ما هـو الوقـت المنـاسـب لفحـص نظــر الطــفل؟
ما هـو الوقـت المنـاسـب لفحـص نظــر الطــفل؟
لتدارك المشاكل الصحية مبكراً..
د. عبدالمجيد محمد المنـــصور
الكثير منا يتساءل عن الوقت المناسب لفحص طفله.. وخصوصاً في حال أن الطفل لا يشكو من أي عرض أو نقص بالرؤية..
يجب على الأهل الكشف عما إذا كان هناك أي أمراض أو مشاكل قد تتسبب في تدهور النظر للطفل في المستقبل وحرمانه من أهم النعم التي أنعم الله بها عليه وهي نعمة البصر.. يجب على أولياء الأمور إدراك المسؤولية التي تكمن على عاتقهم والقيام بمتابعة وفحص النظر لأبنائهم حتى لا يندم الوالدان في المستقبل، وذلك بالتسبب في حرمان الطفل من نعمة البصر التي كانوا هم السبب بإهمالهم في فقدانها لا سمح الله، كلما كان الكشف مبكراً كان العلاج أسهل وأسرع.
في هذا الزمن، لا يكاد يخلو منزل من وجود أجهزة ذكية تكون في أيدي أطفالنا معظم ساعات اليوم.. وهذه الأجهزة قد تؤدي إلى الكثير من المشاكل لأبنائنا ومنها، المشاكل المتعلقة بالرؤية وحدة الإبصار. هناك الكثير من الأطفال توجد لديهم مشاكل بصرية ناتجة من هذه الأجهزة لا يستطيع الأهل اكتشافها إلا من خلال شكوى المعلم في السنة الأولى من الدراسة وبعد ذلك يقومون بإحضار ابنهم إلى عيادة العيون..
في سن الثلاث سنوات يجب على الأهل إحضار الطفل والتأكد من سلامة العينين، لأن الحدة البصرية للطفل تكون قاربت على اكتمال النمو.. وأصبح الطبيب قادراً على فحص حدة الإبصار لدى الطفل واكتشاف ما إذا كان يعاني من أي مشاكل بالرؤية سواء نقصاً بالنظر، أم طولاً في النظر، أم انحرافاً (استقيماتزم)..
على أولياء الأمور الاستماع إلى مشاكل أبنائهم بكل جدية وعدم الاستهتار في شكوى الطفل، لأن الكثير من الأباء يعتقد أن الابن يقوم بهذه الشكوى من أجل جذب الاهتمام إليه فقط، والتركيز عليه، خصوصاً حينما يشعر الوالدان بأنهم مهملون في حق ابنهم، وهذا الإهمال من قبل الوالدين وعدم المبالاة تجعلهم يشعرون أن الابن يود لفت النظر والاهتمام!
أكثر المشاكل الخفية والمخيفة التي تكمن خلف إهمال فحص الأطفال وجود ما يسمى بكسل العين، والذي يصعب أو يستحيل علاجه بعد سن 7 سنوات حسب ما ذكرته كثير من الأبحاث والمجلات العلمية.. ولا يمكن اكتشاف كسل العين إلا في العيادة من قبل دكتور البصريات طبيب عيون.
كسل العين هو وجود فرق في حدة الإبصار بين العينين بمعنى أن هناك عين تبصر أقوى من العين الأخرى، وكسل العين تكمن صعوبته في استحالة علاجه بأي من هذه الحلول: النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة أو العمليات الجراحية.
