• ×
admin

المضافات الغذائية الملونة.. الأطفال أكبر ضحاياها

المضافات الغذائية الملونة.. الأطفال أكبر ضحاياها
تدخل في طعامنا بلا قيمة صحية بل لأجل فائدتها الصناعية
تضاف لأجل اللون فقط

محمد الطفيل

عند شراء المنتجات الغذائية، يسارع المستهلك لقراءة الملصق
للتأكد من لائحة المحتويات، ويقلقنا كثيرا وجود المضافات الكيميائية في الغذاء (وهو قلق مبرر)، لذلك نجد البعض يحاول فك طلاسم بعض أرقام وأسماء المركبات الكيميائية المضافة، فتناول الأغذية المصنعة يعني تناول كمية من المواد الكيميائية. حتى الأغذية الطازجة لم تسلم من المعالجة الكيميائية، فبعضها يتم معالجته بطريقة أو بأخرى بمضافات غذائية تهدف للمحافظة على جودتها وخواصها الحسية أثناء الحصاد أوالنقل أو التخزين، ولكن ما مدى خطورة تناول هذه المواد على صحتنا، خاصة مع تكرر تناولها وبشكل يومي.

المواد الملونة هي أي مادة تضاف إلى الغذاء ولا تستهلك بذاتها كطعام ولا تعتبر مكونا أساسيا من مكونات الطعام قد يكون لها قيمة غذائية أو ليس لها أي فائدة غذائية وإضافتها إلى الطعام لها فائدة صناعية مثل التخزين والتغليف والتعبئة والتصنيع والإعداد والشكل العام للمنتج الغذائي حيث تعطي شكلا تحسينيا جذابا. وتعتمد دول السوق الأوروبية المشتركة ومن يسير معها على نظام الـ “E” وهذا يرمز لكل مادة ملونة مضافة مصرح باستخدامها في الصناعات الغذائية برقم بعد حرف E مثلا E100 وهذا يرمز إلى مادة الكركم، ويقابل ذلك النظام الأمريكي المصرح به عن طريق هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA من نظام مجدول يطلق عليه Generally Recognized as Safe (GRAS) ويتناقل خطأ بعض أفراد المجتمع بأن المواد الملونة المضافة للأطعمة عبارة عن مواد كيميائية لها تأثيرات جانبية ضارة بالصحة وأنها تضاف إلى جميع الأغذية التي تصنع تجارياً وتباع في الأسواق التجارية وعموما فإن هناك رأيا سائدا عند مصنعي الأغذية والعصيرات كتابة عبارة " غير مضاف لون No added color" أو لا توجد مكونات مصنعة “No artificial ingredients” هذه العبارات قد تكون صحيحة فعلا ولكن هذا لا يغير صحة ان القيمة الغذائية للطعام قد تكون منخفضة أو معدومة.

إن أهم المضافات الغذائية الملونة الموضوعة في قفص الاتهام:

الملونات الغذائية: وهي تضاف لأجل اللون فقط، ولا تضاف لغير ذلك، وتعتبر خطورتها في أن المستهلك الأول للمنتجات الملونة هو الطفل (الحلويات)، وأهم المشاكل التي تسببها الملونات هي الحساسية الجلدية وحساسية الجهاز التنفسي، فالحذر واجب وضروري لدى تناول الحلويات للأطفال المصابين بالربو أو المعرضين للحساسية.

المواد الحافظة: ويصعب الاستغناء عنها في الصناعات الغذائية، إلا أنها الأكثر خطورة بين المضافات الغذائية، ويتهم بعض أنواعها مثل E250, E251 بالتسبب بالسرطان.

المنكهات: ومن أشهرها جلوتامات أحادي الصوديوم E621، وتوجد في معظم مكعبات اللحم أو الدجاج وفي الشوربات المجففة، وقد اتهم هذا المنكه بأنه يسبب عدة مشاكل. ومن المؤكد أن الكثير من الأشخاص مصابون بالحساسية من هذا المركب، كما أن الجرعة القاتلة تبلغ 50ملغم/كجم.

