حكاية الصرف اللا صحي
حكاية الصرف اللا صحي
عبدالعزيز معتوق حسنين
في شعبان 1403هـ، من نعم الله أقمت لي ولعائلتي منزلا خاصا في حي العزيزية يؤويني وعائلتي ليصبح تحت مسمى (دار السعادة) تخليدا لدار جدي الذي كان على قمة جبل (أبا قبيس). آنذاك ثلاث خدمات أساسية لم تكن متوفرة في حي المنزل؛ وهي لا شبكة صرف صحي، ولا إنارة شوارع الحي، ولا سفلتة الشوارع، ولكل واحدة منها حكاية أبدأ بحكاية (الصرف اللا صحي).
المقاول مثل عامة سكان جدة بنى لي ما يسمى (بيارة) وأوصل عليها شبكة الصرف الصحي الداخلي لمنزلي. ومن سوء حظي -آنذاك- أن المقاول استعمل المواسير الحديدية من حمامات المنزل نزولا إلى غرف التفتيش الداخلية لمنزلي ومن ثم إلى البيارة. عشنا هكذا حتى تقدمت بخطاب إلى مدير عام مصلحة الصرف الصحي السيد فهد حمد السليمان الحمدان، آنذاك؛ أطلب فيه توصيل شبكة الصرف الصحي لمنزلي بتاريخ 3/ 2/ 1407هـ ، واستلم خطابي الأستاذ حسن سعيد الزهراني. بناء على طلبي حضر المهندس محمد شاهين في 10/ 2/ 1407هـ وكتب تقريرا عن موقع منزلي أنه خارج عن نطاق العقد رقم 14 الجاري تنفيذه وعليه توقفت معاملتي. عدت وتقدمت بطلب جديد وحضر المهندس محمد فضل الله وعاين الموقع يوم الثلاثاء 26/8/ 1411هـ. وبعد مراجعاتي اللا محدودة لثلاثة مديرين في مصلحة الصرف الصحي أخيرا وفق الحكمة التي تقول: تكرار طرق الباب حتما يفتحه، في 3/ 8/ 416هـ تمددت المواسير الرئيسية عبر جميع شوارع الحي حول منزلي. تقدمت للمرة الثالثة بخطاب جديد ومعاملة جديدة برقم 1833 في 2/ 11/ 1420هـ، طلبت توصيل شبكة الصرف الصحي لمنزلي كما كنت أعتقد أنها صحية. وفي 15/3/1421هـ وبعد تسديدي مبلغا وقدره 17037 ريالا توصل منزلي إلى شبكة الصرف اللا صحي كما تأكدت لاحقا. وعلى ضوء هذا التوصيل ردمت ما سمي (البيارة) التي كانت داخل حديقة المنزل. ومن هنا أصبح يطبق علي المثل «جنت على نفسها براقش». منذ ذلك الحدث ولم يسلم منزلي من مشاكل شبكة الصرف اللا صحي؛ نبدأ بالفئران، حيث إن مواسير الصرف من الحمامات إلى غرف التفتيش كانت من الحديد، فكونت داخلها درجا للفئران التي جعلت الشبكة مولدا تتناسل وتكثر فيها. كنت أفتح باب الحمام في المنزل في الدور الثاني وإذا بالفأر يفر ويدخل داخل كرسي الحمام وينزل ويهرب. من شبكة الصرف إلى غرفة التفتيش ومن ثم يصعد الفأر من داخل المواسير الحديدية إلى كرسي الحمام ثم يهرب من حيث ما أتى. وضعت حلا لهذه الكارثة بتغيير مواسير الحمامات من حديد إلى PVC؛ أي بلاستيك، فقضيت على الدرج وانتهت مشكلة الفئران داخل حمامات منزلي ولكن لم تنته في شوارع جدة ولا حدائقها ولا شواطئ ولا كورنيش جدة. هذه هي ليست إلا مثقال ذرة من مصائب شبكة الصرف اللا صحي في جدة. وكما ذكرت سلفا «جنت على نفسها براقش».
بالمناسبة في حوزتي خرائط ومواصفات وتوصيلات الشبكة الرئيسية بالمسافات وسمك وقطر المواسير لا أستطيع تحديد مدى جودتها بسبب جهلي في الهندسة، ولكن حسب قراءتي للمواصفات العالمية واضح لي أنها مواصفات غير صحية ولا تتفق مع المقاييس المعتمدة عالميا. وللحكاية بقية للصرف اللاصحي.
