داء كرونز.. مرض مزمن تخف حدة أعراضه وتنشط!
داء كرونز.. مرض مزمن تخف حدة أعراضه وتنشط!
من أنواع أمراض الأمعاء الالتهابية
أحمد الزبيدي
تخرج عبد الرحمن من الجامعة بصعوبة. ليس بسبب أن عبد الرحمن طالب بليد أو غير مجد، بل بسبب ما ألم به من مرض جعله كثير التغيب عن حضور محاضراته. فقد أصيب هذا الشاب اليافع بداء الكرونز المزمن. الذي أثر كثيراً على أدائه وأخره عن اللحاق بصفوف الدراسة. فقد كان يأتيه على شكل نوبات إسهال دموي وبكثرة تصل الى عشرين مرة في الأسبوع مع مغص معوي حاد وحمى أحياناً. وعندما تكون هجمة المرض حادة وشديدة على أخينا عبد الرحمن فإنها تُلزمه الفراش وتُدخله المستشفى لعدة أيام يتم أعطائه العلاج اللازم الذي يعيد له بعضاً من قوته ونشطاه. إستمر هذا الوضع زهاء العامين أو الثلاثة. وفي سنته الأخيرة امتد هذا المرض ليصيب المستقيم والشرج محدثاً عدة خراجات تنضح صديداً وتطور الى نواسير عدة، أصبح معها الجلوس في قاعات الدراسة صعباً عليه ومحرجاً له مع خروج الصديد من هذه النواسير التي تترك أثراً وبقعاً على ملابسه. فما هو داء الكرون الذي أصيب به عبد الرحمن؟!
داء كرونز مرض مزمن ، وتخف حدة أعراضه ثم تنشط مرة أخرى. فهو نوع من أنواع أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة، يصيب الرجال والنساء بنفس النسبة. يتميز هذا المرض بفرط المناعة الذاتي الذي يسبب التقَرحات في كل طبقات جدار الجهاز الهضمي مصيباً القناة الهضمية في أي جزء منها إبتداءً من الفم وحتى الى فتحة الشرج. ويظهر على شكل تقرحات بداية في الأمعاء الدقيقة والغليظة وقد يحدث في أي جزء من الجهاز الهضمي. فأكثر ما يصيب المرض هو آخر الأمعاء الدقيقة وبداية الأمعاء الغليظة (القولون)، وإصابة الأخيرة تشاهد في ثلث الحالات، وعادة ما تكون هذه التقرحات غير متتابعة يكون بين المناطق المصابة مناطق أخرى سليمة تماماً. ويظهر المرض عادة على شكل هبات يتخللها فترات خالية تماماً من الاعراض. تبدأ الاعراض في سن المراهقة وبداية سن الشباب. تزداد نسبة الاصابة بالمرض 10 اضعاف إذا كان هناك قريب في العائلة مصاب بالمرض. ويلعب العامل الجيني والوراثي دوراً في الإصابة. استطاع فريق من الباحثين بعد مقارنات تمت بين البطاقة الوراثية للمصابين بداء كرونز وتلك التابعة لأشخاص أصحاء، أن يستدلوا على 21 جيناً (مورثاً) لها ارتباط بداء الكرونز ولكن اسباب المرض الحقيقية غير معروفة بشكل أكيد. فقد ربط بعض العلماء بين حدوث المرض وبين بعض الالتهابات البكتيرية والتدخين والعامل المناعي، لكن ليس هناك دراسات تؤكد ذلك.
