وطني الحَبيب.!
وطني الحَبيب.!
يوسف بخيت
عندَما أَكتبُ عن الوطَنِ وإليه، تكُون المشاعرُ في سِباقٍ معَ الكَلمات، تَزدحِمُ الأُولى، ولا تَكادُ تعبّرُ عنها الثانية، تتبعثرُ الأحاسيسُ ثمّ تجتمعُ في لحظةٍ واحدة، إنّ مَن يَفعلُ بِنا كُلَّ هذا وأَكثَر هو حُبُّ الوطَن، نشعُر أنّ قلوبَنا الصّغيرَة لا تتّسعُ لمحبّتِه الكبيرَة، فنضطرُّ لتَوزيعِ هذا الحُب على بقيّةِ خلايا جسدِنا، لتمتلئَ بالوطَنِ حُبًا واعتِزازًا.!
الوطَن مَحَبّةٌ عميقةٌ وانتِماء لا يَزُول، وحُب الأوطَان فِطرةٌ لا تَخُصّ الإنسانَ دُونَ غيرِه، فكُلّ الكائناتِ لهَا أوطانُها، تَنتمِي إليهَا، تربطُها بِها روابِطُ متينَة، يَشدُّ بعضُها مِن أَزْرِ بَعض، تُحبها، تُدافِع عنهَا، تَقوَى بِقوّتها ومنَعَتها، وتتشتّتُ بضيَاعِها.
حُب الوطَنِ شُعورٌ صَادِق، يَظهَرُ في صُورةِ كلمَات مُعبّرة، تَنبُضُ بالفَخرِ والوَلاء، ولوحَات وصُور فنّية، تتزينُ بألوانِ سماءِ البِلادِ وأرضِها وبِحَارِها وصَحارِيها وجِبالِها، وقبْلَ ذلك وبَعْده، يَظهرُ الحُبُّ للوطَنِ في عَملٍ دؤُوب، يَرفعُ شأنَه وشأنَ سَاكنِيه، ليَنالَ المكانةَ التِي يَستحِقّها بينَ الأُمم.
الوطَن للإنسَانِ بيتهُ الكَبير، أَرأيتُم كيفَ يعيشُ أفرادِ الأُسرةِ المتحابّون؟! صغيرُهم يوقّر كبيرَهم، وكبيرُهم يَعطفُ على صغيرِهم، وحاضرُهم يَسألُ عن غائبِهم، وقويّهم يَمنحُ الضعيفَ قوةً تعينهُ علَى مواجهةِ الحيَاة. أمّا إذا غَلبَت الأنانيّةُ على أبناءِ البيتِ الواحِد، وأصبَح كلُّ شخصٍ منهُم يفكّر في مصلحته فقط، فما قيمَةُ انتمائِه لهَذا البَيت؟! وما معنَى وجُودِه فِيه؟!
مِن حَقِّ كلِّ بلادٍ أنْ يَفخَرَ بِها أهلُها، لكِن مَاذا نقولُ عَن بِلادٍ يَعشَقُها سَاكِنُوها، وتتوزّعُ مَحبّتُها علَى أركانِ المعمُورة؟! إنّها المملكةٌ العربيةُ السعُودية، دُرّةُ الأوطانِ وفخْرُ الزّمانِ والمَكان، مَهبِطُ الوَحي، وقِبلةُ المسلمِين فِي مشَارقِ الأَرضِ ومغَاربِها، فهنيئًا لنا ببلادِنا حَماها الرحمَنُ مِن كلِّ مكرُوه.
فِي ظِلِّ ما يعيشُه العالَم مِن موجاتِ الإرهَاب، وما تَشهدهُ كثيرٌ مِن البُلدَان مِن اضطرَابٍ فِي الأَمن، يَنعَمُ وطنُنا وللهِ الحَمدِ بالأمنِ والأمَان، والاستقرَارِ السّياسِي والاقتصَادِي، بفَضلِ اللهِ تعَالَى أوّلًا، ثُم بحِكمَةِ القيَادةِ الرّشيدة، المُستوعِبة لمُعطيَاتِ العَصر، مِمّا جَعلَها تَقُومُ بِدَورِها خيرَ قِيَام، على المستوَى المحلّي والإقليمِي والعالَمي.
