ما قبل السكري.. قد تكون أنت المُصاب!
ما قبل السكري.. قد تكون أنت المُصاب!
لينة عبدالعزيز الغنيم
ازداد وزنه في السنوات الخمس الأخيرة، لم يأبه بانقاصه، نصحهُ أحد أصدقائِه بإجراء تحليل لسكر دمه لأخذ الحيطة لا أكثر، وفي صباح يوم الأحد وبعد صيام ثماني ساعات ذهب لأحد المراكز الصحية بخطواتٍ مثقلةٍ بكبرياء، ويتمتم قائلًا إنها مضيعةُ وقتٍ فحسب.
أقدم على سحب الدم، وبصوتٍ من ممرض عربي الجنسية.. ارجع لنا بعد خمسة أيام لأخذ نتائج تحليلك يا حاج، رجع إلى روتين يومه المعتاد، مرّت سبعة أيام بلياليها وبالكاد تذكر نتائج تحليله! ذهب بعد غروب الشمس، واستلم نتائج تحليل السكر... تمتمت الممرضة قائلة: امم سكرك مرتفع ياحاج، أنت في مرحلة ما قبل السكري.. انتبه لنفسك جيداً.. واستطردت إنه أمر ليس بسيطاً، ولكن حرصك سيغير كثيراً من وضعك الصحي وسترجع لطبيعتك، وإهمالك سيجعل صحتك تنتكس وستكون في مرحلة السكري الفعلية.. نظر إليها نظرة المصدوم الشاك، وكيف لك تلقي الأحكام.. وبلهجته المحلية قال محتجاً (ما فيني إلا العافية)!.
لنقف هنا! ولنلقي الضوء على جزء من القصّة.. حالة ما قبل السكري، هي حالة لا تستدعي الإهمال والإنكار قط، حالةٌ إن لم يتم السيطرة عليها فستزيدك عبئًا وانتكاساً وتتطور لعاقبةٍ لا تُحمد، وفي المقابل إن أعطيتها جُل اهتمامك سَلِمت وازدهرت دُنياك بصحةِ الجسد والعقل، إن حالة ما قبل السكري هي حالةٌ تنبيهية يطلقها جسدك لتُنبئك بضرورة التغير السريع الجذري قبل إصابتك بالسكري النوع الثاني، وتُشير الإحصائيات المطبّقة على المجتمع الأمريكي أن تسعة أشخاص من بين عشرة أشخاص لا يعلمون إصابتهم بحالة ما قبل السكري.
حالة ما قبل السكري يحددها تحليل دم مخبري بعد صيام ثماني ساعات، فتشير نسبة السكر في الدم ما بين ١٠٠ - ١٢٥ملغم، حيث إن سكر الدم الطبيعي يجب أن لا تتجاوز ١٠٠ ملغم صائمًا، والمصُاب بالسكر النوع الثاني فستتجاوز نسبة سكر دمه ١٢٥ ملغم.
علامات الخطر للإصابة بحالة ما قبل السكري تتلخص كالآتي: أولها إذا كان عمرك فوق ٤٥ سنة، ومع ذلك لا يستبعد من هم تحت سن الـ٤٥ سنة، لوجود نسبة كبيرة واحصائيات لا يُستهان بها تُشير إلى حالات إصابة بداء السكري في سن الشباب واليافعين (أقل من ٢٠ سنة)، ثانيها أن تعاني من زيادة في الوزن وبالأخص السمنة الوسطية والدهون المتركزة في البطن الناتج من عادة الأكل غير المتزن، ثالثها أن تكون نسبة نشاطك البدني منخفضة، بمعنى آخر أن يكون معدل رياضتك أقل من ثلاثة أيام في الأسبوع، رابعها أن تكون ذا تاريخ عائلي في الإصابة بالسكري النوع الثاني، سواء إصابة أحد الوالدين أو الإخوة، خامسها أن تكوني تعرضتِ سابقًا لسكر الحمل وإنجاب طفلٍ يزِنُ أربعة كيلو أو أكثر.
