وزنك يتصرف كطفل عنيد
وزنك يتصرف كطفل عنيد
فهد عامر الأحمدي
إن ذهبت إلى فراشك بقصد النوم (والاستيقاظ مبكرا لموعد مهم) ستصاب بالأرق ولن تـنـام..
أما حين (لا تـقـلق) وتنسى مسألة النوم ذاتها، سـتنام دون قصد في أي مكان .. حتى لو كنت أمام التلفزيون أو داخل الطائرة أو بين صراخ الأطفال...
.. ووزنك مثل طريقة نومك؛ إن قلقت بشأنه وتعمدت إنقاصه ستصاب بالسمنة وارتفاع الوزن، وإن تجاهلته سيثبت ويستقر وربما ينخفض (كتجربتي التي استعرضتها في آخر مقال)..
جسدك يتصرف كطفل عـنيد حين تحرمه من الطعام تتشكل لديه آلية مقاومة تتمسك بمكتسباتها من الدهون..
وحتى حين تتغلب قوة إرادتك على هذه المقاومة (كما يحدث حين تعمل ريجيما) تتراكم داخلك ردود فـعـل خـفية تتسبب (بعد انتهاء الريجيم) ليس فقط في هجومك على الطعام كالمسعور، بـل وفي تخزين جسدك لمزيد من الدهون استعدادا للمجاعة التالية..
لا أنـفـي مسؤولية الطعام عن السمنة وتراكم الشحوم؛ ولكنني أنبهك إلى أن (الإفراط في الطعام) قــد ينشأ أصلا كردة فعل على فترات الحرمان والتذبذب الـتي مـررت بهـا ــ في حين لا يحدث لشخص رشيق لم يهتم يوما بهذه الأمور.
يجب أن نفهم أن للبدانة مسببات كثيرة (غير تناول الطعام) مثل الاستعداد الوراثي، ورد الفعل النفسي، وانخفاض مستوى التأيض، وافراز هرمونات التوتر، وبرمجة الدماغ الخاطئة على "الوزن المثالي"..
والأربعة الأخيرة تتأثر بقلقك من وزنك الزائد وإصرارك على الدخول في محاولات ريجيم لا تنتهي.. فـبعد كل محاولة ريجيم تتولد لديك:
ردة فعل نفسية ضد الحرمان (تجعلك تعود بقوة لتناول الطعام)..
ويتبرمج دماغك على وزن أكبر من السابق (استعدادا لمجاعة قادمة أكبر)..
في حين تتسبب هرمونات التوتر في ضعف التأيض أو التمثيل الغذائي (فـتتخزن الشحوم في حنايا الجسم)!
.. وفي المقابل؛ حين تتأمل حال صديقك أو قريبك (الذي يتمتع بجسد نحيف ومظهر رشيق) تكتشف أنه لا يفعل شيئا للحصول على وزنه المثالي (بل قد يأكل أكثر منك) ولكنه ببساطة يعيش دون قلق على وزنـه فلا تتشكل لديه ردود فعل أو هرمونات توتر -- وكلي ثقة أنه لو بدأ يهتم بهذا الموضوع سيصبح بدينا خلال أعوام قليلة..
ليس أدل على هذه الحقيقة من تجاربك الشخصية والاحصائيات العالمية التي تؤكد فشل نتائج الريجيم وعودة معظم البدناء إلى أرقامهم السابقة.. خذ كمثال ما حدث للمشتركين في برنامج الخاسر الأكبر (حيث يتـنافس البدناء للنزول للوزن المثالي).. فقد اعترفت محطة البث ذاتها أن جميعهم عادوا إلى أوزانهم القديمة خلال اربع سنوات من مشاركتهم في البرنامج..
وهناك تقرير نشر في مجلة فوكس الألمانية اعتمد على 31 دراسة أكدت بدورها عودة الأوزان الثقيلة لـسابق عهدها بعـد محاولات الريجيم الناجحة.. اتضح أنه من بين 100 بديـن يتمكن 15 فقط من تخفيض أوزانهم (وواحد من هؤلاء فقط) ينجح في الحفاظ على وزنه الجديد لخمس سنوات قادمة .. فقط !
يحدث هذا الانتكاس لأسباب نفسية (كـتشكل ردود فعل)، وجسدية (كانخفاض التأيض ومقاومة الخلايا)، وعصبية (كتعامل الدماغ مع الريجيم كحالة مجاعة)..
لهذا السبب؛ لا يجب أن نخلق ردود فعل أو نستـثير أدمغتنا وأجسادنا بمحاولات الريجيم المؤقـتة.. يجب أن نبحث عن الرشاقة من خلال المبادئ (التي شرحتها في مقال الأمس) وتعتمد على عدم تكرار الريجيم.. وعدم استـثارة آليات مكافحة المجاعة.. واستبدال الحمية بأسلوب صحي وهادئ ومستمر..
.. البعض سيؤيد هذه الفكرة لأنه ببساطة جرب الكثير من محاولات الريجيم الفاشلة.. والبعض الآخر سيكابر ويعتقد أنه قادر على خفض وزنه ثم المحفاظة عليه حتى نهاية العمر...
القسم الثاني سيكون ضمن فريق "الخاسر الأكبر" كونه سيدرك ـ بعد عمر طويل ـ أن الوصول إلى الهدف كان أسهل من المحافظة عليه.