أمّا المواطِنُون والمقيمُون علَى ثَرَى هذهِ البلادِ العظيمَة، فهُم مُدرِكُون لمسؤوليّتهِم، ويَقفُون صَفًّا واحدًا معَ القيَادة، لا يَسمحُون لأيّ عابِث أنْ يُخِلّ بالأمْن، أو يُفرّق الكلمَة، لأنّهم يَعلمُون أنّ الخِلافَ شَرٌّ ووبَال، كمَا قالَ اللهُ تَعالَى: «ولا تَنازعُوا فتَفْشَلوا وتَذهَبَ رِيحُكُم».
وتَستمِرُّ المَحَبّةُ للوطَنِ ما استمرّت الحيَاة، ولا يَزعُمُ أَحدٌ أنَّ وطَنَهُ نالَ المِثاليّة، وحَقّقَ النموذجَ الأكمَلَ في كُلِّ النّواحِي، فمَع العملِ والجُهدِ البَشرِيِّ تقعُ الأخطَاء، وعِلاجُها بالمَزيدِ مِن التخطيط والعَملِ والحِوارِ والحِكمَة.
رَحِمَ اللهُ البطلَ المؤسِّس المَلكَ عبدالعَزيز بن عبدالرّحمن آل سعُود وأبناءَه مُلوكَ البِلادِ وأولياءَ العَهد، وحَفِظَ لنا مَليكَنا خادمَ الحَرمين الشريفَين المَلِك سلمَان بن عبدالعَزيز آل سعُود، وسموَّ وليّ عَهْدِه الأمير محمّد بن نايِف، وسموّ وليّ وليّ العَهد الأمِير محمّد بن سلمَان، وعاشَت بِلادُنا عَزِيزةً أَبيّة.
المدينة
يوسف بخيت
عندَما أَكتبُ عن الوطَنِ وإليه، تكُون المشاعرُ في سِباقٍ معَ الكَلمات، تَزدحِمُ الأُولى، ولا تَكادُ تعبّرُ عنها الثانية، تتبعثرُ الأحاسيسُ ثمّ تجتمعُ في لحظةٍ واحدة، إنّ مَن يَفعلُ بِنا كُلَّ هذا وأَكثَر هو حُبُّ الوطَن، نشعُر أنّ قلوبَنا الصّغيرَة لا تتّسعُ لمحبّتِه الكبيرَة، فنضطرُّ لتَوزيعِ هذا الحُب على بقيّةِ خلايا جسدِنا، لتمتلئَ بالوطَنِ حُبًا واعتِزازًا.!
الوطَن مَحَبّةٌ عميقةٌ وانتِماء لا يَزُول، وحُب الأوطَان فِطرةٌ لا تَخُصّ الإنسانَ دُونَ غيرِه، فكُلّ الكائناتِ لهَا أوطانُها، تَنتمِي إليهَا، تربطُها بِها روابِطُ متينَة، يَشدُّ بعضُها مِن أَزْرِ بَعض، تُحبها، تُدافِع عنهَا، تَقوَى بِقوّتها ومنَعَتها، وتتشتّتُ بضيَاعِها.
حُب الوطَنِ شُعورٌ صَادِق، يَظهَرُ في صُورةِ كلمَات مُعبّرة، تَنبُضُ بالفَخرِ والوَلاء، ولوحَات وصُور فنّية، تتزينُ بألوانِ سماءِ البِلادِ وأرضِها وبِحَارِها وصَحارِيها وجِبالِها، وقبْلَ ذلك وبَعْده، يَظهرُ الحُبُّ للوطَنِ في عَملٍ دؤُوب، يَرفعُ شأنَه وشأنَ سَاكنِيه، ليَنالَ المكانةَ التِي يَستحِقّها بينَ الأُمم.
