عسل النحل .. دواء من القرآن والسنة
عسل النحل .. دواء من القرآن والسنة
أ.د. طلال علي زارع
يستعمل عسل النحل في علاج كثير من الأمراض مثل التهابات العين والحلق والجروح والحروق، وأمراض الأمعاء والقرح وأمراض القلب والكليتين والعظام، وتنشيط الكبد وإزالة السموم، وأمراض الرئة ونزلات البرد والربو والسعال، والضعف العام والهزال وأمراض النساء والسرطان والشلل والأعصاب والأرق والتهاب البروستاتا وغيرها من الأمراض، ويساعد على نمو الأطفال، ويحمي من الكساح ونخر الأسنان، ويفيد العسل في علاج مدمني الخمور، ويعتبر العسل من مصادر الجمال منذ قديم الأزل، فهو يغذي الجلد والشعر· ويوصف العسل اليوم كأحسن علاج لحفظ الجلد ونضارة الوجه، ولإكساب الشعر القوة والجمال· ولكل مرض طريقة مفضلة لتناول العسل، فمثلاً لعلاج التهاب بطانة المعدة تناول ملعقة عسل كبيرة على الريق بدون ماء قبل الإفطار بساعة، ولعلاج القولون العصبي تناول ملعقتين من العسل مذابة في كأس ماء بعد الوجبة الرئيسة بساعتين، ويضاف عسل النحل لكثير من الأدوية حتى يجعل طعمها مقبولاً، ويضاف إلى كوب من الحليب الدافئ قبل النوم للقضاء على الأرق، ويضاف إلى عصير الليمون للوقاية من نزلات البرد وعلاج الكحة والتهاب الحلق·
وتتوالى الأبحاث في جميع أرجاء العالم التي تؤكد على أهمية العسل في علاج كثير من الأمراض، فالعسل طعام طبيعي لـذيذ الطعم مرتفع الطاقة، ويعد مركباً دوائياً يشتمل على مكونات متنوعة لها تأثير علاجي متعدد، وقد عرفه الإنسان منذ أقدم العصور، واكتشف خصائصه الغذائية والعلاجية، واعتبره في مقدمة الأغذية التي يجب أن يعتمد عليها، وقد كرَّم الله تعالى النحل بسورة كاملة في كتابه العزيز فقال الله سبحانه وتعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (69) [النحل]· واعتبر معظم المفسرين أن المقصود بهذا الشراب هو عسل النحل، مع العلم بأن ذكر الشراب مطلقاً يشمل منتجات عديدة تخرج من بطون شغالات النحل ومنعها العسل والغذاء الملكي والشمع والصمغ وحبوب اللقاح وسم النحل· وجميعها مختلف ألوانها ولها خصائص علاجية كثيرة، والتي جمعها القرآن الكريم في كلمة واحدة هي: شراب· وفي الحديث النبوي الشريف: "عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن" رواه ابن ماجه عن عبدالرحمن بن مسعود·
ونحل العسل حشرات مجنحة من جنس أبيس، أصله من آسيا والشرق الأوسط، ولكنه في الوقت الحاضر انتشر في جميع أنحاء العالم ما عدا القطبين الشمالي والجنوبي، ويعد النحل أكثر الحشرات فائدة، ويعيش في مستعمرات كبيرة، وتتألف المستعمرة النموذجية من ملكة واحدة وآلاف الشغالات وبضع مئات من الذكور، ويتميز النحل بحياة اجتماعية معقدة· والعسل سائل عطري سميك القوام حلو المذاق يخرج من بطون النحل، وما هو إلا الرحيق الذي تمتصه شغالات النحل من الأزهار، ثم تقوم بتجهيزه وهضمه ليتحول الرحيق إلى عسل، ثم تخزنه في الخلايا السداسية للأقراص الشمعية لتتغذى عليه·
