هل يسبب ارتفاع الدهون الثلاثية جلطة القلب؟
هل يسبب ارتفاع الدهون الثلاثية جلطة القلب؟
تُعالج بالحمية الغذائية والتمارين الرياضية.. وإنقاص الوزن للمصابين بالسمنة وبالأدوية
خالد النمر
دخل لعيادة القلب رجل في الأربعين من عمره يشتكي من ضيق في التنفس مع ألم في الصدر وعندما عمل الفحوصات من الدهون الثلاثية والكلسترول وفحص الأنزيمات وجهد القلب وما يليها من فحوصات.. اتضح ان الرجل لديه تضيق شديد جداً في الشريان الأمامي للقلب 90% ولم يكن هناك مسبب واضح لطبيبه غير انه يعاني من ارتفاع شديد في الدهون الثلاثية حيث كان مستوى الدهون الثلاثية 15000 ملغ في الديسيلتر!! حيث إن المستوى الطبيعي للدهون الثلاثية هو اقل من 1.7ملمول/لتر وهو ما يعادل اقل من 150ملغ/ديسيلتر .. وحيث ان المرض ليس بنادر فقد وجد أن 40% من السعوديين يعانون من ارتفاع الدهون الثلاثية وأما ارتفاع الكلسترول فوجد في 55% من السعوديين وهي دراسة أجريت على 17000 مواطن سعودي في مناطق المملكة من سن 30- 70سنة على مدى خمس سنوات 1995- 2000 ولأهمية هذا المفهوم ونشر الوعي الصحي عنه لتفادي جلطات القلب سنعرض مفاهيم هامه لأهمية قياس الدهون الثلاثية وأسباب ارتفاعها وعلاجها وسنعرضها على شكل سؤال وجواب لتسهيل المعلومة للقارئ الكريم.
ماهي الدهون الثلاثية؟
الدهون الثلاثية هي مركبات عضوية دهنية يصنَع جزء منها في الجسم ويمتص الجزء الآخر من الطعام ويحتفظ بها لإنتاج الطاقة وهي قد تكون في مجرى الدم جاهزة لإنتاج الطاقة في الخلايا (نسبة قليلة) وما زاد عن حاجة الجسم فيخزنه على شكل شحوم موزعة في مناطق الجسم المختلفة تستدعي عند الحاجة إليها (الغالبية العظمى) وان زادت عن مستواها المقبول فهي قد تتسبب في مشاكل عضوية كثيرة ومن ضمنها المساهمة في انسداد شرايين القلب.
ما هو الذي يرفع الدهون الثلاثية؟
الدهون الثلاثية قد تزيد وتنقص في نفس المريض حسب نوعية الأكل المستهلك مثل السكريات والدهون الحيوانية وقد لوحظ أنها ترتفع فيمن لديهم زيادة في الوزن أو عدم الاستمرار على التمارين اليومية أو التدخين أو بعض الأمراض الوراثية أو تناول الكحول أو بعض الأدوية مثل أدوية حبوب منع الحمل وبعض أدوية الايدز وبعض أدوية علاج سرطان الثدي أو نقص إفراز الغدة الدرقية أو بعض أمراض الكبد والكلى والسكري وأخيراً الوراثة بنقص معين في الإنزيمات التي تتعامل مع هذه الدهون
ما خطورة الدهون الثلاثية؟
على المدى القصير فان الارتفاع الشديد في الدهون الثلاثية أكثر من 800 ملغ/ مل من الممكن أن يسبب التهاب البنكرياس الحاد أو سدد أحد شرايين الشبكية في العين. وفي الغالب تجد عند فحص هؤلاء المرضى أن هذه الدهون مترسبة في الجلد حول العينين والركبتين والظهر ومن العلامات المميزة بعد سحب الدم من هؤلاء المرضى أن تتكون فوق عينة الدم طبقة بيضاء بسبب تجمع الدهون الثلاثية.. اما على المدى البعيد فإن ارتفاع الدهون الثلاثية يزيد جلطات القلب والوفيات المفاجئة بنسبة 4 اضعاف، والجلطات الدماغية ثلاثة اضعاف, ومن المهم التنبيه ان الكلسترول والدهون الثلاثية كل منهما عامل مستقل للإصابة بأمراض شرايين القلب, وكمقارنة بين خطورة ارتفاع الدهون الثلاثية وخطورة ارتفاع الكلسترول فان درجة خطورة ارتفاع الدهون الثلاثية على شرايين القلب اقل من خطر ارتفاع الكلسترول السيئ وهو بالتالي اقل خطورة من نقص الكلسترول الحميد (أي أن نقص الكلسترول الحميد يعتبر اخطر من سابقية) ولكن تظل المسألة نسبية وتتعلق بعوامل متعددة تحد من استخدام هذا المفهوم على إطلاقه والدهون الثلاثية هي ثلاثة أحماض دهنية مرتبطة بجلسرين تستخدم لإنتاج الطاقة في خلايا الجسم أما الكلسترول فهو مركب يشبه مركب الكحول إلى حد ما وإن كان اكثر تعقيداً منه وهو مهم لبناء الخلايا في الجسم وبالذات الجهاز العصبي وبعض الهرمونات والعصارة الصفراء. ويشترك الكلسترول والدهون الثلاثية في عدم ذوبانهما في الدم وعدم وجود طريقة طبيعية لإخراج الزائد عن حاجة الجسم سواء من الجهاز البولي أو الهضمي وكذلك كلاهما يتسبب في زيادة جلطات القلب والرأس وأمراض أخرى إذا زاد عن المستوى الطبيعي في الجسم لفترة طويلة من الزمن وأخيرا كلاهما الكلسترول والدهون الثلاثية يحتاج لناقل يسمى البروتين الدهني من والى الكبد والأمعاء والأنسجة الأخرى.
