• ×
admin

خل التفاح

خل التفاح

أ.د. طلال علي زارع

كان الخل ولا يزال من أحد طرق العلاج الشعبية لكثير من الأمراض بداية من الالتهابات ووصولاً إلى أمراض القلب.
وعلى مر العصور، يمكن الحصول على الخل من خلال تخمير قائمة طويلة من المواد، بما في ذلك التمر والتوت والبطيخ والعسل والبنجر والذرة والشعير والحبوب وجوز الهند، إلا ان الخل الأفضل هو المصنوع من التفاح..

image

خل التفاح Apple cider vinegar عبارة عن عصير مخمر للتفاح المهروس. وأحسن الخل ما كان مصنوعاً من كل الثمرة. ومن المعروف أن خل التفاح أفضل أنواع الخل سواءً من الناحية الغذائية أو العلاجية. وقد عرفه الإنسان منذ آلاف السنين، وقد استعمل في بادئ الأمر في حفظ الأطعمة حتى لا تتغير رائحتها أو طعمها، فهو يكافح الجراثيم والبكتيريا، وظهرت خصائص استطبابية إضافية في العصر الحديث التي زادت من أهميته.. ويتركب الخل من الماء وحمض الخليك ومن مواد صلبة وعضوية وطيارة، ومواد أخرى تكسبه الطعم والرائحة.. وفي الطب القديم كان لخل التفاح دور كبير في العلاج.. كما استخدمه الأطباء العرب في علاج كثير من الأمراض..

فهو له أهمية كبيرة في جعل خلايا الجسم بحالة جيدة, وفي تعزيز مقاومة الجسم لكثير من الأمراض، وذلك أن تركيب هذا الخل غني بالعناصر التي يحتاج إليها الجسم لتأمين التوازن بين خلاياه. ويحتوي ربما مثل عصير التفاح على بعض البكتين وعدد من فيتامينات ب المركب وفيتامين C، ويحتوي على كميات قليلة من المعادن مثل الصوديوم والفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم.. ويحتوي أيضاً على كميات كبيرة من حمض الخليك وحمض الستريك.

والخل يظهر نكهة الأطعمة ويجعلها أطيب مذاقاً ويساعد على هضمها لذا فهو يضاف إلى كثير من الأطعمة كاللحم والسلطات إلا أن الإفراط في تناوله له أضرار.. وهو فاتح جيد للشهية، ويستعمل الخل للتنحيف وازالة الكرش ولعلاج هشاشة العظام وتشنجات الساق والألم والتهاب المفاصـل والقولون العصبي والتعرق الليلي والأرق والأزمة وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والوقاية من تصلب الشرايين والدوالي وخفض مستويات السكر ومساعدة المصابين بالسكري وعسر الهضم والإمساك والإسهال والقئ وإرتداد حمض المعدة ووقف الفواق وللوقاية من التسمم الغذائي ولعلاج الكلى والتهاب المسالك البولية وتطهيرها وعلاج للبرد والسعال ووجع الأسنان والتهاب الفم والحلق ومشاكل الجيوب الأنفية ونزيف اللثة وتنظيف الفم وتبييض الاسنان، وعلاج فعال للشعر الدهنى وقشرة الشعر وتنظيف البشرة وعلاج عيوب الجلد والحروق والــثـعـلـبة وعلاج القوباء ولدغ الحشرات والحكة وحب الشباب وللمساعدة في تخليص الجسم من السموم، وتحسين الدورة الدموية وتحفيز التفكير، وإبطاء عملية الشيخوخة، ومكافحة العدوى والالتهابات المهبلية..

ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة لتقييم فعالية خل التفاح لعدد من هذه الاستخدامات.. كما أن خل التفاح لا يعد حلاً سريعاً لعلاج السمنة، ويجب على كل من يرغب بخسارة الوزن اتباع حمية صحية تقلل من مجموع السعرات الحرارية التي يتناولها، وتحتوي على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، بالإضافة لممارسة التمارين الرياضية..

وقالت مؤخراً البروفيسورة في جامعة ولاية أريزونا كارول جونستون : "في اعتقادي أن خل التفاح يمكن أن يساعدك على فقدان الوزن، ولكن تأثيره سيكون محدوداً". وأمضت جونستون بدراسة الخل وآثاره الصحية لأكثر من عقد من الزمان، ففي حين جهودها البحثية الخاصة لم تربط تناول الخل بنقص ملحوظ في الوزن، فإن دراسة من اليابان في عام 2009م وجدت أن تناول ملعقتين كبيرة من خل التفاح المخفف مرتين يوميا مع وجبات الطعام ساعدت الناس على فقد حوالي أربعة أرطال بعد 12 أسبوعاً. ونصحت البروفيسورة جونستون أن أفضل وأسلم طريقة لتستهلك فيه الخل هو مزج ملعقة إلى ملعقتين كبيرة من خل التفاح مع 8 أوقيات من الماء، وتناول الخليط في بداية وجبة الطعام، مع المحافظة على مجموع الاستهلاك اليومي من الخل عند 4 ملاعق كبيرة أو أقل.

ومع أن لخل التفاح فوائد كثيرة إلا إن الاطباء يحذرون من الإفراط في تناوله أو في علاج امراض معينة دون استشاره الطبيب المختص ويجب استخدام خل التفاح مخففاً بالماء حتى لا يسبب أى مشاكل صحية، لأن خل التفاح مرتفع الحامضية واستخدامه دون تخفيف أو حتى استخدامه بكثرة يمكن أن يسبب عدد من المشاكل الصحية مثل التهابات المعدة وتقرحاتها والإصابة بتهيجات شديدة ومؤلمة في القولون وظهور تقرحات في الفم وآلام الأسنان وأمراض الكبد وتغير حموضة الدم وهشاشة العظام ونقص البوتاسيوم فى الدم.. ومن الأفضل إضافة القليل منه الي الوجبات الغذائية مثل السلطات.. ومعظم منتجات الخل في الاسواق هي مركبات حمض الخليك الكيميائي أو مشتقاته وتلك المواد لها أضرار علي جدار المعدة.. والكمية المناسبة من خل التفاح تعتمد على عدة عوامل مثل السن والصحة والعديد من الشروط الأخرى. وفي هذا الوقت ليس هناك معلومات علمية كافية لتحديد الكمية المناسبة من خل التفاح. وينبغي التذكر دائماً أن المنتجات الطبيعية ليست بالضرورة دائما آمنة..

وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل الخل، وأثنى عليه ووصفه بأنه إدام.. فمن ذلك: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل أهله الأدم، فقالوا: ما عندنا إلا خل، فدعا به، فجعل يأكل به ويقول:" نعم الأدم الخل".

الصحة والحياة
talalzari.com
بواسطة : admin
 0  0  10721