الصرع مع الصوم
الصرع مع الصوم
د. صـلاح بــاز
في هذا الشهر الفضيل يصوم الناس النهار ويقومون الليل لعبادة الله، ولكن للأسف ان العادات الحياتية والغذائية تتغير في هذا الشهر فتجد الناس يأكلون ويشربون ويتزاورون ليلاً وبعد ذلك ينامون النهار، وهذا السلوك اليومي يرهق الجسد، ولا يعطي الدماغ الفرصة للسكون، فنوم الليل لا يغني عنه نوم النهار كما قال الله تعالى (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا، وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا، وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا) سورة النبأ.
والصرع في مفهومه هو من المشاكل التي تزيد فيها الشحنات الكهربائية عن المعدل الطبيعي مما يؤدي الى نوبات تشنج متكررة، ولتقليص هذه النوبات يحتاج الدماغ لأن يسكن من تهيج الشحنات بأخذ القدر الكافئ من النوم ليلاً وهذا ما يعادل 5 إلى 7 ساعات.
لذلك ننصح المصابين للصرع بالنوم ليلاً في رمضان مع العلم أن الالتزام بهذه النصائح قد يؤدي إلى عزلة اجتماعية ولكن المردود الصحي أعظم نفعاً، فمريض الصرع يريد ان يتواصل مع المجتمع من حوله ويريد ان يحس أن هناك نوع من الترابط الاجتماعي بالمحيط الذي حوله ، وفي هذا الشهر يتحول المجتمع إلى مجتمع ليلي مما يجعل مريض الصرع يحاول التمشي مع هذا الوضع لرغبته في الترابط الاجتماعي وهو ما يؤثر على صحته ولكننا ننصح مريض الصرع بأن يكون لديه الوعي بأن الأمر كله مجرد شهر واحد، وبعد رمضان يمكنه العودة إلى ممارسة أنشطته الاجتماعية بشكل مناسب ويمكنه التعويض فيما بعد، ولكن عليه أن يدرك أهمية حصوله على النوم ليلاً.
أمر آخر هو أن دخول الشهر الكريم في فصل الصيف يجعل ساعات الصوم أطول وبالتالي يكون الليل قصيراً، مما يؤدي إلى اضطراب أوقات الدواء ومعظم العلاجات التي تعطى مرتين في اليوم يستمر مفعولها لـ 12 ساعة وقد تزيد أو تنقص ساعتين إلى ثلاث، وهذا لا يضير غالبية الناس، لذلك يسمح للمصابين بالصرع بالصيام إذا كانت معدل نوبات التشنج منخفضة، أي أن النوبات تكون قليلة جداً، أما من يكون الصرع لديه مستعصياً للعلاج الدوائي أي أن النوبات تتكرر بشكل شهري مع تناول أكثر من نوعين من مضادات التشنج بشكل منتظم، فقد يكون لهم رخصة الإفطار إذا رأى الطبيب المعالج ضرورة لذلك، فالدين الإسلامي دين السماحة.
إن زيارة الطبيب بشكل منتظم في العيادة والإفصاح الدقيق عن وصف النوبات وعددها يساعد على تنظيم العلاج وتقليل نوبات الصرع وهذا يساهم في حياة أفضل لهذه الشريحة من الناس.
كما ينصح بتوفر كمية كافية من العلاج عند المصاب، وذلك لكي لا ينقضي مخزون الدواء لديه بشكل مفاجىء ويسبب نوبات صعبة لا قدر الله، كما يجب الحفاظ على العلاج في مكان بارد حتى لا يتلف ويصبح غير فعال وبالتالي تتكرر النوبات الصرعية من دون مبرر.
إن مجرد المعرفة والوعي لدى المريض بأن العلاج المضاد للتشنجات هو منظم للشحنات كأي منظم آخر على سبيل المثال علاجات السكر هي منظمات للسكري مما يعني انتظام تناولها يساعد على السيطرة على المشكلة، ويجعل المريض أكثر وعياً وإدراكاً لأهمية العلاج والانتظام في تناوله.
في الختام نرجو من المصابين بالصرع الانتظام في نومهم وعلاجهم على مدار السنة ونخص بالذكر في الشهر الكريم، متمنين للجميع دوام الصحة والعافية وأن يتقبل الله منهم في هذا الشهر الكريم صالح أعمالهم.