وتختلف أنواع العسل باختلاف أنواع الأزهار مصدر الرحيق والمنطقة التي يجني منها النحل الرحيق، والعسل الذي يطلق عليه "من كل الأزهار" هو النوع الأكثر انتشاراً من أنواع العسل، والعسل الذي ينتجه النحل في الربيع هو أجود طعماً وأزكى رائحة من العسل المجني في الصيف، ويعد عسل السدر من أشهر أنواع العسل في الجزيرة العربية وأجودها وأغلاها ثمناً، وتنتشر هذه الأشجار في المنطقة الجنوبية الغربية من السعودية واليمن، ويستفاد منها في إنتاج عسل السدر، ويمتاز عسل السدر بمذاقه اللذيذ ونكهته الطيبة، وهو لزج ويتميز عسل السدر الخالص بأنه لا يتجمد أو يتبلور، ومن أنواع العسل الأخرى عسل زهرة البرسيم وعسل زهرة الموالح وعسل زهرة القطن وعسل حبة البركة وعسل المجر وعسل السمر وعسل الطلح وعسل الكافور·
وهناك كثير من الدول تقوم بإنتاج العسل، وتتصدر الصين قائمة الدول الرائدة في إنتاج عسل النحل، تليها أمريكا ثم الأرجنتين وروسيا البيضاء والمكسيك وروسيا وتركيا وأوكرانيا، ويقيم الدكتور كروفت في كتابه "العسل والصحة" أنواع العسل في العالم: فالعسل الهنغاري من أشجار الأكاسيا يتميز بجودته العالية ونقاوته· والعسل الروسي يمتاز بجودته، والأسترالي بنظافته، والأمريكي بخلوه من حبوب اللقاح·
ويذوب العسل في الماء، ويمكن أن يتحبب في درجة حرارة بين 01 و91 درجة، ويميل العسل قليلاً إلى الحمضية، وله خواص مضادة للعفن، وللاستشفاء بالعسل ينبغي أن يكون العسل طبيعياً وغير مغشوش وغير متخمر، ويستخلص بطريقة طبيعية وعدم تعرضه للحرارة المرتفعة والفلترة الشديدة، ومنطقة المناحل بعيدة عن الملوثات ويخزن العسل في عبوات زجاجية صحية، ولا بد أن تكون محكمة الغطاء، وعدم ترك العسل معرضاً للجو حتى لا يمتص الماء من الجو الرطب، وعسل النحل له قدرة فائقة في امتصاص الرطوبة من أي شيء يتصل به، وبالتالي فإن البكتريا تموت في العسل نتيجة امتصاص الرطوبة بالإضافة إلى الخواص العلاجية الأخرى المثبطة لجراثيم·
ويحتوي عسل النحل على مواد سكرية مختلفة أحادية أو ثنائية أو ثلاثية، أهمها سكر الفاكهة (الفركتوز)، وسكر العنب (الجلوكوز)، وسكر القصب (السكروز)، والعسل يزوّد الجسم بالطاقة المطلوبة بسرعة وبطريقة متوازنة مما يجعل الرياضيين يفضلونه عن المواد السكرية الأخرى· ويتصف أيضاً عسل النحل عن المواد السكرية الأخرى بسهولة امتصاص الأمعاء له وبتنشيطها، كما أنه له تأثير مليناً ومهدئاً للأعصاب· ويحتوي العسل على عدد من الفيتامينات والمعادن وبعض الإنزيمات الهاضمة التي تساعد على الهضم والامتصاص، وأهم الإنزيمات الموجودة بالعسل: إنزيم الإنفرتيز وإنزيم الأميليز ، وإنزيم الكاتاليز· وإنزيم الفوسفاتيز· كما يوجد في العسل عدد من الأحماض العضوية المهمة مثل حامض الستريك واللينك والأكساليك والطرطريك والخليك والفورميك· ويحتوي العسل على أصباغ مثل الكاروتين والكلورفيل والزانثوفيل؛ وعلى مواد نكهة ورائحة مثل التبينات والأندهيدات والأستيرات والتانينات؛ وعلى مواد معلقة كحبوب اللقاح والشمع؛ وعلى هرمونات نباتية ومشتقات الأستروجين والبروستاجلاندين ومواد منشطة للجنس ومضادات التأكسد·· ويحتوي عسل النحل على مضادات حيوية مثل الأنترفيرون المضادة للفيروسات والإنهيبين القاتلة للميكروبات·