الوطَن للإنسَانِ بيتهُ الكَبير، أَرأيتُم كيفَ يعيشُ أفرادِ الأُسرةِ المتحابّون؟! صغيرُهم يوقّر كبيرَهم، وكبيرُهم يَعطفُ على صغيرِهم، وحاضرُهم يَسألُ عن غائبِهم، وقويّهم يَمنحُ الضعيفَ قوةً تعينهُ علَى مواجهةِ الحيَاة. أمّا إذا غَلبَت الأنانيّةُ على أبناءِ البيتِ الواحِد، وأصبَح كلُّ شخصٍ منهُم يفكّر في مصلحته فقط، فما قيمَةُ انتمائِه لهَذا البَيت؟! وما معنَى وجُودِه فِيه؟!
مِن حَقِّ كلِّ بلادٍ أنْ يَفخَرَ بِها أهلُها، لكِن مَاذا نقولُ عَن بِلادٍ يَعشَقُها سَاكِنُوها، وتتوزّعُ مَحبّتُها علَى أركانِ المعمُورة؟! إنّها المملكةٌ العربيةُ السعُودية، دُرّةُ الأوطانِ وفخْرُ الزّمانِ والمَكان، مَهبِطُ الوَحي، وقِبلةُ المسلمِين فِي مشَارقِ الأَرضِ ومغَاربِها، فهنيئًا لنا ببلادِنا حَماها الرحمَنُ مِن كلِّ مكرُوه.
فِي ظِلِّ ما يعيشُه العالَم مِن موجاتِ الإرهَاب، وما تَشهدهُ كثيرٌ مِن البُلدَان مِن اضطرَابٍ فِي الأَمن، يَنعَمُ وطنُنا وللهِ الحَمدِ بالأمنِ والأمَان، والاستقرَارِ السّياسِي والاقتصَادِي، بفَضلِ اللهِ تعَالَى أوّلًا، ثُم بحِكمَةِ القيَادةِ الرّشيدة، المُستوعِبة لمُعطيَاتِ العَصر، مِمّا جَعلَها تَقُومُ بِدَورِها خيرَ قِيَام، على المستوَى المحلّي والإقليمِي والعالَمي.
أمّا المواطِنُون والمقيمُون علَى ثَرَى هذهِ البلادِ العظيمَة، فهُم مُدرِكُون لمسؤوليّتهِم، ويَقفُون صَفًّا واحدًا معَ القيَادة، لا يَسمحُون لأيّ عابِث أنْ يُخِلّ بالأمْن، أو يُفرّق الكلمَة، لأنّهم يَعلمُون أنّ الخِلافَ شَرٌّ ووبَال، كمَا قالَ اللهُ تَعالَى: «ولا تَنازعُوا فتَفْشَلوا وتَذهَبَ رِيحُكُم».
وتَستمِرُّ المَحَبّةُ للوطَنِ ما استمرّت الحيَاة، ولا يَزعُمُ أَحدٌ أنَّ وطَنَهُ نالَ المِثاليّة، وحَقّقَ النموذجَ الأكمَلَ في كُلِّ النّواحِي، فمَع العملِ والجُهدِ البَشرِيِّ تقعُ الأخطَاء، وعِلاجُها بالمَزيدِ مِن التخطيط والعَملِ والحِوارِ والحِكمَة.
رَحِمَ اللهُ البطلَ المؤسِّس المَلكَ عبدالعَزيز بن عبدالرّحمن آل سعُود وأبناءَه مُلوكَ البِلادِ وأولياءَ العَهد، وحَفِظَ لنا مَليكَنا خادمَ الحَرمين الشريفَين المَلِك سلمَان بن عبدالعَزيز آل سعُود، وسموَّ وليّ عَهْدِه الأمير محمّد بن نايِف، وسموّ وليّ وليّ العَهد الأمِير محمّد بن سلمَان، وعاشَت بِلادُنا عَزِيزةً أَبيّة.
المدينة