الرياض
د. صـلاح بــاز
في هذا الشهر الفضيل يصوم الناس النهار ويقومون الليل لعبادة الله، ولكن للأسف ان العادات الحياتية والغذائية تتغير في هذا الشهر فتجد الناس يأكلون ويشربون ويتزاورون ليلاً وبعد ذلك ينامون النهار، وهذا السلوك اليومي يرهق الجسد، ولا يعطي الدماغ الفرصة للسكون، فنوم الليل لا يغني عنه نوم النهار كما قال الله تعالى (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا، وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا، وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا) سورة النبأ.
والصرع في مفهومه هو من المشاكل التي تزيد فيها الشحنات الكهربائية عن المعدل الطبيعي مما يؤدي الى نوبات تشنج متكررة، ولتقليص هذه النوبات يحتاج الدماغ لأن يسكن من تهيج الشحنات بأخذ القدر الكافئ من النوم ليلاً وهذا ما يعادل 5 إلى 7 ساعات.
لذلك ننصح المصابين للصرع بالنوم ليلاً في رمضان مع العلم أن الالتزام بهذه النصائح قد يؤدي إلى عزلة اجتماعية ولكن المردود الصحي أعظم نفعاً، فمريض الصرع يريد ان يتواصل مع المجتمع من حوله ويريد ان يحس أن هناك نوع من الترابط الاجتماعي بالمحيط الذي حوله ، وفي هذا الشهر يتحول المجتمع إلى مجتمع ليلي مما يجعل مريض الصرع يحاول التمشي مع هذا الوضع لرغبته في الترابط الاجتماعي وهو ما يؤثر على صحته ولكننا ننصح مريض الصرع بأن يكون لديه الوعي بأن الأمر كله مجرد شهر واحد، وبعد رمضان يمكنه العودة إلى ممارسة أنشطته الاجتماعية بشكل مناسب ويمكنه التعويض فيما بعد، ولكن عليه أن يدرك أهمية حصوله على النوم ليلاً.
أمر آخر هو أن دخول الشهر الكريم في فصل الصيف يجعل ساعات الصوم أطول وبالتالي يكون الليل قصيراً، مما يؤدي إلى اضطراب أوقات الدواء ومعظم العلاجات التي تعطى مرتين في اليوم يستمر مفعولها لـ 12 ساعة وقد تزيد أو تنقص ساعتين إلى ثلاث، وهذا لا يضير غالبية الناس، لذلك يسمح للمصابين بالصرع بالصيام إذا كانت معدل نوبات التشنج منخفضة، أي أن النوبات تكون قليلة جداً، أما من يكون الصرع لديه مستعصياً للعلاج الدوائي أي أن النوبات تتكرر بشكل شهري مع تناول أكثر من نوعين من مضادات التشنج بشكل منتظم، فقد يكون لهم رخصة الإفطار إذا رأى الطبيب المعالج ضرورة لذلك، فالدين الإسلامي دين السماحة.
إن زيارة الطبيب بشكل منتظم في العيادة والإفصاح الدقيق عن وصف النوبات وعددها يساعد على تنظيم العلاج وتقليل نوبات الصرع وهذا يساهم في حياة أفضل لهذه الشريحة من الناس.
كما ينصح بتوفر كمية كافية من العلاج عند المصاب، وذلك لكي لا ينقضي مخزون الدواء لديه بشكل مفاجىء ويسبب نوبات صعبة لا قدر الله، كما يجب الحفاظ على العلاج في مكان بارد حتى لا يتلف ويصبح غير فعال وبالتالي تتكرر النوبات الصرعية من دون مبرر.
إن مجرد المعرفة والوعي لدى المريض بأن العلاج المضاد للتشنجات هو منظم للشحنات كأي منظم آخر على سبيل المثال علاجات السكر هي منظمات للسكري مما يعني انتظام تناولها يساعد على السيطرة على المشكلة، ويجعل المريض أكثر وعياً وإدراكاً لأهمية العلاج والانتظام في تناوله.
في الختام نرجو من المصابين بالصرع الانتظام في نومهم وعلاجهم على مدار السنة ونخص بالذكر في الشهر الكريم، متمنين للجميع دوام الصحة والعافية وأن يتقبل الله منهم في هذا الشهر الكريم صالح أعمالهم.
الرياض