لداء الكرونز أنماط مختلفة الطابع ومختلفة الاشكال والأعراض السريرية. تظهر الصورة الالتهابية من داء كرون على شكل اوجاع في الجانب السفلي الايمن من البطن، مصحوبة بإسهال، حمى وانخفاض في الوزن. بينما تتميز الصورة الانسدادية بالأوجاع وانتفاخ البطن بعد الاكل، الامساك، الغثيان، القيء وانخفاض الوزن. وتظهر صورة الانثقاب المغطى (المخفي) بأعراض مشابهه لتلك التي تميز التهاب الزائدة الدودية او التهاب الرتج القولوني، وعند نشوء ناسور او اتصال بين جزء معوي مع عضو اخر (المثانة البولية او المسالك الجنسية) او مع الجلد -فعندها يشكو المريض من الافراز من الفتحة التي بالجلد، أو الى المسالك البولية او المسالك الجنسية، وقد تظهر ايضا علامات تلويث. مصحوبة بفقر دم او نقص في البروتينات. كما يمكن أن يظهر داء الكرونز على شكل شقوق ونواسير شرجية تحدث عند نصف المرضى المصابين به. يصيب داء كرون تقريبا 2 الى 3 أشخاص من كل 1000 شخص في أوروبا وأمريكا الشمالية وهو أقل شيوعا في أوروبا وآسيا. تاريخيا كان أكثر شيوعا في الدول المتقدمة. بدأت معدلات حدوثه ترتفع بالأخص في الدول النامية منذ بدايات سبعينيات القرن الماضي. يرجح أن يبدأ المرض في العقد الثاني والثالث من العمر، ولكن من الممكن أن يحدث في أي عمر. ويصاب الإناث والذكور بنفس النسبة.
لا يختلف داء الكرونز في بلدنا الغالي عن غيره من بلدان العالم، إلا أننا بدأنا نرى هذا المرض بشكل يومي أكثر من ذي قبل ويعود ذلك ربما لتطور حياتنا اليومية من حياة البادية الى حياة المدن وما يصاحبها من تغير في عادات الأكل والشرب والنظافة. ومما لاحظته هو كثرة إصابة منطقة الشرج بهذا المرض والذي يظهر على شكل شقوق وزوائد جليدة ونواسير شرجية متعددة، يصعب معها العلاج وتصبح الحياة في ظل وجودها أصعب من ذي قبل. يُصاب حوالي 50٪ من الناس المصابين بداء كرون بالناسور الشرجي.
الناسور الشرجي هو قناة صغيرة تصل بين نهاية الأمعاء المعروفة باسم القناة الشرجية أو الفتحة الخلفية والجلد الموجود بالقرب من فتحة الشرج. فتحة الشرج هي الفتحة حيث تغادر الفضلات الجسم. يكون لبعض أنواع الناسور قناة واحدة بينما تتفرع الأنواع الأخرى إلى أكثر من فتحة والتي هي أكثر شيوعا لدى مرضى الكرونز. يمكن أن تظهر نهايات الناسور بشكل ثقوب على سطح الجلد حول فتحة الشرج. فالناسور الشرجي مؤلم ويمكن أن يسبب النزيف عندما الدخول إلى المرحاض. قد تصل بعض النواسير إلى العضلات المصرة (عصابة العضلات التي تفتح وتُغلق فتحة الشرج). تشمل الأعراض الشائعة للناسور الشرجي ما يلي: تهيج الجلد حول فتحة الشرج، خفقان وآلام مستمرة قد تصبح أسوأ عند الجلوس، التنقل، التغوط أو السعال، إفرازات قيحية أو دموية عند التغوط.
يفضل عدم إجراء أي تدخل جراحي للناسور الشرجي غير المعقد عند مرضى الكرونز، بل إن العلاج الأساسي للنواسير غير المعقدة للمرضى المصابين بالكرونز هو اخذ العلاج الطبي على شكل إبر لدواء الإنقلكسيماب أو الهيوميرا ولا يتم العلاج الجراحي غلا للمعقد منها وبعد فشل العلاج الدوائي لها مع اتباع الانماط الحياتية التالية للتخفيف والتعايش مع مرض كرونز والتي تشمل تناول غذاء غني بالمواد البروتيني والسعرات الحرارية والاغذية قليلة الالياف، الابتعاد عن الدهون، تجنب الكحول، شرب كميات جيدة من السوائل. اسأل الله الشفاء لكل مصاب بهذا الداء.