إذًا ما الحل الجذري.. وماهي الوقاية من مرحلة ماقبل السكري؟ إن الوقاية هي خط الدفاع الأول تجاه أي عارض يهدد صحتك على المدى القريب والبعيد، هي طريقتان بسيطتان تحتاج إلى عزيمة قوية ورغبة صادقة نابعة منك لتغيير أسلوب حياتك السابق، أولها تغيير نظامك الغذائي السيئ إلى نظام غذائي صحي متوازن، ثانيها إضافة المشي والتمارين الرياضية إلى عاداتك اليومية.. ابدأ بالتقليل من الطعام الذي اعتدت عليه وكان سببًا في زيادة وزنك، وهي في غالب الأمر النشويات والسكريات، فهي طاقةُ للجسم لكن إذا زاد معدلها تحولت إلى دهونٍ في الجسم تزيد من كتلته.
إكثارك من كمية المأكولات التي تزودك بالألياف والمعادن كفيلة بإشباعك لوقت طويل، مثل الخضار بأنواعها، والبروتينات كالسمك والبقوليات، وركز على كيفية الطهي، فهو مربط الفرس، لذلك استغنِ عن المقليات وركز على المشوي منها.. واتبع حديث سيد الأنبياء، فهي مقولة حكيمة تناسب كل زمان ومكان (حَسبُ ابن آدم لقيماتٍ يقمنَ صُلبه).
أما المشي والتمارين الرياضية، فابدأ بالتغيير خطوةً خطوة لتضمن استمراريتك عليها.. فرّغ وقتًا من يومك لصحتك البدنية، أبدأ بالنشاط المحبب لك.. كالمشي أو الزراعة أو الهرولة أو اللعب بالدراجة، نوّع من رياضتك ولا تترك لنفسك مجالًا للتكاسل عنها، فهي في الأيام الأولى مُجهدةً لك وبعد مدة ستصبح أحد أوقاتك المحببة والممتعة، لما لها من أثر إيجابي على صحتك النفسية والعقلية، تستطيع تحميل تطبيقات على جوالك مخصصة للرياضة وحساب جهدك البدني فهي ستضفي التحفيز والإلهام لنفسك.
شارك أحد أصدقائك تلك المنافسة الرياضية وحدد لكما هدفًا يحفزكما للمضي قدمًا وتقليل الوزن وتنشيط البدن، إن للصحة ثمن لا تعادل أموال الدنيا، فاحرص على رياضتك، وانتقِ أكلك.. تدوم لك صحتك.
الرياض
لينة عبدالعزيز الغنيم
ازداد وزنه في السنوات الخمس الأخيرة، لم يأبه بانقاصه، نصحهُ أحد أصدقائِه بإجراء تحليل لسكر دمه لأخذ الحيطة لا أكثر، وفي صباح يوم الأحد وبعد صيام ثماني ساعات ذهب لأحد المراكز الصحية بخطواتٍ مثقلةٍ بكبرياء، ويتمتم قائلًا إنها مضيعةُ وقتٍ فحسب.
أقدم على سحب الدم، وبصوتٍ من ممرض عربي الجنسية.. ارجع لنا بعد خمسة أيام لأخذ نتائج تحليلك يا حاج، رجع إلى روتين يومه المعتاد، مرّت سبعة أيام بلياليها وبالكاد تذكر نتائج تحليله! ذهب بعد غروب الشمس، واستلم نتائج تحليل السكر... تمتمت الممرضة قائلة: امم سكرك مرتفع ياحاج، أنت في مرحلة ما قبل السكري.. انتبه لنفسك جيداً.. واستطردت إنه أمر ليس بسيطاً، ولكن حرصك سيغير كثيراً من وضعك الصحي وسترجع لطبيعتك، وإهمالك سيجعل صحتك تنتكس وستكون في مرحلة السكري الفعلية.. نظر إليها نظرة المصدوم الشاك، وكيف لك تلقي الأحكام.. وبلهجته المحلية قال محتجاً (ما فيني إلا العافية)!.
لنقف هنا! ولنلقي الضوء على جزء من القصّة.. حالة ما قبل السكري، هي حالة لا تستدعي الإهمال والإنكار قط، حالةٌ إن لم يتم السيطرة عليها فستزيدك عبئًا وانتكاساً وتتطور لعاقبةٍ لا تُحمد، وفي المقابل إن أعطيتها جُل اهتمامك سَلِمت وازدهرت دُنياك بصحةِ الجسد والعقل، إن حالة ما قبل السكري هي حالةٌ تنبيهية يطلقها جسدك لتُنبئك بضرورة التغير السريع الجذري قبل إصابتك بالسكري النوع الثاني، وتُشير الإحصائيات المطبّقة على المجتمع الأمريكي أن تسعة أشخاص من بين عشرة أشخاص لا يعلمون إصابتهم بحالة ما قبل السكري.