واستخدم عسل النحل في علاج الأمراض منذ قديم الزمان عند الشعوب المختلفة كالإغريق والهنود والصينيين والعرب· وأمتلأت كتب الطب القديمة بالوصفات التي يدخل في تركيبها عسل النحل بصفة أساسية· قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر، لم يصبه عظيم من البلاء" رواه ابن ماجه عن أبي هريرة، والغدوات جمع غدوة وهي أول النهار·
والغذاء الملكي عبارة عن سائل لبني تنتجه الشغالات من غدد خاصة في مقدمة الرأس، وتستعمله في تغذية الملكة ويرقات النحل الصغيرة، ويحتوي على كثير من الفيتامينات والأملاح المعدنية ومضادات الأكسدة والهرمونات والإنزيمات· ويستعمل الغذاء الملكي في علاج أمراض سوء التغذية والضعف العام والضعف الجنسي وأمراض الشيخوخة والأمراض الجلدية وبعض الأمراض العصبية والنفسية والأرق وأمراض العيون وتصلب الشرايين والكوليسترول وأمراض الكبد وفقر الدم والقروح، ومهم للوقاية من أزمات الربو، ويقوي وينشط الجهاز المناعي للجسم·
والشمع الذي تفرزه شغالات النحل من غدة الأسترنات التي تقع على السطح السفلي لحلقات بطنها، وتخبئ فيه العسل، كان الإنسان قديماً يستعمله في صناعة شموع الإضاءة، وفي الوقت الحاضر يدخل في صناعات عديدة منها صناعات مواد التجميل المختلفة كالكريمات والدهانات والمراهم، ويستخدم في علاج الزكام وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض الجلد·
وصمغ العسل (البروبولس) مادة مضادة للعدوى الجرثومية والالتهابات، وتحمي الأغذية المخاطية في الجسم، ومقوية للجهاز المناعي ومسكنة للآلام ومفيدة لالتهابات المفاصل والحمى الروماتيزمية وتأخر نمو العظام وأمراض الجهاز التنفسي والجلد والجروح والقرحة والتهابات الفم وأمراض الأسنان والعيون، كما يحتوي الصمغ على مضادات الأكسدة التي تساعد في الوقاية من أمراض الإجهاد والتدخين والتلوث البيئي·
وحبوب اللقاح مصدر مهم للفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية والأحماض الدهنية، ومن فوائد حبوب اللقاح أنها تساعد في علاج أمراض الأمعاء واضطرابات القولون والكبد والقلب والدم والجلد والربو وحمى القش والشيخوخة والضعف العام والاكتئاب والسرطان وتضخم البروستات والتعرض للإشعاع، وتقوي جهاز المناعة ومضادة للجراثيم·
سم النحل شفاء لآلام المفاصل
وسم النحل الذي توجد منه نسبة في العسل، عبارة عن سائل أبيض شفاف يخرج من مؤخرة النحلة، حيث تدفعه إلى داخل جسم العدو الذي تلسعه دفاعاً عن نفسها· ويحتوي على عدد من الأحماض الأمينية والمركبات الأخرى المضادة للالتهابات، وقد تبيَّن أنه يمكن أن يساعد في شفاء كثير من الأمراض مثل الروماتيزم وآلام المفاصل والعضلات والتهابات الأعصاب وآلامها والصداع النصفي عرق النسا والأمراض الجلدية وبعض أمراض العيون وتسمم الحمل والإجهاض المتكرر وسلس البول والتسمم الدرقي والملاريا وأمراض المناعة·
وأظهرت دراسات حديثة أن العسل وغذاء ملكات النحل يمكن أن يكونا جزءاً من ترسانة السلاح التي يتم بها محاربة السرطان· فقد أوقفت مجموعة من منتجات عسل النحل نمو الأورام أو انتشارها، ولكن يجب استخدام هذه المنتجات إلى جانب الطرق الطبية المختلفة لعلاج المرض وليس بديلاً لها·