عكاظ
عبدالعزيز معتوق حسنين
في شعبان 1403هـ، من نعم الله أقمت لي ولعائلتي منزلا خاصا في حي العزيزية يؤويني وعائلتي ليصبح تحت مسمى (دار السعادة) تخليدا لدار جدي الذي كان على قمة جبل (أبا قبيس). آنذاك ثلاث خدمات أساسية لم تكن متوفرة في حي المنزل؛ وهي لا شبكة صرف صحي، ولا إنارة شوارع الحي، ولا سفلتة الشوارع، ولكل واحدة منها حكاية أبدأ بحكاية (الصرف اللا صحي).
المقاول مثل عامة سكان جدة بنى لي ما يسمى (بيارة) وأوصل عليها شبكة الصرف الصحي الداخلي لمنزلي. ومن سوء حظي -آنذاك- أن المقاول استعمل المواسير الحديدية من حمامات المنزل نزولا إلى غرف التفتيش الداخلية لمنزلي ومن ثم إلى البيارة. عشنا هكذا حتى تقدمت بخطاب إلى مدير عام مصلحة الصرف الصحي السيد فهد حمد السليمان الحمدان، آنذاك؛ أطلب فيه توصيل شبكة الصرف الصحي لمنزلي بتاريخ 3/ 2/ 1407هـ ، واستلم خطابي الأستاذ حسن سعيد الزهراني. بناء على طلبي حضر المهندس محمد شاهين في 10/ 2/ 1407هـ وكتب تقريرا عن موقع منزلي أنه خارج عن نطاق العقد رقم 14 الجاري تنفيذه وعليه توقفت معاملتي. عدت وتقدمت بطلب جديد وحضر المهندس محمد فضل الله وعاين الموقع يوم الثلاثاء 26/8/ 1411هـ. وبعد مراجعاتي اللا محدودة لثلاثة مديرين في مصلحة الصرف الصحي أخيرا وفق الحكمة التي تقول: تكرار طرق الباب حتما يفتحه، في 3/ 8/ 416هـ تمددت المواسير الرئيسية عبر جميع شوارع الحي حول منزلي. تقدمت للمرة الثالثة بخطاب جديد ومعاملة جديدة برقم 1833 في 2/ 11/ 1420هـ، طلبت توصيل شبكة الصرف الصحي لمنزلي كما كنت أعتقد أنها صحية. وفي 15/3/1421هـ وبعد تسديدي مبلغا وقدره 17037 ريالا توصل منزلي إلى شبكة الصرف اللا صحي كما تأكدت لاحقا. وعلى ضوء هذا التوصيل ردمت ما سمي (البيارة) التي كانت داخل حديقة المنزل. ومن هنا أصبح يطبق علي المثل «جنت على نفسها براقش». منذ ذلك الحدث ولم يسلم منزلي من مشاكل شبكة الصرف اللا صحي؛ نبدأ بالفئران، حيث إن مواسير الصرف من الحمامات إلى غرف التفتيش كانت من الحديد، فكونت داخلها درجا للفئران التي جعلت الشبكة مولدا تتناسل وتكثر فيها. كنت أفتح باب الحمام في المنزل في الدور الثاني وإذا بالفأر يفر ويدخل داخل كرسي الحمام وينزل ويهرب. من شبكة الصرف إلى غرفة التفتيش ومن ثم يصعد الفأر من داخل المواسير الحديدية إلى كرسي الحمام ثم يهرب من حيث ما أتى. وضعت حلا لهذه الكارثة بتغيير مواسير الحمامات من حديد إلى PVC؛ أي بلاستيك، فقضيت على الدرج وانتهت مشكلة الفئران داخل حمامات منزلي ولكن لم تنته في شوارع جدة ولا حدائقها ولا شواطئ ولا كورنيش جدة. هذه هي ليست إلا مثقال ذرة من مصائب شبكة الصرف اللا صحي في جدة. وكما ذكرت سلفا «جنت على نفسها براقش».
بالمناسبة في حوزتي خرائط ومواصفات وتوصيلات الشبكة الرئيسية بالمسافات وسمك وقطر المواسير لا أستطيع تحديد مدى جودتها بسبب جهلي في الهندسة، ولكن حسب قراءتي للمواصفات العالمية واضح لي أنها مواصفات غير صحية ولا تتفق مع المقاييس المعتمدة عالميا. وللحكاية بقية للصرف اللاصحي.
عكاظ