الرياض
من أنواع أمراض الأمعاء الالتهابية
أحمد الزبيدي
تخرج عبد الرحمن من الجامعة بصعوبة. ليس بسبب أن عبد الرحمن طالب بليد أو غير مجد، بل بسبب ما ألم به من مرض جعله كثير التغيب عن حضور محاضراته. فقد أصيب هذا الشاب اليافع بداء الكرونز المزمن. الذي أثر كثيراً على أدائه وأخره عن اللحاق بصفوف الدراسة. فقد كان يأتيه على شكل نوبات إسهال دموي وبكثرة تصل الى عشرين مرة في الأسبوع مع مغص معوي حاد وحمى أحياناً. وعندما تكون هجمة المرض حادة وشديدة على أخينا عبد الرحمن فإنها تُلزمه الفراش وتُدخله المستشفى لعدة أيام يتم أعطائه العلاج اللازم الذي يعيد له بعضاً من قوته ونشطاه. إستمر هذا الوضع زهاء العامين أو الثلاثة. وفي سنته الأخيرة امتد هذا المرض ليصيب المستقيم والشرج محدثاً عدة خراجات تنضح صديداً وتطور الى نواسير عدة، أصبح معها الجلوس في قاعات الدراسة صعباً عليه ومحرجاً له مع خروج الصديد من هذه النواسير التي تترك أثراً وبقعاً على ملابسه. فما هو داء الكرون الذي أصيب به عبد الرحمن؟!
داء كرونز مرض مزمن ، وتخف حدة أعراضه ثم تنشط مرة أخرى. فهو نوع من أنواع أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة، يصيب الرجال والنساء بنفس النسبة. يتميز هذا المرض بفرط المناعة الذاتي الذي يسبب التقَرحات في كل طبقات جدار الجهاز الهضمي مصيباً القناة الهضمية في أي جزء منها إبتداءً من الفم وحتى الى فتحة الشرج. ويظهر على شكل تقرحات بداية في الأمعاء الدقيقة والغليظة وقد يحدث في أي جزء من الجهاز الهضمي. فأكثر ما يصيب المرض هو آخر الأمعاء الدقيقة وبداية الأمعاء الغليظة (القولون)، وإصابة الأخيرة تشاهد في ثلث الحالات، وعادة ما تكون هذه التقرحات غير متتابعة يكون بين المناطق المصابة مناطق أخرى سليمة تماماً. ويظهر المرض عادة على شكل هبات يتخللها فترات خالية تماماً من الاعراض. تبدأ الاعراض في سن المراهقة وبداية سن الشباب. تزداد نسبة الاصابة بالمرض 10 اضعاف إذا كان هناك قريب في العائلة مصاب بالمرض. ويلعب العامل الجيني والوراثي دوراً في الإصابة. استطاع فريق من الباحثين بعد مقارنات تمت بين البطاقة الوراثية للمصابين بداء كرونز وتلك التابعة لأشخاص أصحاء، أن يستدلوا على 21 جيناً (مورثاً) لها ارتباط بداء الكرونز ولكن اسباب المرض الحقيقية غير معروفة بشكل أكيد. فقد ربط بعض العلماء بين حدوث المرض وبين بعض الالتهابات البكتيرية والتدخين والعامل المناعي، لكن ليس هناك دراسات تؤكد ذلك.
