الشتاء والغـرف المغلقـة
الشتاء والغـرف المغلقـة
الهنوف البنيان
عندما يبدأ الشتاء يحاول الناس الهروب من البرد القارس إلى الغرف الدافئة، وتختلف طرق ووسائل الناس في التدفئة فالبعض يستخدم المدفأة الكهربائية، في حين يفضل البعض الآخر رفع درجة حرارة أجهزة التكييف، ولكن قد تكون أكثر طرق التدفئة المحببة لدى مجتمعنا هي إشعال الحطب والفحم، ومن هنا يبدأ الضرر، حيث يعمد الكثيرون لإشعال الحطب والفحم في الغرف المغلقة، وبدون فتح للنوافذ أو الأبواب، وما يحصل بعد ذلك هو تصاعد غاز ليس له رائحة ولا لون ولا طعم يعرف بأول أكسيد الكربون (القاتل الصامت)، والذي يعتبر غازاً ساماً يؤدي للاختناق.
من الممكن تلخيص عملية التنفس عند الانسان، بدخول الأوكسجين عن طريق القصبة الهوائية إلى الرئتين ومن ثم الحويصلات الهوائية وعن طريقها للدم، فيصل إلى جميع أجزاء الجسم مثل (المخ والعضلات) لتتشبع بالأوكسجين الذي تحتاجه للعمل بشكلٍ طبيعي، ولكن في حال وجود غاز أول أكسيد الكربون، فإن قوة ارتباطه بكريات الدم الحمراء تفوق قوة ارتباط الأوكسجين، فبالتالي تزيد نسبته في الدم، وهذه العملية تؤدي إلى اختناق أنسجة الجسم بسبب انخفاض نسبة الأوكسجين الذي يصل إليها، وتختلف الأعراض وشدتها تبعاً لتركيز هذا الغاز في الجسم، وتتمثل هذه الأعراض في: صداع، دوخة، عدم تركيز، غثيان، تسارع في ضربات القلب، هبوط في الضغط، المشي بغير اتزان، تشنجات، فقد الوعي، توقف التنفس مما يؤدي للوفاة.
إن التعرض المستمر لغاز أول أكسيد الكربون بنسب ضئيلة يؤدي إلى ظهور أعراض عصبية مثل: الصداع، الاكتئاب وضعف الذاكرة، والتي يمكن أن تزول بعد تخلص الجسم من الغاز السام، وعلى العكس من ذلك لو كان التعرض للغاز السام بكميات كبيرة قد ينتج عنها تدمير خلايا المخ مما يسبب ضعف الذاكرة وضعف الحركة والتي تؤدي لاحقاً إلى صعوبات في التعلم، وفي هذه الحالة فإن الأعراض لن تزول، وتشتد خطورة غاز أول أكسيد الكربون على الأطفال، النساء الحوامل والمصابين بأمراض الشرايين التاجية.
ولا ينتج غاز أول أكسيد الكربون من احتراق الحطب فقط بل عند تدخين السجائر أيضاً، وما يزيد التدخين سوءاً هو تصاعد غازات أخرى سامة كثيرة، تسبب السرطان والالتهابات الرئوية، ولا يقتصر تأثير السجائر على المدخن بل على جميع من حوله خاصة أولئك الذين يستنشقون هذه الغازات وهذا ما يسمى بالتدخين السلبي، وعلى الرغم من أن البعض يعتقد أن فتح النوافذ أو استخدام منقيات الهواء (الفلتر) قد تساهم في إزالة هذه الغازات، فقد أثبتت الدراسات أنه لا يوجد مستوى آمن يمكن للشخص التعرض له دون أن يؤثر على صحته، فأقل كمية من هذه الغازات سوف يكون لها عواقب صحية وخيمة.
إضافة إلى آثار استنشاق أول أكسيد الكربون قد تظهر أعراض أخرى بسبب التدخين السلبي لدى الأطفال مثل: التهابات الأذن، زيادة حدة الربو إذا كان الطفل مصاباً به، أعراض تنفسية مثل (الكحة وصعوبة التنفس)، التهابات في الجهاز التنفسي والزيادة من نسبة متلازمة موت الرضع المفاجئ، أما في البالغين فقد يؤدي إلى: أمراض القلب، أمراض الشرايين، سرطان الرئة والجلطات الدماغية.
يجب الحرص على إشعال الحطب والفحم في الأماكن المفتوحة ذات التهوية الجيدة، لتجنب استنشاق نسب كبيرة من غاز أول أكسيد الكربون للابتعاد عن الأمراض والمشاكل الصحية التي قد يؤدي لها، والحرص ايضا على عدم التدخين في الأماكن العامة أو المغلقة.