مجلة الدعوة
العدد 2129 | 29 محرم 1429 هـ
أ.د. طلال علي زارع
يستعمل عسل النحل في علاج كثير من الأمراض مثل التهابات العين والحلق والجروح والحروق، وأمراض الأمعاء والقرح وأمراض القلب والكليتين والعظام، وتنشيط الكبد وإزالة السموم، وأمراض الرئة ونزلات البرد والربو والسعال، والضعف العام والهزال وأمراض النساء والسرطان والشلل والأعصاب والأرق والتهاب البروستاتا وغيرها من الأمراض، ويساعد على نمو الأطفال، ويحمي من الكساح ونخر الأسنان، ويفيد العسل في علاج مدمني الخمور، ويعتبر العسل من مصادر الجمال منذ قديم الأزل، فهو يغذي الجلد والشعر· ويوصف العسل اليوم كأحسن علاج لحفظ الجلد ونضارة الوجه، ولإكساب الشعر القوة والجمال· ولكل مرض طريقة مفضلة لتناول العسل، فمثلاً لعلاج التهاب بطانة المعدة تناول ملعقة عسل كبيرة على الريق بدون ماء قبل الإفطار بساعة، ولعلاج القولون العصبي تناول ملعقتين من العسل مذابة في كأس ماء بعد الوجبة الرئيسة بساعتين، ويضاف عسل النحل لكثير من الأدوية حتى يجعل طعمها مقبولاً، ويضاف إلى كوب من الحليب الدافئ قبل النوم للقضاء على الأرق، ويضاف إلى عصير الليمون للوقاية من نزلات البرد وعلاج الكحة والتهاب الحلق·
وتتوالى الأبحاث في جميع أرجاء العالم التي تؤكد على أهمية العسل في علاج كثير من الأمراض، فالعسل طعام طبيعي لـذيذ الطعم مرتفع الطاقة، ويعد مركباً دوائياً يشتمل على مكونات متنوعة لها تأثير علاجي متعدد، وقد عرفه الإنسان منذ أقدم العصور، واكتشف خصائصه الغذائية والعلاجية، واعتبره في مقدمة الأغذية التي يجب أن يعتمد عليها، وقد كرَّم الله تعالى النحل بسورة كاملة في كتابه العزيز فقال الله سبحانه وتعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (69) [النحل]· واعتبر معظم المفسرين أن المقصود بهذا الشراب هو عسل النحل، مع العلم بأن ذكر الشراب مطلقاً يشمل منتجات عديدة تخرج من بطون شغالات النحل ومنعها العسل والغذاء الملكي والشمع والصمغ وحبوب اللقاح وسم النحل· وجميعها مختلف ألوانها ولها خصائص علاجية كثيرة، والتي جمعها القرآن الكريم في كلمة واحدة هي: شراب· وفي الحديث النبوي الشريف: "عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن" رواه ابن ماجه عن عبدالرحمن بن مسعود·
ونحل العسل حشرات مجنحة من جنس أبيس، أصله من آسيا والشرق الأوسط، ولكنه في الوقت الحاضر انتشر في جميع أنحاء العالم ما عدا القطبين الشمالي والجنوبي، ويعد النحل أكثر الحشرات فائدة، ويعيش في مستعمرات كبيرة، وتتألف المستعمرة النموذجية من ملكة واحدة وآلاف الشغالات وبضع مئات من الذكور، ويتميز النحل بحياة اجتماعية معقدة· والعسل سائل عطري سميك القوام حلو المذاق يخرج من بطون النحل، وما هو إلا الرحيق الذي تمتصه شغالات النحل من الأزهار، ثم تقوم بتجهيزه وهضمه ليتحول الرحيق إلى عسل، ثم تخزنه في الخلايا السداسية للأقراص الشمعية لتتغذى عليه·
