التدخـين.. العـادة السيئـة والخطـيرة
التدخـين.. العـادة السيئـة والخطـيرة
أحمد عادل الوايل
مما يؤسف له، أن بضاعة السجائر أصبحت رائجة إلى حدٍ كبير جداً، مما جَعل التدخين يُصبح عاده من العادات السيئة الأكثر انتشاراً وخطراً لدى معظم البشر، ونلاحظ أن العادات السيئة الأكثر انتشاراً في أيامنا هذه تتضمن: قضاء وقت طويل على برامج التواصل الاجتماعي «واتس آب، إنستغرام، سناب شوت...»، وتناول كمية كبيرة من الطعام، ونوم النهار والسهر ليلاً، كل تلك من العادات السيئة لدى البشر هذه الأيام، ولكن يبقى التدخين متجاوزاً حدود العادة السيئة إلى العادة الخطيرة.
لدى معظم المدخنين لا بُدَّ للشخص المدخن من أن يتناول سجارة الصباح (وربما يكون ذلك قبل الإفطار) وسيجارة المساء والتي يعتقد أنَّها سوف تجعله يدخل في نوم سريع، ومن المدخنين من ينتابه الأرق ليلاً فيقوم ويلجأ إلى علبة السجائر فربما يكون لديها الحل وتجعله يعود إلى نومه مرة أخرى ولا بُدَّ له أيضاً أن يُدخل السيجارة معه إلى دورة المياه في حين يعتقد البعض خطـأ أن السيجارة تساهم بدور فعال في هضم الغذاء، إذاً لا بد من تعاطي سيجارة ما بعد الأكل سواء كان إفطار أو غداء أو عشاء.
هذا بالإضافة إلى أن المدخن يعتقد أن السيجارة تجعله يتخطى المصاعب، ويرتفع فوق مستوى الآلام والأحزان والمشاكل النفسية، وقد يصل الأمر لهؤلاء الذين يدخنون بشراهة إلى حد الاعتماد الكامل على نيكوتين السجائر، ذلك يجعل إيقاف التدخين من قبل هؤلاء، قد يؤدي إلى ظهور أعراض مرضية تسمى بأعراض السحب والتي من أهمها حدوث هبوط في ضغط الدم وكذلك في ضربات القلب، هذا بالإضافة إلى التوتر والقلق والضجر الذي يمكن أن يعتري هؤلاء الأفراد الذين أوقفوا التدخين.
وكما ذكرنا أن التدخين عادة سيئة، وهي ضارة بشكل خطير، وفي الحقيقة ليس له علاقة بتحسين الحالة المزاجية للشخص المدخن، وليس له علاقة بإزالة القلق والتوتر، كما أنه لا يمنح الشخص المدخن تأثيرات المتعة والإحساس بالراحة، وإن التدخين على العكس من هذا كله له علاقة بكل ما هو ضار بالإنسان، هناك مؤلفات عديدة قد صدرت تتحدث عن أضرار التدخين، والتدخين له علاقة بإصابة المرء بأمراض عديدة وخطيرة أهمَّها ارتفاع ضغط الدم، وأمراض تصلب الشرايين، والذبحة الصدرية، والكحة، وإلتهاب الشعب الهوائية المزمن، والربو، بل وسرطان الرئة، وسرطان الفم، والشفاه، والبلعوم، وكذالك فإن التدخين يؤدّي بالنهاية إلى بتر بعض الأطراف نتيجة إصابتها بالغرغرينا، ويؤثر التدخين على الدم فيقلل من قدرة الهيموجلوبين على حمل الأكسجين إلى كافة أعضاء الجسم، كما يسبب التدخين أنيميا لدى الشخص المدخن، ويقوم التدخين بتحفيز أنزيمات الكبد التي تقوم بإبطال مفعول معظم الأدوية التي يتناولها الإنسان (بعد البدء في آداء وظيفتها)، لذلك فإن استمرار التدخين يؤدي إلى تقليل مفعول معظم الأدوية هذا بالإضافة إلى أضرار التدخين على الجهاز الهضمي، وهنا تجدر الإشارة إلى أن دخان السجائر هو أحد الأسباب الرئيسية والهامة في إصابة المدخنين بالحموضة بل والقرحة المعدية.
ولا ننسى أن الأم المدخنة الحامل تتسبب في أضرار لجنينها، لأن نيكوتين السجائر سوف يصل إلى الجنين ويسبب له الضرر، وقد يكون التدخين سبب في حدوث الإجهاض لهذه الأم الحامل.
