزون أنهم مصابون بها، أما الصدفية الشديدة فإنها قد تغطي مساحات كبيرة من الجسد. لا يعد مرض الصدفية مرضاً معدياً ولا يمكن انتقاله من شخص لآخر لكنه على الأكثر يحدث لأشخاص ضمن إطار العائلة نفسه.

كيف تعالج الصدفية؟

الهدف هو تقليل الالتهاب والتحكم في انسلاخ الجلد، وقد تساعد المرطبات والمراهم السائلة في التحكم في الحكة لكن لم تثبت عملية اتباع حميات معينة نجاحها في معالجة الصدفية إلا في حالات نادرة.

يعتمد العلاج على صحة المريض وعمره ونمط حياته وشدة مرضه بالصدفية لذا قد يتطلب الأمر أنواعاً عدة من العلاجات وزيارات متعددة للطبيب، قد يصف الطبيب أدوية توضع على الجلد محتوية على مركبات الكورتيزون أو نظير فيتامين د اصطناعي أ، ريتينويد (مشتقات فيتامين أ) أو قطران أ، انثرالين ويمكن استخدامها مع التعرض لضوء الشمس الطبيعي أو الضوء فوق البنفسجي.

أنواع العلاج:

مركبات الستيرويد (كورتيزون): الكورتيزون هو علاج يقلل من الالتهاب ويساعد الكورتيزون سواء كان على شكل دهون زيتي أ، مرهم سائل في تصفية الجلد موقتاً والتحكم بالمرض عند العديد من المرضى، تستخدم المركبات الأضعف منه على المناطق الحساسة في الجسم مثل المنطقة التناسلية والوجه أما المركبات الأقوى فإنها تستخدم على فروة الرأس والأكواع والركب وكفي اليد وأخمص القدم وأجواء من الصدغ وقد يساعد استخدام ضماد بعض الأحيان في زيادة فعالية العقار لكن يجب استخدامه بحذر ووفقاً لتعليمات الطبيب.

الانثرالين:

هو عبارة عن عقار يعمل جيداً لعلاج رقع الصدفية الثخينة وصعبة العلاج لكنه قد يسبب تهيجاً وتلويثاً موقتاً للجلد والملابس لكن التركيبات وأسس العلاج الأحدث منه قللت من آثاره الجانبية.

فيتامين د:

يستخدم نظير فيتامين د الاصطناعي (calcipotriene) للمرضى ذوي الصدفية المتمركزة في موقع معين ويمكن استخدامه مع علاجات اخرى لكن بكميات بسيطة لتجنب الآثار الجانبية.

مركبات الريتينويد:

يمكن استخدام الهلامات أو الدهونات المحتوية على فيتامين أ (tazorotene) أو العقاقير المأخوذة عن طريق الفم مثل (isotesatinion ,acitretin) وحدها أو مقترنة مع الستيرويدات الموضعية لعلاج الصدفية المتمركزة لكن يحذر أخذ هذا العلاج للنساء الحوامل او اللاتي يخططن للحمل.

قطران الفحم:

منذ أكثر من 100 سنة وقطران الفحم يستخدم لعلاج الصدفية لكن منتجات اليوم منه هي محسنة أكثر وأقل تسبباً للاتساخ ويمكن انتاج وصفات علاجية أقوى منه لعلاج مناطق صعبة بشكل خاص.

العلاج بالضوء:

تبطئ أشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية وأشعة النروباند سرعة نمو خلايا الجلد ورغم أن التعرض لها يسبب تجاعيد الجلد وتلفاً في العين وسرطان الجلد إلا أن العلاج بها يصبح آمناً وفعالاً في حال كان تحت إشراف طبي.

قد يتطلب الأشخاص المصابين بصدفية شاملة للجسم علاجاً في مركز طبي مصرح له ومجهز بصناديق ضوئية تسمح بتعرض الجسد بأكمله للضوء.

ضوء فوق بنفسجي

نوع ب (UVB):

يتضمن هذا النوع تعريض الجلد لطول موجة معين من الضوء فوق البنفسجي يطلق عليها (uvb) ويمكن استخدام هذا العلاج وحده أو مقترناً مع العلاجات البدنية الموضعية، ويتم العلاج ب (UVB) بوضع المريض في صندوق ضوئي محيط به أ، أمام لوح ضوئي حيث يقف المريض وجهاً لوجه مع هذا اللوح ويحتاج العلاج ل 24 جلسة لفترة شهرين ليحدث التحسن.

وهناك نوع جديد للعلاج بال (UVB) يسمى بالعلاج ضيق الحزمة (Narrow band) والذي يستخدم في حال لم يستجب المريض لuvbواسع الحزمة (Broad -band) ورغم أن العلاج ب (UVB) آمن وفعال إلا أن له آثاراً جانبية تتمثل في حدوث حروق ونمش.