وتختلف أنواع العسل باختلاف أنواع الأزهار مصدر الرحيق والمنطقة التي يجني منها النحل الرحيق، والعسل الذي يطلق عليه "من كل الأزهار" هو النوع الأكثر انتشاراً من أنواع العسل، والعسل الذي ينتجه النحل في الربيع هو أجود طعماً وأزكى رائحة من العسل المجني في الصيف، ويعد عسل السدر من أشهر أنواع العسل في الجزيرة العربية وأجودها وأغلاها ثمناً، وتنتشر هذه الأشجار في المنطقة الجنوبية الغربية من السعودية واليمن، ويستفاد منها في إنتاج عسل السدر، ويمتاز عسل السدر بمذاقه اللذيذ ونكهته الطيبة، وهو لزج ويتميز عسل السدر الخالص بأنه لا يتجمد أو يتبلور، ومن أنواع العسل الأخرى عسل زهرة البرسيم وعسل زهرة الموالح وعسل زهرة القطن وعسل حبة البركة وعسل المجر وعسل السمر وعسل الطلح وعسل الكافور·
وهناك كثير من الدول تقوم بإنتاج العسل، وتتصدر الصين قائمة الدول الرائدة في إنتاج عسل النحل، تليها أمريكا ثم الأرجنتين وروسيا البيضاء والمكسيك وروسيا وتركيا وأوكرانيا، ويقيم الدكتور كروفت في كتابه "العسل والصحة" أنواع العسل في العالم: فالعسل الهنغاري من أشجار الأكاسيا يتميز بجودته العالية ونقاوته· والعسل الروسي يمتاز بجودته، والأسترالي بنظافته، والأمريكي بخلوه من حبوب اللقاح·
ويذوب العسل في الماء، ويمكن أن يتحبب في درجة حرارة بين 01 و91 درجة، ويميل العسل قليلاً إلى الحمضية، وله خواص مضادة للعفن، وللاستشفاء بالعسل ينبغي أن يكون العسل طبيعياً وغير مغشوش وغير متخمر، ويستخلص بطريقة طبيعية وعدم تعرضه للحرارة المرتفعة والفلترة الشديدة، ومنطقة المناحل بعيدة عن الملوثات ويخزن العسل في عبوات زجاجية صحية، ولا بد أن تكون محكمة الغطاء، وعدم ترك العسل معرضاً للجو حتى لا يمتص الماء من الجو الرطب، وعسل النحل له قدرة فائقة في امتصاص الرطوبة من أي شيء يتصل به، وبالتالي فإن البكتريا تموت في العسل نتيجة امتصاص الرطوبة بالإضافة إلى الخواص العلاجية الأخرى المثبطة لجراثيم·
ويحتوي عسل النحل على مواد سكرية مختلفة أحادية أو ثنائية أو ثلاثية، أهمها سكر الفاكهة (الفركتوز)، وسكر العنب (الجلوكوز)، وسكر القصب (السكروز)، والعسل يزوّد الجسم بالطاقة المطلوبة بسرعة وبطريقة متوازنة مما يجعل الرياضيين يفضلونه عن المواد السكرية الأخرى· ويتصف أيضاً عسل النحل عن المواد السكرية الأخرى بسهولة امتصاص الأمعاء له وبتنشيطها، كما أنه له تأثير مليناً ومهدئاً للأعصاب· ويحتوي العسل على عدد من الفيتامينات والمعادن وبعض الإنزيمات الهاضمة التي تساعد على الهضم والامتصاص، وأهم الإنزيمات الموجودة بالعسل: إنزيم الإنفرتيز وإنزيم الأميليز ، وإنزيم الكاتاليز· وإنزيم الفوسفاتيز· كما يوجد في العسل عدد من الأحماض العضوية المهمة مثل حامض الستريك واللينك والأكساليك والطرطريك والخليك والفورميك· ويحتوي العسل على أصباغ مثل الكاروتين والكلورفيل والزانثوفيل؛ وعلى مواد نكهة ورائحة مثل التبينات والأندهيدات والأستيرات والتانينات؛ وعلى مواد معلقة كحبوب اللقاح والشمع؛ وعلى هرمونات نباتية ومشتقات الأستروجين والبروستاجلاندين ومواد منشطة للجنس ومضادات التأكسد·· ويحتوي عسل النحل على مضادات حيوية مثل الأنترفيرون المضادة للفيروسات والإنهيبين القاتلة للميكروبات·