أمَّا هؤلاء الذين يدخِنون في الأماكن العامة فإنهم يسببون الضرر لكل من يحيط بهم من أشخاص، كذلك الذين يدخنون في أماكن عملهم فإنهم يعرضون زملاءهم لأضرار دخان السجائر، أمَّا الآباء والأمهات المدخنون فإنهم يؤذون فلذات أكبادهم، إنهم يؤذون أبناءهم الذين يعيشون معهم وحتى هؤلاء الذين لم يقدموا إلى هذه الدنيا وما زالوا أجنَّة في بطون أمهاتهم، وهذا الضرر الذي يحدث لهؤلاء الذين لا يدخنون، ولكن يأتيهم من المدخنين المحيطين بهم وهو ما يسمى بالتدخين السلبي، ومن حق غير المدخنين أن يرفعوا صوتهم لهؤلاء الذين يدخنون قائلين «من حقك أيّها المدخن أن تضر أو حتى تقتل نفسك، لكن ليس من حقك أن تضرني أو تقتلني .. من فضلك أطفئ سيجارتك أو اذهب إلى مكان بعيد معزول ودخن كيفما شِئت».
للتدخين أضرار اقتصادية تنعكس على صحة المجتمع، تتضح هذه الأضرار من كثرة الذين يعانون من أضرار التدخين وتصبح لديهم حالات تستدعي الرعاية الطبية المستمرة، كما تشمل أضرار التدخين على المجتمع عدد الوفيات بسبب هذه العادة الخطيرة، في صناعة السجائر، كما أن الأموال التي تنفق في شراء السجائر خصوصاً بالنسبة لمحدودي الدخل فإن شراء السجائر بشكل دائم يستنزف جزءاً من دخلهم اليومي أو الشهر.
عزيزي القارئ يجب أن يكون لديك الإطلاع والثقافة الكافية، فالمعلومة هي السلاح الأقوى في إحداث تغيير في موقف المدخن حول التدخين، ويفضل الاطلاع على نتائج ما يجري من دراسات علمية عن أضرار التدخين، واستخلاص ما في هذه الدراسات من عبر، فهي ليست مجرد إحصاءات.
الرياض
أحمد عادل الوايل
مما يؤسف له، أن بضاعة السجائر أصبحت رائجة إلى حدٍ كبير جداً، مما جَعل التدخين يُصبح عاده من العادات السيئة الأكثر انتشاراً وخطراً لدى معظم البشر، ونلاحظ أن العادات السيئة الأكثر انتشاراً في أيامنا هذه تتضمن: قضاء وقت طويل على برامج التواصل الاجتماعي «واتس آب، إنستغرام، سناب شوت...»، وتناول كمية كبيرة من الطعام، ونوم النهار والسهر ليلاً، كل تلك من العادات السيئة لدى البشر هذه الأيام، ولكن يبقى التدخين متجاوزاً حدود العادة السيئة إلى العادة الخطيرة.
لدى معظم المدخنين لا بُدَّ للشخص المدخن من أن يتناول سجارة الصباح (وربما يكون ذلك قبل الإفطار) وسيجارة المساء والتي يعتقد أنَّها سوف تجعله يدخل في نوم سريع، ومن المدخنين من ينتابه الأرق ليلاً فيقوم ويلجأ إلى علبة السجائر فربما يكون لديها الحل وتجعله يعود إلى نومه مرة أخرى ولا بُدَّ له أيضاً أن يُدخل السيجارة معه إلى دورة المياه في حين يعتقد البعض خطـأ أن السيجارة تساهم بدور فعال في هضم الغذاء، إذاً لا بد من تعاطي سيجارة ما بعد الأكل سواء كان إفطار أو غداء أو عشاء.
هذا بالإضافة إلى أن المدخن يعتقد أن السيجارة تجعله يتخطى المصاعب، ويرتفع فوق مستوى الآلام والأحزان والمشاكل النفسية، وقد يصل الأمر لهؤلاء الذين يدخنون بشراهة إلى حد الاعتماد الكامل على نيكوتين السجائر، ذلك يجعل إيقاف التدخين من قبل هؤلاء، قد يؤدي إلى ظهور أعراض مرضية تسمى بأعراض السحب والتي من أهمها حدوث هبوط في ضغط الدم وكذلك في ضربات القلب، هذا بالإضافة إلى التوتر والقلق والضجر الذي يمكن أن يعتري هؤلاء الأفراد الذين أوقفوا التدخين.
