• ×
admin

أثرياء الصين الجديدة

أثرياء الصين الجديدة

فهد عامر الأحمدي

الصناديق أو «الكراتين» التي تغلف بها المنتجات الجديدة مؤشر قوي على معدل الإنتاج الصناعي الذي تعيشه كل دولة.. فكلما ارتفعت نسبة إنتاجها أو الطلب عليها، دل ذلك على ارتفاع وتيرة التصنيع والتصدير.. لدرجة تستخدم كوريا الجنوبية لوحدها ضعف ما يستخدمه العالم العربي مجتمعا..

والشيء نفسه ينطبق على محرك البحث الشهير جوجل؛ فكلما ارتفعت نسبة الدخول عليه (من بلد ما) كلما دل ذلك على ارتفاع مستوى المعرفة والبحث عن المعلومة، خصوصا حين يتعلق الأمر بخاصية البحث عن الكتب والدراسات والأبحاث العلمية..

وبالطريقة نفسها يمكن معرفة سرعة النمو، وحجم الازدهار الاقتصادي، باحتساب عدد الأثرياء الجدد في أي دولة.. فالازدهار الاقتصادي يترافق دائما مع صعود طبقة جديدة من الأثرياء والهوامير (الذين صعدوا بجهودهم الفردية ولم يرثوا المال من عائلاتهم).. فبمجرد انتهاء النظام الشيوعي في الاتحاد السوفييتي (وتبني النهج الاقتصادي المفتوح بعد عام 1991) ظهرت في روسيا طبقة جديدة من الأثرياء المستقلين استفادوا من فرص الانفتاح، ونافسوا أثرياء أوروبا في حجم الثروات التي وصلوا إليها..

واليوم؛ يمكن القول إن شرق آسيا مازالت في طور النمو السريع بسبب الارتفاع المتواصل في عدد الأثرياء فيها.. أكثر من أي منطقة أخرى في العالم..

صحيح أن أميركا مازالت تضم أكبر عدد من المليارديرات، ولكن الصين والهند وروسيا هي الأسرع نموا فيما يخص ظهور الأثرياء الجدد.. ففي الصين مثلا ارتفع عدد المليارديرات في عام 2016 بمعدل سبعة أضعاف ما كان عليه عام 2006 (إلى 106 أشخاص بعد أن كان خمسة عشر فقط)..

وقبل انتهاء العام الماضي (2016)، ظهرت تقارير كثيرة فيما يخص توزيع الثروات في العالم، اتضح من خلالها أن نسبة من ورثوا الثروات (من عائلاتهم) يزيد في أوروبا وأميركا عمن صنعوها من الصفر في الصين وروسيا.. فهناك دراسة أعدها معهد بيترسون للاقتصاد يؤكد أن 90% من أثرياء الصين حققوا ثرواتهم من العدم، مستفيدين من النمو الاقتصادي الذي شهدته البلاد ككل.. ولم يكن الأمر مختلفاً في روسيا التي حقق 92% من أثريائها ثرواتهم بجهودهم الشخصية، والاستثمارات السريعة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.. وفي المقابل كشفت الدراسة أن نسبة الأغنياء بالوراثة في القارة الأوروبية تتجاوز 50% مقابل 30% لأثرياء الولايات المتحدة الأميركية.. أما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فتتجاوز نسبة من ورثوا أموالهم أكثر من 60% (وهو ما يدل على وجود حالة بطء وركود نسبي يعيق ظهور طبقة جديدة من الأثرياء)..

من كل هذا يتضح أن الصين تشهد نموا أكثر من أي منطقة في العالم بدليل سرعة توالد الأثرياء الجدد.. واليوم أصبحت تتفوق على أميركا في عدد المليونيرات، وتحتل المركز الثاني في عدد المليارديرات.. مزيحةً خلال آخر خمس سنوات ألمانيا واليابان من القائمة..

وفي حال استمرت على هذا المعدل، أتوقع تفوقها على الولايات المتحدة في حجم اقتصادها الكلي قبل عام 2050.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  4058