واستخدم عسل النحل في علاج الأمراض منذ قديم الزمان عند الشعوب المختلفة كالإغريق والهنود والصينيين والعرب· وأمتلأت كتب الطب القديمة بالوصفات التي يدخل في تركيبها عسل النحل بصفة أساسية· قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر، لم يصبه عظيم من البلاء" رواه ابن ماجه عن أبي هريرة، والغدوات جمع غدوة وهي أول النهار·
والغذاء الملكي عبارة عن سائل لبني تنتجه الشغالات من غدد خاصة في مقدمة الرأس، وتستعمله في تغذية الملكة ويرقات النحل الصغيرة، ويحتوي على كثير من الفيتامينات والأملاح المعدنية ومضادات الأكسدة والهرمونات والإنزيمات· ويستعمل الغذاء الملكي في علاج أمراض سوء التغذية والضعف العام والضعف الجنسي وأمراض الشيخوخة والأمراض الجلدية وبعض الأمراض العصبية والنفسية والأرق وأمراض العيون وتصلب الشرايين والكوليسترول وأمراض الكبد وفقر الدم والقروح، ومهم للوقاية من أزمات الربو، ويقوي وينشط الجهاز المناعي للجسم·
والشمع الذي تفرزه شغالات النحل من غدة الأسترنات التي تقع على السطح السفلي لحلقات بطنها، وتخبئ فيه العسل، كان الإنسان قديماً يستعمله في صناعة شموع الإضاءة، وفي الوقت الحاضر يدخل في صناعات عديدة منها صناعات مواد التجميل المختلفة كالكريمات والدهانات والمراهم، ويستخدم في علاج الزكام وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض الجلد·
وصمغ العسل (البروبولس) مادة مضادة للعدوى الجرثومية والالتهابات، وتحمي الأغذية المخاطية في الجسم، ومقوية للجهاز المناعي ومسكنة للآلام ومفيدة لالتهابات المفاصل والحمى الروماتيزمية وتأخر نمو العظام وأمراض الجهاز التنفسي والجلد والجروح والقرحة والتهابات الفم وأمراض الأسنان والعيون، كما يحتوي الصمغ على مضادات الأكسدة التي تساعد في الوقاية من أمراض الإجهاد والتدخين والتلوث البيئي·
وحبوب اللقاح مصدر مهم للفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية والأحماض الدهنية، ومن فوائد حبوب اللقاح أنها تساعد في علاج أمراض الأمعاء واضطرابات القولون والكبد والقلب والدم والجلد والربو وحمى القش والشيخوخة والضعف العام والاكتئاب والسرطان وتضخم البروستات والتعرض للإشعاع، وتقوي جهاز المناعة ومضادة للجراثيم·
سم النحل شفاء لآلام المفاصل
وسم النحل الذي توجد منه نسبة في العسل، عبارة عن سائل أبيض شفاف يخرج من مؤخرة النحلة، حيث تدفعه إلى داخل جسم العدو الذي تلسعه دفاعاً عن نفسها· ويحتوي على عدد من الأحماض الأمينية والمركبات الأخرى المضادة للالتهابات، وقد تبيَّن أنه يمكن أن يساعد في شفاء كثير من الأمراض مثل الروماتيزم وآلام المفاصل والعضلات والتهابات الأعصاب وآلامها والصداع النصفي عرق النسا والأمراض الجلدية وبعض أمراض العيون وتسمم الحمل والإجهاض المتكرر وسلس البول والتسمم الدرقي والملاريا وأمراض المناعة·
وأظهرت دراسات حديثة أن العسل وغذاء ملكات النحل يمكن أن يكونا جزءاً من ترسانة السلاح التي يتم بها محاربة السرطان· فقد أوقفت مجموعة من منتجات عسل النحل نمو الأورام أو انتشارها، ولكن يجب استخدام هذه المنتجات إلى جانب الطرق الطبية المختلفة لعلاج المرض وليس بديلاً لها·
مجلة الدعوة
العدد 2129 | 29 محرم 1429 هـ