جحيم جدة المروري
جحيم جدة المروري
حمود أبو طالب
قبل بداية شهر رمضان الكريم تعلن الأجهزة الحكومية ذات العلاقة عن خططها واستعداداتها بشكل يجعلنا نشعر أن كل شيء سوف يمضي بسهولة وسلاسة ويسر، وربما بصورة أفضل من بقية الشهور، لكن الواقع يقول إن القليل من تلك الجهات تنجح في تطبيق خططها بينما الكثير منها يسجل فشلا كبيرا يؤكد أن تلك الاستعدادات المزعومة لا وجود لها أو أنها موجودة كخطة مكتوبة تعثرت ترجمتها الى تطبيق على الواقع.
وسوف نأخذ مثالا على ذلك بما تعلنه إدارات المرور في المدن الكبرى على وجه الخصوص، ومدينة جدة بالتحديد، ليس استقصادا أو «استقعادا» لها دون غيرها، ولكن لأن مدينة جدة بالذات في شهر رمضان الذي يتزامن مع عطلة المدارس وازدحامها بالزوار من داخل المملكة والقادمين من خارجها للعمرة وبقائهم فيها لأيام، بالإضافة إلى سكانها، تتحول إلى جحيم مروري لا يتحمله بشر، علما بأن وضعها المروري لا يطاق في كل الشهور والأيام.
نحن على علم بأن من هب ودب يستطيع قيادة السيارة دون أدنى معرفة بشروط وقواعد القيادة، وأن ثقافة احترام الأنظمة المرورية ضعيفة جدا، وأن تصميم كثير من الشوارع والتقاطعات والميادين سيئ مما يضيف إلى تعقيد السير، ولكن كل ذلك لا يبرر أن يصل الوضع إلى درجة الاختناق الكامل بسبب الفوضى العارمة التي تجتاح الشوارع دون وجود أفراد المرور في بؤر الاختناق، وكأنه لا توجد إدارة للمرور في المدينة.
إن وجود سيارة للمرور قابعة بجانب أحد الأرصفة أو وجود كاميرا ساهر لا يعني أبدا وجود إدارة للمرور إذ يتطلب شعورنا بوجودها وجود أفرادها وسياراتها في الشوارع المتكدسة والتقاطعات المختنقة والدوارات المتوقفة لتنظيم الفوضى ومعاقبة المستهترين والجهلة والمخالفين الذين يجعلون قيادة السيارة سببا مهما لتلف الأعصاب وارتفاع ضغط الدم وتعطيل حاجات الناس ومصالحهم.
يا مرور جدة، نريد أن نراك لو في شهر رمضان فقط، وعفا الله عنك بقية الشهور.
عكاظ
حمود أبو طالب
قبل بداية شهر رمضان الكريم تعلن الأجهزة الحكومية ذات العلاقة عن خططها واستعداداتها بشكل يجعلنا نشعر أن كل شيء سوف يمضي بسهولة وسلاسة ويسر، وربما بصورة أفضل من بقية الشهور، لكن الواقع يقول إن القليل من تلك الجهات تنجح في تطبيق خططها بينما الكثير منها يسجل فشلا كبيرا يؤكد أن تلك الاستعدادات المزعومة لا وجود لها أو أنها موجودة كخطة مكتوبة تعثرت ترجمتها الى تطبيق على الواقع.
وسوف نأخذ مثالا على ذلك بما تعلنه إدارات المرور في المدن الكبرى على وجه الخصوص، ومدينة جدة بالتحديد، ليس استقصادا أو «استقعادا» لها دون غيرها، ولكن لأن مدينة جدة بالذات في شهر رمضان الذي يتزامن مع عطلة المدارس وازدحامها بالزوار من داخل المملكة والقادمين من خارجها للعمرة وبقائهم فيها لأيام، بالإضافة إلى سكانها، تتحول إلى جحيم مروري لا يتحمله بشر، علما بأن وضعها المروري لا يطاق في كل الشهور والأيام.
نحن على علم بأن من هب ودب يستطيع قيادة السيارة دون أدنى معرفة بشروط وقواعد القيادة، وأن ثقافة احترام الأنظمة المرورية ضعيفة جدا، وأن تصميم كثير من الشوارع والتقاطعات والميادين سيئ مما يضيف إلى تعقيد السير، ولكن كل ذلك لا يبرر أن يصل الوضع إلى درجة الاختناق الكامل بسبب الفوضى العارمة التي تجتاح الشوارع دون وجود أفراد المرور في بؤر الاختناق، وكأنه لا توجد إدارة للمرور في المدينة.
إن وجود سيارة للمرور قابعة بجانب أحد الأرصفة أو وجود كاميرا ساهر لا يعني أبدا وجود إدارة للمرور إذ يتطلب شعورنا بوجودها وجود أفرادها وسياراتها في الشوارع المتكدسة والتقاطعات المختنقة والدوارات المتوقفة لتنظيم الفوضى ومعاقبة المستهترين والجهلة والمخالفين الذين يجعلون قيادة السيارة سببا مهما لتلف الأعصاب وارتفاع ضغط الدم وتعطيل حاجات الناس ومصالحهم.
يا مرور جدة، نريد أن نراك لو في شهر رمضان فقط، وعفا الله عنك بقية الشهور.
عكاظ