الرياض
فهد عامر الأحمدي
إن ذهبت إلى فراشك بقصد النوم (والاستيقاظ مبكرا لموعد مهم) ستصاب بالأرق ولن تـنـام..
أما حين (لا تـقـلق) وتنسى مسألة النوم ذاتها، سـتنام دون قصد في أي مكان .. حتى لو كنت أمام التلفزيون أو داخل الطائرة أو بين صراخ الأطفال...
.. ووزنك مثل طريقة نومك؛ إن قلقت بشأنه وتعمدت إنقاصه ستصاب بالسمنة وارتفاع الوزن، وإن تجاهلته سيثبت ويستقر وربما ينخفض (كتجربتي التي استعرضتها في آخر مقال)..
جسدك يتصرف كطفل عـنيد حين تحرمه من الطعام تتشكل لديه آلية مقاومة تتمسك بمكتسباتها من الدهون..
وحتى حين تتغلب قوة إرادتك على هذه المقاومة (كما يحدث حين تعمل ريجيما) تتراكم داخلك ردود فـعـل خـفية تتسبب (بعد انتهاء الريجيم) ليس فقط في هجومك على الطعام كالمسعور، بـل وفي تخزين جسدك لمزيد من الدهون استعدادا للمجاعة التالية..
لا أنـفـي مسؤولية الطعام عن السمنة وتراكم الشحوم؛ ولكنني أنبهك إلى أن (الإفراط في الطعام) قــد ينشأ أصلا كردة فعل على فترات الحرمان والتذبذب الـتي مـررت بهـا ــ في حين لا يحدث لشخص رشيق لم يهتم يوما بهذه الأمور.
يجب أن نفهم أن للبدانة مسببات كثيرة (غير تناول الطعام) مثل الاستعداد الوراثي، ورد الفعل النفسي، وانخفاض مستوى التأيض، وافراز هرمونات التوتر، وبرمجة الدماغ الخاطئة على "الوزن المثالي"..
والأربعة الأخيرة تتأثر بقلقك من وزنك الزائد وإصرارك على الدخول في محاولات ريجيم لا تنتهي.. فـبعد كل محاولة ريجيم تتولد لديك:
ردة فعل نفسية ضد الحرمان (تجعلك تعود بقوة لتناول الطعام)..
ويتبرمج دماغك على وزن أكبر من السابق (استعدادا لمجاعة قادمة أكبر)..
في حين تتسبب هرمونات التوتر في ضعف التأيض أو التمثيل الغذائي (فـتتخزن الشحوم في حنايا الجسم)!
.. وفي المقابل؛ حين تتأمل حال صديقك أو قريبك (الذي يتمتع بجسد نحيف ومظهر رشيق) تكتشف أنه لا يفعل شيئا للحصول على وزنه المثالي (بل قد يأكل أكثر منك) ولكنه ببساطة يعيش دون قلق على وزنـه فلا تتشكل لديه ردود فعل أو هرمونات توتر -- وكلي ثقة أنه لو بدأ يهتم بهذا الموضوع سيصبح بدينا خلال أعوام قليلة..
ليس أدل على هذه الحقيقة من تجاربك الشخصية والاحصائيات العالمية التي تؤكد فشل نتائج الريجيم وعودة معظم البدناء إلى أرقامهم السابقة.. خذ كمثال ما حدث للمشتركين في برنامج الخاسر الأكبر (حيث يتـنافس البدناء للنزول للوزن المثالي).. فقد اعترفت محطة البث ذاتها أن جميعهم عادوا إلى أوزانهم القديمة خلال اربع سنوات من مشاركتهم في البرنامج..
وهناك تقرير نشر في مجلة فوكس الألمانية اعتمد على 31 دراسة أكدت بدورها عودة الأوزان الثقيلة لـسابق عهدها بعـد محاولات الريجيم الناجحة.. اتضح أنه من بين 100 بديـن يتمكن 15 فقط من تخفيض أوزانهم (وواحد من هؤلاء فقط) ينجح في الحفاظ على وزنه الجديد لخمس سنوات قادمة .. فقط !
يحدث هذا الانتكاس لأسباب نفسية (كـتشكل ردود فعل)، وجسدية (كانخفاض التأيض ومقاومة الخلايا)، وعصبية (كتعامل الدماغ مع الريجيم كحالة مجاعة)..
لهذا السبب؛ لا يجب أن نخلق ردود فعل أو نستـثير أدمغتنا وأجسادنا بمحاولات الريجيم المؤقـتة.. يجب أن نبحث عن الرشاقة من خلال المبادئ (التي شرحتها في مقال الأمس) وتعتمد على عدم تكرار الريجيم.. وعدم استـثارة آليات مكافحة المجاعة.. واستبدال الحمية بأسلوب صحي وهادئ ومستمر..
.. البعض سيؤيد هذه الفكرة لأنه ببساطة جرب الكثير من محاولات الريجيم الفاشلة.. والبعض الآخر سيكابر ويعتقد أنه قادر على خفض وزنه ثم المحفاظة عليه حتى نهاية العمر...
القسم الثاني سيكون ضمن فريق "الخاسر الأكبر" كونه سيدرك ـ بعد عمر طويل ـ أن الوصول إلى الهدف كان أسهل من المحافظة عليه.
الرياض