كيف يمكن علاج ارتفاع الدهون الثلاثية؟
يمكن علاج المرضى المصابين بارتفاع الدهون الثلاثية بالحمية الغذائية والتمارين الرياضية وإنقاص الوزن للمصابين بالسمنة وأخيرا باستخدام الادوية ومن الملاحظ أن مجرد حدوث نقص بسيط في الوزن من الممكن أن يحدث تغيراً كبيراً في مستوى هذه الدهون في الجسم ويوازي في بعض الأحيان تأثير الأدوية على الدهون الثلاثية ويجب التنويه على أن المأكولات البحرية وزيت السمك خصوصاً يساعد على خفض الدهون الثلاثية وبالذات إذا كان تناوله منتظما.
والخلاصة انه ننصح أن تقاس الدهون الثلاثية في جميع من هم فوق العشرين سنة ثم مرة كل خمس سنوات بعد ذلك في الأصحاء وأما المرضى مما ذكر أعلاه فيجب متابعتهم عن قرب حتى يتم التحكم في مستوى الدهون الثلاثية وذلك بعد اتباع الخطة العلاجية المتفق عليها بين المريض وطبيبه.
الرياض
تُعالج بالحمية الغذائية والتمارين الرياضية.. وإنقاص الوزن للمصابين بالسمنة وبالأدوية
خالد النمر
دخل لعيادة القلب رجل في الأربعين من عمره يشتكي من ضيق في التنفس مع ألم في الصدر وعندما عمل الفحوصات من الدهون الثلاثية والكلسترول وفحص الأنزيمات وجهد القلب وما يليها من فحوصات.. اتضح ان الرجل لديه تضيق شديد جداً في الشريان الأمامي للقلب 90% ولم يكن هناك مسبب واضح لطبيبه غير انه يعاني من ارتفاع شديد في الدهون الثلاثية حيث كان مستوى الدهون الثلاثية 15000 ملغ في الديسيلتر!! حيث إن المستوى الطبيعي للدهون الثلاثية هو اقل من 1.7ملمول/لتر وهو ما يعادل اقل من 150ملغ/ديسيلتر .. وحيث ان المرض ليس بنادر فقد وجد أن 40% من السعوديين يعانون من ارتفاع الدهون الثلاثية وأما ارتفاع الكلسترول فوجد في 55% من السعوديين وهي دراسة أجريت على 17000 مواطن سعودي في مناطق المملكة من سن 30- 70سنة على مدى خمس سنوات 1995- 2000 ولأهمية هذا المفهوم ونشر الوعي الصحي عنه لتفادي جلطات القلب سنعرض مفاهيم هامه لأهمية قياس الدهون الثلاثية وأسباب ارتفاعها وعلاجها وسنعرضها على شكل سؤال وجواب لتسهيل المعلومة للقارئ الكريم.
ماهي الدهون الثلاثية؟
الدهون الثلاثية هي مركبات عضوية دهنية يصنَع جزء منها في الجسم ويمتص الجزء الآخر من الطعام ويحتفظ بها لإنتاج الطاقة وهي قد تكون في مجرى الدم جاهزة لإنتاج الطاقة في الخلايا (نسبة قليلة) وما زاد عن حاجة الجسم فيخزنه على شكل شحوم موزعة في مناطق الجسم المختلفة تستدعي عند الحاجة إليها (الغالبية العظمى) وان زادت عن مستواها المقبول فهي قد تتسبب في مشاكل عضوية كثيرة ومن ضمنها المساهمة في انسداد شرايين القلب.