ومن أهم الأسباب المؤدية لكسل العين مايلي:
السبب الأول:
وجود اختلاف في درجات قصر النظر أو طول النظر أو الانحراف (الاستيقماتزم).. وأعتقد أن هذا السبب هو الأهم وذلك لعدم وجود علامات واضحة يتمكن الوالدان من اكتشافها لعدم وجود أعراض كالحول في العينين أو احمرارها أو غير ذلك.. وهذا الاختلاف لن يتحسس الطفل منه بشكوى للأهل لأنه لا يعلم أنه بإمكانه رؤية أفضل من ذلك، وهذا سيجعل الطفل يعتمد على العين التي تمتلك أقل مشاكل بصرية من العين الأخرى.. وهذا الاعتماد الممتد لسنوات سيجعل العقل يعتقد أن هذا النظر هو النظر الطبيعي الذي يجب أن يراه فقط.. ولكن لو تمت معالجة هذا الأمر مبكراً وقبل سن 7 سنوات لتغير مجرى الأمور إلى الأفضل والطبيعي بإذن الله تعالى.
السبب الثاني:
وجود حول في إحدى العينين، وهذا سيجعل الطفل يعتمد بالنظر على العين السليمة، وإهمال العين الأخرى التي يوجد فيها الحول.. وهذا النوع اكتشافه من قبل الأهل أسهل من النوع الأول لوجود علامة واضحة في الطفل.. وفي حال لم يتم علاجه قبل سن 7 سنوات من الممكن أن يؤدي إلى كسل العين..
السبب الثالث:
وجود عتامة في عدسة العين منذ الولادة مثل: وجود الماء الأبيض (الساد) وفي حال تم ترك الماء الأبيض ولم يسحب من العين قد يؤدي لانسداد في قنوات تصريف السائل داخل العين وذلك سيعمل على ارتفاع في ضغط العين ومن ثم إلى فقدان البصر بأكلمة.. والنتيجة إن لم تكن فقدان للبصر سيكون هناك كسل في العين.. كان الحل في المتناول لو تمت متابعة الطفل والكشف عليه منذ الصغر والاعتناء به..
لذا أنبّه الجميع على ضرورة العناية والاهتمام بالأبناء وذلك بعد رؤية ما قد يؤدي إليه الإهمال وعدم متابعتهم وفحصهم أثناء فترة الطفولة وعدم الإنصات لمشاكلهم في حال طرحها وأخذها بعين الاعتبار.. وتذكروا دائماً أن الوقاية خير من العلاج، و دينار وقاية خير من قنطار العلاج.
مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة..
الرياض
لتدارك المشاكل الصحية مبكراً..
د. عبدالمجيد محمد المنـــصور
الكثير منا يتساءل عن الوقت المناسب لفحص طفله.. وخصوصاً في حال أن الطفل لا يشكو من أي عرض أو نقص بالرؤية..
يجب على الأهل الكشف عما إذا كان هناك أي أمراض أو مشاكل قد تتسبب في تدهور النظر للطفل في المستقبل وحرمانه من أهم النعم التي أنعم الله بها عليه وهي نعمة البصر.. يجب على أولياء الأمور إدراك المسؤولية التي تكمن على عاتقهم والقيام بمتابعة وفحص النظر لأبنائهم حتى لا يندم الوالدان في المستقبل، وذلك بالتسبب في حرمان الطفل من نعمة البصر التي كانوا هم السبب بإهمالهم في فقدانها لا سمح الله، كلما كان الكشف مبكراً كان العلاج أسهل وأسرع.
في هذا الزمن، لا يكاد يخلو منزل من وجود أجهزة ذكية تكون في أيدي أطفالنا معظم ساعات اليوم.. وهذه الأجهزة قد تؤدي إلى الكثير من المشاكل لأبنائنا ومنها، المشاكل المتعلقة بالرؤية وحدة الإبصار. هناك الكثير من الأطفال توجد لديهم مشاكل بصرية ناتجة من هذه الأجهزة لا يستطيع الأهل اكتشافها إلا من خلال شكوى المعلم في السنة الأولى من الدراسة وبعد ذلك يقومون بإحضار ابنهم إلى عيادة العيون..
في سن الثلاث سنوات يجب على الأهل إحضار الطفل والتأكد من سلامة العينين، لأن الحدة البصرية للطفل تكون قاربت على اكتمال النمو.. وأصبح الطبيب قادراً على فحص حدة الإبصار لدى الطفل واكتشاف ما إذا كان يعاني من أي مشاكل بالرؤية سواء نقصاً بالنظر، أم طولاً في النظر، أم انحرافاً (استقيماتزم)..