المضافات الملونة والأهداف التجارية

تواجه المستهلك مع المضافات الملونة مشكلة أخرى، ففي ظل الأهداف التجارية للمصانع الغذائية، واستعانة بعضها بعمالة متدنية علميا ولا تتمتع بأي خبرة علمية أو عملية أو صحية، وبالتالي فلا يمكن استبعاد التجاوزات.

تناول الأغذية المصنعة الملونة

يعني تناول كمية من المواد الكيميائية والممارسات الخاطئة، ومنها زيادة المضافات الكيميائية الملونة عن الحدود الموصى بها، مما قد يتسبب في أخطار صحية على المستهلك، أقلها الإصابة بالحساسية الغذائية، خاصة وأنه يصعب الكشف عن كل مادة ملونة مضافة وعن معدل إضافتها في كل نوع من الغذاء، وأيضا التكلفة العالية للكشف عنها، وهنا يفترض التكاتف مع جهود الجهات الحكومية ذات العلاقة بسلامة الغذاء، فيجب على المصانع الوطنية الغذائية الاستعانة بمواطنين مؤهلين في هذا المجال لمتابعة سلامة الغذاء، فهم الأحرص على سلامة المجتمع، فشهاداتهم العلمية ووطنيتهم، خط الدفاع الأول لسلامة المستهلك ضد جشع التاجر أو إهمال وجهل العمالة المستخدمة.

ويقع على عاتق المستهلك مسؤولية الحد من استهلاك الأغذية المحتوية على مضافات كيمائية ملونة ، وأن يضع احتمالات الضرر والمنفعة المتوقعة، واستهلاك الأغذية الطازجة الطبيعية قدر الإمكان، وعلى الجهات المختصة الوضوح وعدم إخفاء ما يهم صحة المستهلك، للحصول على ثقة المستهلك ، وعدم لجوئه للحصول على المعلومة من الإشاعات والأخبار غير الموثقة، وأخيراً على وسائل الإعلام الحد من ترويج الأغذية الخاوية غذائياً والمحتوية على مضافات ملونة وصبغات كيميائية، وخصوصاً تلك الموجهة للأطفال والتأكد من مصداقية الإعلان التجاري من قبل لجنة متخصصة.

كما يجدر بنا أن نتساءل عن مدى دعم القطاع الخاص، خاصة مصانع المشروبات الغازية والحلويات والتجار الموردين في دعم الندوات والمحاضرات العلمية في سلامة الغذاء وتوعية المستهلك، كما يفترض أن يتكفل التاجر بدفع مبالغ ، ليعود ريعها للرعاية الصحية والأبحاث العلمية في هذا المجال.

مدى سلامة المضافات الملونة الكيميائية:

ونظراً لان بعض المواد الملونة المضافة والمستخدمة في الصناعات الغذائية قد يكون لها آثار جانبية ضارة بصحة المجتمع لذلك سيكون عليها دراسات وأبحاث من قبل العلماء لمعرفة الضار والنافع من هذه المكونات أو المضافات للأطعمة، وتوضيح حقيقتها للمستهلك وتوضيح المصرح من هذه المواد المضافة ووظيفة كل مادة وتأثيراتها النافعة أو الضارة وتبيان ذلك. يوجد المئات من المواد الملونة في السوق العالمي لم يصرح في أوروبا إلا القليل منها. تغير لون الغذاء أثناء التحضير يعتبر مشكلة تجارية تؤدي إلى كساد المنتجات وخسارة للتجار لذلك فان المصنعين للغذاء يستعملون العديد من المواد سواءً طبيعية او مشيدة لتحسين لون ومنظر ومظهر الطعام والمواد المضافة الملونة تضاف إلى الطعام لأجل:

إعطاء مظهر لمادة الطعام

المحافظة على اللون المميز للمادة الغذائية مثل مربى الفراولة يضاف له لون احمر أو الزعفران البودرة يضاف له لون اصفر.

تحسين الجودة للمادة الغذائية

اعطاء تجانس متماثل للطعام حيث يعطي لونا موحدا مما يحسن من مظهر وشكل الطعام.

زيادة في تركيز اللون الطبيعي للمادة الغذائية مثل عصير البرتقال يضاف اللون الأصفر البرتقالي مما يعطي لونا محببا للمستهلك.

عند إضافة ألوان فإننا نحمي المذاق والنكهة للغذاء.

