• ×
admin

الـرجفـان الأذيني.. من أكثر الاخـتلالات الكهربائية انتشاراً خصوصاً مع التقدم في السن

الـرجفـان الأذيني.. من أكثر الاخـتلالات الكهربائية انتشاراً خصوصاً مع التقدم في السن
مرض من السهل تشخيصه وعلاجه

إعداد: د. خـالد عبد الله النمر

الرجفان الأذيني هو أحد أنواع الخفقان (غير المنتظم) الذي يزداد حدوثه مع التقدم في السن ولكنه أيضاً يحدث في الشباب من الرجال والنساء، وهو ينشأ بسبب تشكل وانتقال عشوائي للنبضات الكهربائية من الأذينين وهما الحجرتان العلويتان في القلب مما يؤدي إلى انقباضات عشوائية وغير منتظمة لخلايا الأذينين وبالتالي ينتقل ذلك إلى البطينين بصورة عشوائية وغير منتظمة ولكنه أبطأ بكثير بسبب وجود فلتر كهربائي (عقدة أذينية بطينية) بين حجرات القلب العلوية والسفلية وخطورته تكمن في أن عدم إتمام انقباض الأذينين قد يسبب نشأة خثرة دموية في الأذين الأيسر، والتي قد تنتقل مع الدورة الدموية إلى أي مكان في الجسم فقد تكون السبب في حصول جلطة دماغية أو معوية أو في الساقين أو الذراعين...ويزداد ذلك كلما كان سن المريض فوق السبعين سنة أو لديه سكري أو ضغط مزمن أو جلطة سابقة أو ضعف في القلب. وأما أسباب الرجفان الأذيني فمتعددة منها ما يتعلق بالقلب مثل أمراض شرايين القلب أو ضعف عضلة القلب أو تضخمها، ومنها ما يتعلق بصمامات القلب تضيقاً أو ارتجاعاً، ومنها ما يتعلق بعدم التحكم بالضغط، ومنها ما يتعلق بالأمراض الحادة سواء كانت تتعلق بالقلب أو الأعضاء الأخرى مثل التهاب الرئة الحادة وبالذات في كبار السن المدخنين أو حوادث السيارات وبالذات عند عدم ربط حزام الأمان واصطدام القفص الصدري بعجلة القيادة وتهشم الجدار الأمامي للقفص الصدري وتأثر عضلة القلب بذلك لأنها تقع خلف عظمة القفص مباشرة .... وفي بعض الحوادث قد يحصل لعضلة القلب كدمة أو تهتك أو نزيف أو تمزق .... ومن ضمن الاختلالات التي تحدث في مثل هذه الحالات هو الرجفان الأذيني للقلب......وكذلك حالات تسمم الدم عند دخول المريض للعناية المركزة أو الفشل الكلوي الحاد مع اختلال أملاح الدم أو جلطات الدماغ الحادة أو جلطات القلب الحادة أو جلطات الرئة الحادة أو جلطات الأمعاء في كبار السن أو اختلال الغدة الدرقية نشاطاً أو خمولاً .... ومن الحالات المشهورة للرجفان الأذيني هو حالات تسمم غاز أول أكسيد الكربون في الناجين من الحرائق أو المسعفين أو من يتعرضون لذلك الغاز في المخيمات المغلقة في الشتاء أثناء اشتعال الحطب..... وكذلك من المشهور في أميركا حصوله في الإجازات وبعد الإفراط في تناول المشروبات الكحولية..... ومن الأسباب التي يغفل عنها كثير من الأطباء هو انقطاع النفس الليلي.... وفي كثير من الأحيان بعد إجراء جميع الفحوصات لا يتضح سبب معين وبالذات في فئة الشباب.

خطورته

الرجفان الأذيني يعني ميكانيكياً عدم انقباض الأذينين وبالتالي ركود الدم وتخثره فيهما، وبالتالي تكوين جلطة متحركة وسواء كان هذا الرجفان دائماً أو متقطعاً فإنه إذا دام أكثر من ثمان وأربعين ساعة يزيد من احتمالية الإصابة بالجلطة الدماغية، خصوصاً إذا كان المريض فوق السبعين سنة ولديه ضغط أو سكري أو ضعف في القلب أو جلطة سابقة.... وقد تكون الجلطة في أماكن أخرى غير الدماغ مثل الأرجل أو الأمعاء..... ومن خطورته أيضاً تجمع السوائل في الرئتين خصوصاً في من لديهم صعوبة في ارتخاء عضلة القلب مهما كان المسبب لذلك..... وكثير من المرضى المصابين بالرجفان الأذيني غير المتحكم به يأتون إلى العيادة يشتكون من أعراض فشل القلب مثل ضيق التنفس عند المشي وانتفاخ الأرجل والقيام من النوم بسبب ضيق التنفس وعدم القدرة على النوم أفقياً.

تشخيص الرجفان الأذيني

يتم تشخيصه بسهولة عند فحص المريض ويؤكد ذلك الانطباع تخطيط القلب الكهربائي، ولكن من المهم معرفة سبب الرجفان الأذيني وذلك بإجراء فحوصات الدم مثل هرمون الغدة الدرقية وعلامات الالتهاب وكذلك عمل فحص القلب بالموجات فوق الصوتية وإذا كان المريض حالته مستقرة في العيادات الخارجية وكان الرجفان متقطعاً فيطلب الطبيب تسجيل ضربات القلب مدة 24 ساعة أو 48 ساعة، وكذلك تستخدم لتأكيد فاعلية الدواء والتحكم بالنبضات.

العلاج

أولاً خفض سرعة الرجفان الأذيني عن طريق عدة أدوية معروفة للأطباء، أما إذا كان المريض لديه هبوط ضغط أو ألم شديد أو ارتشاح سوائل في الرئتين فيتم استخدام العلاج الكهربائي بشروط معينة. ثانياً: معرفة السبب المرضي للرجفان الأذيني. ثالثاً: استعمال مسيلات الدم لمنع تكون الخثرات الدموية في الأذين الأيسر وبالتالي الوقاية من الجلطات المحتملة وذلك بشروط معروفة عند الأطباء، وليس الأمر على إطلاقه. رابعاً: تحويل الرجفان الأذيني إلى نظام القلب الطبيعي إما بالأدوية أو عن طريق استخدام الصدمة الكهربائية للقلب أو بالكي الكهربائي، ولذلك تفاصيل علمية دقيقة ليس هذا موضع عرضها.

والخلاصة أن الرجفان الأذيني من أكثر الاختلالات الكهربائية انتشارًا وخصوصاً مع التقدم في السن، وهو مرض من السهل تشخيصه وعلاجه ولكنه يحتاج إلى تعاون تام بين الطبيب والمريض ومن يرعى ذلك المريض.

أدام الله عليك لباس الصحة.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  7538