أخبرني بقصتك أنـت
أخبرني بقصتك أنـت
فهد عامر الأحمدي
هناك مجلة أميركية تدعى فـييت Fate (ويعني اسمها القدر أو المصير) تهتم بالقصص والمواقف الخارقة وتنشر أغربها بلسان أصحابها..
وللأمانة لم اطلع على أي عدد من هذه المجلة (!) ولكنني اشتريت كتابا يضم اغرب القصص التي نشرتها خلال الخمسين عاما الماضية.. فهناك مثلا قصة الأم التي حلمت بمصرع ابنها في حادث سيارة قبل وقوعه بسبع سنوات.. وهناك الأم التي زارت ابنتها في المنام لتنقذها من الموت.. وهناك الكلب الذي خرج من المنزل وظل ينبح مُـحذرا من زلزال قريب.. وهناك شخصان احترقا في احد المصانع ولكن صراخهما لايزال يسمع بين الحين والآخر..
أيضا قال بعض القراء انهم كثيرا ما فكروا بصديق لم يروه منذ فترة ثم قابلوه بعد لحظة او اتصل بهم على الهاتف.. كما التقط بعضهم صورا ثم فوجئ ــ بعد تظهيرها ــ انها تضم اشباحا لأشخاص متوفين. ولأن ارشيف المجلة يعود الى عام 1948 لم يكن صعبا اختيار اكثر القصص تكرارا واتفاقا..
ويقول محرر الكتاب ان كل قصة تم اختيارها يوجد على الاقل (خمسة مثلها) تم استثناؤها. ورغم ان المجلة تعتمد على مصداقية القراء الا انها قد تحقق احيانا في بعض الروايات ــ وان ثبت صحتها تتابعها وتنشرها في ملف خاص..
على أي حال؛
أذكر أنني طالبت ــ في صحيفتي السابقة ــ بتبني فكرة مشابهة من خلال تشجيع القراء على ارسال تجاربهم الخارقة. ففي حياة كل منا يوجد حادثة واحدة ــ على الاقل ــ غريبة أو على الأقل يصعب تفسيرها. غير انها في الغالب تكون غريبة لدرجة نتهرب من ذكرها (ناهيك عن نشرها على صفحات الجرائد). هذا التردد والاستحياء هـو ما يجـعل كتبنا العربية تفـتقر إلى أدب البارانورمال ووجود شهادات حقيقية من هذا النوع.
ولو زرت اليوم اي مكتبة ستجد ان اغلب الكتب ــ التي تهتم بهذا الجانب ــ إما مترجمة من الغرب او مقتبسة من التراث العربي القديم.. وبالطبع لا يعود السبب إلى ان الظواهر الخارقة حكر على "الغرب" أو لأنها انتهت بنهاية العصر العباسي؛ بل لأننا اليوم لا نملك الشجاعة (ولا الآلية) القادرة على تجميع وتوثيق هذه الروايات بصرف النظر عن مصداقيتها!
ومن خلال تجربتي في جريدة الرياض وصلتني رسائل كثيرة تتحدث عن تجارب شخصية خارقة (لعلكم تذكرون بعضها).. فهناك مثلا قراء حدثوني عن منحدرات تصعد فيها السيارات الى الاعلى، وهناك قارئ اخبرني عن مهارته في جعل الناس يلتفتون اليه بـمجرد التحديق بمؤخرة رؤوسهم، وطالبات كتبن لي عن وجود "جـن" في مدرستهن، ومدرس اخبرني عن قريب يخرج في الليل يعوي معتقدا انه "ذئب"، وأب اخبرني ان شيئا لا يراه أحد يصفع ابنه دائما (ولكنهم يرون اثر الصفعات ويسمعون صوتها).. ناهيك عن قصص كثيرة عن اشخاص رأوا في المنام امواتا اخبروهم بهذا الشيء او ذاك..!
غير ان إمكاناتي ــ مهما بلغت ــ لا تقارن بأي مجلة او جريدة؛ لهذا السبب اكرر اقتراحي القديم لـجريدة (الرياض) باستحداث ملف الكتروني يستقبل المواقف الشخصية الغريبة بلسان أصحابها ــ وعلى مسؤوليتهم الخاصة ـــ استعدادا لطرحها مستقبلا في كتاب خاص..