الرياض
الهنوف البنيان
عندما يبدأ الشتاء يحاول الناس الهروب من البرد القارس إلى الغرف الدافئة، وتختلف طرق ووسائل الناس في التدفئة فالبعض يستخدم المدفأة الكهربائية، في حين يفضل البعض الآخر رفع درجة حرارة أجهزة التكييف، ولكن قد تكون أكثر طرق التدفئة المحببة لدى مجتمعنا هي إشعال الحطب والفحم، ومن هنا يبدأ الضرر، حيث يعمد الكثيرون لإشعال الحطب والفحم في الغرف المغلقة، وبدون فتح للنوافذ أو الأبواب، وما يحصل بعد ذلك هو تصاعد غاز ليس له رائحة ولا لون ولا طعم يعرف بأول أكسيد الكربون (القاتل الصامت)، والذي يعتبر غازاً ساماً يؤدي للاختناق.
من الممكن تلخيص عملية التنفس عند الانسان، بدخول الأوكسجين عن طريق القصبة الهوائية إلى الرئتين ومن ثم الحويصلات الهوائية وعن طريقها للدم، فيصل إلى جميع أجزاء الجسم مثل (المخ والعضلات) لتتشبع بالأوكسجين الذي تحتاجه للعمل بشكلٍ طبيعي، ولكن في حال وجود غاز أول أكسيد الكربون، فإن قوة ارتباطه بكريات الدم الحمراء تفوق قوة ارتباط الأوكسجين، فبالتالي تزيد نسبته في الدم، وهذه العملية تؤدي إلى اختناق أنسجة الجسم بسبب انخفاض نسبة الأوكسجين الذي يصل إليها، وتختلف الأعراض وشدتها تبعاً لتركيز هذا الغاز في الجسم، وتتمثل هذه الأعراض في: صداع، دوخة، عدم تركيز، غثيان، تسارع في ضربات القلب، هبوط في الضغط، المشي بغير اتزان، تشنجات، فقد الوعي، توقف التنفس مما يؤدي للوفاة.
إن التعرض المستمر لغاز أول أكسيد الكربون بنسب ضئيلة يؤدي إلى ظهور أعراض عصبية مثل: الصداع، الاكتئاب وضعف الذاكرة، والتي يمكن أن تزول بعد تخلص الجسم من الغاز السام، وعلى العكس من ذلك لو كان التعرض للغاز السام بكميات كبيرة قد ينتج عنها تدمير خلايا المخ مما يسبب ضعف الذاكرة وضعف الحركة والتي تؤدي لاحقاً إلى صعوبات في التعلم، وفي هذه الحالة فإن الأعراض لن تزول، وتشتد خطورة غاز أول أكسيد الكربون على الأطفال، النساء الحوامل والمصابين بأمراض الشرايين التاجية.
ولا ينتج غاز أول أكسيد الكربون من احتراق الحطب فقط بل عند تدخين السجائر أيضاً، وما يزيد التدخين سوءاً هو تصاعد غازات أخرى سامة كثيرة، تسبب السرطان والالتهابات الرئوية، ولا يقتصر تأثير السجائر على المدخن بل على جميع من حوله خاصة أولئك الذين يستنشقون هذه الغازات وهذا ما يسمى بالتدخين السلبي، وعلى الرغم من أن البعض يعتقد أن فتح النوافذ أو استخدام منقيات الهواء (الفلتر) قد تساهم في إزالة هذه الغازات، فقد أثبتت الدراسات أنه لا يوجد مستوى آمن يمكن للشخص التعرض له دون أن يؤثر على صحته، فأقل كمية من هذه الغازات سوف يكون لها عواقب صحية وخيمة.
إضافة إلى آثار استنشاق أول أكسيد الكربون قد تظهر أعراض أخرى بسبب التدخين السلبي لدى الأطفال مثل: التهابات الأذن، زيادة حدة الربو إذا كان الطفل مصاباً به، أعراض تنفسية مثل (الكحة وصعوبة التنفس)، التهابات في الجهاز التنفسي والزيادة من نسبة متلازمة موت الرضع المفاجئ، أما في البالغين فقد يؤدي إلى: أمراض القلب، أمراض الشرايين، سرطان الرئة والجلطات الدماغية.
يجب الحرص على إشعال الحطب والفحم في الأماكن المفتوحة ذات التهوية الجيدة، لتجنب استنشاق نسب كبيرة من غاز أول أكسيد الكربون للابتعاد عن الأمراض والمشاكل الصحية التي قد يؤدي لها، والحرص ايضا على عدم التدخين في الأماكن العامة أو المغلقة.
الرياض