(PUVA) السورالين

+ الضوء فوق البنفسجي أ:

عندما لا تستجيب الصدفية لأية علاجات أخرى أو أنها انتشرت بكثرة يكون العلاج ب (PUVA) فعالاً في حوالي 85٪ من الحالات حيث يعطي المرضى عقاراً يدعى السورالينPsoralen والذي يؤخذ إما عن طريق الفم أو يوضع على الصدفية ثم يعرضون للضوء فوق البنفسجي أو يأتي اسم العلاجpuvaمنuvb + سورالين أي المكونان الرئيسان له، يحتاج المريض إلى 25 جلسة علاج لفترة شهرين إلى 3 أشهر قبل الشفاء بغية ابقاء حالة المرض تحت السيطرة فإن هذا يستوجب حوالي 30 - 40 جلسة علاج سنوياً وكون السورالين يبقى في عدسة العين لذا يجب على المريض ارتداء نظارات واقية عند التعرض لضوء الشمس منذ الفترة التي أخذ فيها السورالين حتى غروب شمس ذلك اليوم.

المثوتركسيت Methotraxate

وهو عقار مقاوم للتسرطن يؤخذ عن طريق الفم وممكن أن يسبب الاختفاء المباشر للصدفية عندما تفشل جميع العقاقير الأخرى لكن كونه يسبب آثاراً جانبية خصوصاً للكبد، لذا ينصح بإجراء فحوص دورية للدم كذلك يمكن أن يلزم الأمر فحص الصدر بأشعة أكس وأخذ عينات من الكبد لفحصها من وقت لآخر. تتضمن آثاره الجانبية الأخرى اضطراباً في المعدة وغثياناً ودوارا كما ولا ينصح باستخدامه للنساء الحوامل.

مركبات الريتنويد:

وهي عقارات ذات علاقة بفيتامين أ المأخوذ عن طريق الفم بوصفة طبية والتي يمكن وصفها وحدها أو مقترنة مع العلاج بالضوء فوق البنفسجي لعلاج حالات الصدفية الصعبة ومن آثارها الجانبية جفاف الجلد والشفاه والعينين وزيادة مستويات دهون الدم - الكوليسترول والدهون الثلاثية كما ويحظر تعاطيه من قبل النساء الحوامل أو اللاتي يخططن للحمل و للإنجاب ولا يتم هذا إلا بعد التوقف عن تعاطيه لفترة سنتين على الأقل حيث انه قد يسبب تشوهاً خلقياً ولادياً ويتطلب العلاج به مراقبة طبية عن كثب.

مثبط للجهاز المناعي (cyclosporine):

وهو عبارة عن عقار مثبط للمناعة يستخدم لمنع رفض الجسم للأعضاء المزروعة (الكبد والكليتان.)

وهو أيضاً يستخدم لعلاج الصدفية واسعة الانتشار عندما تفشل جميع الطرق الأخرى لكن بسبب تأثيره المحتمل على الكليتين وضغط الدم فإن الأمر يستلزم المراقبة الطبية عن كثب.

العلاجات البيولوجية:

الابحاث التي أجريت مؤخرا على الصدفية تشير بقوة ان هذا المرض يرجع الى اضطراب في الجهاز المناعي لدى المصاب به مما يعني ان الجهاز المناعي الذاتي في الجسم لدى المصاب يبدأ في مهاجمة انسجته بنفسه. وفي هذه الحالة تقوم اعداد كبيرة من خلايا (T) (وهي نوع من انواع خلايا الدم البيضاء) بتفعيل مواد تعرف ب (cytokines) التي قد تسبب التهابات، احمرارا، قشورا جلدية كالتي تظهر في الصدفية.

العلاجات البيولوجية تعمل عن طريق التداخل مع مكونات محددة للاستجابة المناعية، وخلافا عن مثبطات المناعة العامة والتي تقوم بتثبيط النظام المناعة كافة العلاجات البيولوجية يمكنها مقاومة المرض بطريقة اختيارية اكثر حيث يمكنها استهداف الكميائيات المسببة للصدفية فقط.

ما الآثار الجانبية المحتملة

من المعالجات البيولوجية؟

حتى الآن لا تبدو للعلاجات البيولوجية آثار سوى القليل جدا، ويعود ذلك بسبب اهدافها المحددة، فإنها لا تقوم بإتلاف جهاز المناعة كاملا كما يفعل النظام العام. مع ذلك تعتبر العلاجات البيولوجية من مثبطات المناعة وقد تزيد من خطر العدوى او تنشيط بعض الامراض كمرض السل او الغدد اللمفاوية. اذا هناك حاجة الى دراسات اخرى وبحوث اخرى للاعتماد على امان بعيد المدى لاستخدامات هذه العلاجات.

متى يجب استخدام هذه العلاجلت البيولوجية؟

نظرا لارتفاع تكلفة هذه النوع من الادوية فإن استخدامها عادة ما يكون للحالات المتوسطة الى الحادة او في الاوضاع التالية:

1- في حالة فشل جميع العلاجات الاخرى.

2- في حالة عدم المقدرة على تحمل الآثار الجانبية للعلاجات الاخرى.

3- إذا كان هناك امراض مزمنة مثل قصور القلب الاحتقاني او امراض كبد تحول دون استخدام العلاجات الاخرى.

يمكن استخدام جميع العلاجات البيولوجية المتوفرة حاليا مع علاجات أخرى كالعلاج بالضوء، فقد اثبتت بعض الدراسات ان العلاج بالضوء مع استخدام العلاجات البيولوجية ادى الى تحسن كبير للمرضى المصابين بالصدفية.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  2971