على أولياء الأمور الاستماع إلى مشاكل أبنائهم بكل جدية وعدم الاستهتار في شكوى الطفل، لأن الكثير من الأباء يعتقد أن الابن يقوم بهذه الشكوى من أجل جذب الاهتمام إليه فقط، والتركيز عليه، خصوصاً حينما يشعر الوالدان بأنهم مهملون في حق ابنهم، وهذا الإهمال من قبل الوالدين وعدم المبالاة تجعلهم يشعرون أن الابن يود لفت النظر والاهتمام!
أكثر المشاكل الخفية والمخيفة التي تكمن خلف إهمال فحص الأطفال وجود ما يسمى بكسل العين، والذي يصعب أو يستحيل علاجه بعد سن 7 سنوات حسب ما ذكرته كثير من الأبحاث والمجلات العلمية.. ولا يمكن اكتشاف كسل العين إلا في العيادة من قبل دكتور البصريات طبيب عيون.
كسل العين هو وجود فرق في حدة الإبصار بين العينين بمعنى أن هناك عين تبصر أقوى من العين الأخرى، وكسل العين تكمن صعوبته في استحالة علاجه بأي من هذه الحلول: النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة أو العمليات الجراحية.
ومن أهم الأسباب المؤدية لكسل العين مايلي:
السبب الأول:
وجود اختلاف في درجات قصر النظر أو طول النظر أو الانحراف (الاستيقماتزم).. وأعتقد أن هذا السبب هو الأهم وذلك لعدم وجود علامات واضحة يتمكن الوالدان من اكتشافها لعدم وجود أعراض كالحول في العينين أو احمرارها أو غير ذلك.. وهذا الاختلاف لن يتحسس الطفل منه بشكوى للأهل لأنه لا يعلم أنه بإمكانه رؤية أفضل من ذلك، وهذا سيجعل الطفل يعتمد على العين التي تمتلك أقل مشاكل بصرية من العين الأخرى.. وهذا الاعتماد الممتد لسنوات سيجعل العقل يعتقد أن هذا النظر هو النظر الطبيعي الذي يجب أن يراه فقط.. ولكن لو تمت معالجة هذا الأمر مبكراً وقبل سن 7 سنوات لتغير مجرى الأمور إلى الأفضل والطبيعي بإذن الله تعالى.
السبب الثاني:
وجود حول في إحدى العينين، وهذا سيجعل الطفل يعتمد بالنظر على العين السليمة، وإهمال العين الأخرى التي يوجد فيها الحول.. وهذا النوع اكتشافه من قبل الأهل أسهل من النوع الأول لوجود علامة واضحة في الطفل.. وفي حال لم يتم علاجه قبل سن 7 سنوات من الممكن أن يؤدي إلى كسل العين..
السبب الثالث:
وجود عتامة في عدسة العين منذ الولادة مثل: وجود الماء الأبيض (الساد) وفي حال تم ترك الماء الأبيض ولم يسحب من العين قد يؤدي لانسداد في قنوات تصريف السائل داخل العين وذلك سيعمل على ارتفاع في ضغط العين ومن ثم إلى فقدان البصر بأكلمة.. والنتيجة إن لم تكن فقدان للبصر سيكون هناك كسل في العين.. كان الحل في المتناول لو تمت متابعة الطفل والكشف عليه منذ الصغر والاعتناء به..
لذا أنبّه الجميع على ضرورة العناية والاهتمام بالأبناء وذلك بعد رؤية ما قد يؤدي إليه الإهمال وعدم متابعتهم وفحصهم أثناء فترة الطفولة وعدم الإنصات لمشاكلهم في حال طرحها وأخذها بعين الاعتبار.. وتذكروا دائماً أن الوقاية خير من العلاج، و دينار وقاية خير من قنطار العلاج.
مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة..
الرياض