الرياض
فهد عامر الأحمدي
هناك مجلة أميركية تدعى فـييت Fate (ويعني اسمها القدر أو المصير) تهتم بالقصص والمواقف الخارقة وتنشر أغربها بلسان أصحابها..
وللأمانة لم اطلع على أي عدد من هذه المجلة (!) ولكنني اشتريت كتابا يضم اغرب القصص التي نشرتها خلال الخمسين عاما الماضية.. فهناك مثلا قصة الأم التي حلمت بمصرع ابنها في حادث سيارة قبل وقوعه بسبع سنوات.. وهناك الأم التي زارت ابنتها في المنام لتنقذها من الموت.. وهناك الكلب الذي خرج من المنزل وظل ينبح مُـحذرا من زلزال قريب.. وهناك شخصان احترقا في احد المصانع ولكن صراخهما لايزال يسمع بين الحين والآخر..
أيضا قال بعض القراء انهم كثيرا ما فكروا بصديق لم يروه منذ فترة ثم قابلوه بعد لحظة او اتصل بهم على الهاتف.. كما التقط بعضهم صورا ثم فوجئ ــ بعد تظهيرها ــ انها تضم اشباحا لأشخاص متوفين. ولأن ارشيف المجلة يعود الى عام 1948 لم يكن صعبا اختيار اكثر القصص تكرارا واتفاقا..
ويقول محرر الكتاب ان كل قصة تم اختيارها يوجد على الاقل (خمسة مثلها) تم استثناؤها. ورغم ان المجلة تعتمد على مصداقية القراء الا انها قد تحقق احيانا في بعض الروايات ــ وان ثبت صحتها تتابعها وتنشرها في ملف خاص..
على أي حال؛
أذكر أنني طالبت ــ في صحيفتي السابقة ــ بتبني فكرة مشابهة من خلال تشجيع القراء على ارسال تجاربهم الخارقة. ففي حياة كل منا يوجد حادثة واحدة ــ على الاقل ــ غريبة أو على الأقل يصعب تفسيرها. غير انها في الغالب تكون غريبة لدرجة نتهرب من ذكرها (ناهيك عن نشرها على صفحات الجرائد). هذا التردد والاستحياء هـو ما يجـعل كتبنا العربية تفـتقر إلى أدب البارانورمال ووجود شهادات حقيقية من هذا النوع.
ولو زرت اليوم اي مكتبة ستجد ان اغلب الكتب ــ التي تهتم بهذا الجانب ــ إما مترجمة من الغرب او مقتبسة من التراث العربي القديم.. وبالطبع لا يعود السبب إلى ان الظواهر الخارقة حكر على "الغرب" أو لأنها انتهت بنهاية العصر العباسي؛ بل لأننا اليوم لا نملك الشجاعة (ولا الآلية) القادرة على تجميع وتوثيق هذه الروايات بصرف النظر عن مصداقيتها!
ومن خلال تجربتي في جريدة الرياض وصلتني رسائل كثيرة تتحدث عن تجارب شخصية خارقة (لعلكم تذكرون بعضها).. فهناك مثلا قراء حدثوني عن منحدرات تصعد فيها السيارات الى الاعلى، وهناك قارئ اخبرني عن مهارته في جعل الناس يلتفتون اليه بـمجرد التحديق بمؤخرة رؤوسهم، وطالبات كتبن لي عن وجود "جـن" في مدرستهن، ومدرس اخبرني عن قريب يخرج في الليل يعوي معتقدا انه "ذئب"، وأب اخبرني ان شيئا لا يراه أحد يصفع ابنه دائما (ولكنهم يرون اثر الصفعات ويسمعون صوتها).. ناهيك عن قصص كثيرة عن اشخاص رأوا في المنام امواتا اخبروهم بهذا الشيء او ذاك..!
غير ان إمكاناتي ــ مهما بلغت ــ لا تقارن بأي مجلة او جريدة؛ لهذا السبب اكرر اقتراحي القديم لـجريدة (الرياض) باستحداث ملف الكتروني يستقبل المواقف الشخصية الغريبة بلسان أصحابها ــ وعلى مسؤوليتهم الخاصة ـــ استعدادا لطرحها مستقبلا في كتاب خاص..
الرياض