حالة ما قبل السكري يحددها تحليل دم مخبري بعد صيام ثماني ساعات، فتشير نسبة السكر في الدم ما بين ١٠٠ - ١٢٥ملغم، حيث إن سكر الدم الطبيعي يجب أن لا تتجاوز ١٠٠ ملغم صائمًا، والمصُاب بالسكر النوع الثاني فستتجاوز نسبة سكر دمه ١٢٥ ملغم.
علامات الخطر للإصابة بحالة ما قبل السكري تتلخص كالآتي: أولها إذا كان عمرك فوق ٤٥ سنة، ومع ذلك لا يستبعد من هم تحت سن الـ٤٥ سنة، لوجود نسبة كبيرة واحصائيات لا يُستهان بها تُشير إلى حالات إصابة بداء السكري في سن الشباب واليافعين (أقل من ٢٠ سنة)، ثانيها أن تعاني من زيادة في الوزن وبالأخص السمنة الوسطية والدهون المتركزة في البطن الناتج من عادة الأكل غير المتزن، ثالثها أن تكون نسبة نشاطك البدني منخفضة، بمعنى آخر أن يكون معدل رياضتك أقل من ثلاثة أيام في الأسبوع، رابعها أن تكون ذا تاريخ عائلي في الإصابة بالسكري النوع الثاني، سواء إصابة أحد الوالدين أو الإخوة، خامسها أن تكوني تعرضتِ سابقًا لسكر الحمل وإنجاب طفلٍ يزِنُ أربعة كيلو أو أكثر.
إذًا ما الحل الجذري.. وماهي الوقاية من مرحلة ماقبل السكري؟ إن الوقاية هي خط الدفاع الأول تجاه أي عارض يهدد صحتك على المدى القريب والبعيد، هي طريقتان بسيطتان تحتاج إلى عزيمة قوية ورغبة صادقة نابعة منك لتغيير أسلوب حياتك السابق، أولها تغيير نظامك الغذائي السيئ إلى نظام غذائي صحي متوازن، ثانيها إضافة المشي والتمارين الرياضية إلى عاداتك اليومية.. ابدأ بالتقليل من الطعام الذي اعتدت عليه وكان سببًا في زيادة وزنك، وهي في غالب الأمر النشويات والسكريات، فهي طاقةُ للجسم لكن إذا زاد معدلها تحولت إلى دهونٍ في الجسم تزيد من كتلته.
إكثارك من كمية المأكولات التي تزودك بالألياف والمعادن كفيلة بإشباعك لوقت طويل، مثل الخضار بأنواعها، والبروتينات كالسمك والبقوليات، وركز على كيفية الطهي، فهو مربط الفرس، لذلك استغنِ عن المقليات وركز على المشوي منها.. واتبع حديث سيد الأنبياء، فهي مقولة حكيمة تناسب كل زمان ومكان (حَسبُ ابن آدم لقيماتٍ يقمنَ صُلبه).
أما المشي والتمارين الرياضية، فابدأ بالتغيير خطوةً خطوة لتضمن استمراريتك عليها.. فرّغ وقتًا من يومك لصحتك البدنية، أبدأ بالنشاط المحبب لك.. كالمشي أو الزراعة أو الهرولة أو اللعب بالدراجة، نوّع من رياضتك ولا تترك لنفسك مجالًا للتكاسل عنها، فهي في الأيام الأولى مُجهدةً لك وبعد مدة ستصبح أحد أوقاتك المحببة والممتعة، لما لها من أثر إيجابي على صحتك النفسية والعقلية، تستطيع تحميل تطبيقات على جوالك مخصصة للرياضة وحساب جهدك البدني فهي ستضفي التحفيز والإلهام لنفسك.
شارك أحد أصدقائك تلك المنافسة الرياضية وحدد لكما هدفًا يحفزكما للمضي قدمًا وتقليل الوزن وتنشيط البدن، إن للصحة ثمن لا تعادل أموال الدنيا، فاحرص على رياضتك، وانتقِ أكلك.. تدوم لك صحتك.
الرياض