ما هو الذي يرفع الدهون الثلاثية؟
الدهون الثلاثية قد تزيد وتنقص في نفس المريض حسب نوعية الأكل المستهلك مثل السكريات والدهون الحيوانية وقد لوحظ أنها ترتفع فيمن لديهم زيادة في الوزن أو عدم الاستمرار على التمارين اليومية أو التدخين أو بعض الأمراض الوراثية أو تناول الكحول أو بعض الأدوية مثل أدوية حبوب منع الحمل وبعض أدوية الايدز وبعض أدوية علاج سرطان الثدي أو نقص إفراز الغدة الدرقية أو بعض أمراض الكبد والكلى والسكري وأخيراً الوراثة بنقص معين في الإنزيمات التي تتعامل مع هذه الدهون
ما خطورة الدهون الثلاثية؟
على المدى القصير فان الارتفاع الشديد في الدهون الثلاثية أكثر من 800 ملغ/ مل من الممكن أن يسبب التهاب البنكرياس الحاد أو سدد أحد شرايين الشبكية في العين. وفي الغالب تجد عند فحص هؤلاء المرضى أن هذه الدهون مترسبة في الجلد حول العينين والركبتين والظهر ومن العلامات المميزة بعد سحب الدم من هؤلاء المرضى أن تتكون فوق عينة الدم طبقة بيضاء بسبب تجمع الدهون الثلاثية.. اما على المدى البعيد فإن ارتفاع الدهون الثلاثية يزيد جلطات القلب والوفيات المفاجئة بنسبة 4 اضعاف، والجلطات الدماغية ثلاثة اضعاف, ومن المهم التنبيه ان الكلسترول والدهون الثلاثية كل منهما عامل مستقل للإصابة بأمراض شرايين القلب, وكمقارنة بين خطورة ارتفاع الدهون الثلاثية وخطورة ارتفاع الكلسترول فان درجة خطورة ارتفاع الدهون الثلاثية على شرايين القلب اقل من خطر ارتفاع الكلسترول السيئ وهو بالتالي اقل خطورة من نقص الكلسترول الحميد (أي أن نقص الكلسترول الحميد يعتبر اخطر من سابقية) ولكن تظل المسألة نسبية وتتعلق بعوامل متعددة تحد من استخدام هذا المفهوم على إطلاقه والدهون الثلاثية هي ثلاثة أحماض دهنية مرتبطة بجلسرين تستخدم لإنتاج الطاقة في خلايا الجسم أما الكلسترول فهو مركب يشبه مركب الكحول إلى حد ما وإن كان اكثر تعقيداً منه وهو مهم لبناء الخلايا في الجسم وبالذات الجهاز العصبي وبعض الهرمونات والعصارة الصفراء. ويشترك الكلسترول والدهون الثلاثية في عدم ذوبانهما في الدم وعدم وجود طريقة طبيعية لإخراج الزائد عن حاجة الجسم سواء من الجهاز البولي أو الهضمي وكذلك كلاهما يتسبب في زيادة جلطات القلب والرأس وأمراض أخرى إذا زاد عن المستوى الطبيعي في الجسم لفترة طويلة من الزمن وأخيرا كلاهما الكلسترول والدهون الثلاثية يحتاج لناقل يسمى البروتين الدهني من والى الكبد والأمعاء والأنسجة الأخرى.
كيف يمكن علاج ارتفاع الدهون الثلاثية؟
يمكن علاج المرضى المصابين بارتفاع الدهون الثلاثية بالحمية الغذائية والتمارين الرياضية وإنقاص الوزن للمصابين بالسمنة وأخيرا باستخدام الادوية ومن الملاحظ أن مجرد حدوث نقص بسيط في الوزن من الممكن أن يحدث تغيراً كبيراً في مستوى هذه الدهون في الجسم ويوازي في بعض الأحيان تأثير الأدوية على الدهون الثلاثية ويجب التنويه على أن المأكولات البحرية وزيت السمك خصوصاً يساعد على خفض الدهون الثلاثية وبالذات إذا كان تناوله منتظما.
والخلاصة انه ننصح أن تقاس الدهون الثلاثية في جميع من هم فوق العشرين سنة ثم مرة كل خمس سنوات بعد ذلك في الأصحاء وأما المرضى مما ذكر أعلاه فيجب متابعتهم عن قرب حتى يتم التحكم في مستوى الدهون الثلاثية وذلك بعد اتباع الخطة العلاجية المتفق عليها بين المريض وطبيبه.
الرياض