لداء الكرونز أنماط مختلفة الطابع ومختلفة الاشكال والأعراض السريرية. تظهر الصورة الالتهابية من داء كرون على شكل اوجاع في الجانب السفلي الايمن من البطن، مصحوبة بإسهال، حمى وانخفاض في الوزن. بينما تتميز الصورة الانسدادية بالأوجاع وانتفاخ البطن بعد الاكل، الامساك، الغثيان، القيء وانخفاض الوزن. وتظهر صورة الانثقاب المغطى (المخفي) بأعراض مشابهه لتلك التي تميز التهاب الزائدة الدودية او التهاب الرتج القولوني، وعند نشوء ناسور او اتصال بين جزء معوي مع عضو اخر (المثانة البولية او المسالك الجنسية) او مع الجلد -فعندها يشكو المريض من الافراز من الفتحة التي بالجلد، أو الى المسالك البولية او المسالك الجنسية، وقد تظهر ايضا علامات تلويث. مصحوبة بفقر دم او نقص في البروتينات. كما يمكن أن يظهر داء الكرونز على شكل شقوق ونواسير شرجية تحدث عند نصف المرضى المصابين به. يصيب داء كرون تقريبا 2 الى 3 أشخاص من كل 1000 شخص في أوروبا وأمريكا الشمالية وهو أقل شيوعا في أوروبا وآسيا. تاريخيا كان أكثر شيوعا في الدول المتقدمة. بدأت معدلات حدوثه ترتفع بالأخص في الدول النامية منذ بدايات سبعينيات القرن الماضي. يرجح أن يبدأ المرض في العقد الثاني والثالث من العمر، ولكن من الممكن أن يحدث في أي عمر. ويصاب الإناث والذكور بنفس النسبة.
لا يختلف داء الكرونز في بلدنا الغالي عن غيره من بلدان العالم، إلا أننا بدأنا نرى هذا المرض بشكل يومي أكثر من ذي قبل ويعود ذلك ربما لتطور حياتنا اليومية من حياة البادية الى حياة المدن وما يصاحبها من تغير في عادات الأكل والشرب والنظافة. ومما لاحظته هو كثرة إصابة منطقة الشرج بهذا المرض والذي يظهر على شكل شقوق وزوائد جليدة ونواسير شرجية متعددة، يصعب معها العلاج وتصبح الحياة في ظل وجودها أصعب من ذي قبل. يُصاب حوالي 50٪ من الناس المصابين بداء كرون بالناسور الشرجي.
الناسور الشرجي هو قناة صغيرة تصل بين نهاية الأمعاء المعروفة باسم القناة الشرجية أو الفتحة الخلفية والجلد الموجود بالقرب من فتحة الشرج. فتحة الشرج هي الفتحة حيث تغادر الفضلات الجسم. يكون لبعض أنواع الناسور قناة واحدة بينما تتفرع الأنواع الأخرى إلى أكثر من فتحة والتي هي أكثر شيوعا لدى مرضى الكرونز. يمكن أن تظهر نهايات الناسور بشكل ثقوب على سطح الجلد حول فتحة الشرج. فالناسور الشرجي مؤلم ويمكن أن يسبب النزيف عندما الدخول إلى المرحاض. قد تصل بعض النواسير إلى العضلات المصرة (عصابة العضلات التي تفتح وتُغلق فتحة الشرج). تشمل الأعراض الشائعة للناسور الشرجي ما يلي: تهيج الجلد حول فتحة الشرج، خفقان وآلام مستمرة قد تصبح أسوأ عند الجلوس، التنقل، التغوط أو السعال، إفرازات قيحية أو دموية عند التغوط.
يفضل عدم إجراء أي تدخل جراحي للناسور الشرجي غير المعقد عند مرضى الكرونز، بل إن العلاج الأساسي للنواسير غير المعقدة للمرضى المصابين بالكرونز هو اخذ العلاج الطبي على شكل إبر لدواء الإنقلكسيماب أو الهيوميرا ولا يتم العلاج الجراحي غلا للمعقد منها وبعد فشل العلاج الدوائي لها مع اتباع الانماط الحياتية التالية للتخفيف والتعايش مع مرض كرونز والتي تشمل تناول غذاء غني بالمواد البروتيني والسعرات الحرارية والاغذية قليلة الالياف، الابتعاد عن الدهون، تجنب الكحول، شرب كميات جيدة من السوائل. اسأل الله الشفاء لكل مصاب بهذا الداء.
الرياض