ارجاع اللون الطبيعي إلى الغذاء بعد أن بهت أو تغير بعد التخزين أو التعرض للضوء

المواد الملونة متواجدة ويوجد لها أرقام وأشكال مختلفة وتصنيفات متعددة من السهولة شراؤها والحصول عليها عبر مراكز التسوق أو عبر الوسطاء.

العديد من المواد المضافة سواءً الطبيعية او الصناعية يوجد عليها دراسات وأبحاث يومية حيث يضاف إلى القائمة او يزال من القائمة العديد من المواد الملونة.

تحسين الخواص الحسية مثل اللون والطعم والرائحة والشكل.

وتقسم المواد الملونة إلى قسم مصرح باستخدامه وقسم غير مصرح وتستخدم تلقائياً والمواد الملونة المصرح بها هي مركبات الزانثين، آزو، تراي فينايل ميثان، انديقوالكبريتيد ويوجد مواد تستخدم وحذفت منها الشهادة او التصريح وهي مواد ملونة طبيعية غير مشيدة، أو مواد طبيعية متماثلة، أو مواد ذات طبيعة معدنية.

المواد الملونة المستعملة بالتصريح

وهي مواد ملونة مصنعة وهي مواد كيميائية نقية غير غالية السعر سهل الحصول عليها حيث تتواجد هذه المواد في اشكال ذات الوان اولية او مخاليط لونية ويمكن ان تحضر في العديد من الألوان او العديد من المخاليط الأولية. وتوجد هذه المواد اما بصورة ذائبة في الماء او بصورة غير ذائبة وقد تذوب في مذيبات اخرى مثل الكحولات او الجلسرين ويشترط ان تكون هذه المواد الملونة نقية جداً حيث يجب ان تصل نقاوتها 90 % وهي تضاف إلى مستحضرات التجميل والأدوية الصيدلانية والأغذية وهذه المواد الملونة يجب معرفة نقاوتها ومعرفة شكلها وقوامها وهل هي بصورة محلول او مسحوق او على شكل عجينة وعادة تستخدم محلولا مسموحا استعماله وهو هيدروكسيد الألومنيوم (الومينا) ويستخدم مع الحلويات والكيك والأطعمة وهذه الألوان غير ذائبة في الماء وتستخدم بنسبة 30% مع الغذاء المراد تلوينه وعادة يكون الغذاء من الأغذية المجففة او الأغذية الخفيفة أو منتجات الألبان أو الحلوى والأدوية وتكون كذلك من الصموغ والزيوت والدهون وعبوات الأغذية والعصائر.

المواد الملونة بدون تصريح

وهذه مواد ملونة طبيعية وتكون اما طبيعية او منتجة من مواد طبيعية وغير عضوية او مواد طبيعية منتجة من مواد غير طبيعية.

المواد غير المنتجة الطبيعية وهي تتكون من العديد من المركبات اما عضوية او غير عضوية وتؤخذ من مشتقات نباتية او حيوانية او عناصر معدنية وهي تستعمل بتراكيز عالية والمواد الملونة النباتية المتغيرة وغير الثابتة وتركيز اللون كذلك غير ثابت ومختلفة الطعم والنكهة والرائحة وتعتمد تركيباتها على مصادرها الأساسية أو الأولية وعلى العوامل الجغرافية ويجب قبل استعمالها فحصها بكتيرياً وكيميائياً ومعدنياً وفحص المبيدات الحشرية وفحص تركيباتها للتأكد من سلامتها قبل استعمالها.

المواد الملونة المستعملة بعد التصريح:

وهذه المواد هي FD & C Red No. 1

وهو عبارة عن مسحوق احمر داكن عند اذابته في الماء يتكون من لون احمر فاتح وهو خطير وضار قد يسبب امراضاً للكبد وقد منع استخدامه

FD & C Red No. 2 (Amaranth)

امارنث وهي مادة ملونة مشيدة مونوازو Monoazo وهي مسحوق بني محمر يذوب في الماء ويعطي لونا احمر، منع استخدامه في بعض الدول مثل امريكا لخطورته على الصحة. وفي العدد القادم من عيادة الرياض سنتكلم ان شاء الله عن العديد من المواد الملونة.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  2800