وكما ذكرنا أن التدخين عادة سيئة، وهي ضارة بشكل خطير، وفي الحقيقة ليس له علاقة بتحسين الحالة المزاجية للشخص المدخن، وليس له علاقة بإزالة القلق والتوتر، كما أنه لا يمنح الشخص المدخن تأثيرات المتعة والإحساس بالراحة، وإن التدخين على العكس من هذا كله له علاقة بكل ما هو ضار بالإنسان، هناك مؤلفات عديدة قد صدرت تتحدث عن أضرار التدخين، والتدخين له علاقة بإصابة المرء بأمراض عديدة وخطيرة أهمَّها ارتفاع ضغط الدم، وأمراض تصلب الشرايين، والذبحة الصدرية، والكحة، وإلتهاب الشعب الهوائية المزمن، والربو، بل وسرطان الرئة، وسرطان الفم، والشفاه، والبلعوم، وكذالك فإن التدخين يؤدّي بالنهاية إلى بتر بعض الأطراف نتيجة إصابتها بالغرغرينا، ويؤثر التدخين على الدم فيقلل من قدرة الهيموجلوبين على حمل الأكسجين إلى كافة أعضاء الجسم، كما يسبب التدخين أنيميا لدى الشخص المدخن، ويقوم التدخين بتحفيز أنزيمات الكبد التي تقوم بإبطال مفعول معظم الأدوية التي يتناولها الإنسان (بعد البدء في آداء وظيفتها)، لذلك فإن استمرار التدخين يؤدي إلى تقليل مفعول معظم الأدوية هذا بالإضافة إلى أضرار التدخين على الجهاز الهضمي، وهنا تجدر الإشارة إلى أن دخان السجائر هو أحد الأسباب الرئيسية والهامة في إصابة المدخنين بالحموضة بل والقرحة المعدية.
ولا ننسى أن الأم المدخنة الحامل تتسبب في أضرار لجنينها، لأن نيكوتين السجائر سوف يصل إلى الجنين ويسبب له الضرر، وقد يكون التدخين سبب في حدوث الإجهاض لهذه الأم الحامل.
أمَّا هؤلاء الذين يدخِنون في الأماكن العامة فإنهم يسببون الضرر لكل من يحيط بهم من أشخاص، كذلك الذين يدخنون في أماكن عملهم فإنهم يعرضون زملاءهم لأضرار دخان السجائر، أمَّا الآباء والأمهات المدخنون فإنهم يؤذون فلذات أكبادهم، إنهم يؤذون أبناءهم الذين يعيشون معهم وحتى هؤلاء الذين لم يقدموا إلى هذه الدنيا وما زالوا أجنَّة في بطون أمهاتهم، وهذا الضرر الذي يحدث لهؤلاء الذين لا يدخنون، ولكن يأتيهم من المدخنين المحيطين بهم وهو ما يسمى بالتدخين السلبي، ومن حق غير المدخنين أن يرفعوا صوتهم لهؤلاء الذين يدخنون قائلين «من حقك أيّها المدخن أن تضر أو حتى تقتل نفسك، لكن ليس من حقك أن تضرني أو تقتلني .. من فضلك أطفئ سيجارتك أو اذهب إلى مكان بعيد معزول ودخن كيفما شِئت».
للتدخين أضرار اقتصادية تنعكس على صحة المجتمع، تتضح هذه الأضرار من كثرة الذين يعانون من أضرار التدخين وتصبح لديهم حالات تستدعي الرعاية الطبية المستمرة، كما تشمل أضرار التدخين على المجتمع عدد الوفيات بسبب هذه العادة الخطيرة، في صناعة السجائر، كما أن الأموال التي تنفق في شراء السجائر خصوصاً بالنسبة لمحدودي الدخل فإن شراء السجائر بشكل دائم يستنزف جزءاً من دخلهم اليومي أو الشهر.
عزيزي القارئ يجب أن يكون لديك الإطلاع والثقافة الكافية، فالمعلومة هي السلاح الأقوى في إحداث تغيير في موقف المدخن حول التدخين، ويفضل الاطلاع على نتائج ما يجري من دراسات علمية عن أضرار التدخين، واستخلاص ما في هذه الدراسات من عبر، فهي ليست مجرد إحصاءات.
الرياض